محمود جلبوط
الحوار المتمدن-العدد: 2174 - 2008 / 1 / 28 - 09:13
المحور:
القضية الفلسطينية
كان يجلس على حافة الأحلام لما تدلت نجمة إليه من نافذة السماء المنفتحة على حلمه الفلسطيني لتسأله:مابال الألم قد احتل قلبك مع أن الوسع المتبقي فيه أضيق من يتسع له حتى كاد نقاؤه المعهود يتعكر؟
يجيبها:لأن الحافة تمتليء ومنذ أن غزاها الغول لغطا وصياحا وعهرا وحروبا بين الإخوة ومآسي أخذت مني كل ما سعيت إليه طوال حياتي , وخسرت فيها روحي وضاق قلبي وطار حلمي وأدركت الآن وفقط الآن أن جسمي كله وليس نصفه مشلولا .
وقال لها: يزعم كل من هؤلاء الإخوة الحمقى أحقيته في إدارة السجن الكبير , فهل يسمعون هؤلاء الطرشان نحيب الثكالى للقتلى الجوعى وصرخات الأمهات والخوف التائه في عيون أطفال الحجارة ؟ أنا جالس على زاوية الأنين بعد أن سقط الحلم على ركام المرضى والجوعى ينتظرون عند المعابر هربا من الظلمة التي حولت كل الحياة العربية والضمير العالمي إلى سديم . أتكيء حافة الأفق لأن العقل العربي كله أصابه الجنون , وتربع الليل على عرش نهار حاضرهم . أنا قاعد على حافة الزمن الذي جن , فهل حقا ستتخلي عني وعن حلمي وتتركيني نهما للغول فيسود عالمي الكابوس؟ إذا أنا هنا جالس على حافة الظلام أنتظر ملاك الموت لعله لا يراني إن هو بحث عني وسط السديم فأنا قد كرهت البقاء.
ما تعودنا الحكيم منذ نعومة أظفارنا إلا غزالا يمخر عباب السماء رشيقا مجندلا بالأحلام يمد عنقه يعانق عنق السماء , ومن حلمه ومن دفء قلبه الذي صمت بالأمس سننتصر على الغول ونتجاوز السديم وسيبزغ الفجر الفلسطيني الذي ننحاز إليه , فلسطين ديموقراطية علمانية واحدة.
#محمود_جلبوط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟