ماذا لو استولى الإخوان المسلمون على الحكم بمصر ؟؟

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2167 - 2008 / 1 / 21 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإسلام هو الحل !!! هذا هو شعار برنامجهم الذي يدغدغون به مشاعر الفقراء و المسحوقين..

قلائل هم من يتذكر التصريحات الرسمية لجبهة الإنقاذ الإسلامي الجزائرية عندما كانت قاب قوسين أو أدنى من الوصول للقصر الرئاسي وحكم البلاد بعد أن اكتسحت المجالس البلدية ، فقد أعلنها "علي بلحاج" الرجل الثاني بالفم المليان سنة 1990 في تجمع بملعب 05 يوليوز بالعاصمة الجزائرية أمام حشد من المناصرين غصت بهم جنبات الملعب، وبقي آلاف من الأنصار خارج المدرجات لعدم تمكنهم من إيجاد مكان داخل الملعب للاستماع "لعلي بلحاج" و "عباسي مدني"...في خطبهما النارية الرشاشة ...

في هذا التجمع الحاشد قال "بلحاج" إن من أولى أولوياتنا و أسبق أسبقياتنا هو تحرير فلسطين و كل فلسطين من اليهود.
ولما سألوه كيف ستحررون فلسطين وكل فلسطين يا " بلحاج" و أنتم على بعد 6000 كلم من القدس؟؟
فرد، سنعبر بلدا بلدا، مدينة مدينة، قرية قرية بمئات الآلاف من المتطوعين المسلحين الذين سيتكلف الجيش بتدريبهم على السلاح في أماكن خاصة .
ولما سألوه وماذا لو رفضت يا "بلحاج" أنظمة تلك البلدان ومنعت عبوركم لأراضيها لتتوجهوا نحو فلسطين لتحريرها كلها ؟؟
فرد "علي بلحاج" سنحارب ذلك النظام الذي رفض عبورنا لأراضيه ومنعنا من التوجه للجهاد و سنقتلع شوكته و سنطيح به ولو لزمنا ذلك قرنا من الزمن!!!.
انظروا كيف يفكر قيادي ونائب رئيس التنظيم، يفكر بالحروب الطويلة عوض أن يفكر بالتنمية و تحسين الأوضاع المعيشية للشعب وتوفير المناخ الجيد للإبداع وصقل المواهب ، علي بلحاج يفكر في حروب يتحملها الشعب لكي يصل للحدود المصرية الإسرائيلية ليبدأ حربا جديدة مع اليهود وهم على بعد 6000 كلم، أمثال هؤلاء لا تهمهم نتائج الحروب فالدماء و القتال والأشلاء تشكل ركنا أساسيا من فكرهم و ايديولجيتهم.
هذا ما صرحت به قيادة جبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية البعيد شعبها بمئات الأميال عن تل أبيب فماذا هي فاعلة عصابة عاكف وهي على مقربة من غزة هاشم وأم الرشراش التي كانت محطة يستريح فيها الحجيج ؟؟ سيعلنونها حربا في الشهر الأول من حكمهم و سيطالبون بمدينة "ايلات" أو "أم الرشراش" سابقا كمنطقة مصرية مثبتة بالخرائط و المستندات قبل سنة 1906 بموجب فرمان عثماني رسم الحدود المصرية الفلسطينية، ستتحرك طوابير المتطوعين باتجاه الشرق لتحرير فلسطين ورمي اليهود في البحر و في النهاية ستكون كارثة عظمى لا قدر الله عل مصر و شعب مصر، سيبحث الجياع عن الطعام في القمامة، و هذا ما لا نريده للشعب المصري الذي ستكون معاناته مخيفة إن تمكن الدجل و الجهل من الاستيلاء على الحكم.
الإسلام هو الحل !!! هذا هو شعار برنامجهم الذي يدغدغ به الغربان مشاعر الفقراء و المسحوقين..

الإخوان المسلمون يحكمون مصر!!!
نعم، إنها من السيناريوهات المخيفة والمحتملة، أن يتربع الإخوان على حكم بلد يتجاوز عدد سكانه السبعين مليون نسمة كمصر، و قد يتكرر النموذج الإيراني عندما عاد الخميني من منفاه بباريس في فبراير 1979 ليضع حدا لنظام الشاه "محمد رضا بهلوي" و التي عرفت البلاد في عهده أزمة اقتصادية حادة عانى منها السواد الأعظم من الشعب الإيراني والذي كان بمثابة غريق يبحث عن قطعة حطب لتنقذه من الغرق فاستغل الخميني الوضع و ركب على معاناة و آلام الشعب الإيراني ليعود إلى طهران كمنقذ لهذا الشعب من أزماته التي كان سببها نظام الشاه الفاسد ..فكانت النتيجة حربا مفزعة مع العراق تسببت في مقتل و إعطاب أكثر من ثلاثة ملايين من البشر و اقتصاد في الحضيض، ومشاكل اجتماعية لا حصر لها، و تهديدات متواصلة لجيرانه.
عدم وصول الإخوان للحكم يدخل في استراتيجية واشنطن لكن واشنطن قد تنفلت الأمور من يديها وقد ترضى بالتعامل مع واقع تفرضه المستجدات و الظروف القاهرة، فالبيت الأبيض ليس هو من يقول دائما للشيء كن فيكن كما يظن البعض ..فمن يعطي شهادة حسن السيرة للقذافي وللنظام السعودي قد يعطيها لعاكف و لهنية و نجادي ...

ماذا لو عمل الإخوان بمصر على استغلال أوضاع آلاف اليائسين الذين تزداد أعدادهم يوم بعد يوم ممن ملوا الحياة بسبب سياسات النظام المصري التي أدت إلى المزيد من الفقر و البطالة والفساد و الجهل؟؟ طوابير من المتذمرين المسلوبة عقولهم يرون في تنظيم الإخوان البديل القادر على تحسين حياة المصريين و إنقاذهم من نظام يرون فيه السبب لمعاناتهم و أوجاعهم، مظاهرة بسيطة في قرية صغيرة من ورائها الإخوان قد تكون بمثابة الشرارة الأولى التي ستتبعها حرائق مهولة وغضب شعبي عارم ستدفع بالأسرة المالكة لمغادرة البلاد نحو السعودية تفاديا لمثل ما حصل للرئيس الروماني نيكولاي تشاوسيسكو، فلو تمكنت الجماهير من الحصول على جثة حاكمها ستمزقها بأسنانها ستنهشها بأظفارها، ستخفي ملامحها في رمشة عين انتقاما لم فعله فيها وحرمانها من أبسط مقومات الحياة...
ولهذا سيفر العميل الوهابي لديار بني وهاب بعد انتهاء دوره ليتولى من بعده العمالة حاكم آخر يقدم البيعة والولاء لأمراء آل سعود وشيوخ بني وهاب ...

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات