أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - مسرحية أشواك السلام














المزيد.....

مسرحية أشواك السلام


عقيدي امحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2166 - 2008 / 1 / 20 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


في جوا بهيج عرفت القاعة المتعددة النشاطات بدار الثقافة نوار بوبكر بولاية ام البواقي عرض مسرحية أشواك السلام للمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران ، ويندرج هذا ضمن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ، حيث أقتبس نصها مراد سنوسي عن توفيق الحكيم وأخرجها عزري غوتي . وأدى ادورها كل من فوزية بوشارب ، نادية جبيلي ، حيمور محمد ، بلقايد عبد القادر ، سمير بوعناني ، حمودة البشير ، بلكروي عبد القادر ، حشماوي إبراهيم ، كلوشة علي .
بإضاءة خافتة يظهر إبن محافظ الشرقية على خشبة المسرح قائلا انه يبحث على السلام ، وبين البحث على السلام والغوص في عالم السياسة تتطور أحداث المسرحية الشيقة التي كتبها توفيق الحكيم في 1957 أي في أوج فترات الحرب الباردة التي فصلت بين المعسكرين الشرقي والغربي ورغم مرور 50 سنة على كتابة النص الاصلي لكن مزال امم بأسرها تعيش صراعات ونزعات سببها التعنت والتشبث بالأفكار وعدم الاتصال ، وهذا ماجاء به النص المسرحي لمسرحية أشواك السلام حيث ابن محافظ الجهة الغربية شاب جعل من الدفاع عن فكرة السلام في العالم رسالة لحياته ، وخلال تواجده بشاطئ المدينة ، استمع صدفة لحديث ساخن جمع فتاة مع مجموعة من صديقتها ، الامر كان يتعلق بالحماة وأحسن الطرق لمجابهتها الفتاة التي لفتت انتباه الشاب دافعت عن ضرورة اعتماد الحب كأحسن وسيلة لضمان حياة عائلية سعيدة، موقف الفتاة وحماسها في الدفاع عن أفكارها كانا لهما أثر بالغ على ابن محافظ الشرقية والذي بادر بمحاولة التعرف أكثر على الفتاة لقاءين فقط كافيين للشابين لكي يكتشفان أنهما يتقاسمان الكثير من القيم المثل والأفكار هذا ما دفع بهما لاعتماد وبسرعة فائقة فكرة الزواج .
محافظ الجهة الغربية اكتشف في لقاء ابنه ببنت محافظ الشرقية ، مكيدة مدبرة تحركها ، أيادي خفية ، ولا مكان للصدفة في مثل هذا الأحوال نفس الفكرة خلص اليها أب الفتاة وقرارا المحافظان وكل من جهته تأجيل موعد الزواج الى غاية التحري في القضية والقيام بتحقيق بوليسي معمق مع العمل على زرع بذور الشك والشوك في طريق الخطيبين هكذا جاءت الفكرة الدرامية للنص أما على خشبة المسرح الجميلة بديكور رائع جسده الأستاذ زعبوبي عبد الرحمان .
وهذا ماجعل المخرج يتحكم في لعبة الايقاع التي سارت على حسب أحداث المسرحية فالديكور ، والأداء ، واللغة التي سجلت أثر عميق في نفوس المتطلعين للفن الرابع ، الذين تحدثو عن المسرحية التي مكنتهم من الاطلاع على معلومات جديدة ، واكسبتهم مفاهيم حديثة في مجال المسرح بما يخدم رؤيتهم الفنية والإخراجية ، ويساهم في تأصيل تجاربهم وترسيخها والعمل على تطويرها .
وقبل التعرف على مسرحية أشواك السلام نتوقف قليلا أمام ثراء ذلك النص الذي صاغ منه عزري غوتي فانتازيا بارعة تهدف إلى استبعاد التوهمات والقيم البالية الراسخة في الأذهان ، الرؤى الفكرية والفنية فياضة لا تحكمها حدود ، احتفظ المؤلف مراد السنوسي في داخلها بلا شكلية الواقع الهاربة بلا نهاية ، دوافع الشخصيات معقدة لدرجة كبيرة نعايش معها توترا متصاعدا يبحث في طبيعة الواقع وحقائقه النسبية التي لا سبيل الى معرفتها ومع ذلك يلامس القارئ ثنائية الغموض والوضوح التي يبعثها التدخل بين الحق والباطل هذه الأفكار العميقة التي بلورتها حوارات متدفقة ومونولوجات ساخنة أداها طاقم المسرحية بانفعال قوي فأستطاعو الدخول الى عالم ستانسلافكي وذاب تماما في أعماقه ، وامتدت أمواج مشاعرهم لتغطي تلك المساحة الذهبية التي زادتها الرؤية الإخراجية جمالا ووضوحا فإذا كانت هذه النوعية من المسرحيات تحاول أن تسقط الصراعات والأقنعة عن وجه الحياة فلا شك أن تقنياتها الجمالية تسعى إلى تخليص المسرح من الزيف والتشويه باسم الفن الجميل .
تتداخل الدوائر وتضيق المسافة بين محافظ الجهة الشرقية ، ومحافظ الجهة الغربية يبعثه خداع كل منهم لذاته وللآخرين لتصبح النتيجة هي الدخول الحتمي في أعماق لعبة أبدية تشبه الظلال أو الخيالات التي تظهر وتختفي دون أن يكون لها قوام أو ثبات أو وضوح .
والاهم في هذا المضمار ، ليس في قدرة عزري غوتي على طرح ذلك الفكر الوجودي ذي المسحة الإنسانية ، وإنما في توازي عمق هذا الفكر مع جماليات اللغة المسرحية التي طرحته ، التي برع في إنشائها تجسيدات سمعية مرئية ، مظهرت الانهيارات الكبرى وقد جاء إنشاء الشكل في الفضاء نحو الاتجاه " مابعد الحداثي " وذلك من حيث لغته المسرحية ، والأساليب الانفعالية والتمردية فبدأ معه هذا الفضاء مشتملا على نظام متعدد المستويات في أبنيته ، وكأنه في حالة فوضى لكنها " منظمة " في السياق وبمعنى أخر فإن كل مستوى يظهر جماليا في تمظهر مساره لجهة بناء معماره ودلالاته اللتين لم تخلوا في أشتمالهما على أطروحات فكرية متعددة عميقة ، تستنطق حيرة وأسئلة الإنسان في الوجود والكون ، وفيما تخبئه نفسه في أغوارها السحيقة .






#عقيدي_امحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداوي بالأعشاب في توات
- مسرحية عمدة في حي سانيتا تقديس العدالة والتمسك بالقيم
- صور ونماذج فنية من أعماق توات
- توات غنى الذاكرة وعراقة الحضارة
- المرأة بين المنطق والتناقضات في مونولوق فاطمة
- صالون الصناعات التقليدية يوقظ التراث من غفوته
- الثقافة السياحية بتيميمون
- غرفة بلا نوافذ مسرحية الفلسفة الميتافيزيقية
- الرقصات الشعبية بتوات
- الفنون الشعبية في توات
- دراسة حول عرض مسرحية المنتحر
- التجربة المسرحية في الجزائر
- مسرحية التمرين بين العرض والنص
- دراسة نقدية حول مسرحية الكترا
- المسرح المدرسي فضاء لاكتشاف المواهب وترسيخ الاسس التربوية
- دور الموسيقى الشعبية في ترقية المجتمع التواتي
- توني موريسون روايتها تجسد السخرية المأساوية


المزيد.....




- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - مسرحية أشواك السلام