أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - محاكم تفتيش أهل القرآن في الطريق إليكم















المزيد.....



محاكم تفتيش أهل القرآن في الطريق إليكم


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد دار سجال منذ فترة من الوقت، على موقع الحوار المتمدن، بين الدكتور أحمد صبحي منصور، وبين الدكتور كامل النجار، تدخلت فيه الدكتورة وفاء سلطان، فقمت بمتابعة ذلك السجال وتلك المداخلات، فبدت لي بعض التعليقات وبعض التعقيبات على ذلك السجال، فقررت أن أخط بعض الردود وبعض التساؤلات والاستفسارات على ما جاء في ردود الدكتور أحمد صبحي منصور، وقررت أن أنشر تلك الردود والتساؤلات على الهواء مباشرة في نفس الموقع الذي دارت على أرضه رحى السجالات، (الحوار المتمدن). فقمت بكتابة ردي الأول والذي جاء بعنوان: (ماذا قدم أهل القرآن للإسلام)، فهاج أهل القرآن وماجوا وثاروا على نهرو طنطاوي، وقالوا لبعضهم بعضا إنا نخشى من نهرو طنطاوي أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد، فاشتموه وكفروه وسبوه واطردوه، فقمت بالرد عليهم في مقال بعنوان: (أهل القرآن كلاكيت تاني مرة)، فعادوا لسيرتهم الأولى، دون أي إجابة على أي تساؤل قمت بطرحه في مقالتَيَّ السابقتين، فركنت برهة إلى نفسي أسألها، أين هي الديمقراطية وحرية الرأي وحرية التعبير التي وعدنا بها أهل القرآن حتى سال لعابنا شوقا إليها؟؟، لكن ما حدث، بل والذي كان لابد له أن يحدث، قد كشف الوجوه على حقيقتها، وأسقط الأقنعة الزائفة، وأوضح لي ولكل متابع حر، أن جماعة أهل القرآن ما هي إلا جماعة سلفية لم تتحرر من سلفيتها بعد، بل هي جماعة لها شيخ، والشيخ له مريدين ومريدات، والمريدين يألهونه، ولن يسمحوا لأحد أن يعيب دينهم أو يسب آلهتهم أو يسفه أحلامهم، كما فعل أسلافهم من قريش، لذلك أنصح كل قارئ ألا ينخدع بالشعارات البراقة التي يدعيها دجلا أولئك الشيوخ السلفيين كشعار: الديمقراطية، وحرية الرأي والفكر والتعبير. ولما لم يحتمل أهل القرآن النقد اللاذع من شخص مثلي، قاموا بتشكيل محاكمة سريعة جاءت قراراتها تطالب بطرد نهرو طنطاوي من موقع أهل القرآن وإلغاء عضويته، وحذف جميع مقالاته وتعليقاته التي نشرها منذ ما يقرب من عام مضى، وذلك لأنه تطاول فيها على آلهتهم وعاب دينهم وسفه أحلامهم. فماذا سيحدث لو وصل أهل القرآن إلى سدة الحكم، وماذا سيفعلون مع من سينتقدهم أو يخالفهم أو يعقب عليهم أو يناقشهم؟؟؟؟. والغريب أن نهرو طنطاوي لم يطلب من أهل القرآن الكتابة والنشر في موقعهم، إنما كان ذلك بدعوة من الدكتور منصور شخصيا في رسالة إلكترونية دعاني فيها للكتابة والنشر عبر موقع أهل القرآن، ولكن يبدوا أن رياحي جاءت بما لا تشتهي سفنهم. وهذا القرار الذي أصدرته محكمة تفتيش أهل القرآن والتي لا تختلف عن محاكم التفتيش البابوية والأزهرية، جاء عقب رسالة وجهتها للدكتور أحمد صبحي منصور، وقمت بنشرها عصر الخميس الموافق: 17/1/2008م، على موقع أهل القرآن، وتم حذفها في مساء نفس ذلك اليوم، وعُقِدَ على إثر ذلك تلك المحكمة وصدر القرار التالي:

(إلغاء عضوية نهرو طنطاوى
بقلم : فوزى فراج
وجه الدكتور أحمد صبحى من بين من وجه اليهم الدعوة للكتابه على موقع (اهل القرآن ) دعوة الى السيد نهرو طنطاوى, وتقبل دعوته ضمن من تقبلوا دعوته للكتابه على هذا الموقع, وكانت اول كتاباته فى منتصف شهر مارس 2007, وكتب 21 مقاله خلال الفتره حتى اول يونيو 2007 بعضها أو معظمها كان من كتاباته القديمة التى أعاد نشرها على ما أذكر أى لم يكتبها للموقع خصيصا, وكانت اخر مقالاته بعنوان البوذية ديانه سماويه الجزء الثالث, ونشرها فى اول يونيه 2007, ثم اختفى عن الموقع, لينشئ موقعه الخاص, اى ان العلاقة بينه وبين موقع أهل القرآن لم تدم سوى حوالى شهرين ونصف شهر.
كان له اتجاها وفلسفة خاصة وكان له من اتفق معه كما كان له من اختلف معه, خاصة فى موضوع البوذيه التى افرد لها ما لا يقل عن ثمانى مقالات من تلك المقالات, كما كتب مقالة بعنوان ( كعبة المسلمين وبقرة الهندوس ),واخرى بعنوان ( أنا لست من أهل القرآن !!), واثارت الكثير من تلك المقالات جدلا وخلافا كبيرا على الموقع بينه وبين عدد لابأس به من الكتاب والمعلقين.
اختفى سيادته عن الموقع دون سابق انذار ودون اى كلمة منه الى القراء او الى لجنه ادارة الموقع او الى د. منصور, ولم يكن هناك مشكلة بينه وبين لجنه الإداره او بينه وبين د. صبحى , ثم عاد فجأة الى الموقع بمقال ( ماذا قدم أهل القرآن للإسلام ), وهاجم فيه الموقع, وصاحب الموقع د. صبحى وكتاب الموقع, وأتهم بعضهم بأنهم "شياطين" واتهم البعض بالجهل...الخ وحدث ذلك دون سابق انذار ودون اى استفزاز له من اى احد من كتاب الموقع. ثم اتبع تلك المقاله بمقاله اخرى على نفس النمط محاولا تبرير المقالة الأولى فجاءت كمن القى زيتا على النار كى يطفئها ووضحت كثيرا مما حاول اخفاؤه, ثم اتبع ذلك بمقاله ثالثه كرسالة شخصية الى د. صبحى, ولو كانت فعلا شخصية لأرسلها اليه على بريده الخاص!!!!
ومن الطبيعى ان يكون لذلك رد فعل من السادة القراء والكتاب, وقد كان رد الفعل من اكثر من 95% استنكارا لما جاء بمقالتيه وقد اصيب الأكثرية بحاله من الدهشة والمفاجأة من تصرف ذلك الكاتب الغير منطقى والغير معقول والأقرب الى حالة من اللاثبات او اللامنطق.
وقد ناقشت لجنه الإدارة هذا الحدث وما يجب ان يكون طريقة التعامل معه, وقد وجدت اللجنه انه لم يضف الى الموقع منذ اكثر من سبعة أشهر اى شيئ يذكر, كما ان علاقته القصيرة المدى بالموقع لم تثمر سوى توليد الخلافات والشقه بينه وبين الغالبية العظمى من كتاب الموقع, كما انه خالف شروط النشر متعمدا فى مقالتيه بسب الموقع وصاحبه وكتابه وتسفيه اعمالهم والتقليل من قيمة ما قدموه وما يحاولون تقديمه, كما وصفهم بالشياطين ......الخ الخ الخ.
ومما زاد الطين بلة انه قام بنشر تلك المقالات على مواقع اخرى مما يكشف وجهه الحقيقى وحقده على اهل القرآن وليس حبه لهم أونقده اياهم نقدا بناء خالصا لوجه الله.
وقد قررت اللجنه بعد مناقشة ذلك الحدث بالأغلبة ان وجوده على الموقع غير مثمر للموقع, كما انه يسبب مشاكلا لاطائل منها ولا سبب لها, كما انه قد ضيع من الجميع وقتا ثمينا كان من الممكن ان يستخدم فيما هو مثمر للموقع وللقراء, وكان قرار اللجنه بشطب عضويته نهائيا من هذا الموقع الذى رأه فاشلا ولا ندرى بعد ذلك , حتى وان لم تقرر اللجنه شطبه, لا ندرى لم يريد ان ينتمى الى موقع فاشل اصلا كما وصفه وان يكون بين كتاب لايفقهون ما يكتبون وأن ينشر معهم عليه مقالاته الغراء!!!!!!!
واللجنه تأسف وتعتذر للساده الكتاب والقراء على ما حدث وعلى إهدار وقت الجميع فى ما لا يغنى ولا يشبع من جوع من مناقشات غير مجدية اصلا.
http://www.ahl-alquran.com/arabic/document.php?page_id=339

وللحقيقة وللذكرى والتاريخ سوف أعرض على القراء الكرام رد الدكتور أحمد صبحي منصور على ما جاء في مقالتيَّ سالِفَتَيِ الذكر، وأعرض كذلك رسالتي التي أرسلتها له ردا على رده:

##رد الدكتور أحمد صبحي منصور على مقالاتي:
(مهلا يا أستاذ نهرو طنطاوي
كنت قد عزمت ألا أرد على المقال الأول للاستاذ نهرو طنطاوى ولكن إلحاحه بمقال ثان أوجب علىّ أن أترك ما فى يدى لأرد عليه ، وأنشر الرد هنا فقط .
وأقول له :
1 ـ كما ترى فموقع (أهل القرآن ) مفتوح أمامك لتكتب فيه كما تشاء ، وليرد عليك من يشاء ، وهو نفس الحال معى سواء بسواء ، أكتب وأتعرض للنقد وأرد ، ويردون ، حتى الفتاوى التى تأتى لى أنشر ردى عليها وأعرضه للنقاش ـ ولا يفعل ذلك من شيوخ الأزهريين غيرى .
2 ـ إسمح لى بالقول بأن أساس المشكلة يتلخص فى أنك لا تقرأ ما أكتبه وما يكتبه أهل القرآن فى هذا الموقع ، بل لا تقرأ الردود عليك ، أو ربما تقرؤها بعين واحدة ساخطة ، لذا تعيد طرح نفس الأسئلة بنفس ما يفعله كامل النجار .
وعلى سبيل المثال فهنا فى الموقع زميل لك مدرس بالأزهر أصغر منك عمرا ، ولكنه حريص على التعلم ، وقد قرأ بعض ما أكتب ، ومن خلال ما قرأ قام بالرد عليك ، إنه الاستاذ رضا عبد الرحمن . وكان أولى بك أن ترد على ما قال بدلا من أن تكرر نفس الكلام .
وبالمناسبة .. فلو كنت أنت مهتما بأن أرد أنا على وفاء سلطان وكامل النجار ووجدتنى عاجزا على الرد فلماذا لم تبادر أنت بالرد عليهما ؟ ألست كاتبا مسلما مثلى ؟. اليس ردك عليهما أفضل كثيرا من الهجوم علينا ؟ أليسوا هم الأحق بأن تسلط عليهم قلمك لتدافع عن الاسلام طالما لم يعجبك ردى عليهما ؟ أم أن ردى على كامل النجار أغضبك فاندفعت تتهمنى و أهلى من أهل القرآن بأننا لم نقدم شيئا الى الاسلام ؟ هذا مع التاكيد على أن هذا التساؤل والاجابة عنه ستاتى يوم القيامة حيث يحكم الله تعالى بيننا وحيث سيعرف الجميع ماذا قدم فلان وفلان من جهاد لصالح الاسلام أو ضد الاسلام.
3 ـ ليس عيبا أن تقرأ لى ، فأنا أقرأ لك ، وبعين الخبرة أقوم بتقييم عقلك و هل لك منهج علمى فى الكتابة ام لا ، وما لديك من امكانات التقدم و عكسها .
واعتقد ـ وقد أكون مخطئا ـ أن تقدمك فى المجال البحثى مرهون بمدى قدرتك على ان تقرأ بتمعن كل ما لا يروق لك قراءته، وأن تقرأه بموضوعية دون أن تبدأ برأى مسبق تبحث فيه عن المساوىء أو المزايا ، وأن تقرأ بتمعن حتى لا تبادر بالنقد او الهجوم دون علم فتفقد احترام العقول المستنيرة .
لو فعلت هذا ما كتبت وما تساءلت .
لا أطلب منك سوى ما أفعله أنا طيلة عمر بحثى بدأ من عام 1973 . فقد تخصصت فيما لا أحب ، ولكن بحثته بانصاف وحرص على المعرفة والتعلم لأنها شهادة سأكون مسئولا عنها ـ ليس فقط أمام الأجيال القادمة ـ ولكن قبل ذلك وبعده أمام الواحد القهار يوم الحساب . لذا فحين استقر لدى العلم بالصورة الصحيحة كتبت حريصا على الاتيان بالدليل من كتبهم هم . فعلت هذا فى أبحاثى عن التصوف وعن السنة و عن التشيع وفى الكتابة النقدية لتاريخ المسلمين بهدف الاصلاح .
4 ـ هناك أسباب أخرى
أعتقد ـ وقد أكون أيضا مخطئا ـ أنك تتسرع بالانفعال وتكتب تحت تاثير هذا الانفعال ، وهذا أخطر ما يقع فيه الباحث والكاتب العادى.
فالانفعال يدمر الموضوعية التى هى شرط أساس فى اى كاتب أو باحث ، و فقدان الموضوعية يوقع الباحث أو الكاتب فى التناقض فيما يقول فيصبح صيدا سهلا لأى خبير ناقد . ثم إن الانفعال شعور وقتى لا يلبث أن يزول ، ولكن ما ينتج عنه من كتابة يظل أبد الدهر وصمة فى جبين كاتبه يفضحه ويسىء اليه أمام جيله والأجيال القادمة. هذا إن لم يبادر الكاتب باصلاح ما كتب.
5 ـ هناك مشكلة أخرى خاصة بى ، لا شأن لك فيها ، وهى أن ما ينشر هنا هو أقل كثيرا مما كتبته من قبل و لم يتم نشره بعد ، وفيه الاجابة على تساؤلات كثيرة ، وتاتى لى بعض هذه التساؤلات فاقول فى هذا الموقع أننى كتبت فى هذا الموضوع بحثا وسيأتى أوان نشره . ( أرجو أن تقرأ لترى الدليل فى تعليقاتى و فى الفتاوى ) معظم ما كتبته منذ عام 1979 لم ينشر بعد ، هذا عدا البحوث التى أنشغل الان بكتابتها ولا أجد الوقت الكافى لها . ومن العبث أن أشغل نفسى بالاجابة عن أسئلة قد وجهها ملحدون لا يقتنعون لأنهم يرفضون القرآن أساسا ، و لو أراد أحدهم الحق بانصاف وموضوعية لقرأ الاجابة فى كثير من المؤلفات المنشورة . ولقد كتبت هذا منذ قليل ، وبالطبع لم تقرأه أنت ، ولو قرأته ما كررت نفس الأسئلة.
ومن المؤلم والمضحك معا أن الاجابة على بعض تلك الأسئلة سبقت بها فى الكتب الخمسة التى ألفتها عام 1985 والتى بسببها تم احالتى للتحقيق ومنعى عن العمل لمدة عامين ثم ما ترتب على ذلك من تقديم استقالتى من الجامعة ، ثم ترك جامعة الأزهر ثم محنة القرآنيين الأولى بالسجن عام 1987.
ولقد أعددت مشروع النشر لمؤلفاتى القديمة التى تجيب على اسئلة الملحدين والسلفيين وغيرهم ، وتكون فريق لاعادة نسخ مؤلفاتى وارسالها لى ، وكان على راس هذا الفريق أخى عبد اللطيف سعيد ، ونشرت مقالا ـ أرجو أن تقرأه ـ بعنوان ( رحيق العمر مجانا )
فقام النظام المصرى باعتقال عبد اللطيف ومصادرة ما لديه ، وذلك فى 28 مايو، وظل عبد اللطيف وصحبه رهن التعذيب الى أن أفرجوا عنهم فى ظل قضية وهمية فى اكتوبر الماضى. ومحنة القرآنيين تكلم عنها العالم ، ويومياتها منشورة هنا فى الموقع ( هل قرأتها؟)
6 ـ وقد دافع عن القرآنيين المسجونين ظلما وعدوانا كثيرون فى الشرق و الغرب ، بعضهم لا يعرفنا ، وبعضهم يخالفنا فى الفكر ، ولكن الشهامة دفعتهم للوقوف الى جانب المظلوم . ممن كتب عنا دون سابق معرفة شخصية الاستاذ نضال نعيسة من سوريا والدكتور عبد الخالق حسين من العراق ..
لم نسمع لك صوتا يا أستاذ نهرو طيلة هذه المحنة .. فاين شهامة الصعايدة ؟
ربما تكون قد نشرت مدافعا عنا . وهنا نسحب هذه الملاحظة و نشكرك على وقوفك معنا ، ولكن أين ما كتبت دفاعا عن البؤساء المظاليم المسالمين الذين لا يزالون حتى الان رهن المتابعة الأمنية و التهديد باعادة الاعتقال ، لا لشىء سوى أنهم قاموا بنسخ مؤلفات شخص آخر؟ ولو فعلت ودافعت عنا فلماذا لم ترسل بمقالك لنا للنشر كما فعل الآخرون ؟
كل ما نعرفه أن أول مقال لك بعد محنة اهل القرآن هو ذلك الهجوم المباغت على أهل القرآن ، والذى يتضح منه ـ حسب علمى ـ أنه لمناصرة كامل النجار و ووفاء سلطان و وزكريا بطرس ..
7 ـ أقول ـ حسب علمى ـ إنه هجوم و ليس نقدا ..
ونحن نتسامح فى الهجوم ونغفر لمن يظلمنا ، ولكن لن تكون أول من يهاجمنا ظلما وعدوانا ، فلقد انضممت الى عشرات الألوف ممن يهاجمنا من السنيين و العلمانيين الملحدين . وأنت حرّ فى المكان الذى تضع فيه نفسك ، ونحن نرضى لك ما ترتضيه لنفسك .
نحن نرحب بالنقد لأننا ننشد الحقيقة ، ونسعى لها ، لأن هذا هو ديدن الباحث ، ومن هنا نؤكد على أننا جميعا أمام القرآن الكريم تلاميذ نتعلم ، ويستفيد بعضنا من اجتهاد بعض ، ليس فينا شيخ وتلميذ أو شيخ ومريد ، بل كلنا عقول تتحاور فى فضاء الانترنت ، تعارفت و تحابت وأخذت تتحاور ..قلت هذا كثيرا .. ولكنك لم تقرأ ..
والحوار لا يستغنى عن النقد ، والنقد هو حيوية العقل وحضوره ، وهو علاقة حوار متبادلة بين عقول لا مجال لسيادة احدهما على الاخر ، بل لاستفادة أحدهما من الاخر . وهذا هو الفيصل بين النقد و الهجوم الذى يترك الرأى ويتعلق بشخص صاحب الرأى ؛ يهاجمه أو يؤازر من يهاجمه .
8 ـ من الصعب على الأزهرى العادى قبول النقد ، لأننا نشأنا ـ وأنا هنا أتحدث عن جيلى ـ على أساس أننا الذين نحتكر الحق و الحقيقة فى كل ما يخص الاسلام بحكم المهنة و الوظيفة . وربما كنت اول من ثار على هذه القاعدة فى الأزهر بعد أن اكتشفت كيف أدت الى ضمور عقلية الشيوخ و تمتعهم بالجهل ، بنفس القدر التى أدت الى ظهور حركة اجتهاد دينية خارج الأزهر.
لذا آمنت بالحوار حتى فى مجال تخصصى الذى أفنيت فيه عمرى قارئا وباحثا ومؤلفا وخطيبا ومتحدثا . ليس فقط فى الأزهر بل بعد أن تركته ، فى رواق ومركز ابن خلدون و مؤتمرات داخل وخارج مصر ، ثم فى النهاية فى فضاء الانترنت .
و لازلت أعانى من التحاور مع من لا يملك أدوات الاجتهاد ولا يعرف أن يقرأ صفحة من كتب التراث أو أن يعرف مصطلحاتها ومناهجها ، بل من لا يملك ناصية اللغة العربية ، بل من بعض الجهلة الذين يستسهلون السب و التجريح ..وقد يغلبنى قلمى فأرد بقسوة أصف خصمى بالجهل ـ وأنا صادق فيما أقول ـ ولكن سرعان ما أعتذر .
ولكن الحوار ضرورى لى مهما بلغت من علم لأننى محتاج للتعلم ، وقلت كثيرا ـ وأرجو أن تكون قد قرأت هذا ـ إننى تعلمت من كثير من أهل القرآن فى هذا الموقع ، منهم فوزى فراج و ابراهيم دادى و عمرو اسماعيل ، بل أقول أكثر من هذا أننى أحتاج فعلا الى كل هذه الأسئلة وذلك النقد لأن مجرد النهوض للاجابة عليها تعنى تفتيح الذهن ودخوله مناطق لم يرتادها من قبل ، فكل فتوى و كل سؤال أو نقد يأتى لى بفائدة لأنه يجعلنى أرجع الى البحث فى القرآن الكريم والكتب التراثية باحثا منقبا عن الاجابة فأكون أول مستفيد .
الحوار أساس فى بناء كل باحث مهما طال عمره ، ولكنه صعب لا يقدر على الصبر عليه من العلماء إلا من رحم ربى .
9 ـ ولقد دعوتك الى مائدة الحوار فى موقعنا لتجلس الى جانبنا على مائدة مستديرة يتساوى فيها الجميع لأن الجميع تلاميذ . واحتفلت بك ، ووقفت الى جانبك فى الموقع ، فقد كنت أرى أنك مشروع مفكر مسلم ينقصه الصقل والمنهج .. كنت آمل فيك الخير. !!
10 ـ وأرجو ـ مخلصا ـ أن يظل هذا الأمل ، وأن تراجع نفسك ، وأن تستفيد من عجوز مثلى يكبرك ( فى السّن ) . ذلك متوقف بالطبع عليك ، وحيث تضع نفسك فهو اختيارك ، ونحن نحترم حق كل انسان فى الاختيار .
11 ـ واسمح لى بالقول بأن هذه هى النصيحة الأخيرة لك ، فوقتى لا يتسع لأكثر من ذلك .
12 ـ هدانا الله جل وعلا الى الصراط المستقيم.) (انتهى رد الدكتور منصور)
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2914

##(رسالة نهرو طنطاوي إلى الدكتور أحمد صبحي منصور

أستاذنا الفاضل الدكتور: أحمد صبحي منصور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أرغب في الرد على مقالكم الكريم بالتعليق عليه، وآثرت أن يكون ردي بمقال خاص احتراما مني ووقارا لشخصكم الكريم.
وأتقدم بخالص شكري وتقديري لشخصكم الكريم وأشكر لكم وللقائمين على الموقع سعة صدورهم، وسماحهم لي بنشر ما أكتب، فحين قررت أن أكتب وأخالفكم في بعض الآراء مما تكتبون، رأيت أنه من الأجدر أن أنشر ما كتبت في موقعكم، طالما أن الأمر يتعلق بكم وبما تكتبون، وحتى لا أتهم بأني أحاربكم في مواقع أخرى، إثباتا لحسن النية والله من وراء القصد.

لقد تفضلت سيادتك بالقول في ردك بأني لا أتلوا ما يُكْتَب في موقع أهل القرآن، من مقالات وتعليقات. أقول: على العكس تماما، أنا أتلو معظم كتاباتك ومعظم كتابات كتاب الموقع وأتلو كذلك التعليقات عليها، سواء ما يخص كتاباتي أو ما يخص مواضيع أخرى، وتلاوتي لما يُكْتَب من مقالات أو تعليقات تخص كتاباتي أرى من وجهة نظري الشخصية أنها لم تُجِب على ما قمت بطرحه من قضايا وتساؤلات، وأرى كذلك أن معظم الكتابات والتعليقات تجنح إلى قضايا أخرى غير القضايا الأصلية موضوع النقاش، أو تقوم بمناقشات جزئية صغيرة أو قد تكون هامشية، أو تقوم بشخصنة الموضوع بصورة مسيئة لي، فأرى أنه من حقي ألا أقحم نفسي في مهاترات جانبية لن تخدم أحدا، ومن حقي أن أرى هذا، وبالتالي أنأى بنفسي بعيدا وأحجم عن التعليق، وأقوم بطرح الأسئلة مرة أخرى.

أما عن مقال الأستاذ (رضا علي)، فقد تلوته وتلوت ما استشهد به من كلامكم في ردك على الأستاذ (مجدي خليل)، وقد سبق وأن تلوت ردكم على مجدي خليل، في موقع شفاف الشرق الأوسط، منذ عام أو أكثر تقريبا، فلم يأتي مقال الأستاذ رضا بجديد، وما ذكرته سيادتك في ذلك الرد على مجدي خليل كان كلاما عاما، حيث ذكرتم أنكم تركزون على الأخطاء لعلاجها وأن ذلك لا يعني عدم وجود خير على الإطلاق في التاريخ الإسلامي. دون أن تدعموا ردكم عليه بذكر شيء من ذلك الخير كما تفعل سيادتكم حين تنتقدون التاريخ الإسلامي. فمن باب العدل والإنصاف كما نذكر السيئات نذكر الحسنات كذلك، امتثالا لوصيته تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). (152- الأنعام). فما تقوم به سيادتكم هو قول للشهادة، وقول الشهادة يتطلب العدل في القول، وربك ساءلك يوم القيامة عن شهادتك، (سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ). (19- الزخرف). فلم أتلو لسيادتكم مقالا واحدا سواء في موقعكم ولا في غيره من المواقع تنصف فيه أحدا من أولئك الأخيار الذين مثلوا الإسلام واقعا على الأرض، بصورة لم تعهدها البشرية من قبل، أولئك الأخيار الذين رضي الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ولو لم يمتثلوا دينه واقعا على الأرض لما استحقوا كل هذا العطاء والوعود الربانية، أولئك الذين قال فيهم:

(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). (100- التوبة).
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا). (18- الفتح).
(أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (22- المجادلة).

وسيادتكم لا يخفى عليكم أن بعض المناوئين للإسلام يستخدمون ما تقولون كسهام يوجهونها ضد الإسلام نفسه، وتدليلا على ذلك ما قاله د. كامل النجار حين قال: (ويجب علينا أن نشد على يد الشيخ لأنه يملك من الشجاعة الأدبية ما يجعله يعترف بأن الفتوحات الإسلامية كانت اعتداءً سافراً على الآمنين). ولا يخفى عليكم أنه قد استخدم كلامكم ليس في الطعن في الشخصيات الإسلامية وحسب، بل وصل بطعنه إلى الله والرسول والقرآن والإسلام كدين. وكما فعلت د. وفاء سلطان كذلك. ومن جانبي فأنا أشد على أيديكم في نقدكم للتراث ورفع القدسية عن البشر وعن الرسول والصحابة، وفي الوقت نفسه أطالبكم كذلك في الجانب الآخر بالإشادة بالرعيل الأول من المؤمنين وذكر محاسن بعض المسلمين الصالحين الأوائل وبعض إنجازاتهم، حتى تنصف المسلمين الأوائل وتنصف ما قاموا به من إنجازات أقررتم بها في ردكم على الأستاذ مجدي خليل، وتنصفهم من نفسك كذلك، وحتى لا يكون جل كلامكم وكتاباتكم للنقد وحسب. فتحسب عليكم لا لكم.

وإذا كان التاريخ الإسلامي قد نقل صورا سيئة عن بعض الرعيل الأول، فقد نقل صورا مشرقة كذلك، وإن كانت كتب التاريخ الإسلامي كما تذهب سيادتك غير موثوق بها في إحقاق حقيقة ما، فمن الإنصاف كذلك عدم اعتمادها في جهة دون الأخرى، وإلا نكون خرجنا عن الموضوعية وقمنا بتبني ما يخدم فكرنا وحسب، علي حساب أناس آخرين قد ننسب لهم ما ليس فيهم، أو ما لم يفعلوا، وهذا ما خطه قلمكم، حين قلتم بالنص: (عندما خرج الصحابة من المدينة لغزو بلاد لم تقم بالاعتداء عليهم، وحينما احتلوا تلك البلاد بعد نهب خيراتها وقتل ابنائها وسبى نسائها فان كل ما فعلوه يتناقض مع شريعة الاسلام. بل إنهم حين كانوا يعرضون على ضحاياهم الذين يغزونهم قبل الحرب أن يقبلوا واحدا من ثلاثة: إما الاسلام أو دفع الجزية أو الحرب فانهم كانوا يتناقضون مع ألف آية قرآنية تؤكد على انه لا إكراه فى الدين وأن لكل انسان حقه المطلق فى العقيدة و انه مسئول عن اختياره امام الله تعالى يوم القيامة. أى أن ما انتشر بسيف الفتوحات لم يكن الاسلام الحقيقى وانما استعمار واستيطان بالقوة أدى فيما بعد الى نشأة أديان ارضية رجعت بها الديانات السابقة الى الظهور تحت اسم الاسلام فقط.) انتهى.

فكما تعلمون أن قولكم وشهادتكم هذه، لم تعتمدوا فيها إلا على مصدر واحد وهو كتب التاريخ الإسلامي، ثم في الوقت ذاته تذهبون إلى أن كتب التاريخ الإسلامي -وأتفق معك في ذلك- ليست حقيقة مطلقة أو مقدسة، بل فيها ما فيها، وفي الوقت نفسه لم يذكر لنا القرآن الكريم شيئا مما حدث بعد وفاة الرسول، ولا توجد مصادر أخرى محايدة حتى نحكم من خلالها على المشهد بصورة قطعية نهائية كما فهمت من كلامكم السابق، بأن ما فعله الصحابة حين خرجوا من المدينة كان مخالفا لشريعة الإسلام، وبالتالي إذا لم يكن لدينا سوى مصدر واحد متضارب ومتناقض وغير موثوق به ولا يحمل حقيقة كاملة نهائية، ولا توجد مصادر أخرى محايدة، فعندها لن نتمكن من إقرار حقيقة نهائية عن ماذا حدث بالضبط، ولن نتمكن كذلك من إطلاق الأحكام جزافا، وليس من الموضوعية والإنصاف أن نتبنى بعض الروايات دون البعض الآخر، أو أن نتبنى السيئات فقط ونتغافل عن الحسنات. وحين يضطرني أحدا للاستشهاد بالتاريخ، أقوم بنسبة ما أقوله إلى مصادره، دون أن ألزم نفسي مالا علم لي به، واستشهادي بالتاريخ لا يعني تبنيه ولا يعني كذلك معارضته، فأنا أنقل فقط ما هو مذكور في كتب التاريخ الإسلامي، إذا اضطرني أحد إلى ذلك، كما حدث في ردي على د. كامل النجار، أنقل للرد ولكن دون أن أتحيز لطرف على آخر، ودون ذكر لطرف وتجاهل لآخر، ودون إصدار أحكام على أحد من شخصيات وأحداث التاريخ بصور قطعية نهائية.

وكلامي هذا لا يحمل في طياته أدنى تقديسا لأحد من الصحابة أو من جاء بعدهم، وسيادتكم تعلم هذا من كتاباتي، إن ما يحمله كلامي فقط هو: من ليس له جذر ثابت فلن يكون له فرع في السماء، ومن لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له، وما تحمله طيات كلامي كذلك هو النصيحة ثم النصيحة ثم النصيحة، وما تحمله طيات كلامي كذلك أن جلد الذات بصفة مستمرة لن يفيد أحدا، وتقديس الماضي وتطهيره بصفة مستمرة لن يفيد أحدا كذلك. فماذا علينا لو امتثلنا قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ). (143- البقرة). فالوسطية هي المؤهل الوحيد للشهادة على الناس، وبدونها لن يقبل الله شهادتنا ولن يقبلها الناس كذلك، وكل ما قلته في هذا المقام ما هو إلا رأيي الشخصي ووجهة نظري مما أدركته ووعيته من كلامكم وكتاباتكم، قد أكون وفقت فيه وقد أكون أخطأت، والله وحده يفصل بيننا فيما كنا فيه مختلفون.

أما بخصوص قولكم أني لم أشأ الرد على كل من د. وفاء سلطان، و د. كامل النجار، عندما كتبوا يهاجمونكم، أو أني رأيت سيادتكم قد عجزتم عن الرد عليهما. كلا والله، ثم كلا والله، فالأمر غير هذا قطعا، فما أثارني حقا، أنهم استخدموا كلامكم في نقدكم لما قام به الصحابة بعد موت النبي من فتوحات، ليؤيدوا به وجهة نظرهم في أن الإسلام دين غزو واستعمار وسفك للدماء، فأصبح نقدكم يتماشى تماما مع نقدهم حذو القذة بالقذة، وأصبح ليس من خلاف يذكر بين نقدكم لأحداث وشخصيات التاريخ وبين نقدهم، سوى دفاعك فقط عن القرآن وعن الرسول، حتى الرسول نفسه قد أعفيته من تمثيل الإسلام واقعا على الأرض، هذا ما جعلني أكتب ما كتبت، وما أزال أصر على كل كلمة كتبتها، فما كنت أنتظره منكم طيلة تلك الفترة أن تردوا حتى بمقال واحد على كل من يحاول تشويه صورة التاريخ الإسلامي كله وينزع عنه ما به من حسنات، فلا يرى منه سوى الظلام والسيئات وحسب، هذا ما كنت أنتظر من سيادتكم القيام به ولم تفعلوا، أو حتى أضعف الإيمان أن تقولوا أن كتب التاريخ لا يمكن الاعتماد عليها في الوصول إلى حقيقة نهائية قاطعة عما حدث بصورة يقينية، لكن ما حدث أن سيادتكم وافقتموهم في كل شيء قالوه، باستثناء فقط دفاعكم عن القرآن والإسلام كدين معزولان عن الواقع.

وهذا ما أثارني مؤخرا، ودعاني للقيام بالرد والتساؤل بحدة، وأظن أن هذا من حقي كقارئ ومتابع، ومن حقي أن أعرض ردي الذي أدركته من الأمر بوجهة نظري الشخصية، ومن حقي كإنسان أن أنفعل ويضيق صدري بما أتلوه، وليس من حق أحد أن يفرض علي أو على غيري أن نسمعه ما يطربه هو، أو ما يشنف آذانه هو من آيات المدح والثناء، وليس من حق أحد أن يكبت انفعالي وما يضيق به صدري، ومن حقي كذلك أن أصف وجهة نظري بالصفة التي أراها مناسبة للموقف، وليس من حق أحد أن يملي علي وجهة نظره هو، أو ما يروق له هو، بل أنت نفسك يا دكتور أحمد قد تعرضت لموقف مشابه عند حديثك عن الشيخ الشعراوي، ولم تسمع لتعليقات ومعارضات القراء، وصمدت على رأيك ووجهة نظرك، وكان ذلك في ختام مقالك: المعنون: (الشعراوي من تاني) فقد قلت سيادتكم بالنص: ((((أى اختزلنا الدين فى مؤخرة رجل الدين.)))) وقلت بعدها: (ولن أعتذر عن هذا التعبير.).http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1680

وسيادتكم حر في قولكم وحر في عدم الاعتذار، أما لو غضب نهرو طنطاوي وضاق صدره بكلام أحد ووصف أحدا بوصف ما، تصبح جريمة وكارثة لا تغتفر، بينما يسمح لغير نهرو طنطاوي أن يقول ما شاء، فهل هذا من العدل والإنصاف، ثم ماذا في غضب نهرو طنطاوي وضيقه بما يتلو ويسمع؟؟، ألست بشراً أحس وأشعر وأنفعل بما يكتب وبما يقال؟؟، إن النفس الحية المنفعلة الشفافة الحرة خير من ملء الأرض نفوساً سلفية صماء عمياء موتى، وهل أنا أزكى نفسا من رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لم يعاتبه ربه ولم ينهه عن ضيق صدره بما يقوله الكفار، ولا موسى عليه السلام الذي لم يعاتبه ربه على غضبه، قال تعالى:
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ). (98- الحجر).
(وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا). (150- الأعراف).
(وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ). (154- الأعراف).

فلولا حبي لكم واهتمامي بأمركم لما قلت ما قلت ولما فعلت ما فعلت، فماذا كنت سأخسر لو قرأت والتزمت الصمت، وقلت: (أنا مالي)؟؟ وماذا كسبت حين تكلمت سوى الإهانة والسخرية والسب والشتم وقلة القيمة من بعض الحمقى والصغار والمراهقين؟؟، أما بخصوص قولكم عن عدم قيامي بالرد على كل من د. وفاء سلطان، ود. كامل النجار، فقد صدمني وأدهشني قولكم هذا، فسيادتكم تعلم تمام العلم بأني ولله الفضل وحده، أول من تصدى لوفاء سلطان ورد عليها حين بدأت تكتب مقالاتها الأولى على موقع الحوار المتمدن، فقد تصديت لها في مقالها الثالث والذي كان بعنوان: (هل يصلح الدهر ما أفسده الإسلام)، وجاء ردي عليها في مقال بعنوان: (البحث عن وجود الله داخل سراويل المسلمين)، وحين عادت لي بمقال عنوانه: (نهرو طنطاوي عنزة ولو باضت)، عدت لها بست مقالات تحمل عناوينها اسم وفاء سلطان، أعلنت بعدها وفاء سلطان عدم استطاعتها الرد على ما أسمته هي شتائم وإهانات وذلك في مقالها المعنون: (المرأة في شريعة نهرو طنطاوي) وكلها موجود ومسجلة على موقع الحوار المتمدن، أما بخصوص كامل النجار، فكنت ولله الفضل أول من تصدى لمقاله الذي حاول أن يربط فيه بين القرآنيين وفكر الخوارج، وجاء مقاله بعنوان: (القرآنيون ومحاولة تجميل صورة الإسلام)، نهرو طنطاوي الذي يهاجمه القرآنيون الآن هو أول من دافع عنهم وتصدى لـ د. كامل النجار، بمقال عنوانه: (القرآنيون ليسوا خوارجا) حين حاول الربط بين فكر القرآنيين وفكر الخوارج، فقد دافعت عن الدكتور منصور وقتها وأنا لا أعرفه وليس بيني وبينه أي اتصال، ولم يكن لأهل القرآن موقع يومها، ولم أسمع لهم صوتا، أو أتلوا لهم حرفا، دفاعا عن فكرهم، ولكن يبدو أن البعض يعاني من ضعف الذاكرة، أو أن البعض لا يتلون إلا في موقع أهل القرآن وحسب، وقد طلبت من سيادتكم في نفس المقال أن تكتبوا دراسة أو مقال عن الخوارج لتردوا به على كامل النجار، فلم يُسْتَجَاب لطلبي.

أما بخصوص قولك من الذي قدم إلى الإسلام ومن الذي لم يقدم، فالإسلام يوجب علي وعليكم وعلى كل مسلم يؤمن بهذا الدين العظيم، أن نمتثل هذا الدين واقعا على الأرض بكل قيمه وأخلاقه وتعاليمه ويسبق كل ذلك أن نقدم الإسلام بالعقل والمنطق والمنهج العلمي والجدية وقبول ما لدى الآخر واحترامنا لما يقدم من خير أو شر ما لم يعتدي علينا، وما لم يخرجنا من ديرانا، وما لم يقاتلنا في ديننا، وما لم يتعدى كلامه حدود المداد والقرطاس: (النقد، الفكر، السؤال)، بعيدا عن العواطف والمشاعر العاطفية المراهقة التي لا تحرق سوى صاحبها، وبعيدا عن تقاليد الجماعات السلفية الهمجية، والتي لا تتبنى في قاموسها الهمجي اللاإنساني سوى المقولة التي تقول: (من ليس معنا فهو ضدنا). هذا ما علينا أن نقدمه للإسلام، والمنهج العلمي أو العقلي ليس موجودا في القرآن بل نحن الذين نصنعه ونقيمه ونزن به كل شيء، وما لم نفعل ذلك فلا فائدة في كل ما نكتب ونقرأ ونتلوا، بل لا فائدة من تلاوة القرآن وتدبره، وعندها لو اختلفنا فالله يفصل بيننا يوم القيامة فيما فيه مختلفون.

أما عن نصحكم لي بأن أقرأ بتمعن كل ما لا يروق لي، فأشكركم على نصحكم الطيب، ولكن صدقني إن قلت لسيادتكم أن كل ما وقعت عيناي عليه في حياتي فهو يروق لي، اتفقت معه أو اختلفت، كفرا كان أو إلحادا أو إسلاما أو ديانات أخرى، بل دعني أخبرك أني أهتم بالمقال أو التعليق الذي ينتقدني، أكثر بكثير من اهتمامي بمن يمدحني، فمن ينتقدني يضيف إلي معرفة جديدة إما عن نفسي أو عن نفسه، أما من يمدحني فماذا سيضيف لي من جديد؟. وليس عيبا أن أقرأ لسيادتكم ولا أوقن بكتاباتكم، وليس عيبا أن أراجعك فيها، حتى ولو كنت الدكتور صبحي منصور، حتى ولو كنت شيخ الأزهر، حتى ولو كنت رسول الله، فمن حقي ألا أوقن بأي فكرة لا يستسيغها عقلي، بل ومن حقي مناقشتها وطرح الأسئلة عليها، كما من حق غيري أن يتلو لي ولا يوقن بما أقول، وليس عيبا يا أستاذنا أن أتلوا ولا أعي ما أتلوه، وليس عيبا إن لم أعي أن أسأل عما لا أعيه، وليس عيبا أن أنتقد وأتساءل، وليس تجريحا لأحد أن أنتقده أو أسأله إن أدركت ما يكتبه أو لم أدركه، وإلا فكيف سيعرف بعضنا بعضا، بل كيف سنصل إلى حقيقة أي شيء حولنا إن لم يسأل بعضنا بعضا، وينتقد بعضنا بعضا ونختلف مع بعضنا البعض، سيدي الدكتور منصور نحن لا تنقصنا التلاوة ولا التدبر نحن ينقصنا أن نتعامل مع الأشياء بعقولنا وليس بعواطفنا ومشاعرنا، هذا حقا ما ينقصنا، وما ينقصنا كذلك هو فتح جمع الأبواب والنوافذ، وليس غلقها والتوقع خلفها.

أما عن قولكم: (ومن العبث أن أشغل نفسي بالإجابة عن أسئلة قد وجهها ملحدون لا يقتنعون لأنهم يرفضون القرآن أساسا، ولو أراد أحدهم الحق بإنصاف وموضوعية لقرأ الإجابة في الكثير من المؤلفات المنشورة). انتهي، سيدي الدكتور أنتم تعلمون جيدا، بأن الملحدين الذين تقصدهم بقولك، لا يقصدون من وراء أسئلتهم أن يتعلموا منكم أو من غيركم القرآن أو الإسلام، فهم لا يريدون ذلك، بل ومن الخطأ أن نظن فيهم ذلك، إنما إجاباتنا عليهم ضرورية لا لهدايتهم إلى الإسلام كما يظن البعض، إنما للدفاع عن عدم إنصافهم في قولهم مما يهاجمون به الإسلام بكل تلك الضراوة، ولا يكون ذلك الدفاع بأن نتلوا أو نخط لهم بعض آيات من القرآن الكريم، إنما يكون الرد عليهم بتقييم منهج تفكيرنا نحن أولا، حتى لا نمكنهم من تصيد الأخطاء والسقطات المنهجية لضربنا بها، ثم نرد عليهم بالعقل وليس بالقرآن، فالعقل سلطانه يعلو فوق الجميع، أما القرآن فلا سلطان له إلا على الذين آمنوا به، وهذا ليس قدحا في القرآن ولكن هذه هي الحقيقة، وباستطاعتنا نحن أن نجعل من القرآن عقلا منفتحا على كافة الاحتمالات والتوقعات، بتخلينا وتحررنا وتجردنا من أي فكر أو عقائد مسبقة، فيدخل كل منا على القرآن بعقله هو وبتدبره هو وليس بعقل ودراسات الدكتور منصور أو عقل وكتابات نهرو طنطاوي، فلابد من تحرير القرآن من النفوس المغلقة التي تحاول السطوة عليه وادعاء امتلاكها لمفاتحه وحدها، ونعادي كل شخص يأت بفكرة جديدة ونشنع عليه خشية المساس بأفكارنا نحن، فنقوم بسجن القرآن ووقفه على كتابات ودراسات وأبحاث شخص بعينه، أو مجموعة أشخاص بعينهم لا يسمحوا لأحد بنقدهم أو مناقشتهم أو مراجعتهم فيما يكتبون.

أما بخصوص محنة أهل القرآن، وعتابكم لي أني لم أشارك في مواساتكم في تلك المحنة، أولا: كنت أتابع الموضوع باهتمام بالغ عبر الصحف وعبر الفضائيات، وشاهدت برنامج الحقيقة على قناة دريم في جزأيه، بل وشاهدت الإعادة كذلك. ثانيا: الأمر كان من الدهشة والصدمة بالنسبة لي مما حال بيني وبين أن يخطر في نفسي أن أكتب مقالا أو تعليقا أو رسالة في مثل ذلك الأمر الجلل، فقد استصغرت ذلك الأمر في نفسي وقلت ما عساها أن تفعل مقالتي أو تعليقي في مثل تلك الحال. ثالثاً: في تلك الفترة كنت أقضي أجازتي السنوية بين أهلي في مصر، وأثناء الأجازة نادرا ما أدخل على شبكة الانترنت إلا في أندر الأوقات، لكثرة مشاغلي وارتباطاتي والتزاماتي بأشياء أخرى.

أما بخصوص قولكم أن ما جاء في مقالي هو هجوم على جماعة أهل القرآن، فلا تعليق لي عليه سوى أن التاريخ سيثبت لكم هل كان هذا هجوما عليكم أم نصحا شديدا واهتماما من أجلكم، والله وحده عليم بذات الصدور، وسأفوض الأمر لمن بيده الأمر يوم تبلى السرائر.

أما عن قولكم أن ما جاء في مقالاتي هو مناصرة لكامل النجار ووفاء سلطان، أقول نعم أنا أناصر كامل النجار ووفاء سلطان في دعوتهم إلى حرية الفكر والتعبير وحرية الإنسان في أن يعتقد ما شاء، وأن يكتب ما شاء، وأن يفكر من شاء في ما يشاء، دون حجر أو وصاية أو مصادرة من شخص على آخر، نعم أناصرهم في صدعهم للتخلص من السلفية المقيتة البغيضة، ودعوتهم إلى كشف عور الذين يتسترون بالفكر الديني السلفي الهمجي الذي كان سببا فيما أنتم فيه من محنة وغربة عن أهلكم ووطنكم، وما عانيته أنا وما زلت أعانية من ذرية أبي جهل وأحفاده. ولست مناصرا لهم بالتأكيد في رفضهم إدراك حقيقة الدين والتاريخ، ومحاولاتهم المتعمدة لتشويه ذات الدين، وتشويه كل ما في تاريخه من خير، وبالتأكيد لست مناصرا لهم في عملية الانتقاء المقصودة من كتب التاريخ وفق ما يتفق وأهواءهم، ومع ذلك فأرى أنه من حقهم أن يكتبوا ما يشاءون، ومن الواجب علي وعلى كل حر أن يدافع عن حقهم هذا ما لم يقوموا بقتالنا أو الاعتداء علينا أو إخراجنا من ديارنا بغير حق.

أستاذي الدكتور صبحي منصور، أحاول في آخر كلماتي لكم أن أعلن عما سبق وأن أعلنت عنه من قبل، وما تعلمته من القرآن الكريم، ولكن البعض لا يريد أن يعي ذلك، ولكن، (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، لقد تعلمت من القرآن الكريم أن الإنسان كفرد، حتى يكون مسلما لله رب العالمين وحده، أو يكون مسلما لأي أحد من البشر نبيا كان أو عالما أو كاهنا أو داعية أو شيطانا أو هوى، فإن إسلامه هذا هو مسئولية شخصية فردية أمام الله يوم القيامة لا دخل للقرآن فيها ولا للأنبياء ولا للعلماء ولا للكهان ولا للشياطين ولا للآباء ولا للأمهات ولا لغيرهم مهما علا شأنهم وقربهم من الإنسان، وبالتالي قررت أن يكون إيماني بهذا الكتاب (القرآن الكريم)، وبمن أرسله، وبمن أُرْسِل به، وبما أُرْسِل فيه، وفق ما يقرره عقلي أنا وحدي، ونظري أنا وحدي، ووفق ما تطمئن إليه نفسي أنا وحدي، وذلك لأن إيماني بهذا الكتاب، وبمن أرسله، وبمن أرسل إليه، وبما أرسل فيه من موضوعات، تقع مسئوليته الأولى والأخيرة والكبرى علي أنا وحدي، وإن قرر عقلي أن هناك ثواب فسيكون لي أنا وحدي، وإن قرر عقلي أن هناك عقاب فسيكون علي أنا وحدي، فأنا رهين كسبي، ورهين عملي، ورهين إدراكي، ورهين عقلي، وليس من حقي أن أكره أحدا على هذا، وليس من حق أحد أن يكرهني على غيره، وهذا النهج الذي أتبعه وأقر بأني أتحمل مسئوليته أنا وحدي، قد تعلمته من هذا الكتاب (القرآن الكريم) وهذه هي نصوص القرآن التي جاءت داعية إلى ذلك:

(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). (36- الإسراء)
(كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ). (21- الطور).
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). (38- المدثر).
(قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ). (25- سبأ).
(فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ* وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ). (26- الفجر).
(وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ). (164- الأنعام).
(لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ). (51- إبراهيم).
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا). (111- النحل).
(لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). (3- الممتحنة).
(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً). (48- البقرة)
(وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا). (33- لقمان)
(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ* لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ). (34: 37- عبس)

ومن هذا المنطلق أقول: لا دين ولا مقدس ولا حق ولا حقيقة لدي، إلا ما يقره عقلي أنا وحدي، ويطمئن إليه قلبي، ولا حرمة لدي لأي شيء، إلا ما يقره عقلي، ويطمئن قلبي إلى حرمته، ولا قداسة لدي لفكر أي أحد، ولا لإدراك أي أحد، ولا لشرح أي أحد، ولا لتفسير أي أحد، ولا لدين أي أحد، ولا لمذهب أي أحد، ولا لرأي أي أحد كان، حتى يكون عقلي أنا وحدي، ونظري أنا وحدي، واختياري أنا وحدي من يقرر ويطمئن ويؤمن بهذا الفكر أو ذلك الفهم أو يرفضه، ولن يستطيع أي أحد مهما كان نعته أو قوته أو شأنه، أن يكرهني على اليقين بفهم فهمه هو، أو اعتقاد شيء اعتقده هو، أو أن يلزمني بطريقة رآها هو، فلن يستطيع لا بالإكراه ولا بالإغراء ولا بالإغواء، ولا حتى بالشتيمة والسباب. هذا هو دين الإسلام الذي فهمته بمسؤوليتي الشخصية واختياري وحريتي أنا وحدي، فإن أسمى البعض هذا النهج، غرورا أو استكبارا أو جنون عظمة أو سحرا أو مرضا نفسيا، فليسمه من شاء ما شاء، لكن هذا هو الإسلام الذي أدركه أنا، وهذا هو ديني الذي أدين لله به، من لم يقبله ولم يعجبه، فله دينه ولي دين، وما علي من حسابهم من شيء، وما من حسابي عليهم من شيء، وليتربصوا إنا متربصون.

أما قبل دعوة سيادتكم الكريمة لي للكتابة على موقعكم، فكنت أخال أن باستطاعتي أن أكتب ما يروق لي، وأناقش من أريد مناقشته، وأن باستطاعتي أن أختلف مع أي أحد، بكل هدوء ودون تجريح شخصي لأحد، حتى وإن كنت أغضب في بعض الأحيان وأحتد في كلامي، فكان من المفترض بـ (أهل القرآن) أن يكونوا أكثر حلما وورعا إن كانوا أهلا للقرآن حقا، لكني صدمت بما رأيت وبما لم أكن أتوقعه من هذا الكم الهائل من الشتائم والسباب والطعن في شخصي من بعض الحمقى والصغار والمراهقين، وكأني في موقع للسلفيين أو لتنظيم القاعدة، وفي ختام حديثي أتقدم باعتذاري وأسفي الشديد لشخصكم الكريم فقط، إن كنت قد أسأت لكم شخصيا، وليس لأحد غيرك في الموقع فضل علي حتى أعتذر له، وأعدكم بأن هذه القضية ستغلق من قِبَلِي، وأعدك أن تكون هذه الرسالة هي الأخيرة لي في هذه القضية على موقع أهل القرآن، لكن في المرة القادمة سأقوم بنشر انتقاداتي إن رأيت ما يثير النقد لدي، في المواقع الأخرى التي تدعو إلى حرية الرأي والتعبير وإلى الديمقراطية وتلتزم بها سلوكا وواقعا على الأرض، وليس شعارات جوفاء وفق ما تقتضيه الظروف.

### (نصيحة خالصة لشخصكم الكريم)###
((((كم كنت أتمنى ولا زلت آمل في سيادتكم أن يكون في موقع أهل القرآن قسما خاصا للدفاع عن الطيب والحسن والجميل والعظيم في تراث وتاريخ وإنجازات وشخصيات هذه الأمة، هذه الأمة التي نجح بعض حاقدي الغرب وبعض أذنابه لدينا، في ألا نرى من تاريخها شيئا سوى الظلام والجهل وسفك الدماء، منذ بعثة النبي محمد وحتى يومنا هذا، بل حولوا تاريخها كله وتراثها كله إلى حريق لا نرى منه سوى الدخان، فهل من الممكن أن يستحدث موقعكم طريقة وسطية جديدة ومنهج وسطي جديد في إظهار كل ما هو جميل وطيب في تاريخ وتراث هذه الأمة، غير طريقة السلفيين التقديسية التأليهية للبشر والأشياء، ونظل كما نحن نضع أيدينا على مواطن الخلل والمرض لنتعلم من هذا ومن ذاك، فكما نتعلم من الطيب والجميل ونتأسى به، نتعلم كذلك من الأخطاء والسقطات فنتجنبها، وأنا أقطع وأجزم بأن في تاريخ هذه الأمة وفي تراثها آلاف الأشياء التي نفخر بها ونعتز بها ونتعلم منها، فلما لا نجعل منها دافعا إلى التقدم والانفتاح لنا وللأجيال القادمة)))). (((ولو فعلتموها فسيكون لكم السبق وتكونوا قد سجلتم نقطة هامة وأساسية تضاف إلى رصيدكم))).
وعذرا على الإطالة
ولكم مني وافر التقدير والاحترام.
ابنكم/ نهرو طنطاوي.) (انتهت رسالتي التي وجهتها إلى الدكتور صبحي منصور)

(تحية طيبة عطرة من نهرو طنطاوي لكل المواقع الحرة ولجميع القائمين عليها، وتحية طيبة عطرة من نهرو طنطاوي لكل المسلمين والمسيحيين والملحدين والعلمانيين واللادينيين الذين يقدرون حق الإنسان في تفكيره وتعبيره عن رأيه، وسحقا للسلفية والسلفيين الجاهلين، الذين يقولون مالا يفعلون، والذين يتمسحون بالديمقراطية وهم ألد أعداءها).
نهرو طنطاوي
الجمعة الموافق: 18/1/2008م.



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل القرآن كلاكيت تاني مرة
- ماذا قدم أهل القرآن للإسلام؟؟.
- البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الثالث
- كتابي: قراءة للإسلام من جديد
- البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الثاني
- البوذية ديانة سماوية: الإيمان باليوم الآخر- الجزء الأول
- كعبة المسلمين وبقرة الهندوس
- البوذية ديانة سماوية: الحكمة
- البوذية ديانة سماوية: الحكم والشريعة
- ولم ترض عني الأديان ولا العلمانية ولا الإلحاد
- الإسلام دين الله وليس شريعة النبي محمد
- البوذية ديانة سماوية: الكتب والرسالات
- أنواع الرسالات الإلهية
- الأنبياء والرسل مخيرون وليسوا مسيرين
- البوذية ديانة سماوية: الوحي والنبوة
- البوذية ديانة سماوية وبوذا نبي
- هل الشعوب الغربية شعوب متخلفة؟
- نشأة الدين
- يا مصر لا تعاتبيني
- وفاء سلطان : لا تفرق بين قول المسيح وما جاء في التوراة


المزيد.....




- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - محاكم تفتيش أهل القرآن في الطريق إليكم