لماذا تعادي الشعوب العربية الاسلامية العلمانية؟

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2159 - 2008 / 1 / 13 - 05:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتهم ادعياء الدين العلمانية بكل صنوف المساوئ ويصفون انظمة عربية بانها كانت متخلفة لأنها علمانية مع انها اي انظمة البعث السوري والعراقي والناصرية والبورقيبية وانظمة عربية اخري لم تعرف العلمانية بل اكتفت بتبني شكل من اشكال اخضاع سلطة رجال الدين لتبرير سياساتها الفاشية او غير الفاشية.
وايضا تركيا الاتاتوركية لم تكن يوما علمانية بل اكتفت باقتباس الاشكال الصورية البائسة للفهم العلماني بتعزيز التطرف بحرمان النساء من التعبير الشكلاني والديني عن انفسهم، وتقدمت في فترات معينة فكرة تجانس المجتمع التي نجد تعبيرات لها في الغرب مما يمثل انتكاسا لمفهوم الديمقراطية وللفهم العلماني الحقيقي.
واذا تأملنا هذا العداء للعلمانية وان تصوغ المجتمعات تشريعاتها التي تتلاءم مع حاجاتها وابعاد كل ما هو مخالف لحاجات المجتمع باعتبارها الفهم الحقيقي للدين نجد ان البعض في محاولة لمنح القدسية وعدم المحاسبة المجتمعية التي نعرفها في قول عمر رضي الله عنه فقوموني بحد سيوفكم يحاول منع آليات التعاقب والمحاسبة في السلطة، ولفهمنا سبب معاداة الانظمة العربية التي تدعي الاسلام او حتي جماعات الاسلام السياسي للاخوان المسلمين اذا ما استثنينا حماس وحزب الله كونهما من حركات المقاومة الموضوعية لاكتشفنا ان بحثها الدؤوب عن تفسير شكلاني وراثي للاسلام يضعه في بؤرة خدمتهم السياسية البحتة بجعل السلطة بيد طبقة عسكرية اشبه بعقلية العبيد تضع نفسها شريكة مع النظام الدولي الاستعماري من موقع متدن كما نلاحظ في الانظمة الخليجية الظلامية.
فمشروع الانظمة الخليجية الفاسدة والمعارضة الاسلامية متطابق ولو انهما يبدوان مختلفان وفكرة معاداة العلمانية والديمقراطية علي مستوي الرأي العالم العربي تخدم هذا الفهم تحديدا بتأبيد الاستعباد للشعوب العربية وهدر اموالهما وامكانياتها ومنع السيطرة الشعبية علي الاقتصاد وامتلاكه.
ومن المنطقي ان نفهم لماذا يجد اليسار العربي الحقيقي نفسه معزولا او معدوما في اجواء من رمي كل مثالب القوي الفاشية البعثية او القومية او الوطنية والاسلاموية واليسراوية علي العلمانية والديمقراطية حتي ان فريق الارهاب الدولي الاصولي المتطرف ممثلا ببوش احتل العراق ليخيف الشعوب العربية من مفهوم الديمقراطية بتأسيس دولة الطوائف المليشاوية المتخلفة التي تتغذي من مفهوم واحد.

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل