أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الجندى - أزمة الخطاب العربى!!















المزيد.....

أزمة الخطاب العربى!!


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 668 - 2003 / 11 / 30 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعانى الخطاب العربى أزمة حادة منذ فترة طويلة على المستويين السياسى والاعلامى ، فمنذ بدأت النشر على هذا الوقع الشهير تصلنى ردود عبر البريد الألكترونى ، تبدأ بالتشكيك فى الوطنية ، وتمر بالرمى بالعمالة ، وتنتهى بالاتهام بالكفر والالحاد ، بخلاف الألفاظ التى يعاقب عليها القانون ، والتى تسب الكاتب وأهلة دون التعرض من قريب أو بعيد للموضوع الذى تناولة ، نحن نقدر تماما اسباب الانحطاط التى أدت بالحوار الى هذا الدرك ، وأولها غياب القانون الذى يعاقب على تلك الألفاظ وثانيها يعود الفضل فية الى الساسة والصحفيين العرب تحديدا ، فلم تكد تحدث ازمة سياسية بين بلدين عربيين حتى يسارع الطرفان الى تبادل أقذع أنواع الشتائم والسباب ، كذلك لم يسلم الغرب من سلاطة لسان العرب خصوصا اميريكا  بالاضافة الى اسرائيل بالطبع ، فهم ضيوف دائمون على مائدة الشتائم العربية صباح مساء،وانا هنا لا أدافع لا سمح اللة عن اميريكا واسرائيل بل عن مبدأ ، وحتى لا نقع فى محظور اتهام الغير بالباطل ، سوف نورد بعض الأمثلة لكيفية تعامل القادة العرب مع الأزمات التى غالبا ما يكون معظمها بسيط ، ويمكن حلة عن طريق القنوات الديبلوماسية ، لن نحدد الأسماء ، وسوف نترك ذلك للقارىء 
رئيس دولة كبرى يصف رئيسا مجاورا لدولتة بالولد المجنون ، كما يصف أخر بالشاويش
رئيس يصف ملك دولة كبرى بالخائن  ، رئيس يصف أخر بابن ............يعف اللسان عن ذكر اللفظ ... بعد ابرامة اتفاقا للسلام مع اسرائيل ، رئيس يشبة زميلة بأحد الحيوانات، ووزراء دولتين يتبادلان السباب والشتائم بل والقذف بالأطباق اثناء اجتماع بالقاهرة لحل مشكلة كبرى عام 1991 ، رئيس يصف رئيس دولة كبرى بالأرعن الصغير ، ووزير اعلامة يصف رؤساء دول ،،بعلوج الاستعمار ،،بعدها صار نجما لامعا فى سماء النكتة والكاريكاتير بل والمواقع المختلفة على شبكة الانترنت ، رئيس يصف كل الحكام العرب بالخونة وعملاء الصهيونية ، هذا بخلاف الاذاعات التى تم تخصيصها بالكامل للهجوم على بعض الرؤساء فى السبعينات ، أما عن الصحفيين والاعلاميين فهم ليسوا افضل حالا من قادتهم ، فيمكنك ان تقرأ فى صحيفة عربية اتهاما لرئيس دولة  بالعمالة والخيانة ، وصحيفة أخرى تصف رئيسا بالعربيد ، وصحيفة تصف رئيس وزراء دولة عضو بالأمم المتحدة بالخنزير كما تصف شعبة بأحفاد القردة ، صحيفة تصف تصريح وزير خارجية دولة كبرى بالتصريح ‘‘البولى‘‘لقرب الشبة باسم الوزير ، صحفى يصف كاتب أميريكى شهير بابن العالمة ، والأمثلة لا حصر لها يمكن  ان تملأ كتبا للتوثيق للأسلوب الصحفى العربى المحترم الذى يجب ان يدرس فى الجامعات الدولية لتحتذى بة الأجيال الجديدة من الصحفيين فى المستقبل !،  فيمكننى أن أختلف مع رئيس دولة أو ملك، و حينما أخاطبة يجب ان يكون اسلوب الحوار محترم ، كأن أقول لة سيادة الرئيس ..أختلف معك فى شأن القرار  الذى اتخذتموة فى  قضية كذا ، وكان يجب ان تراعى طبقة معينة مثلا، لقد فوجئت بأن هناك مواقع  على الانترنت متخصصة فقط فى سب الرؤساء والملوك العرب ونعتهم وأهليهم بألفاظ لا تليق بالبشر أصلا ، أعرف ان هناك من سيوجة لنا اتهاما بالنفاق لكننى والحمد للة لم اذكر حاكما بعينة ، لقد سبق لى ان تناولت الحاكم العربى فى مقال ساخر لكننى لم أحدد شخصا بعينة من ناحية ولم أستخدم ألفاظا جارحة من ناحية أخرى ، لكم ان تتخيلو ا ان صحفيا غربيا كتب مقالا وصف فية العرب بأحفاد القردة والخنازير ، فماذا سيكون رد الفعل العربى ؟؟
بالتأكيد ستقام دعوى قضائية ضدة فى بلادة وسيمنع من دخول جميع الدول العربية ، وهذا موقف نؤيدة تماما ، وأذكر ان فنانا دوليا شهيرا سب العرب فى أحد الأحادث الصحفية مازال ممنوعا من دخولها حتى الان لمجرد السياحة ، فاذا كان العرب يرفضون تلك الألفاظ فى التعامل معهم ...فمن أين استمد الصحفيون  تلك النرجسية لوصف الأخر؟
أذكر اننى أجريت حوارا مع مسئول  بهيئة المعونة الأميريكية بالقاهرة منذ سنوات ، سألنى بعد اللقاء .. لماذا تترك الصحافة العربية هموم أوطانها الداخلية وتنصرف عنها الى الخارج دائما ؟
ولم أجد ما أجيبة بة !!ا
لقد وصف الساسة الغربيون والأميركيون أحد الحكام العرب بالديكتاتور والطاغية والظالم وتلك أوصاف بعيدا عن كونها حقيقة من عدمة ،فأنها أوصاف سياسية وليست سبابا بأى حال ، كما ان الصحافة الأميريكية مازالت تصف مسئولا عربيا بالرئيس --علىالرغم من خلافها معة--وهو رئيس سلطة فقط !!!ا
فاذا كانت الحضارة العربية توصف بأنها حضارة النص القائم على اللغة والبلاغة والشعر والنثر والمحسنات البديعية والطباق وما شابة ، فان الساسة والصحفيين العرب أفسدوا الميراث الوحيد الذى تركة لهم الأجداد وحولوة الى السب والشتم فى الحوار مع الأخر ، نحن نؤكد ان تلك اللغة ستؤدى الى خسائر ثلاث ..أولها اننا سوف نفقد احترامنا على المستوى الدولى بمعنى ان أحدا لن يصغى لما نقول وبذلك لن نتمكن من اجراء حوار مع العالم الذى نحن جزء منة ولا نقدر على الحياة بدون التعامل معة أخذا وعطاء ، وثانيها اننا نفرغ اية قضية من مضمونها ونتناول من نختلف معة بالسب وتلك خسارة ما بعدها خسارة ، وثالثها انحطاط لغة الشارع المنحطة أساسا ، فاذا كانت تلك هى لغة الصحفيين المسئولين عن توجية الرأى العام __بافتراض ان هناك رأى عام من الأساس __فكيف ستكون لغة العامة والغوغاء  من الناس ؟؟
وللأسف ان رجال الدين __ وهم الذين ينادون بالجدل بالتى هى أحسن__لم يخرجوا عن تلك المنظومة ، فهم يسارعون الى تكفير من يختلف معهم واخراجة من الملة واتهامة بالالحاد على اساس ان كلا منهم يعتبر نفسة المتحدث الرسمى باسم اللة!!ا
نحن نقترح تدريس مادة جديدة لتخريج أجيال تؤمن بالحوار بعد ان رصدت المراكز المتخصصة ان الصحف الأكثر سبا واثارة للفتن والنعرات القومية والدينية ، هى الأكثر توزيعا ، على الرغم ان معظم هؤلاء الذين يسبون باسم القومية العربية والاسلام قد قبضوا الثمن مبكرا ، ونجد بعضهم قد خفت صوتة الأن بعد ان انهارت أركان دولة من كان يمولة !!!ا
اننى أفكر جديا فى عدم الكتابة نهائيا حتى ترتقى اللغة التى يمكن ان نستخدمها فى التعامل مع بعضنا والأخر أيضا



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلف العرب وتقدم الغرب؟
- ثروات الحكام العرب.. امام القضاء!!ا
- ازمة الصحافة فى مصر
- الصحافة العربية..أكذوبة كبرى!!
- نبى بالأجنبى!!!
- المشايخ .. والسلطة البديلة !!
- الشيطان !!ا
- عن الارهاب سألونى؟!!ا
- المرأة العربية
- !الرئيس مبارك..لا
- زواج المتعة ..الخيار الوحيد
- مفتى مصر ..الزم حدودك!!ا
- الصفع- الاسرائيلى ..- والصفح- السورى !!ا-
- العقيد القذافى ..أسألك الرحيلا !!!ا
- نعم يجوز الخروج من ملة الاسلام..والقتل ليس حدا للردة !!!!
- دفاعا عن توريث الحكم فى العالم العربى & مواضيع اخرى


المزيد.....




- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعتقل 4 مواطنين و9 إثيوب ...
- اجتياح إسرائيل لرفح قد يكون -خدعة- أو مقدمة لحرب مدمرة
- بسبب استدعاء الشرطة.. مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للت ...
- روسيا تستهدف منشآت للطاقة في أوكرانيا
- الفصائل العراقية تستهدف موقعا في حيفا
- زاخاروفا: تصريحات المندوبة الأمريكية بأن روسيا والصين تعارضا ...
- سوناك: لندن ستواصل دعمها العسكري لكييف حتى عام 2030
- -حزب الله-: مسيّراتنا الانقضاضية تصل إلى -حيث تريد المقاومة- ...
- الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب كل مناورات الناتو وتعتب ...
- -مقتل العشرات- .. القسام تنشر فيديو لأسرى إسرائيليين يطالبون ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الجندى - أزمة الخطاب العربى!!