أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لصوص الملك و لصوص باسم الملك















المزيد.....



لصوص الملك و لصوص باسم الملك


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2155 - 2008 / 1 / 9 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في المغرب لا تستغرب إذا رأيت أحدا أضحى ثريا بين عشية وضحاها وبدون جهد يذكر. فالفساد عندنا متعدد الأوجه والتمظهرات والمفسدون أنواع، صغار وكبار، وأحيانا صغار المفسدين أشد خطرا من كبارهم لأنهم هم الفاعلون الحقيقيون في اليومي، ينخرون كل القطاعات والحقول ويتضاعفون بسرعة كلما استشرى الفساد وتمكن المفسدون الكبار من مواقعهم.. ولعل ظاهرة السرقات والاختلاسات، التي طالت القصور والإقامات الملكية، إشارة من إشارات فساد هذا الواقع.
إننا لا ندعي الإحاطة بكل جوانب هذه الظاهرة ومعرفة كل لصوص البلاد وهؤلاء الذين يضعون أيديهم في جيب الملك بكل أصنافهم، بل سنقتصر على بعض تجليات هذه الظاهرة وعلى نماذج منهم، استغلوا وظائفهم في مجال يحسب على دوائر القرب من الملك لسرقة ونهب المال العام، باعتبار أن ميزانية القصور والإقامات الملكية تقتطع من مال الشعب (الميزانية العامة).
إذن لن نتطرق للمحسوبين على المؤسسات المنتخبة، ولا لكل ما يأتي من فساد ونهب عن طريق الانتخابات والسياسة، وإنما لموظفين ومستخدمين وعملاء وزبناء من نوع خاص، محسوبين على دوائر قريبة من الملك أو على علاقة، بشكل أو بآخر، بمحيط وحياة العائلة الملكية، إنهم لصوص القصور ومختلسو ميزانياتها.
لقد اتسمت سنة 2006 بما أطلق عليه البعض استباحة القصور الملكية و"تناسل" سرقة الملك في أكثر من مدينة، فعلى امتداد سنة ونصف تم تسجيل 6 سرقات وعملية سطو استهدفت قصورا وإقامات ملكية، هنا وهناك.
سرقة القصور والسطو على بعض أمتعتها خبر كان "هضمه" عسيرا بالنسبة للكثيرين، إذ كيف تتعرض قصور الملك وإقاماته للسرقة والسطو وهي أكثر فضاءات المغرب حراسة وحماية شبرا شبرا، ليل نهار؟
غير أن فساد بعض القائمين على تدبير شؤون القصور والإقامات الملكية ليس وليد اليوم أو مقتصرا على العهد الجديد، وإنما تعرضت سابقا، وربما أكثر من اليوم، ميزانيات القصور والإقامات الملكية إلى الاختلاس والتلاعب، وطال النهب والسطو والسرقة مخازنها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لكن لم يكن يكشف عنها، إذ كانت القاعدة المعمول بها هي التستر والكتمان حتى لا تتزعزع هيبة الملكية والمخزن كما كان يعتقد آنذاك.
وبعد الكشف عن جملة من السرقات، التي تعرضت لها بعض القصور والإقامات الملكية منذ سنة 2004، تناسلت عدة تساؤلات بخصوص دلالاتها.
وكان أول ما أثار انتباه الرأي العام بخصوص السطو على القصور والإقامات الملكية هي طريقة التعاطي مع القضية، إذ تم اللجوء إلى تفعيل القانون وعرض الأضناء على القضاء، وذلك بغض النظر عن كيفية التعامل معهم، سواء في مرحلة البحث والاستنطاق أو خلال المحاكمة.
حصل هذا في الوقت الذي كان لا يتم الإعلان فيه عن مثل هذه القضايا بنية عدم تعريض هبة الملك والملكية لأي انتقاد. أما اليوم فقد أضحت القصور والإقامات الملكية كأي فضاء آخر يمكن أن يتعرض للسرقة والسطو، وهذا أمر أفزع البعض، ورأى فيه الكثيرون إشارة من إشارات سيرورة التطور التي انطلقت منذ بداية العهد الجديد.
في حين رأى آخرون في الكشف عن تعرض بعض القصور والإقامات الملكية – عوض التستر عليها كما كان سائدا في السابق – ما من شأنه النيل من هبة المؤسسة الملكية، لذلك كان من الأولى سد الباب أمام كل ما قد يزعزع صورة الملكية في عيون المغاربة.
وتظل القراءة الغالبة هي تلك التي رأت في طريقة التعاطي مع نوازل السطو على معدات وأموال القصور والإقامات الملكية، استنادا إلى القانون وعبر تفعيله، تعبيرا عن تكريس المساواة أمام القانون وقواعد دولة الحق والقانون.
وإذا كانت قضية الكولونيل مصطفى الهيلالي، محافظ القصر الملكي بأكادير، قد أظهرت أن الملك لجأ إلى القضاء كأي مواطن وسجل، بواسطة كتابته الخاصة، شكاية لدى وكيل الملك، وقامت المحكمة بعملها وأصدرت أحكامها، فإن بعض ما طال هذه النازلة قد أعاد عقارب الساعة إلى ما قبل البداية، وكاد أن"يدك" كل ما رأى فيه الكثيرون تطورا وتقدما، بخصوص تفعيل قاعدة "القانون يعلو ولا يعلا عليه"، وذلك بسبب إبرام صفقة سرية بين أطراف النازلة، مفادها إرجاع الكولونيل لمبلغ 1.5 مليار سنتيم إلى ميزانية القصر، وتنازل الكاتب الخاص للملك (منير الماجدي) عن الدعوة المدنية، وقد صدق من قال "إذا كنت في المغرب فلا تستغرب".
قد يبدو من العسير تصديق كون القصور والإقامات الملكية قد تتعرض، هي الأخرى، للسرقة والسطو كأية إقامة للمواطنين، ما دام أنها تخضع لحماية وحراسة دائمتين ومشددتين، يساهم في الاضطلاع بهما أكثر من جهاز أمني وعسكري. وكما لا يخفى على الجميع، فإن مهمة حماية القصور والإقامات الملكية وحراستها، موكولة إلى أمن القصور والحرس الملكي والدرك الملكي واللواء الخفيف للأمن وفرقة المظليين والأمن الوطني والقوات المساعدة، داخل الأسوار وخارجها.
وبالرغم من ذلك، تظل أبرز دلالة لطريقة التعاطي مع لصوص الملك ومختلسي ميزانيات قصوره وإقاماته، تشكل قطيعة مع أساليب الماضي، إذ كان يتم التعامل مع تلك النوازل والتعاطي معها على هامش القانون المعمول به في مثل هذه القضايا، إذ إن الحسم فيها كان يتم خلف أسوار البلاط عملا بالعرف السائد. وفي هذا الصدد كان يعاقب الجاني حسب ما يراه الملك من عقوبة تتناسب وذلك "الفعل الإجرامي"، وقد تختلف حسب ملابسات الظروف وشخص الجاني ومزاج الملك ذلك اليوم، وقد تكون العقوبة الصادرة، إما بالحبس داخل "البنيقة" أو الجلد من طرف فرقة العبيد المكلفة بالتأديب، والمسماة بـ "عبيدات العافية".
ومع ذلك ظل البعض يتساءل: كيف للملك أن يضمن حقوق الأفراد والجماعات في الوقت الذي تسرق قصوره وإقاماته وتختلس ميزانياتها ويفتضح أمر مجموعة من القائمين عليها؟
فإذا كانت طريقة التعاطي مع نوازل تلك السرقات والاختلاسات، باختيار تفعيل المسطرة القانونية بكل ما تقتضيه من بحث وتقصي وتحقيق ومتابعة ومحاكمة، فإن تعاطي القضاء معها أثار جملة من التساؤلات، لاسيما بمناسبة محاكمة محافظ قصر أكادير، الكولونيل الهيلالي، أول حلقة في مسلسل سرقات القصور. ففي البداية عرف مسار القضية بعض العراقيل عندما قرر رئيس هيئة القضاء الجالس استدعاء الكاتب الخاص للملك وبعض الشخصيات للمثول أمام المحكمة كشهود في النازلة، الشيء الذي لم يستسغه القائمون على الأمور، مما أدى إلى تغيير الهيئة أكثر من مرة وكذلك إلى احتجاجات هيئة الدفاع.
فكيف يختار الملك متابعة سارقيه بتفعيل القانون ولا يقبل كاتبه الخاص المثول كشاهد في القضية؟ لذلك رأى البعض أن ما تم تحقيقه من خطوات على مستوى اختيار تفعيل القانون في النازلة، "دكه" القضاء "دكا"، بتسجيل جملة من التراجعات في تعامله مع ملف القضية وتدبيره، لهذا اضطرت هيئة الدفاع إلى إصدار بلاغ عنونته بـ "احتجاجا على انتهاكات قواعد المحاكمة العادلة بأكادير"، والذي نص على "مناشدة ذوي الصلاحيات القانونية (...) باتخاذ إجراءات عملية عاجلة لوضع حد لهذه الممارسات المشينة والمرفوضة".
وكعادته خرج الأستاذ زياد عن المألوف وأدلى بتصريح غريب، إذ قال: "ما تعرضت له القصور الملكية من سرقات يدخل في باب التبرك ببركة الشرفاء العلويين"؛ وهذا التصريح يذكرنا بتصريح أحد المحسوبين على القضاء، حين قال: "إن أي حجر من أحجار سور القصر الملكي يعتبر من المقدسات".
عموما لم يستسغ الشارع المغربي أمر سرقة القصور والإقامات الملكية، إذ لم يكن على بال أحد أن الملك، هو الآخر، يمكنه أن يتعرض للسرقة كأي مواطن، وهو المحاط بآلاف الرجال من الأمن والحرس والجيش والدرك.
كما رأى البعض أن سرقات القصور والإقامات الملكية، كان لها وقع سلبي على الرأي العام في الخارج، في وقت أطلق فيه المغرب "برنامج 10 مليون سائح"، في حين رأى آخرون أن تلك السرقات أبانت عن قصور الأمن في حماية رمز البلاد.
ظلت مسروقات القصور والإقامات الملكية تهم معدات وأواني المطبخ الثمينة ومواد وآليات وأموال، بل سيارات وبنزين... وشكلت بالنسبة لهم "منجما" ظل يغترف منه بعض القائمين على تدبيرها والمتعاونين معهم سواء من داخل أسوار القصور أو خارجها، ما شاؤوا.

لصوص البلاط ليسوا كباقي اللصوص

لم يسلم الملك وقصوره وإقاماته من شر اللصوصية، لكن لصوص البلاط ليسوا كباقي اللصوص.
إن لصوص البلاط، باسم الملك، ليسوا من طينة هؤلاء الذين يتسللون إلى الحافلات لتفتيش جيوب المقهورين المثقوبة من أبناء الشعب، وإنما هم أولئك الذين استأمنهم الملك على مخازن قصوره وإقاماته وميزانياتها المقتطعة من مال الشعب. إنهم من طينة هؤلاء اللصوص الذين استأمنهم الشعب على أمواله فخانوه ونهبوه نهبا إلى حد تفقيره.
قد يبدو أن تعرض القصور والإقامات الملكية للسرقة والسطو ظاهرة جديدة بالنسبة للبعض، إلا أن الأمر ليس كذلك، فبالرجوع إلى التاريخ، يلاحظ المرء أن أغلب من أساؤوا للملكية والأسرة العلوية، هم من المقربين للبلاط أو الدوائر المرتبطة به. وهذا ما تأكد بجلاء على امتداد التاريخ المعاصر للمغرب منذ بداية الخمسينات (بنعرفة، الجنرال محمد أفقير، الجنرال أحمد الدليمي، هشام المندري، إدريس البصري في العهد الجديد...).
إن سرقة القصور الملكية ليست وليدة اليوم، فاستحواذ هشام المندري على شيكات الملك الراحل الحسن الثاني وبعض وثائقه، هي من النوازل التي تفيد أن الجديد ليس هو حدوث سرقات بالبلاط والإقامات الملكية، وإنما الجديد هو نهج التعاطي معها وقبول الكشف عنها للرأي العام.
لقد ظهر من خلال نوازل اختفاء كؤوس البلار الحاملة للحروف الأولى من اسم الملك الراحل، من قصر مراكش والرباط واختلاسات قصر أكادير وقصور أخرى وقضايا النصب والاحتيال باسم الملك والسطو والاتجار بالامتيازات والإكراميات والمنح الملكية، أن هناك لصوصا سرقوا الملك ولصوصا نهبوا مغاربة ضعفاء باستغلال اسمه؛ وإذا كان الأولون يعيشون في أحضان القصور والإقامات الملكية، فإن النصف الثاني تجاوز كل الحدود، حيث إنهم عمدوا إلى السرقة باسم الملك، ويعتبر هؤلاء أدهى وأخطر من سارقي متاع الملك، لأنهم سرقوا الملك وفي الآن نفسه، استغلوا اسمه ليسرقوا الشعب دفعة واحدة، وبذلك قطعوا الطريق بين الملك وشعبه ونهبوا اللقمة من أفواه المحتاجين.
لكن كيف افتضح أمرهم؟
تعددت التخريجات بخصوص سرقات القصور والإقامات الملكية والنصب والاحتيال، باسم الملك، في العهد الجديد.
فهناك من يرى أن اكتشافها كان بمجرد الصدفة، وهناك من رأى أن المنطلق كان بفعل تقارير أعدتها مصالح المخابرات ("لادجيد") بخصوص تراكم ثروات مجموعة من الموظفين والمستخدمين العاملين بالقصور والإقامات الملكية وبعض موظفي مصالح وزارة الداخلية.
وأصحاب هذا الرأي يقرون أن "لادجيد" أنجزت بحثا وتقصيا دقيقا بعد تكاثر شكايات المواطنين وتوافد رسائل مجهولة، اتضح أن محرريها موظفون على علم بما يجري ويدور خلف أسوار البلاط وبمخازن الإقامات الملكية.
وهناك رواية أخرى مفادها أن الملك محمد السادس، أمر ياسين المنصوري بالقيام بالتقصي بخصوص جملة من الأمور بعد أن تأكد أن بعض هداياه وهباته وإكرامياته لم تصل إلى أصحابها، خصوصا بعد إبلاغه من طرف أحد المواطنين بهذا الأمر خلال إحدى زياراته الرسمية.

كيف هرب ممون قصور محمد السادس في أمريكا بثروة من الماس وكيف عاد؟

يتوفر القصر الملكي على العديد من الممونين بالداخل والخارج، وحينما نتحدث عن كثرة المال السائب تكون النتيجة واحدة وهي التي على بالكم.. الوقائع التالية التي تضمنها كتاب "حين يصبح المغرب إسلاميا" للصحافيين كاترين غراسيي ونيكولا بو الصادر منذ بضعة أشهر في فرنسا، تجيب عن السؤال التالي: كيف هرب أحد أكبر مموني القصر الملكي بالولايات المتحدة المريكية، بأثقال من الماس الثمين بعد وفاة الحسن الثاني؟ وكيف عاد إلى "قواعده" سالما غانما بعدما اطمأن إلى أن الملك الحالي يحتاجه في مقتنياته من أسواق الولايات المتحدة المريكية، وعلى رأسها - أي المقتنيات – آلات "الجيت سكي" آخر الصيحات، وسيجد القارئ هنا حكاية طريفة عن إحداها، وإذا كان متعهد المقتنيات الملكية في عهد الحسن الثاني قد "جمع" أحجار الماس، فماذا سيجمعه يا ترى في عهد ابنه محمد السادس؟ في انتظار الجواب على هذا السؤال، لنطلع على هذه التفاصيل نقلا عن المصدر المذكور:

"... إن كثافة المصاريف في القصر الملكي تفرض أن يكون هناك متعهد قادر على أن يتفاوض حول المشتريات، إن هذا الدور مُِؤدى بنجاح منذ زهاء ربع قرن من طرف السيد عبد السلام جعايدي وهو رجل بلاط متحمس وفعال، عمل أيام الحسن الثاني وما زال يسهر لحد الآن على المشتريات الملكية الباذخة من كل نوع وصوب.
ولد عبد السلام جعايدي في رحاب القصر الملكي بحي تواركأ، حيث كان أبوه قائدا متواضعا، بدأ جعايدي الابن حياته العملية كمصور في وزارة الإعلام، قبل أن يتزوج من مواطنة أمريكية ويهاجر إلى بلاد العم سام في بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي، حيث تم إلحاقه بالقنصلية المغربية بمدينة نيويورك، وهناك أصبح الرجل بسرعة ملحقا بمصلحة تموين القصر بالولايات المتحدة الأمريكية، مشترياته كانت تمتد من مستحضرات التجميل مرورا بالمواد الغذائية وقطع الأثاث .. إلخ حيث المطلوب من السيد جعايدي أن يسهر على تلبية الطلبات الاستهلاكية لصاحب الجلالة ومقربيه. إن الأمر يتعلق ب "سوق" يقدر رقم معاملاتها المالي ببضع مائتي مليون دولار في السنة الواحدة، وعلى سبيل المثال فإن المصاريف السنوية المرتبطة بمشتريات العطور والروائح تمثل لوحدها أربعة ملايين اورو. ونفس المبلغ يذهب في شراء خشب الصندل وباقي المعطرات الطبيعية.. ويجب أن نقول بأن القصر يتوفر على تسعة وعشرين إقامة في داخل المغرب وخارجه، حيث المطلوب تلبية أذواق الجميع (.......).
وباعتباره قنصلا عاما في سفارة المغرب بنيويورك، فإن الجعايدي يسهر على الاعتناء بالإقامات الملكية الموجودة في "ويستشيستر" و "مانهاتن" و "سومرست" دون أن نحتسب "الفيرمات" الموجودة في ولايتي تيكساس وكاليفورنيا.
بعد وفاة الحسن الثاني استبد الهلع بالسيد اجعايدي: ذلك أن محمد السادس ومن خلال المظهر الذي منحه لنفسه، بدا كما لو كان سيتخلى عن نمط عيش أبيه، أي أنه سينقلب عليه، لذا تزود بمخزون كبير من أحجار الماس، وانتقل من نيويورك إلى لندن، وهناك قيل بأنه تمت مسائلته في مطار "هيتروو". لقد تمت تنحية اجعايدي بشكل مؤقت، قبل أن يعود لسباق مشتريات القصر من جديد، وذلك بفضل تدخل زوجة الملك محمد السادس، فهذه الأخيرة بدأت تتذوق روائح العطور والمستحضرات التي يشتريها السيد اجعايدي للقصر. وبالفعل ففي بحر سنة 2005 تم تكليف هذا الأخير بشراء آلة "جيت سكي" آخر صيحة من الولايات المتحدة الأمريكية لفائدة محمد السادس، وقد تم احتجاز الآلة الملكية البحرية خلال عملية مراقبة عادية للجمارك الأمريكية، وكان حينها ان استبدت موجة غضب بممون الملك - أي اجعايدي – وصب جام سخطه على رجل الجمارك الأمريكي المسكين، وهو ما نتج عنه إبقاء الأداة البحرية الأمريكية رهن الاحتجاز لمدة ستة وسبعين ساعة، مما حرم محمد السادس من تلك الهدية التي وفرها لنفسه.


الطفيليات المنتفعة حوالي القصر الملكي

تحدث أحد موظفي القصر السابقين لأحد الصحافيين عن بعض تفاصيل الحياة داخل البلاط الملكي، وبالتحديد جوابا على سؤال: كيف يترعرع المستفيدون والمستفيدات الصغار من المحيط الملكي؟
كشف مثلا انه يكفي أن يأخذ أحد أفراد الأسرة الملكية شخصا تحت "وصايته" لكي تصبح له "كلمته" على البلاد والعباد، ومنح نموذج ذلك الشاب "ف.ب" المدلل الذي استفاد من قربه محمد السادس منذ كان وليا للعهد، فلم يكتف بأخذ قروض ضخمة من الصندوق العقاري والسياحي بدعوى القيام بمشاريع عقارية تدخل ضمن مشاريع الدولة للسكن الاجتماعي، غير أنه لم يقم أبدا برد ما عليه من ديون لحد الآن، ولم يكن محاميه شخصا آخر غير وزير العدل السابق الراحل محمد بوزوبع.. لم يكتف ذلك الشخص بما لهفه من المال العام بل كان وما زال - حسب مصدرنا دائما – يبيع ويشتري في "نيل حظوة" القصر، حيث إن لديه سماسرة عديدين مبثوثين بين الناس، وخاصة علية القوم، الذين يعرف أن لديهم مصالح اقتصادية واجتماعية، تقتضي التوفر على صلات جيدة في محيط القصر، وهو ما يوفر صاحبنا عبر وسائله الخاصة، وبطبيعة الحال - يؤكد مصدرنا - فإن صاحبنا لا يفعل ذلك "لله في سبيل الله".
مصدرنا يؤكد أن هذه العينة من الوسطاء المنتفعون موجودون من كل المستويات، وذكر منهم مثلا، ذلك الحارس الذي يعمل بقصر إحدى الأميرات بقصر طريق زعير بالرباط، الذي اشتهر بوساطاته لأناس يبحثون عن حلول لمشاكلهم مع أكثر من جهة في إدارية، ويستغرب مصدرنا كيف أن المعني تنجح دائما وساطاته، حيث يتمكن من "فك وحايل" الناس وهو ما منحه "فون دو كوميرص" لا يخيب – يضيف مصدرنا ساخرا، مستطردا: إن الرجل يتوفر اليوم على العديد من العقارات، بالعاصمة، كما أنه اشترى أرضا بعشرات المئات من الأمتار في المدينة السياحية الجنوبية التي ينحدر منها بغاية تشييد فندق عليها، إنه يُعد العدة لتأمين تقاعد مريح جدا، وذلك بطبيعة الحال إن لم تمتد إليه يد المخزن التي تطال أمثاله خلال هذه الأيام.

للقصر دخل بالموضوع

اختفت فجأة أواخر سنة 2004 بعض القطع النحاسية الضخمة، كانت تزين المدخل الرئيسي للجناح العاملي، بعمالة ابن امسيك بالدار البيضاء الكبرى، واختلفت الروايات بخصوص هذا الاختفاء غير المبرر للقطع النحاسية الستة عشر، إلا أن التحريات التي قام بها قسم الشؤون العامة للعمالة، وقف على مجموعة من المعلومات، أفادت أغلبها أن الأمر يتعلق بأمر من الأمن الخاص للملك ومديرية التشريفات والقصور، أو ما يصطلح عليه بالبروتوكول الملكي، جاء عن طريق ولاية الدار البيضاء الكبرى، لتحويل القطع النحاسية (16) التي تقدر قيمتها المالية بـ 16 مليون سنتيم، إلى مقر الولاية بالدار البيضاء - آنفا، ليتم تنقيلها إلى وجهة سيزورها الملك، غير أنه للأسف لم تحدد هذه الوجهة. الواقع أن عملية التنقيل تمت في غاية من السرية، وفي ظروف غامضة، لم يعلم بها العامل نفسه، علما أنه ممثل الملك بعمالة بن امسيك، وهو ما دفع بهذا الأخير إلى الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بعملية سطو تعرض له مقر العمالة، غير أن خيوط البحث ساقته إلى معرفة المصادر التي كانت وراء تنقيل ممتلكات عمومية في جنح الظلام.. هكذا تناسلت الأخبار وتعددت الروايات بين أوساط المهتمين والمسؤولين بالمنطقة بشأن هذه الحركة غير الواضحة، جعلت جملة من الشكوك تتسلل إلى الموضوع، خاصة وأن تحريات داخلية أجريت مع عناصر من القوات المساعدة، كانوا في مركز المداومة وسمحوا بإخراج ممتلكات العمالة بدون إذن كتابي، فتطورت تداعيات التحريات أمام تضارب تصريحات عناصر القوات المساعدة، إلا أن خيوط البحث أكدت أن العملية تمت بواسطة الهاتف وعن طريق التعليمات الشفوية الصادرة من دائرة القصر الملكي، وهو ما حذا بالمسؤولين المحليين بمنطقة بن امسيك، إلى التزام الصمت والركون إليه، خاصة وأن للقصر دخل بالموضوع.
لكن، مع مرور الأسابيع والشهور، لم يتم إرجاع المنقولات إلى أماكنها الأصلية، مما زرع الشك من جديد في نفوس الجهات المعنية، ودفعها إلى تجديد البحث بخصوص القطع النحاسية المنقولة باسم القصر الملكي، إلا أن التحريات الجديدة كشفت عن خيوط عارية ربما أفضت إلى تماس كهربائي قد يصعق كل من لمسه، حيث تغيرت جميع المعلومات القديمة وتقطعت جملة من الخيوط المرتبطة بها، وغير العديد من المسؤولين أقوالهم بشأن المنقولات النحاسية المختفية، وكأن هناك يدا عملاقة وراء هذا الاختفاء، ليتضح في الأخير أن عناصر من داخل المحيط الملكي، تتسلل دون علم القصر للاستحواذ على الممتلكات العمومية النفيسة، وتسطو على الأشياء الثمينة في عمليات سرقة موصوفة، باسم خدمة القصر، مستغلة بذلك تواجدها في المحيط الملكي، وإذا ما قمنا بجرد لعدد القطع النحاسية، والزرابي، والحواجز الحديدية وغيرها من مستلزمات الزينة الخاصة بالاستقبالات الرسمية، التي يتم تنقيلها من طرف هؤلاء باسم القصر، لوقفنا على الملايير من الدراهم، سقطت سهوا في جيوب غير نظيفة.
الغريب في الأمر أن نفس عملية السطو التي تعرض لها مقر عمالة مقاطعات بن امسيك سنة 2004، من طرف عناصر باسم القصر الملكي، تكررت في الأيام الأخيرة من السنة الجارية 2007، حيث اختفت 30 قطعة نحاسية أخرى من حجم مختلف، تقدر قيمتها المالية بما يناهز 20 مليون سنتيم، لا تزال التحريات جارية بخصوصها، لكن هذه المرة بمنطق يختلف عن سابقه (اللي عضو لحنش يخاف من القنب).
هذا الفعل يثبت بالواضح والمرموز والألوان الطبيعية أن لصوصا يتربصون بدائرة القصر، يتحينون الفرصة للانقضاض على كل ما من شأنه إشباع رغباتهم النفعية الذاتية.

السطو على القصور والإقامات

شكلت فضاءات القصور والإقامات الملكية مجالا لسرقات متنوعة، وكانت ميزانيات تدبيرها عرضة للاختلاس، إذ تمكنت الجهات التي تقوم بتموينها بمختلف الحاجيات، من جني أرباح طائلة بفعل التلاعب في الفواتير والمعاملات التجارية والتضخيم في الأسعار واختلاق جملة من الإصلاحات غير الضرورية.
وأول نازلة فساد في مجال تدبير شؤون القصور والإقامات الملكية، ارتبطت بالكشف عن فضيحة مصطفى الهيلالي محافظ القصر الملكي بأكادير، علما أنه في عهد الراحل الحسن الثاني كانت القاعدة السائدة هي التستر على مثل هذه النوازل.
ففي غضون سنة 2004، اتهم الكولونيل الهيلالي بالاختلاس والتلاعب في ميزانية قصر أكادير، وبذلك كان أول محافظ قصر ملكي عرضت قضيته على العدالة التي أدانته بخمس سنوات سجنا نافذا، مع مصادرة جميع ممتلكاته رغم إجراء صلح بخصوص القضية بين الضنين ومحمد منير الماجيدي وتقديم تنازل عن الدعوة المدنية. وقد قام الأستاذ الناصري (محامي الدولة) بالوساطة، وتسلم 1.5 مليار سنتيم التي أرجعها الكولونينل الهيلالي كشرط للتوافق بين الطرفين.
وتلت نازلة قصر أكادير قضية السطو على سيارة من مرآب الإقامة الملكية بالدار البيضاء في يونيو 2005، وبدأت النازلة بتسلل أحد الأشخاص إلى الإقامة الملكية بأنفا للقيام بسرقة سيارة من نوع "أونو"، بعد أن حاول وضع يده على سيارة من نوع "بوجو 405" ثم أخرى من نوع "سيتروين س 15"، فاكتفى بـ "الأونو"، وتمكن السارق من تجاوز كل الحواجز الأمنية على متن السيارة المسروقة، وبعد مدة عثر على سيارة الإقامة الملكية مقلوبة قرب قنطرة سيدي البرنوصي بعدما تخلى عنها السارق. ورغم إشراف الجنرال حميدو العنيكري، مدير الأمن الوطني آنذاك، وخيرة رجاله، على التقصي والبحث والتحقيق في النازلة، لم يتم إلقاء القبض على الجاني الذي أفلت من العقاب.
وفي دجنبر 2005 افتضح أمر السطو على القصر الملكي بمراكش، إذ تمت سرقة معدات وأدوات طبخ نفيسة، وهي النازلة التي أسالت الكثير من المداد بعد وفاة أحد المتهمين وهو في ضيافة الشرطة بمراكش.
كما تم الكشف عن قضية اختفاء أكثر من 350 كأسا من البلار من أحد مخازن القصر الملكي بالرباط، وكان مآلها أن قررت الكتابة الخاصة للملك عدم المتابعة والاكتفاء باسترجاع كؤوس البلار المسروقة التي تنفجر بمجرد صب سائل مسموم فيها، ويتراوح ثمن كل واحد منها بين 700 و3000 درهم. ولم تنج الإقامة الملكية ببوزنيقة، هي كذلك من السطو، فقد اختفت منها حلي وتحف ثمينة ولوحات لفنانين تشكيليين، حيث تورط في هذه القضية أربعة أضناء عرضوا على العدالة بتمارة.
وفي دجنبر 2006، اكتشف أمر السرقة التي تعرضت لها الإقامة الملكية بدار السلام، إذ تم السطو هذه المرة على مخزن توضع فيه الهدايا المسلمة للملك، ومنها هاتف محمول وحامل للمفاتيح خاص بمحمد السادس، فتحت النيابة العامة بحثا مع مستخدمي الإقامة الملكية و8 أشخاص اشتهروا بالمتاجرة في المسروقات النفيسة بالعاصمة (الرباط).
وحسب أحد المطلعين على خبايا الملف، شرعت الشرطة القضائية في تقصيها وفي استنطاق المشتبه بهم دون علم النيابة التي لم تطلع على النازلة إلا بعد وضع اليد على المتهمين.

صفقات القصور "دجاجة بكامونها"

في نطاق تدبير شؤون القصور والإقامات الملكية، تعد الصفقات "بزولة" استفاد منها الكثيرون بطريقة غير شرعية دونما حسيب ولا رقيب. وقد شكلت مختلف الصفقات المرتبطة بتموين القصور والإقامات الملكية، الأسلوب الأكثر استعمالا لاختلاس الأموال، وتحويل أجزاء من الميزانية إلى الجيوب، وكذلك مطية لتحقيق المصالح الخاصة.
وهو أمر كان يستفيد منه الطرفان معا، الطالب والعارض (القائم على تدبير شؤون القصر أو الإقامة والممون)، وذلك بدءا من عدم احترام أقل عرض وإرساء الصفقة دائما على شخص أو جهة بعينها، والتضخيم في الفاتورات أو اعتماد فاتورات وهمية للاستحواذ على أموال بدون وجه حق، وكل هذه الأساليب تم الكشف عن طرق استخدامها بكثرة في تدبير شؤون العديد من القصور والإقامات الملكية.
وفي هذا الصدد اشتهرت حالة "بقال" بأكادير، كان يمارس التجارة في دكان صغير بالقرب من سينما "السلام"، وبحكم علاقته بأحد العاملين بالقصر الملكي، أضحى أحد الممونين للقصر، ولم تكتمل السنة حتى أصبح من كبار تجار الحي وتوسع دكانه ليصير من أكبر المحلات التجارية.
وحسب أحد المقربين من محافظ لأحد القصور الملكية، فإن مشتريات ومقتنيات القصور والإقامات الملكية لا تخضع لقانون الصفقات العمومية المتعارف عليها في كل ما هو مرتبط بالمالية العامة، وإنما تخضع للطريقة العتيقة لإدارة المخزن.. وقد كشف التقصي، بخصوص ملف الكولونيل مصطفى الهيلالي، أنه تحمل مسؤولية فواتير وهمية، تم وضع اليد على بعضها من طرف المحققين، وهمت مبلغا إجماليا يفوق 14 مليون درهما.
من أجل وضع اليد على مبالغ مالية هامة وتحويلها من خزينة القصور إلى الجيوب، تم الاعتماد على فواتير وهمية والتضخيم في أخرى حقيقية، وقد تم ضبط استخدام هذا الأسلوب في أكثر من نازلة اختلاس، ارتبطت بقصور أكادير والرباط ومراكش وفاس وبعض الإقامات الملكية.
وشكلت المحروقات مجالا حصد منه المفسدون أموالا طائلة، ومن السبل المستعملة تحويل كميات مهمة من البنزين إلى حسابات خاصة، أو تحويلها إلى جهات بمقابل مادي بعد تدوينها في السجلات، كأنها استهلكت باستعمال سيارات وشاحنات البلاط أو الدوائر المقربة من الملك والمستفيدة من بنود اللائحة المدنية، وهو أسلوب كثير الاستخدام، إذ يمكّن مستعمليه من حصد الملايين اعتبارا لصعوبة مراقبة الكميات المستهلكة.
وبخصوص الاختلاسات، أظهر البحث والتقصي في نوازل قصر مراكش وأكادير والدار البيضاء والرباط سوء تدبير ميزانياتها، حيث تم تحويل الملايين إلى الجيوب بأساليب مختلفة ومتعددة، منها اعتماد أسلوب "الموظفين أو المستخدمين الأشباح"، إذ تم العثور على وثائق تفيد وجود أشخاص وهميين يتقاضون أجورا بطريقة منتظمة، وكان الغرض منها تغطية تحويل مبالغ مالية هامة إلى حسابات شخصية، وحتى لا يفتضح أمرهم دأب بعض القائمين على بعض القصور والإقامات الملكية على تغيير أسماء "المستخدمين الأشباح" بين الفينة والأخرى، اعتمادا على أسلوب العمل المؤقت.

سارق أكباش الملك

كان الراحل، الملك الحسن الثاني، وقبله الملك الراحل محمد الخامس، وبعدهما الملك محمد السادس، يخصون من مالهم الخاص بعض الشخصيات ويمنحونها عددا من الأكباش، خلال كل مناسبة ترتبط بعيد الأضحى.
تسليم الأكباش للشخصيات النافذة في السلطة كالعمال والولاة وبعض جنرالات الجيش هي سُنَّةٌ محمودة من طرف ملوك المغرب، وللقيام بها كان القصر الملكي يكلف بعض الرجال بتوزيع تلك الأضحيات مع تخصيص آليات لوجستيكية مادية وبشرية للقيام بها.
وعلى ذكر الرجال، فالمعروف أنه في عهد الراحل الملك الحسن الثاني تم تسجيل عدة سرقات ترتبط بتوزيع أكباش الملك على بعض الولاة والعمال أثناء عيد الأضحى، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك رجل لا زال موقوفا حتى اليوم، حاملا معه ملفات ضخمة ترتبط بموضوع التهمة الموجهة له حول سرقة أكباش الملك.
على أية حال، فتوزيع الأكباش على الولاة والعمال وبعض الشخصيات النافذة، من طرف الملوك عرف الكثير من الخروقات، كحرمان شخصيات كبرى من الحصول على كبش الملك، هذه الشخصيات التي تتعفف عن تقديم الشكوى للجهات المختصة، لمعرفتها المسبقة بالمسالك الملتوية التي ينهجها بعض منعدمي الضمير الذين يستولون على أكباش في ملكية الملك، أراد توزيعها على خدامه الأوفياء في بعض الجهات والأقاليم وبعض الثكنات العسكرية.

سرقة غلات ضيعات الملك

تمتلك العائلة الملكية الكثير من الضيعات الفلاحية التابعة للأملاك الملكية سواء بشمال المملكة أو جنوبها، خاصة قرب المناطق الفلاحية بالغرب، ولاسيما بإقليم سيدي سليمان، وكذا قرب المناطق المحيطة بمدينة أكادير.
وللإشارة فإن تسيير الأملاك الملكية المرتبطة بقطاع الفلاحة، يخضع للعديد من المقتضيات والتدابير والإجراءات، منها مثلا الإعلان عن مباريات ومزادات علنية وهي المزادات التي لم تنشر يوما في رسائل الإعلام.
استغلال هذه الغلات، يعرف الكثير من الخروقات، كتلك التي سجلت في عملية استغلال وبيع وقطف غلات الليمون بمنطقة سيدي سليمان، حيث إن عملية المزاد العلني ترسو على شخصيات بعينها، وتحرم منها شخصيات أخرى دون وجه حق.
ومعلوم أن تسيير الضيعات الفلاحية، التي تسهر على تسييرها شخصية مغربية نافذة، هو عبارة عن كراء للأشجار، بمعنى أن الأشجار هي تابعة أصلا للأملاك الملكية الفلاحية، أما ما تنتجه فيباع للخواص، وحين نقول الخواص، فالمزادات العلنية لا ترسو بالتساوي على جميع المترشحين، بل ترسو على شخصيات معروفة، بمعنى أصح إن المزادات العلنية ترسو على شخصيات محددة، تستفيد من غلات ضيعات الأسرة الملكية، سواء منها غلات الليمون أو غيره، في حين إن هناك أشخاصا كثيرين، يحرمون دون وجه حق من الاستفادة من شراء وبيع غلات ضيعات الملك.

فتح ملفات السرقات لتصفية الحسابات بين الأجهزة

ارتفاع نسبة النمو الديموغرافي بالمغرب، لم ترافقها تطورات إيجابية على مستوى الحياة فقط، بل رافقتها سلبيات متعددة أي ما يعرف بسلبيات التطور الديموغرافي، ومن هذه السلبيات هناك ارتفاع جرائم السرقة التي يجرمها القانون المغربي. وفي وقت من الأوقات كان عامة الناس يعتقدون أن قصور الملك ستكون بمنأى عن السرقة، بل عشنا اليوم لنرى ونسمع تداول أخبار كثيرة ترتبط بسرقة قصور الملك سواء في مدن جهات الجنوب أو الشمال.. السؤال الذي يفرض نفسه أمام تنامي السرقات القصور، هل كانت تتم هذه السرقات في السابق وكان المكلفون بحماية وحراسة القصور يعملون في الخفاء على أن لا تنتشر ويلجؤون للمستحيل حتى لا تتجاوز أسوار القصور، أم أن هؤلاء السارقين يلجؤون لأساليب تبعد عنهم الشبهات، أم أن لصوص القصور يقومون بسرقات باتفاق مع مسؤوليهم، كما حدث أكثر من مرة، إنها أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات شافية؟!
إن حديث وسائل الإعلام والرأي العام، اليوم، عن سرقة القصور الملكية من طرف بعض العمال والمستخدمين ورجال الأمن المدني والعسكري، إما أنه فرض نفسه بقوة أو أن جهات عليا أمرت بفتحه، أم أن جهات أمنية ومدنية تصفي حساباتها الخاصة من خلال فتح ملفات السرقة!!؟ وهو الأمر الذي نتمنى أن يكون مستبعدا، مخافة أن تتطور الأمور يوما لتصل إلى مستويات أخطر!!

كؤوس البلار

تم الكشف عن النازلة بواسطة محافظ القصر الملكي بمراكش، الفرنسي "أندري جرمان" الذي لاحظ اختفاء عدد هام من كؤوس البلار من مخزن القصر، وهي الكؤوس التي كانت ستجر أمام القضاء رؤوسا وازنة بتهمة حيازة المسروق لولا اختيار القائمين على الأمور عدم تفعيل المسطرة والامتناع عن المتابعة.
ومن الشخصيات المتورطة في هذه النازلة، دكتورة تدرس بجامعة محمد الخامس بالرباط، كانت تقضي جزءا كبيرا من يومها وهي تلف فيلات راقية بطريق زعير بالرباط، لبيع كؤوس البلاط بألف درهم للقطعة الواحدة، مدعية أن الملك محمد السادس قد جَدَّدَ أواني قصره بالرباط، وأراد أن تكون كؤوس الراحل الحسن الثاني بين أياد تستحقها وتعرف قيمتها للحفاظ عليها.
كما كانت الدكتورة تعرض للبيع ساعات ثمينة وخواتم ومجوهرات نسائية، قيل إن أغلبها سرق من الإقامة الملكية ببوزنيقة.
كانت هذه المسروقات مودعة بمنزل أحد أقارب الدكتورة، وهو يعمل بإحدى الأجهزة الأمنية. وعندما انكشف أمرها اضطرت للهروب إلى الديار الفرنسية، ومكثت هناك 3 أشهر حتى "بردت" القضية وظهرت علامات إقفال ملفها. وقد ضبطت الشرطة 140 كأسا من كؤوس البلار المسروقة قي حوزة محمد فاضل العراقي.

لصوص ما خف حمله وثقل ثمنه

ذكر العديد من العارفين بحياة القصر، خلال اندلاع ما أصبح يُعرف بقضية كؤوس البلار أن ثمة العديد من الأشياء الثمينة الخاصة بالقصر كانت قد بيعت بالتقسيط المريح خلال فترات متباعدة، وأن الباعة كانوا ممن لديهم "دخلاتهم وخرجاتهم" من وإلى القصر، سيما من الذين كانوا قد استشعروا قرب التخلص من خدماتهم عقب تولي محمد السادس مكان أبيه، فحينها - يقول أحد مصادرنا – اندلعت حالة من الهلع والخوف من المصير المجهول، وطفق الكثيرون بمن فيهم المحسوبون من أشد المقربين من الملك الراحل الحسن الثاني، كمحضياته مثلا، اللواتي شرعن في تخبئة حليهن ومجوهراتهن التي جمعنها من "خدماتهن الجليلة" في أماكن آمنة، وعلى غرارهن كان العديد من خدام القصر يُسارعون - مستغلين الظروف المضطربة التي كانت عليها الأحوال بالقصر، عقب وفاة رجل السلطة الأول بالبلاد – وفي ذلك السياق كان إخراج كؤوس البلار وأشياء أخرى بيعت لشخصيات اقتصادية تعرف جيدا مصدر تلك الأشياء.
تحدثت المصادر نفسها عن أحد خدام القصر، الذي يملك منزلا واسعا بإحدى ضواحي مدينة تمارة، جعله عبارة عن "خزين" ينقل إليه ما خف وزنه وثقل ثمنه، حيث تنوعت وتعددت "الغنائم" التي حملها من القصر "العامر" بالرباط، كان الأمر يتعلق بمقتنيات عديدة تخص الحياة اليومية للقصر، شرع الرجل في بيعها بالتقسيط المريح، كما ذكرنا من قبل، إلى أن تم إلقاء القبض عليه صدفة، خلال حملة البحث عن "سراق" كؤوس البلار.. ويوجد الرجل اليوم في خضم تحقيق ماراطوني لا ينتهي، لا احد يعرف نتائجه باستثناء المعنيين به مباشرة، والقائمين عليه.

"سلطان باليما" سارق الملك

من بين لصوص الملك الراحل الحسن الثاني المشهورين شخص كان يدعى بـ "سلطان باليما"، وقد نال هذا اللقب بحكم تواجده الدائم بباحة المقهى التابع لفندق "باليما"، الكائن قبالة مقر البرلمان بالعاصمة (الرباط)، إذ كان يجلس يوميا هناك مرتديا الجلباب المخزني وهو ينتعل البلغة البزيوية الصفراء الفاقع لونها، لا يتحدث إلا بلغة "المخزن" ويتبجح بعلاقاته بأهل "دار المخزن" وقدرته على فتح كل الأبواب الموصدة وتجاوز كل العقبات وقضاء كل الحاجات وتحقيق كل الرغبات.
وقد تمكن "سلطان باليما" من النصب على الكثيرين لتوهيهم بقربه من الملك أحيانا، وبالأمير مولاي عبد الله أحيانا أخرى.
من فتوحاته، حسب ما راج بين من عرفوه عن قرب، أنه تمكن من بيع أبقار ضيعة في ملكية الملك الراحل الحسن الثاني دون علمه، وكذلك الأمر بخصوص غلات بعض الضيعات الملكية بمنطقة الغرب (القنيطرة ونواحيها) وغيرها.
كما استطاع، بدهائه ومكره في مجال النصب والاحتيال، توظيف مجموعة من الأشخاص بوزارة الداخلية، منهم من أصبحوا قوادا وباشوات.
لم يعرف إن كان "سلطان باليما" قد اشتغل يوما أو مارس مهنة، وإنما كان يعيش على النصب والاحتيال، وقد خبر مرات عديدة أجواء السجن، لكنه كان يعيد الكرة.

محمد طارق السباعي رئيس الجمعية الوطنية لحماية المال العام بالمغرب
من تسلل إلى الممتلكات الملكية يجب أن يحكم بأقصى العقوبات لأنها ملك عام للشعب

اعتبر محمد طارق السباعي رئيس الجمعية الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، القصور الملكية، مجرد سكن وظيفي يستعمله الملك وحاشيته، باعتبارها ممتلكات للدولة المغربية، وأن أي سرقة أو نهب يطالها يدخل في إطار نهب المال العام، معلنا أن الهيئة تتلمس الخيوط المرتبطة بالسرقات التي تعرضت وتتعرض لها بعض القصور والإقامات الملكية، وتترصدها للتدخل الفوري والمباشر لمتابعة المتورطين فيها، مشيرا في ذات السياق إلى كون الهيئة سوف تصدر تقريرا في الموضوع، ضمن تقريرها السنوي الذي تعده نهاية كل عام، مؤكدا في الوقت ذاته أن محمد منير الماجيدي الكاتب الخاص للملك استغل وجوده بدائرة القصر واستحوذ على قطعة فلاحية بتارودانت، وهو الفعل الذي يجعله غير جدير بالثقة للمحافظة على أموال القصور والإقامات الملكية.

- تمول القصور الملكية من ميزانية القصر التي يصادق عليها مجلس النواب، مما يعني صراحة أنها من المال العام، هل تتوفرون كهيئة وطنية لحماية المال العام، على الملفات المرتبطة بالاختلاسات التي عرفتها بعض القصور والإقامات الملكية مؤخرا، وما هي الإجراءات التي اتخذتها هيئتكم بخصوصها؟

+ ما تم نهبه من القصور الملكية يدخل في إطار نهب المال العام، خاصة وأن هذه القصور تدخل ضمن ممتلكات الدولة المغربية، ويمكن القول بخصوصها إنها أشبه ما تكون بالسكن الوظيفي للملك وأسرته وحاشيته، وإن كل محتوياتها والمنقولات المتواجدة بها وكذلك السيارات وغيرها، تعتبر أملاكا عامة يطبق عليها القانون الجنائي المرتبط بحماية المال العام.. والهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب تتبع بكل مسؤولية هذه الملفات، وهي بصدد رصد السرقات التي تعرضت وتتعرض لها القصور والإقامات الملكية باعتبارها جزءا من المال العام، الذي يتطلب منا حمايته وتتبعه بحكم تخصصنا كهيئة معنية بهذه الملفات، لذلك نعمل في المقام الأول على نهج السبل التي من شأنها استرجاع هذه الأموال المنهوبة إلى مكانها الطبيعي، إذ لا يكفي أن يتابع المتهمون بسرقتها ويسجنون وانتهى الأمر، بل سنطالب باسترجاع المسروقات لأنها ملك للمغاربة وكذلك مال عام، ونحن في طريقنا كهيئة لملامسة كل جوانب هذه الملفات عن قرب، وسوف نصدر تقريرا في الموضوع ضمن التقرير السنوي الذي تعده الهيئة نهاية كل عام.

- هل تتوفرون على جرد لحجم السرقات التي تعرضت لها القصور الملكية؟

+ الواقع أننا لا نتوفر على معلومات مدققة، لكننا نتوفر على معلومات كثيرة، نحن بصدد التحقق من صحتها ومطابقتها مع الواقع. وكما يعلم الجميع فإننا نجد صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومة خاصة فيما يرتبط بالقصر، وفي هذا الإطار سأفتح قوسين، لأقول بأن الجهات الرسمية عليها أن تتعامل مع الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، على أنها جمعية مدنية تملك حق الإطلاع على الملفات، وكذلك في أن تتنصب كمطالبة بالحق المدني، في مثل هذه الملفات، وعليه فإن المسؤولين مطالبون أكثر من أي وقت مضى، بتسليم جمعيتنا وصلها القانوني النهائي وتمكنيها من اكتساب صفة المنفعة العامة، لأن مثل هذه الممارسات غير القانونية لن تثنينا عن مواصلة نضالنا فيما نحن ذاهبون إليه، ونشد على يد القضاء المغربي الذي يستقبلنا بحرارة في قضايا نهب المال العام وخاصة ملفات البرلمانيين الذين نهبوا الأموال العامة، في كل من إنزكان وتارودانت والناظور والرباط، وكذلك القضاء الذي فتح لهيئتنا الباب للتنصيب كمطالبة بالحق المدني.
وبخصوص الملفات المرتبطة بسرقة ممتلكات القصور الملكية، نتمنى أن تمدنا وزارة العدل بالمعلومات المتوفرة لديها بهذا الخصوص، حتى نتمكن من أداء مهمتنا على الوجه الأكمل، في تخليق الحياة العامة، وإبلاغ الرأي العام بما يجري من نهب للمال العام، والعمل على الحد من انتشار آفة استغلال المال العام والتطاول عليه.

- هناك مجموعة من مؤسسات الدولة اختفت منها أشياء ثمينة تحت ذريعة استعمالها في المواكب الملكية، كيف تعلقون على هذا السلوك؟

+ هذه المنقولات تدخل في إطار المال العام كما سبقت الإشارة، وكل من يقوم بإخفائها وطمس حقيقتها يجب تقديمه إلى العدالة، لينال العقوبة التي يستحقها، وأن تكون هذه الأخيرة مقررة في أقصاها، خاصة وأن الأشياء المسروقة تدخل في خانة الأشياء الممتازة، وعليه فإنها تطابق الحقوق الممتازة. والممتلكات الملكية تدخل في هذا الإطار أيضا، ومن تسلل إليها يجب أن يحكم بأقصى العقوبات لأنها ملك عام للشعب، ومن يسمح لنفسه بسرقة هذه الأشياء، فإنه يستهين بالقانون المغربي، ويستهتر بالقيم والمثل التي يجب أن يتحلى بها من يدورون في محيط القصر الملكي، من أمن خاص ومديرية للقصور والتشريفات وغيرهما من المستشارين والكتاب الخاصين وهلم جرا.. وأذكر بهذه المناسبة السيد الماجيدي الكاتب الخاص للملك، الذي لازال يرتكب جُرما، لكونه استغل منصبه واستولى على أرض فلاحية في تارودانت بأبخس الأثمان في مؤامرة خسيسة على المال العام مع الوزير الذي سهل له المأمورية، لذلك فهو مطالب بإرجاع الأملاك إلى مكانها الطبيعي، للأحباس، التي لا يجوز تفويتها بأي وجه من الأوجه لذلك فالماجيدي ليس جديرا بالمحافظة على المال العام وبخاصة أموال القصور الملكية.

- هؤلاء الذين يسرقون المال العام باسم القصر، كيف يمكنكم التعليق بخصوصهم؟

+ هؤلاء مجرمون، يسرقون الملك وهو أعلى سلطة في البلاد، فما بالك بأموال الشعب؟ هؤلاء وقحون، مجرمون حقيقيون، تجب متابعتهم ومضاعفة العقوبة في حقهم لأنهم ليسوا أهلا للثقة ولا لحمل الأمانة، فهم خائنو الأمانة بامتياز.





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية نهاية عهد الامتيازات
- أتهم فؤاد عالي الهمة
- العلاقات التجارية المغربية - الإسرائيلية؟
- حوار مع عبد اللطيف حسني
- أثرياء محمد السادس
- -الفكوسة عوجة من الأصل-
- حوار مع الاقتصادي نجيب أقصبي
- حوار مع الاقتصادي إدريس بنعلي
- البوليساريو تخطط لتحويل مخيمات تيندوف إلى تيفاريتي
- مشكلتنا..إشكالية مواطن مسؤول
- الإعلام و مناهضة عقوبة الإعدام
- حكم الحسن الثاني
- -الجمع بين السياسة والسوق في المغرب مفسدة كبرى-
- دسائس الراحل إدريس البصري ليست إلا دسائس مخزنية بامتياز...!! ...
- تخفيض الأجور العليا، أولوية حاليا أم لا؟
- حقيقة ما يحدث بالحدود المغربية الجزائرية؟
- المغاربة رموا ملك إسبانيا بالأعلام المغربية و صور محمد الساد ...
- فقر السياسة
- يقولون إننا أحرار في اختياراتنا
- ملفات ساخنة تنتظر عزيز أخنوش


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - لصوص الملك و لصوص باسم الملك