أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - هذا القائد هذا الموقف















المزيد.....

هذا القائد هذا الموقف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 03:42
المحور: القضية الكردية
    


ثمة ألم كبير اعتصر قلبي ،وأنا أرى عبر وسائل الإعلام، كيف أن الطائرات الأردوغانية، قدشنّت هجومها المقيت، على أهلنا في كردستان الجنوبية، لتعيث دماراً، فلا ينجو من يقع ضمن دارات الموت التي تتركها من بشر، أو شجر، أو ضرع ، أو ثمر، بل تصبّ جام حقدها على كل ما هنالك ، لنرى حيوانات فاغرة الجرح والفم ، في هيئة غريبة، تتقطّر لها القلوب والضمائر دماً......!

لا أريد أن استرسل في توصيف المأساة الكردية الجديدة،لأنّ الكرديّ- و كما تقول الأم الكردية- في التراث: الكبش/ الذكر خلق للسكين " وإن كان أعداء الكردي لايوفرون وعلاً ولا"معزاة، ولاسخلة" ، ولا غزالاً ، ولاعصفوراً ، بل ولا حجلاً ،حيث أردوغان عايد أطفال كردستان، إيزيديين ومسيحيين وكرداً- في أقدس رزمة أعياد متعانقة- وهو المسلم الذي بات ينسى وصيّة عمر بن الخطاب لجنود المسلمين وقادتهم ،بأن جعل سماء كردستان تهطل سكاكر من قنابل ، وحمماً نارية، تحصد الأرواح الكردية البريئة، بعيد مهادنته المصطنعة في الدّعوة إلى ما سمي ب" قانون الندم ، وهو الذي يطير صوابه، ككل شوفيني تجاه الكرد، بسبب هذا " العشّ الأوّل" الذي لابدّ أن يكبر ، رغماً عن أنوف هؤلاء، أينما كانوا، وعلى اختلاف هوياتهم........!.
ولعلّ أكذوبة ملاحقة أشاوس حزب العمال الكردستاني ، في جبال كردستان ، وتعقبّهم في مظانّهم، لم تنطل على أحد، ولاسيّما حين نعلم أنّ تاريخ الكماليين والسائرين على خطاهم ملوّث بالدم الكردي، منذ أن قامت لهم قائمة، وما المؤامرة الكبرى التي تمّت على الشيخ سعيد، وضراغيمه، إلا صورة عمّا يدور منذئذ إلى اللحظة، حيث أسلحة الغدر ، بكافة أشكالها ، لم تفتأ لتسكت ، كي تقمع أيّة ثورة ، أو انتفاضة ، أو ومضة أمل، بل ليزرع وباء آخر بين الكرد، طالما تحدّث عنه الناجون من مشانق كمال أتاتورك، وهو بدوره ليس إلا نتيجة إحساس هائل، ومرير، في نفوس مغتصبي خريطة كردستان، ممّن دأبوا – شأن غابريهم- على طمس حقيقة كردستان الكبرى ، ناشرين ثقافة التعمية بطبعاتها المتعددة.......!.
إن أساطين خيار الحرب، والقمع ، والظلم، وإراقة الدم ضد الكردي، ليتعامون عن النظر في طرفي معادلة ، ذات طرفين: ربّما أقواهما، هو في العمق التركي، مبيّت، ارتقى أردوغان نفسه على بعض سلالمه، وهو يدفن كراهيته في " جبّة الدين" التي لمّا تزل تخدع الكرديّ، ولا أتحدّث هنا عن جوهر الإسلام، كدين ليس مطوّباً باسم مسلمين دون غيرهم، وكان للكرد فضل في استمراره، في محطات شتّى، حين بات يحتضر على سرير الموات ، كي يتنكّر لهم أخوتهم في الدين من جهة، وينتقم منهم من تضرّر من نصرة الكرديّ للإسلام ، من جهة أخرى ، ليكون الكرديّ بذلك الحالة الاستثنائية في تاريخ تطويب الخرائط ، أضحية جميعهم: العالم الغربي- المسلمين- بل الذات الوفية لقناعاتها، بعكس كل من يتحورب من حولها أمام مصلحة ، أو سلطان........!
ولعلّ كثيرين ، ممّن يحاولون خداع ذواتهم ، بدعوى قراءة البرهة، من خلال قراءة حاخامية، لنص اليوم ، بعين اللحظة المنصرمة، موهومين بالاستفادة من تجربة الآخرين، في ظلّ غياب تجربتهم، ممن عولوا على أمريكا- تماماً ،وأقول : تماماً......تحديداً، معتقدين بأنّ الدعاوى إلى حقوق الإنسان والمجتمع المدني، من قبل بعض مراكزها-وإن تلك المراكز شاهد عيان على خروقاتها ، نفسها - سيسبغ على نواياها المصداقية، في إهاب تكفير الغربيّ عن خطاياه تجاه الكردي، أكبر أضحية للغرب، والشرق ، والذّات، في آن واحد، وهو ما كشفت تجارب عديدة عن خطله، دون أن يتّعظ أصحاب هذه الرؤى، رغم محطّات كثيرة رأيناها في العقدين الأخيرين ، بأمّ عيوننا، كشهود: تصريح شوارتزكوف -الهجرة المليونية-قصف المناطق الكردية وإصابة وجيه البارزاني أثناء احتلال العراق-عدم حسم أمر المناطق الكردية والمحاولة لإبقاء حالات التوتر المصطنعة كما أرادها الدكتاتور صدام حسين - استقبال الذّئب الأغبر في البيت الأبيض......!
كلّ هذا غيض من فيض، إنّما ليدلّ لكلّ ذي بصر وبصيرة على حقيقة أن أمريكا تنظر إلى الكردي ، وفق منظومة مصالحها، فحسب ، وهو ما دعا القائد مسعود البارزاني، رغم إعلانه عن " صداقة أمريكا"بلا مواربة ، إلى عدم التردد عن نقدها ،وإذا كان الكردي لايمكن له-استعادة خريطته إلا بأمرين اثنين: أولهما معونة شعوب المنطقة، التي بقى وفياً لها، من جهته ، ومن طرف واحد ، ولم تقدم له إلا جرعات الألم في كل مرة،هذا كاستراتيجية ، وثانيهما معونة الضمير العالمي،ربما كتكتيك ،فإن لأمريكا مصالح في كردستان، وكان يمكن لهذه المصالح أن تكون وراء مساندتها الكاملة لها، بيد أن هذا ما لم يتم في عدّة محطات مهمّة مشهودة، على المدى القريب، ذلك لأن أمريكا إنّما لديها قانونها الخاص الذي شكلته من مفهوم تبنيها لعقلية المرابي والمقامر ، وهو المغامرة بصغرى المصالح ، أمام كبراها، وهي من كبائر"شرمطة"السياسة، وإلا فعلى أية قاعدة أخلاقية ، يمكن محاسبة أمريكا على جريمة استقبالها لأردوغان ، وتفهمها معه ، وإطلاق يده الملطخة بالدّم الكردي ، بإعطائه الضوء كي يصول ، ويجول ، كما يشتهي، وكانت النتيجة انتهاك حرمة حدود دولة ، جارة ، آمنة، بعد أن تمّ بناء دولته على أساس خرائط غيره، وسط سكوت مقيت غير مفهوم ، من حكومة بغداد، وإن كان نوري المالكي قد تطاول بالقول ، إن p.k.kحزب إرهابي، فلم يطلب منه أحد أي من هؤلاء أن يعتذر،مع أنه لا يقول مثل ذلك عن حزب الله ، مع أنه لا توجد للبنان أرض محتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي البغيض ، إذا استثنينا إشكالية مزارع شبعا المعروفة، وهي التي لا تقارن- كمساحة- بالجزء الكبير من مساحة كردستان الشمالية، وهل سينجرّلتقويم حماس، كما يفعله الآن أكثرية الشعب الفلسطيني.......!
ولعلّ مسعود البارزاني ، الذي اتخّذ موقفاً كرديا نبيلاً،شهماً ، على غرار جده" الشيخ سعيد بيران " في إطلاق صرخة التحدي المدويّة ضدّ التهديدات التركية، بقي وفياً لوعده -وسط كل ما يريد أن يكبح موقفه الشهم والشجاع داخلاً وخارجاً ، ولعلّ ذلك تجلّى في عدم السفر إلى بغداد مؤخراً، أثناء زيارة كونديرا رايس إليها، وهي رسولة دولة القطب الأوحد- ليكون ذلك ردّاَ بطولياً على تخاذل الأمريكان، تجاه كرد العراق، كما حكومتهم في المركز ، منحازين بذلك إلى تركيا ، مادامت هناك نقلة أخرى لحجر شطرنجها، في مواجهة إيران، هذه المواجهة التي ليست في المحصلة لنصرة قضية كردها، وشعبها المغتصب، بل من أجل نفط المنطقة، وثرواتها، وشجرها ، وحجرها، وهوائها ، ومائها.............!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الاجتياح الهمجيّ هذا الإجماع الكردي...!
- سامية السلوم في كتابها الجديد - صراع الآلهة -
- على هامش كتابها الثالث-صراع الآلهة- سامية السلوم: لا آلهة عل ...
- رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء ل ...
- -أكمة- سنجار....؟!
- من قتل صديقي الصحفي عبد الرزاق سليم ؟
- إبراهيم اليوسف
- في الوداع الأخير للشاعر كلش
- حين يرثي النّثر
- رسالة مفتوحة إلى د. نجاح العطارنائب رئيس الجمهورية للشؤون ال ...
- دواعي الاستقواء كردياً:-تهديدات الاجتياح التركيّ لحرمة كردست ...
- سعيد دوكو.. حقا إني بكيتك
- مالم أتمكّن من قوله في بضع دقائق متلفزة:
- خليل عبد القادر : راكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق....!
- خليل عبد القادرراكضاً تحت ثقل امبراطورية وحرائق...!
- الكرد - أنترنيتياً
- سوريا وكردها:بريد يعج ّ برسائل متناقضة من النظام
- أسئلة صارخة في محراب الذكرى الثالثة لانتفاضة آذار
- أحد بلا ساعة يد
- رسالة مفتوحة إلى محيي الدين شيخ آلي:


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إبراهيم اليوسف - هذا القائد هذا الموقف