أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام الجبوري - الواقع العراقي وفلسفة الانا والانت عند مارسيل














المزيد.....

الواقع العراقي وفلسفة الانا والانت عند مارسيل


هشام الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2139 - 2007 / 12 / 24 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جبريل مارسيل فبلسوف فرنسي ولد في باريس من عائلة مسيحية برجوازية اقترن اسمة بحركة الوجودية المسيحية في فرنسا والتي تضم الفيلسوف الوجوي الفرنسي " كارل ياسبرس" و اللذان يمثلان الفلسفة الوجودية المسيحية معا.
بعد هذه السطور ربما يسأل سائل و يقول ما علاقة هذا الفيلسوف بواقعنا العراقي ؟ لا اخفي عليك عزيزي القارىء ان العلاقات الاحتماعية والوجدانية في بلدنا لهي نموذج جميل لفلسفة الانا و الانت عند الفيلسوف " جبريل مارسيل" فقد عالج في فلسفته معظم المشاكل التي تدور في بلدنا هذه الايام منها مشكلة الاتصال بين الذوات ، مشكلة الحب، مشكلة الوفاء والخيانة، الامل و الرجاء ، اليأس ، الموت والخلود ....
ان مارسيل يؤكد على ان الوجدان هو اسلوبنا البشري في المشاركة فهو يضرب مثلا الرابطة الوجدانية العميقة التي تنشأ بين الفلاح و الارض وبين البحار والبحر فتعلق الفلاح بالارض و البحار بالبحر ليس مجرد علاقة قائمة على المنفعة بل هو رابطة وجدانية تفوق على كل مصلحة .
و ان الارض قد اصبحت جزءا لا يتجزء من صميم وجوده وان اي قطيعة قد تحدث بين الفلاح و ارضه لا بد ان تنطوي بالنسبة الية على فقدان ذاته هذا مثال على العلاقة الجوهرية التي تجمع الانسان و سر الوجود.
ان هذه الفلسفة تجعلنا نتسائل عن العلاقة التي تجمع طوائف العراق من جديد . فكل فرد عراقي مهما كان انتمائه الديني او القومي له صله ضاربة باوتاد هذه الارض المعطاء و مبدأ المشاركة بين الذوات هو السبيل الوحيد في بناء هذه الارض و نقصد المشاركة الانسانية الوجدانية بين اطياف هذا البلد القائمة على الحب و الخير و نشيد السلام .
و يجب على كل عراقي مخلص ان يتحرر من كل نزعة ذاتية متطرفة او اتجاه انطوائي او انا متعالية منفردة.
و الانسان العراقي مشهود له بحبه الى ارضه و اهله ممن يتقاسمون معه اشبار الارض و بحنينه الى وطنه و هذا ما يجعله نموذجا حيا لفلسفة مارسيل السالفة الذكر و التي تؤكد على العلاقة بين الذوات وكيف تكون الارض جزءا من حياة الفرد وهي علاقة ليست قائمة على منفعة بل حبه لارضه وكما رأينا و نرى تجعله يضحي بأغلى الاشياء واعزها وهي الذات او الروح.
ففي كل يوم من ايام عراقنا الجريح يتساقط العشرات مظرجين بدمائهم لا لذنب سوى لانهم عشقوا هذه الارض و اصبحت جزءا من ذواتهم و ارواحهم .
و لا اقول لكم يا اخوتي ما قاله " توسكانيني" حيث يقول " احسن القول عن اعدائك فأنت الذي صنعتهم " لان العداوة يا احبتي لا تليق بأديانكم السماوية و اخلاقكم النبيلة . فاليحسن القول بعضكم للبعض الاخر كونكم اخوة اما في الدين او الخلقة فكلكم لادم و ادم من تراب ...
يقول مارسيل " ان الانا لا يوجد الا بقدر ما ينظر الى نفسه على انه موجود للاخرين و بالتالي بقدر ما يعترف انه قد اصبح متجاوزا ذاته " .
فوجود الذات لا ينكشف الا في اطار من التواصل الحي مع غيرها من الذوات .
فالحب هو السبيل الوحيد لخروج الانسان العراقي من هذا الكابوس المظلم فاليحب بعضكم البعض الاخر مهما كانت انتمائات الطرف الاخر سواء الدينية او المذهبية او القومية . فالنحرر انفسنا من سجن التمركز الذاتي ليتزايد وجودنا و اندماجنا فيما بيننا في الواقع الفعلي ........






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة حجاج بيت الله الحرام
- رسالة الى السيد المدرسي
- الاصنام الملتحية
- جسر الشغب
- دموع الشهادة
- المنتدى الحزين
- موتى بلا قبور
- على الدرب
- المتناقضون
- عمال البناء
- الحمار والجلاد
- رواية الشيطان
- رسالة كلكامش


المزيد.....




- عروس نجل إيلي صعب خطفت الأنظار بفستانين خياليين.. والزفاف تح ...
- ذعر في الجو.. راكب يُحاول فتح باب الطوارئ والشرطة تتدخل بعد ...
- سوريا.. بدء انتشار الأمن الداخلي في السويداء بعد خطاب أحمد ا ...
- -يعاني من مشكلة-.. ترامب يشعل ضجة وتكهنات مجددا بتصريحات عن ...
- تنافس صيني أمريكي.. وبروكسل بين مطرقة واشنطن وسندان بكين
- حلقة الدخان هذه لا تثبت أن إسرائيل استخدمت سلاحا جديدا في غز ...
- أهالي غزة يطالبون بإدخال مساعدات عاجلة وسط تفاقم أزمة الجوع ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو لن يعقد صفقة قبل أغسطس وعالم آخر تحت ...
- إعلان مبادئ بالدوحة يمهد لإنهاء القتال بين حكومة الكونغو وحر ...
- سيناتور أميركي ينتقد طلب إسرائيل المساعدة في تهجير الفلسطيني ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام الجبوري - الواقع العراقي وفلسفة الانا والانت عند مارسيل