أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - نحو إقتصاد عالمى أفضل من خلال الرؤى البهائية















المزيد.....



نحو إقتصاد عالمى أفضل من خلال الرؤى البهائية


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 04:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ليس الفخر لمن يحب الوطن بل لمن يحب العالم ""
" ان وجه الأرض عباره عن شبر واحد ووطن واحد " (كلمات فردوسيه)
أصبح العالم اليوم فى حاجة ملحة إلى التآلف ولديه شعورا دفاقاً بتكوين الجامعة العالمية فقد حان الوقت للاتحاد على المستوى السياسى والفكرى والروحى والاقتصادى والجنسى واللغوى.
نحن الان امام عصر جديد فى تاريخ البشريه يصح تسميته بعصر اتحاد الجنس البشرى وبالفعل فقد ارتبطت القارات كقارة واحده مع تطور وسائل المواصلات المختلفه التى كانت تكاد مستحيله من قبل ولكن الارتباط يجب ان يأتى من داخل النفس البشريه لكى يكون ارتباطا حقيقيا ، أى لابد من وجود قوه عظيمه تؤسس ذلك الاتحاد دون القوه السياسيه والقوانين الوضعيه وقد ثبت عدم جدواها فلا مفر ولابديل بالطبع للجوء إلى القوه الالهيه وحتما سيأتى ذلك اليوم المرتقب فى ظل يوم الله . " إن وحدة الجنس كما صورها حضرة بهاء الله تتضمن تأسيس رابطة شعوب تتوحد فيها كل الأمم والأجناس والعقائد والطبقات في اتحاد دائم متماسك بدقة والذي تتمتع فيه بالحكم الذاتي والحرية الشخصية وحق يجيز مبادرة الأفراد بطلب سن القانون أو تعديله علي نحو محدد مصون ومحمي بصورة تامة وكاملة . وفي مجتمع عالمى كهذا حيث يتوافق العلم والدين وهما أعظم قوتين فعالتين في عالم البشر يتوافقان ويتعاونان معا ويتطوران بانسجام وتناسق فسوف تنظم موارد العالم الاقتصادية وسوف يتم بذل وإرسال المواد الخام وسحبها من الأرض ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وإنصاف وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب . ليستفاد منها بصورة كاملة وسوف يتم تنسيق متساو بين الأسواق مع تطويرها ويتم تنظيم توزيعها بعدالة وأنصاف , وسوف تتوقف المنافسات والبغض والكراهية والمكائد والتآمر والخداع وسوف تحل الصداقة والتفاهم والتعاون بين الأجناس محل العداء والحقد والغضب . ويسود التفاهم والتعاون بين الأجناس وسوف تزال بصفة دائمة أسباب النزاعات الدينية وسوف تلغي تماما كل العوائق والقيود الاقتصادية وسوف يمحي التميز الطبيعي المتطرف بين الطبقات وسوف يختفي الفقر المدقع والعوز من ناحية والتكدس الضخم للتملك من ناحية أخرى . أما الطاقات الضخمة للاتفاق ببذخ وإسراف وحماقة علي الحروب سواء اقتصادية أم سياسية سوف تكرس من أجل تحقيق الغايات والأهداف بحيث يمتد ويعزز الاتجاه في مجال المخترعات البشرية والتطور التقني لزيادة إنتاجية الجنس البشري للقضاء علي المرض وابادته واتساع البحث العلمي ورفع مستوي الصحة البدنية وليشحذ بشدة تقنية وصفاء العقل البشري ولاستغلال الموارد المتراكمة بغير استعمال والتي لا شك في وجودها علي هذا الكوكب إطالة عمر الإنسان وتعزيز وتأييد أية هيئة أخرى تستطيع أن تحفز وتنشط الحياة الفكرية والأخلاقية والروحية للجنس البشري , وسوف يمارس النظام الفيدرالي الاتحادي العالمي المتحكم والمسيطر علي الكرة الأرضية كلها سلطة لا اعتراض عليها ولا علي اختصاصها ولا علي مواردها الشاسعة التي تفوق الخيال والتي تمزج وتؤلف وتجد المفاهيم المثالية لكل من الشرق والغرب المتحررة من لعنة الحرب وتعاستها وبؤسها وتصمم علي استغلال كل موارد الطاقة المتاحة علي سطح كوكبنا الأرضي وعلي نظام تبذل فيه القوة لخدمة العدالة والتي يساند وجودها ويؤازرها الاعتراف العالمي بإله واحد والولاء والإخلاص للمظهر الإلهي عموما لأنه هكذا يكون الهدف نحو ما تدفع إليه الإنسانية وتتحرك بقوي الحياة الموحدة "
نظرة البهائية للاقتصاد العالمي
الاقتصاد هو إنتاج و توزيع مصادر الطبيعة و الخدمات . ويستلزم لقيام أي نشاط اقتصادي أربعة دعائم :
1)القوى البشرية (المنتجة و المستهلكة)
2) مستلزمات الإنتاج
3) رأس المال
4) الأرض .
تلك العناصر تعد دعائم لكلا النظامين الفارق هو أن النظام الرأسمالي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الفردية مسقطا الميول الجماعية و أن دور الدولة لها دور أقل في النظام الرأسمالي مبرزين دور القطاع الخاص و الفردي .
أما النظام الاشتراكي يكون الاهتمام بإرضاء الاحتياجات الجماعية مسقطا الميول الفردية و تعاظم دور الدولة و محدودبة القطاع الخاص و الفرد .
و بعد سقوط النظام الاقتصادي الاشتراكي و تداعي النظام الاقتصادي الرأسمالي بسبب التطوير التكنولوجي تم الإتجاه نحو الاهتمام بالباعث الأخلاقي في الفكر الرأسمالي المعاصر و العمل علي عموميته وشموله و الاقتصاد في الفكر و المبادئ البهائية تتكأ علي عمودين هما :
الخدمه و التعاون : معتبرة أن الباعث الأصلي للإنتاج لدى الفرد هو الخدمة بدلا من توفير الميول الاستهلاكية المتزايدة لدى الأفراد في النظام الرأسمالي أو توفير الميول الإستهلاكيه المتزايده للمجتمع في النظام الاشتراكي .
ويشترط الفكر البهائي في الباعث الاصلي للانتاج هو الخدمة من أجل التعاون لا التنافس .
وعليه فقط يتهم الاقتصاديين الفكر البهائي بالمثالية التي تتنافى مع الطبيعة البشرية التي تميل إلى الأنانية وحب الذات وباعثها الكامن هو الاستهلاك المتزايد .إلا أننا نرى نحن البهائيون أن المادية قد أثرت بشكل غير محسوس بل وبطريقه مدمره على البناء الفلسفي والعملي للنظام الاقتصادي ، فقد أثرت على جميع نواحي الحياة ، فقد أدت الى اختلال في العلاقات الأسرية ويعد ذلك أكبر شاهد على انهزام المادية .بل إن الفكر الاقتصادي العالمي الحالي بدأ في الأخذ بمفهوم سامي روحاني ويمكن تلمس هذا السمو الروحاني مع باقي جوانب الحياة ، وعلى الرغم من أن الفكر الاقتصادي الرأسمالي قائم على أساس أن التنافس هو أساس التقدم ومؤيدا أن البقاء للأصلح ، إلا أن معيار البقاء للأصلح قد تغير مع مراحل التكامل الاقتصادي ونجد أن عالم اليوم يتقارب بعضه البعض بسرعة عجيبة وليس أمامه سوى التعاون من أجل البقاء ، إلا أننا لا ننكر أن التنافس كان يعد مرحله من مراحل التكامل ، والتي أصبحت الآن عائقا للتقدم .
فالتكامل الاقتصادي فرض على العالم ضرورة التعاون . وعليه يجب أن ندرك أن الفكر البهائي قائم على أن مفهوم التعاون والخدمة لا يمكن أن يحققا شيء وحدهما ولكن يجب أن يكونا تحت نظام كلي شامل ألا وهو النظم العالمي لبهاء الله .

1)تعاليم أساسية لنظم حضرة بهاء الله في حل مشاكل العالم الاقتصادية
على مستوى الأفراد:
من أهم أوامر حضرة بهاء الله الخاصّة بالمشكلة الاقتصاديّة أمره بوجوب اشتغال كلّ فرد بعمل نافع، فلا يبقى يعسوب في الخليّة الاجتماعيّة، ولا يبقى طُفيليّ يعيش عالّة على الهيئة الاجتماعيّة. فيقول في لوح البشارات بالنّص:-
"قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنائع والاقتراف وأمثالها وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ، تفكّروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والإشراق".
"لا تضّيعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة، واشتغلوا بما تنتفع به أنفسكم وأنفس غيركم. كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والبيان".
"أبغض النّاس عند الله من يقعد ويطلب، تمسّكوا بحبل الأسباب متوكّلين على الله مسبّب الأسباب"(لوح البشارات ص 115.)
فكم من المجهودات في عالم التّجارة تصرف اليوم على إفساد مجهودات الشّعوب الأخرى وإبطال أتعابها عن طرق المزاحمة الضّارة والحروب الوبيلة! وكم منها في طريق الضّياع بأساليب أشد خطرًا! ولو عمل جميع النّاس وكان عملهم الفكري أو اليدوي موجّهًا لنفع الإنسانيّة، كما يأمر بهاءالله، لكفّى ذلك مؤونة تجهيز احتياجات جميع البشر الضّروريّة لصّحتهم وراحتهم وحياتهم حياة نبيلة، ولما بقيت هناك أحياء قذرة تزدحم بالمساكن الوبيئة، ولما بقيت هناك مجاعات ولا فاقة ولا عبوديّة صناعيّة ولا كدح يستنزف صحّة الكادحين. (كتاب بهاء الله و العصر الجديد) ص 192-193)
أمّا بخصوص أرباح النّقود فقد كتب بهاء الله في لوح الإشراقات:-
"ويرى أكثر النّاس محتاجًا إلى هذه الفقرة، إذ لو لم يكن ربح متداول معمول به بين النّاس لتعطّلت الأمور وتأخّرت، وقلّما نجد من يوفّق بمراعاة بني جنسه وأبناء وطنه أو إخوانه ليقرضهم قرضًا حسنًا لذا فضلاً على العباد قرّرنا الرّبا كسائر المعاملات المتداولة بين النّاس أي ربح النّقود... وصار ربح النّقود حلالاً طيّبًا طاهرًا...".
"ولكنْ يجب أنْ يكون هذا الأمر بالاعتدال والإنصاف. وقد توقّف القلم الأعلى في تحديده حكمة من عنده ووسعة لعباده. ونوصي أولياء الله بالعدل والإنصاف وما يظهر به رحمة أحبائه وشفقتهم بينهم...".
"ولكنْ فوَّض إجراء هذه الأمور إلى رجال بيت العدل (المؤسسة العليا فى النظام الإدارى البهائى)، حتّى يعملوا بمقتضيات الوقت والحكمة" الاشراقات - الصفحة 106.).
و في لوح الحكمة لحضرة بهاء الله
فَضْلُ الإِنْسَانِ فِي الْخِدْمَةِ وَالْكَمَالِ لاَ فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالْمَالِ.قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمَارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي الْمُشْتَهَيَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَلاَ تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ. أَنْفِقُوا إِذَا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذَا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخَآءٌ وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفَآءٌ. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُلَ وَتَمَسَّكُوا بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَالَمُ مِنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرَامِلِ. (لوح الحكمة - الصفحة 118من من ألواح حضرة بهاء الله).

مبادئ النظم الاقتصادي الجديد :
الدعائم التي يرتكز عليها النظام الاقتصادي البهائي في حل المشاكل الاقتصادية المعاصرة :
* العدالة
* المشورة
* التعاون
*حماية الجميع (بما في ذلك الأقليات)
*الترابط البشري (ااتعاون بين مختلف فئات المجتمع)
والرؤيا البهائية الداعية لحل المشكلة الاقتصادية العالمية بالطريقة الروحانية تقوم على دعامتين :
الاولى : أن ماهية الانسان يمكن تغييرها وإصلاحها عن طريق التربية والتعليم والدين وبالتالي إمكانية إصلاح السلوك الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للفرد.
الثانية : أن المجتمع البشري العالمي لا مفر أمامه سوى أن يأخذ سبيله نحو التكامل.
إن بهاء الله لم يأتي فقط بنظام اقتصادي جامع وكامل إنما جاء أيضا بأصول وقوانين تعد أعمدة للنظم الاقتصادي العالمي .
ومن الصعوبة بمكان تجزئة المسائل الاقتصادية في الأمر البهائي عن باقي التعاليم الأمرية بمعنى أننا لا يمكن أن نطبق النظام الاقتصادي البهائي إلا في حالة تطبيق تعاليم بهاءالله ككل .
ولإيضاح ذلك نقوم بتجزئة الاصول البهائية الى مستويات مختلفة ، وهي عبارة عن اجزاء وعناصر لنظام واحد لا يمكن أخذ كل جزء على حدة ولكن لتسهيل مهمة التعرف على النظام نلجأ إلى هذا التقسيم .
اولا : الأصول المتعلقة بالمستوى العالمي :
1-تأسيس دوله عالمية فيدرالية
" أي تشكيل دولة من اتحاد ولايات أو دول مستقلة " تكون لهذه الدولة قوة تنفيذية وتشريعية وقضائية وقوة امنية لحفظ السلام ولديها محكمة عدل دولية وذلك من أجل حل أو البت في المشاكل العالمية والمنازعات الدولية .
يتفضل حضرة عبد البهاء في الرسالة المدنية: (مترجم):
"نعم ان راية المدنية الحقيقية لن ترفرف على قطب العالم إلا حينما يخطو عدد من الملوك العظام أولي العزم والهمة والغيرة والحمية والحرص على خير البشرية وسعادتها خطوات عزم ثابت ورأي راسخ ويطرحون على بساط البحث مسألة الصلح العام ويتشبثون بكل الوسائل ، ويعقدون مؤتمرا دوليا ، ويؤسسون معاهدة قوية وميثاقا وشروطا محكمة ثابتة ، ويعلنوها ويشفعونها بمصادقة عموم الهيئة الاجتماعية البشرية التي تؤكد وتصادق على هذا الأمر الاتم الأقوى الذي هو في الحقيقة سبب راحة الخلائق وعلى جميع سكان الأرض … وعلى جميع قوى العالم أن تنتبه الى بقاء هذا العهد الأعظم سالما ثابتا ، وفي هذه المعاهدة عليهم أن يعينوا حدود كل دولة وثغورها ويو ضحوا سلوك كل حكومة ومدى نفوذها ويعينوا جميع المعاهدات والمناسبات الدولية والروابط والضوابط التي تربط الهيئات الحاكمة البشرية ، ويخصصوا كذلك القوة الحربية لكل حكومة بمقدار معلوم، لان القدرة العسكرية والمعدات الحربية إذا ازدادت لدى دولة واحدة أدى ذلك إلى ظنون الدول الاخرى ، وخلاصة القول أن أساس هذا الميثاق المتين يبني على الأساس التالي : أن آية دولة من الدول تفسخ الشروط تقوم جميع دول العالم بل الهيئة الاجتماعية البشرية متحدة بكل قواها على تدمير تلك الحكومة ، فلو يتوفق جسم العالم المريض الى استعمال هذا الدواء الأعظم فانه ينال الاعتدال الكلي ويفوز بالشفاء الأبدي الدائم ."

2-وجود نظام مالي واحد تنعدم فيه تغيير اسعار قيمة العملات " المضاربة بالعملة " :
أي لا وجود لبورصات عالمية موحدة يكون استعمالها من قبل الجميع ، داعياً لتوفير الكثير من الوقت والاتعاب وتلافي خسائر جسيمة تأتي من جراء تحويل العملات المختلفة ذات المعايير والمقاييس المختلفة . وكذلك الاتفاق على مقاييس واوزان ومكاييل عالمية مقدرة تستعمل في التبادل الاقتصادي والتجاري وتؤدي بالضرورة إلى ازدهار التجارة والاقتصاد العالمي ورفاهية الشعوب .

3-نزع السلاح عالميا :
لانه بالحروب لا يمكن حل اية مشكلة وتقوم الدولة العالمية الفيدرالية بحماية الدول من الحروب باستخدام القوة الامنية لحفظ السلام . ويتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الأقدس : " حرم عليكم حمل آلات الحرب إلا حين الضرورة " كما يتفضل حضرة عبد البهاء في كتاب بهاء الله والعصر الجديد " "..على جميع دول العالم أن تتفق على نزع السلاح وإذا ما ألقت دولة واحدة أسلحتها ولم تلقها الدول الأخرى فلن تكون لذلك أية ثمرة بل يجب أن تعقد أمم العالم متحدة ميثاقا غليظاً في هذا الأمر الخطير على أن تترك نهائيا آلات الحروب التي تهدم بنيان الإنسانية وما دامت احدى الأمم تزيد من قوتها العسكرية والبحرية فإن الدول الأخرى تضطر الى المنافسة المشؤومة هذه فتزيد من قوتها " .

4-تنظيم الحكومة العالمية الفيدرالية لعملية الاستفادة من مصادر الثروات الطبيعية في الكرة الأرضية سواء في الغابات و البحار والمحيطات والممرات المائية . فتلك الدولة العالمية المُمَثِلة لشعوب العالم مسؤولة عن تنظيم استغلال المصادر الطبيعية وتوزيعها على اعتبار أن هذه المصادر هي ميراث مشترك لكل البشر ولا يرجع حق الاستفادة منها لمنطقة دون الأخرى. و طبعاً ستعمل عدة مؤسسات عالمية بالتنسيق مع بعضهاالبعض فمن جهة تتعاون الحكومات المحلية مع الحكومة العالمية و يتم تغطية احتياجات كل منطقة من مناطق العالم من الثروات الطبيعية و البشرية عن طريق نظام تكاملي بحيث يحصل كل بلد في العالم على احتياجاته دون ظلم أو خصاص. و ستعمل البرلمانات المحلية و البرلمان العالمي على وضع التشريعات و القوانين التي تحمي حقوق المنتجين و المستهلكين و تحمي البيئة من أي استنزاف أو إخلال . و لا شك أن مؤسسات المجتمع المدني و المنظمات الدولية بمختلف تخصصاتها و فروعها سيكون لها دور بارز في بناء هذه المنظومة و النهوض بالمجتمعات.و في حالة وقوع مشاحنات أو خلافات حدودية أو نزاعات سياسية أو تجاوزات فإن الهيئات القضائية المستقلة المتخصصة و على رأسها محكمة العدل الدولية ستنظر في حل تلك المشاكل بحيث لن تكون أحكامها مجرد حبر على ورق بل أحكاماً ملزمة تلتزم بها الحكومات و مختلف المؤسسات الخاصة و العامة و الأفراد. و في أجواء كهذه لن تهدر الأموال في النفقات الأمنية و العسكرية بل ستستثمر في ما فيه المنفعة العامة للشعوب خاصة في مجالات التعليم و الصحة و العلوم و الفنون.
إلغاء الموانع والحدود الاقتصادية بين دول العالم:
تلك الحدود التي نتجت عن السياسات الدولية والتعصبات الوطنية لأن الحكومة العالمية يكون لها الاشراف على كل مناطق العالم بنظرة عادلة وغير متحيزه . و يتفضل حضرة بهاء الله في لوح مقصود " .. قد ارتفعت خيمة الاتحاد فلا تنظروا بعضكم بعضا كغرباء أنتم جميعا أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد .. ليس العالم إلا وطن واحد والبشر سكانه ." ويتفضل حضرة عبد البهاء في المكاتيب الجزء الاول " .. انظروا كيف يشرق نورة الآن على أفق العالم .. فالمصباح الأول هو الاتحاد في عالم السياسة وبوادر تلألئه يمكن مشاهدتها اليوم .. والمصباح الثاني هو الاتحاد الفكري وسيشاهد تمامه على مر الأيام.. والمصباح الثالث هو الإتحاد في الحرية وهذا سوف يتحقق بالتأكيد .. والمصباح الرابع هو الإتحاد في الدين وهو الحجر الاساسي وسوف يظهر بقدرة الله في أشد سطوع وضياء . المصباح الخامس هو وحدة العالم ، الوحدة سوف تتأسس بكل طمأنينه في هذا القرن وفيها يرى شعوب العالم كافة أنفسهم سكان وطن واحد ، المصباح السادس هو وحدة الأجناس وبه يصير كل من على الأرض شعوبا وقبائل لجنس واحد ."
5-اعتماد لغة عالمية واحدة :
إلى جانب اللغات القومية تعتمد لغة عالمية للتخاطب بين الشعوب في جميع دول العالم التي تعمل على إلغاء ومحو الموانع التعليمية والأدبية والحضارية والإقتصادية ، فيتفضل حضرة بهاء الله في الأقدس " .. يا أهل المجالس في البلدان أن أختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض وكذلك من الخطوط ، أن الله يبين لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونه أنه لهو الفضال العليم الخبير .." كما يتفضل حضرته مترجما من كتاب نفحات القدس " ..كم من نفوس صرفت أعمارها في تعلم اللغات المختلفة ومن الحيف أن يصرف الانسان عمره الذي هو أغلى الأشياء في العالم على أمثال هذه الأمور فلو عمل هؤلاء بما أنزلناه لوفروا على أنفسهم كل ذلك العناء .. وأن ما هو محبوب لدى العرش هو أن يتكلم جميع العالم باللغة العربية لأنها أعظم جميع اللغات بسطى ولو أطلع الناس على بسطة هذه اللغة الفصحى ووسعتها فلا شك انهم سينتخبونها واللغة الفارسية ولو انها عذبة جدا لكنها لا تملك بسطة اللغة العربية بل أن جميع لغات الارض محدودة اذا ما قورنت باللغة العربية وهذا هو مقام أفضليتها الذي من أجله ذكرناها .. ومقصودنا هو أن يختار أهل الأرض لغة واحدة ليتكلم بها عموم الناس .. فينتهي الأمر أخيرا إلى لغة واحدة وخط واحد وترى قارات الأرض قارة واحدة ".
الآليات التي يجب تفعيلها لتنظيم الحياة الاقتصادية
1-إعطاء الأهمية الخاصة بالزراعة التي تمثل البنية الأساسية للحياة المادية للإنسان .
وقد كتب عبدالبهاء حول هذا الموضوع سنة 1912 ما يلي ترجمته:-
"... وحلّ المسألة الاقتصاديّة يجب أنْ يبدأَ بالفلاح ثم ينتهي الأمر إلى المهن الأخرى، لأنّ عدد الفلاّحين يزيد أضعافًا على عدد المشتغلين بالحرف الأخرى، ولهذا ينبغي البدء بقضية الفلاّح الّذي هو العامل الأوّل في الهيئة الاجتماعيّة.
"فعلى عقلاء كلّ قرية أنْ يؤسّسوا جمعيّة تكون بيدها إدارة تلك القرية، وأنْ يؤسّسوا كذلك مخزنًا عامًّا يعيّنون له كاتبًا، وفي موسم الحصاد يؤخذ قسم معيّن من المحصولات العموميّة ويوضع في المخزن بإشراف الجمعيّة.
"وواردات هذا المخزن سبعة، وهي: واردات العشر، ورسوم على الحيوانات، والمال الّذي لا وارث له، واللّقائط الّتي لا يعرف أصحابها، وثلث الكنوز الّتي يتمّ العثور عليها، وثلث المعادن، والتّبرعات.
"ومصروفاته سبعة أيضًا: أولّها المصروفات المعتدلة العموميّة كمصاريف المخزن وإدارة مراكز الصّحة العامّة، وثانيها أداء العشر للحكومة، وثالثها أداء رسوم الحيْوانات للحكومة، ورابعها إدارة دور الأيتام، وخامسها مساعدة العجزة، وسادسها إدارة التّعليم، وسابعها إكمال المعيشة الضّروريّة للفقراء.
"فأوّلاً واردات العشر- وهذه يجب تحصيلها بالأسلوب التّالي: مثلاً إنسان تبلغ وارداته العموميّة خمسمائة دولار ومصروفاته خمسمائة دولار، فلا يستحصل منه العشر، والّذي مصروفاته خمسمائة دولار ووارداته ألف دولار يستحصل منه العشر، لأنّه يملك أكثر من حاجته، فإذا أعطى العشر لا تختلّ معيشته أبدًا. وإنسان آخر مصروفاته ألف دولار ووارداته خمسة آلاف فيستحصل منه العشر ونصف العشر، لأنّه يملك زيادة إضافيّة. وإنسان مصروفاته الضروريّة ألف دولار ووارداته عشرة آلاف دولار فيستحصل منه عشران، لأنّه يملك زيادة إضافيّة. وغيره مصروفاته الضّروريّة أربعة آلاف أو خمسة آلاف دولار أمّا وارداته فمائة ألف دولار فيستحصل منه الرّبع. ومن ناحية أخرى إذا وجد إنسان حاصلاته مائتا دولار واحتياجاته الضّروريّة الّتي هي أدنى حدود القوت والطّعام الضّروري له تساوي خمسمائة دولار، ولم يقصّر في سعيه وجدِّه لكنّ زراعته لم تجد بركة، فتجب إعانته من المخزن العمومي، كي لا يبقى محتاجًا بل يعيش مرتاحًا.
"وجميع أيتام القرية يجب تأمين ما يحتاجونه من هذا المخزن، كما يجب أنْ يخصّص قسم من هذا المخزن للمحتاجين الّذين لا يستطيعون العمل، وقسم لإدارة التّعليم وقسم للأمور الصّحيّة".
"أمّا إذا بقي شيء من المال فيجب نقله إلى المخزن العمومي لينفق في المصروفات العموميّة.
"وعندما يوضع مثل هذا النّظام، يعيش كلّ فرد من أفراد الهيئة الاجتماعيّة بكمال الرّاحة والسّعادة.
"كذلك يجب الإبقاء على الرّتب فلا ينالها خلل أبدًا، لأنّ تفاوت المراتب من مستلزمات الهيئة الاجتماعيّة الضّروريّة. فالهيئة الاجتماعيّة أشبه بفرقة من فرق الجّيش، ففي فرقة الجّيش لا بدّ من وجود القائد الأعلى ووجود الزّعيم ووجود العقيد ووجود الضّابط ووجود الجندي. ولا يمكن أنْ يكونَ الجّميع في رتبة واحدة فالرّتب إذًا ضروريّة ولكنْ يجب أنْ يعيشَ كلّ فرد من أفراد الجّيش في تمام الرّاحة والهناء، فلا بدّ أنْ يكونَ هناك والٍ وقاض وتاجر وغني وزارع وعامل، ولا شكّ أنّ هذه المراتب يجب المحافظة عليها وإبقاؤها وإلا اختلّ النّظام العمومي... " (بهاء الله و العصر الجديد ص 189-192)

2-تأمين وجود الملكية الفردية بشرط توفير قوانين مناسبة تمنع سوء الإستغلال للملكية الفردية .
3-تأمين وجود مستوى معيشي معتدل للفرد دون إفراط وتفريط بمعنى لا يوجد غنى فاحش او فقر مدقع .
4-وجود نظام ضريبي تصاعدي كأساس لتوفير دخل للدولة ووسيلة لتعديل الثروات مثلا لو وجد أن واردات شخص بلغت 500 وحده وأن مصاريفه الضرورية في تلك السنة نفسها 500 وحده أيضا فلا يستوفى منه 10% ابدا ولو ان شخص اخر بلغت وارداته 1000 وحده ومصاريفه 500 وحده فيستوفى منه 10% مما فاض بعد مصاريفه لانه يكون قد تملك أكثر مما يحتاج إليه بالضرورة ولو أن شخص ثالث بلغت وارداته 5000 وحده ومصاريفه 1000 وحده فيستوفى منه 15% وهكذا تزداد نسبة الضريبة بنسبة زيادة الواردات إلى 20% و25% أيضاً.
5-ضرورة وجود مؤسسات اجتماعية لمساعدة الأفراد ذوي الاحتياج مثل المرضى والعجزة والشيوخ والأيتام والفقراء .
6-حماية الأقليات في المجتمع بتوفير حقوق ومزايا شخصية متساوية مع باقي أفراد المجتمع .
7-تحديد سعر فائدة معتدل لقروض الأموال التي التي بدورها تمنع الربا الفاحش وسوء استغلال رأس المال وتعطي أهمية اكثر لعامل العمل . وتفضل حضرة بهاءالله في لوح الإشراقات " يرى أكثر الناس محتاجاً الى هذه الفقرة اذلو لم يكن ربح متداول معمول به بين الناس لتعطلت الأمور وتأخرت وقلما نجد من يوفق بمراعاة بني جنسه وأبناء وطنه وأخوانه ليقرضهم قرضا حسناً لذا فضلا على العباد قررنا الربا كسائر المعاملات المتداولة بين الناس أي ربح النقود..وصار الربح حلالاً طيباً ظاهراً .. ولكن يجب أن يكون هذا الأمر بالإعتدال والإنصاف وقد توقف القلم الأعلى في تحديده حكمة من عنده ووسعه لعباده ونوصي أولياء الله بالعدل والإنصال وما يظهر به رحمة أحبائه وشفقتهم بينهم .. ولكن فوض إجراء هذه الأمور الى رجال بيت العدل ، حتى يعملوا بمقتضيات الوقت والحكمة "
8-قوانين الإرث البهائية حيث أن تطبيقها كفيل بأن يمنع تراكم الثروات الكبيرة ، إن الميراث في الشرع البهائي ينقسم الى 42 حصة توزع على 7 طبقات هم :
أ - الذريات ولا فرق بين ذكر وأنثى ولهم 18 حصة
ب- الزوج أو الزوجة 5و6 حصة
ج - الأب 5و5حصة
د - الأم 5و4 حصة
هـ- الأخ 5و3 حصة
و - الأخت 5و2حصة
ز - المعلم 5و1حصة

وتؤخذ الشروط التالية بعين الاعتبار :
•إذا لم يكن للمتوفي ذرية تذهب حصتهم كلها إلى بيت العدل .
•إذا لم يكن للمتوفي أحد من الطبقات الست المذكورة من (ب ) الى (ز) يرجع ثلث مالهم الى بيت العدل والثلثان الى الذرية .
•إذا لم يكن أحد موجودا من الطبقات السبع فيرجع المال كله الى بيت العدل .
9-المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء وفي جميع جوانب الحياة وكذا في الحياة الاقتصادية ، ويتفضل حضرة عبد البهاء بالقول : " ان العالم الانساني أشبه بطير له جناحان احدهما الرجال والآخر النساء وما لم يكن الجناحان قويين تؤيدهما قوة واحدة فان هذا الطير لا يمكن ان يطير نحو السماء .." كما يتفضل حضرته بالقول "..كان العالم القديم محكوماً بقوة الرجال وكان للرجل التسلط التام على المرأة بسبب ما اتصف به من القوة والتعدي الجسماني ولكن الميزان الآن آخذ في الإعتدال وأخذت القوة تفقد سلطتها والمهارة العقلية والصفات الروحانية والمحبة والخدمات النسائية أخذت تتغلب على ما كان للرجل من قوة فسيكون الجيل القادم أميل الى الآراء النسائية وبعبارة أوضح سيكون جيلاً تتوازن فيه أصول المدنية النسائية والرجالية "
10-ضرورة وجود مخازن للغلال في القرى لمساعدة الأفراد المحتاجين والمزارعين الذين تتعرض زراعاتهم للخسائر وتلك المخازن تدار بواسطة المجتمع المحلي فتقترح البهائية أن يؤسس في كل قرية من القرى لجنة ينتخب أعضاؤها من بين الأفراد المعروفين برجاحة العقل وحسن التدبير وأن تكون القرية تحت إدارتهم كما يؤسس لهذه القرية مخزن عمومي ويعين له كاتب فإذا جاء وقت الحصاد جبيت لذلك المخزن بمعرفة للجنة وإدارتها مقادير معينة من جميع المحاصيل ويكون لهذا المخزن سبعة واردات هي :
أ‌-وإردات الاعشار " أي عشر المحاصيل "
ب‌-ضريبة الحيوانات
ت‌-المال الذي لا وارث له
ث‌-اللقطة " المال الذي يعثر عليه ولا صاحب له "
ج‌-الدفينة " اذا وجدت يرجع ثلثاها إلى المخزن "
ح‌-المعادن " إن وجدت يرجع ثلثها إلى المخزن "
خ‌-التبرعات
ويقابل هذه الواردات السبعة مصروفات سبعة هي :
أ‌-المصاريف العامة المعتدلة مثل إدارة المخزن ومصاريف المحافظة على الصحة العامة .
ب‌-أداء العشر للحكومة
ت‌-أداء ضرائب الحيوانات للحكومة
ث‌-إدارة ايتام القرية
ج‌-إدارة وإعاشة العجزة والمقعدين
ح‌-إدارة مدرسة القرية
خ‌-إكمال المعيشة الضرورية لفقراء القرية .
أما عن واردات الأعشار فهذه في الواقع ضريبة تصاعدية تبدأ بـ 10% ثم 15% ثم 20% مثلها مثل الفقرة 4 السابق ذكرها بشأن الضريبة التصاعدية .
إلغاء كل اشكال العبودية و الاستغلال و العنف و الاكراه
يحرّم حضرة بهاء الله في الكتاب الأقدس الرّق والاستعباد، ويشرح حضرة عبد البهاء ذلك مؤكّدًا أنّ هذا التّحريم لا يشمل الرّق الشّخصي فحسب بل يشمل الرّق الصّناعي أيضًا، لأنّه يخالف أوامر الله. وحينما كان عبدالبهاء في الولايات المتّحدة سنة 1912 خاطب الأمريكان قائلاً:
"بين سنتي 1860 و1865 وفّقتم في الحقيقة إلى أمور عظيمة ممدوحة، وقد أصلحتم مشكلة الرّقيق والاستعباد الزّراعي. أمّا اليوم فيجب عليكم أنْ تقوموا بخدمات أعظم من ذلك وهي أنْ تمنعوا الرّق الصّناعي وعبوديّة العمّال.
"إنّ حلّ المشاكل الاقتصاديّة لا يتحقّق أبدًا عن طريق الكفاح والنّزاع بين الرّأسمالييّن وبين العمّال بل بحسن التّفاهم والتّسامح وبطيبة خاطر الطّرفين، فحينذاك تنتظم الأمور وتستمر العدالة الحقيقيّة.
"وليس بين البهائيّيّن أبدًا سلب واغتصاب وطمع وظلم وثورة على الحكومة القائمة في أيّ بلد أو مطالبة تؤدّي إلى الهياج.
"ولن يكون في استطاعة النّاس جمع ثروة عظيمة من أتعاب العمّال. وسوف يقسم الغني ثروته عن طيب خاطره، ويقوم على إنفاقها. وسوف يتحقّق هذا بصورة تدريجيّة وبرضاه وموافقة صاحب المال. وهذه المسألة لا يمكن تحقّقها بالحرب وبسفك الدّماء"- مترجم عن مجلة نجمة الغرب المجلد السّابع العدد 15 الصفحة 147.-
وسيكون بالإمكان خدمة مصالح رأس المال والعمل كليهما خدمة مثلى عن طريق المشاورات الوديّة والتّعاون وعن طريق الشّراكة الفعليّة بالمشاريع وعن طريق اقتسام الأرباح. فسلاح الإضراب وسلاح إغلاق المصانع لا تضرّ بالتّجارة مباشرة فحسْب، بل تضرّ بالهيئة الاجتماعيّة البشريّة جمعاء. ولهذا يجب أنْ تعملَ الحكومات على ابتكار الوسائل الّتي تَحُول دون اللّجوء إلى الأساليب البربريّة في حلّ النّزاعات. وقد خطب عبدالبهاء في مدينة دوبلين نيوهامشاير بأمريكا سنة 1912 قائلاً:-
"والآن أريد أنْ أبيّنَ لكم قانون الله. فبمقتضى القانون الإلهيّ يجب أنْ لا يعطى المستخدمون أجرًا معيّنًا فحسْب بل يجب إسهامهم في أرباح العمل. إنّ مسألة الاشتراكيّة مهمّة جدًّا، ولا تحلّ بإضراب العمال.
"ويجب أنْ تتّفقَ جميع الدّول، وفي مجلس يُنتخب أعضاؤه من برلمانات الأمم وأعيانها، يقرر هؤلاء الأعضاء في منتهى العقل والكفاءة قرارًا لا يتضرّر بموجبه الرّأسماليّون كثيرًا ولا يبقى العمّال محتاجين، ويضعون قانونًا بمنتهى الاعتدال ثم يعلنون أنّ حقوق العمّال مضمونة بضمان قويّ، وكذلك حقوق أصحاب رؤوس الأموال. وإذا تمّ تطبيق هذا القرار برضى الطّرفَين، فإنّ أيّ إضراب ينشأ فيما بعد يكون عرضة لمقاومة جميع الدّول له. وإلاّ انتهى الأمر إلى خراب أكثر وأكثر وخاصّة في أوروبا حيث يحدث فيها اضطراب عظيم.
"ومن بين أسباب الحرب العامّة في أوروبا هذه المسألة نفسها. فمثلاً يملك أحد الرّأسمالييّن مَنْجمًا ويملك الآخر مصنعًا. فإذا أمكن أن يُشْرِكَ صاحب المنجم وصاحب المصنع عمّالهما في الأرباح وبصورة معتدلة بأنْ يعطيا العمّال نسبة مئويّة من الأرباح العامّة، فإنّ العمّال يبذلون الجهد بأرواحهم، وسوف لن تبقى في المستقبل احتكارات وسوف تلغى الاحتكارات بالكليّة.
"وكذلك يخصّص كلّ مصنع يملك عشرة آلاف سهم ألفيْ سهم منْ هذه الآلاف العشرة للعمّال وباسمهم، حتّى يكون ملكًا لهم، وما يبقى آخر الشّهر أو السّنة من الأرباح يقسمه أصحاب الأموال بعد دفع الأجور والمصروفات تقسيمًا متناسباّ مع الأسهم بين الطّرفين.
"وفي الحقيقة قد جرى حتّى الآن ظلم كبير بحقّ العوام، فيجب وضع قوانين، لأنّه لا يمكن أنْ يرضى العمّال بالأوضاع الحاضرة، فهم يضربون في كلّ شهر وفي كلّ سنة ويكون الضّرر آخر الأمر على الرّأسمالييّن..." نقلاً عن كتاب "خطابات عبدالبهاء" الصفحات 301 و302 - طبعة بيروت. دار الريحاني سنة 1972.

وضع حد لمشكلة الفقر المدقع و الغناء الفاحش
إنّ التّعاليم البهائيّة تؤكّد بأقوى العبارات على ضرورة إصلاح العلاقات الاقتصاديّة بين الغني والفقير فيقول عبد البهاء:-
"يجب أنْ يكون تعديل أمور معيشة الخَلق وترتيبها بشكل ينعدم فيه الفقر والفاقة حتّى يكون لكلّ فرد على قدر مقامه ودرجته نصيبًا من السّعة والرّفاهية. وهناك اليوم بعض النّاس في منتهى الثّراء والبعض الآخر في منتهى الفاقة يحتاجون إلى القوت اليومي. فإنسان يعيش في قصر عالٍ جدًّا وإنسان آخر لا يملك حفرة يأوي إليها. إنّ هذا الوضع وهذا التّرتيب ليس صحيحًا، ويجب إصلاحه وحلّ مشكلته ويجب إجراء ذلك بكمال الدّقة عن طريق استعمال القوانين لا عن طريق المساواة التّامة بين البشر، لأنّ المساواة التّامة غير ممكنة، بل هي على العكس من ذلك وَهْم من الأوهام لا يمكن تحققه أبدًا. وإذا ما طبّقت المساواة فإنّها لن تدوم ولن تبقى بل ترتبك من جديد، ولو أمكن إيجادها فإنّ نظام العالم يرتبك.
فنظام العالم يقتضي هذا الاختلاف، لأنّ البشر في خلقتهم مختلفون.

"والعالم الإنسانيّ أشبه بفرقة عسكريّة. فالفرقة تحتاج إلى قائد، كما تحتاج إلى الجندي البسيط. أفهل يمكن الاسّتغناء عن وجود القائد أو عن صاحب المنصب الكبير ويكون الجّميع جنودًا؟
"لا شكّ أنّ الرّتب المختلفة ضروريّة لانتظام الأمور، ولكنّ هناك اليوم البعض ممّن يعيشون في منتهى الغنى والبعض في منتهى الفقر فلا بدّ من إيجاد قانون ليقوم بالإصلاح والتّعديل. ومن الأمور الهامّة وضع حدود للثّروة ووضع حدود كذلك للفقر، ولا يجوز الإفراط في كليهما. فإذا ما لوحظ فقر وبؤس فمن اليقين وجود ظلم وإجحاف فكأنّ ظهور البؤس دائمًا نتيجة حتميّة لوجود الظّلم. ويجب قيام النّفوس بهذا الأمر الخطير، ولا يجوز أبدًا التّردد في تغيير وإصلاح الأمور الّتي سبّبت الفقر المدقع والجوع للجموع الغفيرة.
"وعلى الأغنياء أنفسهم أنْ ينفقوا على الفقراء من أموالهم، ويكسبوا محبّة الفقراء، ويجذبوا قلوبهم نحوهم، وعليهم أنْ يبذروا بذور الشّفقة والمحبّة في القلوب، وأنْ يفكّروا دائمًا في حال المحزونين واليائسين الّذين هم في حاجة إلى القوت الضّروري.
"ويجب تقنين قوانين خاصّة وحلّ مشكلة هذا الغنى الفاحش وهذا الفقر المدقع، ويجب أنْ تشتملَ قوانين البلاد وفق شريعة الله على كلّ ما يؤدّي إلى الرّفاه. وما لم يتم هذا فإنّ شريعة الله تبقى غير مطاعة" من الخطابات المباركة في باريس في كتاب "حكمة عبدالبهاء" الطبعة الانجليزية الصفحة 140.
وتحدّث حضرة عبد البهاء حول العلاقات الاقتصاديّة بين الرّأسمالييّن والعمّال فقال:-
"إنّ هذه هي إحدى المبادئ الأساسيّة لحضرة بهاءالله، ولكنّها يجب أنْ تعالجَ بالاعتدال لا بالتّهور. وإنْ لم يفصل في هذه المسألة بطريق المحبّة فإنّ الأمر سيؤول أخيرًا إلى الحرب. وإنّ الاشتراك والتّساوي التّام غير ممكنين، لأنّ أمور العالم ونظامه يختلاّن. ولكنّ هناك طريق واحد معتدل وهو أنْ لا يبقى الفقراء على هذه الحال من الاحتياج ولا يبقى الأغنياء على هذه الحال من الغنى بل يعيش الفقراء ويعيش الأغنياء حسب درجاتهم براحة واطمئنان وسعادة..."
"لهذا فمسألة المساواة مستحيلة... فلا يكون ذلك جبرًا بل بالقانون حتّى يعرف كلّ واحد واجبه حسب القانون العمومي. فمثلاً شخص غني عنده حاصلات كثيرة وشخص فقير حاصلاته قليلة، أو نقول بصورة أوضح أنّ شخصًا غنيًّا له حاصلات تعادل عشرة آلاف كيلو وشخصًا فقيرًا حاصلاته عشرة كيلوات، فليس من الإنصاف أنْ تؤخذَ ضرائب متساويّة من الاثنين، بل يجب إعفاء هذا الفقير في هذه الحال عن الضّرائب، فلو أعطى الفقير ضريبة العشر وأعطى الغني ضريبة العشر فليس هذا إنصافًا، إذن يجب وضع قانون لإعفاء هذا الفقير الّذي عنده عشرة كيلوات فقط يحتاجها لمعيشته الضّرورية، ولكنّ الغني الّذي عنده عشرة آلاف كيلو لو أعطى عشرًا أو عشرين لن يصيبه ضرر. فلو أعطى الغني لبقيت عنده ثمانية آلاف أخرى. وإنسان آخر عنده خمسون ألف كيلو فإنّه لو أعطى عشرة آلاف كيلو لبقي لديه بعد ذلك أربعون ألف كيلو، لهذا يجب وضع القوانين على هذا المنوال".
"أمّا قوانين الأجور الموجودة فيجب إلغاؤها تمامًا. فلو زاد أصحاب المعامل أجور العمّال اليوم فإنّهم بعد شهر أو سنة أخرى يتظاهرون أيضًا ويضربون ويطلبون المزيد. وليست لهذا نهاية".
وأخبركم الآن بشريّعة الله في هذا الباب. فبموجب شريعة الله لا تعطى أجور فقط لهؤلاء بل يكونون في الحقيقة شركاء في كلّ عمل. فمثلاً زارع في قرية يزرع ويجمع حاصلات زراعيّة فتؤخذ ضريبة العشر من الزّرّاع أغنياء وفقراء حسب حاصلاتهم.
"ويؤسّس في تلك القرية مخزن عمومي فيه تجمع جميع الضّرائب والحاصلات ثمّ ينظر أيّ النّاس فقير وأيّهم غني. فالزّرّاع الّذين يحصلون على حاصلات تساوي طعامهم ومصروفاتهم لا يؤخذ منهم شيء".
"وخلاصة القول أنّ جميع الضّرائب من الحاصلات تجمع في مخزن عموميّ. وإنْ وُجِدَ في القرية عاجز يعطى له بقدر معيشته الضّروريّة. وإذا وُجِدَ غنيّ يحتاج إلى خمسين ألف كيلو فقط، ولكنّ حاصلاته تزيد على مصروفاته بمقدار خمسمائة ألف كيلو، يؤخذ منه عشران".
وكلّ ما يبقى في المخزن آخر السّنة ينفق على المصروفات العموميّة - نقلاً عن "كتاب خطابات عبدالبهاء" الصفحات 298-301 طبعة بيروت-دار الريحاني 1972. (كتاب بهاء الله و العصر الجديد ص 185-188)
في رسالة كتبها عبد البهاء إلى جمعية الصّلح الدّائم المركزيّة في سنة 1919 يقول ما ترجمته:-
"ومن جملة تعاليم بهاء الله إشراك الإنسان أخاه الإنسان إشراكًا اختياريًّا فيما يملكه، وهذا الإشراك أعظم من المساواة، وهو أنْ لا يرجّح الإنسان نفسه على غيره، بل يفديه بروحه وبماله، ولكنّ ذلك لا يكون بالعنف والقوّة، فيكون قانونًا يجبر الإنسان على عمله، بل يكون عن طيب خاطر، فيفدي ماله وروحه للآخرين، وينفق على الفقراء بحسب ميله ورضاه، كما يجري ذلك اليوم في إيران بين البهائيّيّن". (كتاب بهاء الله و العصر الجديد ص 192)
الاهتمام بسلامة البيئة و التحرر من الأنانية المادية
" لا يمكننا أن نعزل أفئدة البشر عن البيئة حولنا ونقول أنه إذا تم إصلاح احدهما فإن كل شئ سوف يتحسن بعد ذلك فالإنسان تكوين عضوي في العالم وحياته الداخلية تجعل البيئة مليئة بالمواد العضوية وحياته أيضا متأثرة بها بعمق وكل منهما يتفاعل مع الآخر وكل تغيير وتنوع باق وثابت في حياة الإنسان هو نتيجة هذه التفاعلات المتبادلة " من خطاب كتب بالنيابة عن حضرة شوقي أفندي سنة 1933"
يؤكد حضرة عبد البهاء علي أن التقدم في عالم الطبيعة وسعادة البشر يعتمدان علي كل من ( دعوة الحضارة للتقدم ورقي عالم الطبيعة ) و النداء الإلهي والتعاليم المقدسة الروحانية التي تكفل العزة الأبدية والسعادة السرمدية ونورانية عالم الإنسان وظهور السنوحات الرحمانية في العالم البشري " منتخبات من مكاتيب عبد البهاء صفحة 272

ويتفضل حضرته :
" ما لم تتحقق الترقيات المدنية والكمالات الجسمانية والفضائل البشرية بالكمالات الروحانية والصفات النورانية والأخلاق الرحمانية لا تعطي ثمرا ولا نتيجة ولن تحصل سعادة العالم الإنساني الذي هو المقصود الأصلي لأن الترقيات المادية والتقدم الطبيعي للعالم سوف يجلبان الازدهار والرخاء الاقتصادي الذي يظهر بصورة فائقة الإتقان نحو أهدافه المقصودة إلا أن من ناحية أخرى نجد الأخطار والنكبات القاسية والمآسي والآلام العنيفة وشيكة الحدوث وأخطارها محلقة فوق الرؤوس ونتيجة لذلك فأنك عندما تنظر إلي الممالك ذات الترتيب المثالي والمدن والقري بجاذبيتها وسحرها الفتان في زينتها ونضارة مواردها الطبيعية وفي نظافة ورقة أدواتها ومعداتها وسهولة وسائل السفر واتساع المعرفة المتاحة عن عالم الطبيعة والاختراعات الهائلة والمشاريع الجبارة الضخمة والاكتشافات البارزة والأبحاث العلمية فأنك قد تستنتج من هذا أن الحضارة متجهة نحو السعادة وإلي تقدم العالم الإنساني , ومع ذلك فإنك لو أدرت بصرك نحو اكتشاف الآلات والمعدات المدمرة الجهنمية الشيطانية لكان أصبح واضحا وظاهرا لديك أن الحضارة متوحدة باقترانها مع الهمجية والوحشية .
فالتقدم والهمجية والوحشية يسيران معا يد بيد ما لم يتعزز ويثبت بالتوجيه الإلهي وبمظاهر الرحمن الرحيم وبكل الفضائل الإلهية ويتدعم بالسلوك الروحاني والمثل العليا للمملكة الإلهية وما يتدفق من عالم الله القوي القادر .
لذا فإن الحضارة والتقدم المادي يجب أن ينضما ويتوحدا مع الهداية الإلهية العظمي حتى يصبح هذا العالم السفلي مشهدا لظهورات وفيوضات المملكة الإلهية كما تتوحد وتندمج المنجزات ذات الطبيعة المادية مع سطوع إشراقات الله الرحيم كي ينكشف النقاب عن الجمال والكمال في عالم الإنسان أمام الجميع في أبهي النعم الإلهية وفي أروع إشراق وهكذا سوف يظهر تألق البهاء والمجد الدائم مع السعادة " منتخبات من مكاتيب عبد البهاء صفحة 272
ويصف لنا حضرة بهاء الله مصير أولئك الذين يعيشون وهم غافلون عن القيم الروحية والفشل في تطويع مساعيهم وفقا لهذه القيم ويعقب علي ذلك قائلا :
" تمشي في أرضي بكمال الفرح والسرور ولا تعلم بأن أرضي سئمتك وأن أشياء الأرض تولي عنك الأدبار " حضرة بهاء الله ( الكلمات المكنونة الفارسية المترجمة إلي العربية )

كما يؤكد حضرة شوقي أفندي أن إهمال الإنسان يسهم في ذبول وانحطاط النظام الحالي كما يسبب صدمة للبيئة بطريقة عملية فيقول :
" إن التشويش والفوضى والخلل في التوازن العالمي والرعشة التي تمسك بأطراف الجنس البشري والتحرك الجوهري المتطرف للمجتمع البشري والتراكم والتضخم في النظام الحالي والتغيرات الأساسية المؤثرة علي تركيبنه السياسة والحكم وتطوير ألآت الحرب الجهنمية وإحراق المدن وتلوث الغلاف الجوي علي الأرض وكل هذه الأمور تبرز كعلامات ونذر بأنه يجب إما أن يكون هناك بشير ينادي أو حدوث أمر تصحبه كارثة عقابية وهي التي كما قضي وحكم بها وهو القاضي العادل المخلص للنوع البشري ويتحتم إن عاجلا أو آجلا أن يبتلي المجتمع بالنسبة للجزء الأكبر منه وإلي الأبد ولمدة قرن كامل أن يدير أذنا صماء لصوت رسول الله في هذا اليوم وهي الكارثة التي يجب أن تظهر وتنظف الجنس البشري من النفايات والخبث المتخلف من فساد طويل الأمد وأن يقوم بعملية التحام وضم المكونات أجزائه بعقدة ورباط حازم شديد الأحكام لاعتناق عالمي لمبدأ الزمالة والصحبة وهي الزمالة المقدر لها مع اكتمال الوقت أن تندمج في إطار عمل وأن تثيرها وتنبهها الفيوضات الروحانية ومن أمر منتشر نابع من قوة خفية إلهية معينة وأن تزدهر في مراحل المظاهر الإلهية القادمة في حضارة لا شبيه لها في أي مرحلة شهدها الجنس البشري في تطوره وتحوله ونشأته " حضرة شوقي أقندي من خطاب مؤرخ أبريل 1975 نشر في رسائل العالم البهائي سنة 50/1957

يجب أن توجه صيانة وحماية البيئة إلي المستويات الفردية والمجتمعية وفي خطاب لحضرة شوقي أفندي كتب بالنيابة عنه :
" لا يمكن أن نعزل ما تشتمل عليه العواطف البشرية عن البيئة الخارجية أنه إذا ما استصلحت إحدى هذه البيئات فأن جميع البيئات سوف تتحسن فالاثنان عضو في هذا العالم وتتشكل حياته الداخلية بالبيئة كما تتشكل البيئة هي أيضا بحياته بصورة عميقة فكل منها يعمل مع الآخر وكل تغير يثبت ويبقي في حياة الإنسان هو نتيجة هذه التفاعلات المتبادلة ولا توجد حركة في العالم تولي اهتمامها لكل من هذين المظهرين في حياة الإنسان باجراءات وتدابير كاملة نحو تقدمها ما عدا تعاليم حضرة بهاء الله وهي تعاليم لها منزلتها المميزة بوضوح ومن أجل ذلك إذا كنا نرغب في إصلاح العالم وجب علينا أن نكافح ونجاهد لنشر تلك التعاليم وممارستها أيضا في حياتنا فمن خلالها سوف يتغير قلب البشر وأيضا تتزود بيئتنا الاجتماعية بالجو الذي يمكن أن ننشأ فيه روحانيا وينعكس أثر نور الله الكامل من خلال ظهور حضرة بهاء الله . من خطاب لحضرة شوقي أفندي مؤرخ 11 مارس 1936 نشر ضمن خطابات مختارة الأمر البهائي العالمي ويلمت 1982 ص 204

أما بخصوص حل مشاكل العالم يشير حضرته :
" نريد تغيير القلوب وإعادة صباغتها لكل تصوارتنا وتوجهاتنا الجديدة في أنشطتنا وفي حياة الإنسان الداخلية الباطنية وأيضا حياته الجسدية المادية والروحية الظاهرة في البيئة فيلزم إعادة تشكيلها إذا كان خلاص الإنسان في شعوره بالأمان والاطمئنان . " سكرتارية حضرة شوقي أفندي من خطاب مرسل 17 فبراير لأحد الأحباء 27 مايو 1932
أما علي المستوي الحكومي فأن بيت العدل الأعظم يدعو إلي :
" تعاون عالمي لأسرة الشعوب لاستنباط وتبني تدابير وإجراءات مخططة لحفظ التوازن بين الكائنات الحية والبيئة والذي فيه الخالق لهذه الأرض " بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل 18 أكتوبر 1982 لأحد الأحباء

ويؤكد بيت العدل الأعظم :
" حتى يأتي وقت كهذا حيث تفهم وتدرك أمم العالم وتتبع نصح وتحذير حضرة بهاء الله للعاملين سويا من كل أعماق قلوبهم في العناية والحرص علي أفضل اهتمامات الجنس البشري ويتحدون للبحث عن وسائل وطرق لمواجهة كثير من المشكلات البيئية المحيطة بكوكبنا فأن بيت العدل الأعظم يوضح بأن أقل تقدم وتحسن يجب أن يبذل نحو إيجاد حل " بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل 18 أكتوبر 1982 لأحد الأحباء
كما يوضح بيت العدل الأعظم دور الفرد البهائي ودور المجتمعات البهائية بالنسبة لإنقاذ الحياة البرية الطبيعية وكذلك حالة العالم الطبيعية " بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل لأحد الأحباء في 14 يونيه 1984 كما يلي :
" إن أفضل طريقة يمكنكم القيام بها لإنقاذ الحياة البرية الطبيعية وحالة العالم الطبيعية هي أن يبذلوا كل جهد لحمل رسالة بهاء الله لتصل إلي اهتمام اقرانكم وزملائكم لكي يفوزوا بإخلاصكم وصادق ولائكم للأمر الإلهي
وحيث أن قلوب الناس تمكنهم من العمل متحدين علي ضوء تعاليم حضرة بهاء الله وباستطاعتهم أن يبدءوا في تحقيق وإنجاز كثير من التحسينات العملية لحالة العالم فأن هذا يعتبر بداية للتطور الاجتماعي والاقتصادي في تلك المناطق التي قد تأسست فيها مجتمعات بهائية واسعة النطاق وبالطبع يمكنكم أن تعاونوا أولئك الذين علي اتصال بكم والذين لديهم اهتمام بتحسين البيئة ولكن الحل الأساسي هو ذلك الحل الذي جاء به حضرة بهاء الله " بيت العدل الأعظم قسم السكرتارية من خطاب مرسل لأحد الأحباء في 14 يونيه 1984
وبالإضافة إلي توجيه الكلام في هذه القضية علي المستوي الروحاني فلابد من تشجيع التعاون للأفراد والجماعات المهتمة بتحسين البيئة ومطالبة المجتمعات البهائية بالحفاظ علي وصيانة البيئة بدور تكاملي لأنشطتهم المتقدمة .
" باستمرار وبمساعدة المساعي لصيانة البيئة بوسائل تمتزج مع إيقاع الحياة في مجتمعنا " بيت العدل الأعظم من رسالة الرضوان 1989 إلي أحباء العالم
وفي صورة وصفية يرسم لنا حضرة عبد البهاء صورة مستقبلية عن حياة الأرض :
" إن رب العالمين خلق العالم الإنساني ليكون جنة عدن , لو يتم الصلح والسلام والمحبة والوفاء كما هو حقه ليصبح العالم جنة , وتتوفر جميع النعماء الإلهية وتسود السرور والطرب اللانهائي وتظهر فضائل العالم الإنساني للعيان وتسطع شمس الحقيقة من كل الجهات "- منتخبات من مكاتيب عبد البهاء ويلمت قسم 22 ص 275-




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمات المكنونة
- لوح أصل كل الخير
- مكانة المرأة ومساواتها بالرجل
- هذا بلاغ للعالمين -يوم الله
- المراتب السبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي
- الوديان السبعة-رحلة الروح من عالم الوجود إلى عوالم القرب لله ...
- وثيقة ازدهار الجنس البشرى-الجزء الرابع والأخير (4)
- البهائيون من يكونون
- ازدهار الجنس البشرى-الجزءالثالث(3)
- تاريخ الأديان
- وثيقة ازدهار الجنس البشرى -المقال الثانى
- رسالة إلى قادة الأديان فى العالم
- ازدهار الجنس البشرى-الجزء الأول
- رقيّ العصر الحاضر
- يوم جديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
- يوم جديد ونور شديد وحضارة جديدة ونهار لا يعقبه ليل
- عالم واحد والبشر سكانه
- الوحدة
- البهائية والبحث عن الحقيقة
- وحدة العالم الإنسانيّ


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - راندا شوقى الحمامصى - نحو إقتصاد عالمى أفضل من خلال الرؤى البهائية