أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - لماذا كل هذا القلق على الحكومة؟














المزيد.....

لماذا كل هذا القلق على الحكومة؟


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


أمامي التقرير الربعي الأول للحكومة الفلسطينية الثانية عشرة، التي يرأسها د. سلام فياض، وهو تقرير يتحدث حسب العنوان عن الإنجازات، التي حققتها الحكومة في الفترة الممتدة من السادس عشر من حزيران وحتى الرابع عشر من تشرين أول من هذا العام.
لم أقرأ التقرير بعد، وهذا تقصير أعترف به، مع أن عناوين فصوله أو أجزائه الأربعة تغري المعنيين بمتابعة الشأن الحكومي وسياسة هذه الحكومة بقراءته. كنت أفضل أن أبدأ بقراءة هذا التقرير والتعليق عليه، لأقف على أرضية صلبة في مناقشة ما يدور في الأروقة حول هذه الحكومة، هل نقلق عليها أم نقلق منها ومن سياستها، لنتصرف في ضوء أي من القلقين.
القلق وارد بالتأكيد، ومن منا لا تدفعه الأوضاع، التي نمر بها إلى القلق، أو حتى بعض الممارسات الحكومية، وخاصةً ما يتصل منها بالشأن الأمني وما يتصل منها كذلك بإرساء أسس ودعائم نظام سياسي ديمقراطي يحترم بحزم التعددية السياسية والحزبية والحريات العامة والديمقراطية والحقوق الأساسية للمواطن وللقوى ومنظمات المجتمع المدني، بما فيها الحق في حرية الرأي والتعبير والتظاهر والمسيرات والاحتجاجات السلمية. وإلى أن أقرأ التقرير الربعي الأول للحكومة الثانية عشرة، فإنني أحتفظ بالحق في مناقشة القلق من السياسة الاجتماعية – الاقتصادية لهذه الحكومة، رغم أنني أقدر الظروف الصعبة التي نمر بها والإرث الثقيل،الذي جاءت هذه الحكومة تحمله على أكتافها بفعل سياسة الحصار والإغلاق وتجفيف الموارد، التي مارستها الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل بشكل خاص، بما في ذلك السطو اللصوصي على أموال الضرائب الفلسطينية غير المباشرة، ومارسها المجتمع الدولي بشكل عام ضد الشعب الفلسطيني، على امتداد أكثر من عام ونصف، بعد انتخابات المجلس التشريعي التي جرت مطلع العام 2006.
القلق وارد بكل تأكيد، ولكنه غير القلق، الذي يملأ الدنيا ضجيجاً انطلاقاً من اعتبارات فئوية خالصة، واستناداً إلى معايير سياسية فجة وغير مقبولة، كالقول مثلاً، هناك قلق من هذه الحكومة، هل هي حليف راسخ لفتح أم بديل وهمي عنها. المبالغة هنا واضحة، والتعبير عن القلق بهذه الطريقة وهذا الأسلوب يختصر النظام السياسي بحزب واحد، وينزع إلى التعامل مع الوطن كما لو كان مزرعة بملكية خاصة لا تقبل حتى أن تكون ملكية مختلطة. لم يطرح القلق من هذه الحكومة أو القلق على هذه الحكومة استناداً إلى مقاييس ومعايير وطنية شاملة، كقربها مثلاً من منظمة التحرير الفلسطينية ومدى التزامها ببرنامجها وسياستها وتوجهاتها العامة، بل انطلاقاً من حشرها في زاوية الولاء للحركة، التي لا يختلف اثنان على مكانتها ودورها في ساحة العمل الوطنية.
قلق البعض من هذه الحكومة أو على هذه الحكومة يتجاوز حدود قلق المواطن على أمنه وحياته وممتلكاته ومستوى معيشته وحقه أن يعيش في نظام سياسي فيه شيء من العدل وتكافؤ الفرص. هذا القلق فئوي إلى أبعد حدود الفئوية ويصدم بمنطقه الرأي العام بدون رحمة. يقال لنا أن هذه الحكومة تعمل من خلال وزرائها بسياسة كيدية، تغتنم الفرص لممارسة سياسة إقصاء وظيفي، ولكن ضد من. هنا تقع الصدمة، حيث يمارس الإقصاء الوظيفي ضد أبناء حركة فتح وعلى أيدي هذه الحكومة.
هل حقاً تمارس هذه الحكومة سياسة إقصاء وظيفي ضد أبناء حركة فتح. حدود علمنا أن أغلب أعضاء هذه الحكومة هم من أبناء حركة فتح، وأن وكلاء الوزارات هم حصراً من أبناء الحركة وأن أكثر من تسعين بالمائة من المدراء العامين هم كذلك من أبناء الحركة وأن جميع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية من أبناء الحركة، وأن موقع المحافظ في جميع محافظات الوطن محجوز حتى إشعار آخر على أبناء الحركة، وكأن هذا الشعب قد أصيب بالفقر في الملاكات والكادرات الوظيفية والكفاءات، إلا من انتمى أو من انتسب إلى الحركة، التي لا يختلف اثنان على مكانتها ودورها في ساحة العمل الوطني، مرةً أخرى.
لا تقلقوا أيها الإخوة من الإقصاء الوظيفي الذي لا يقوى أحد عليه، لأننا نعيش في ظل نظام سياسي قام على أعمدة متينة من الفئوية في مجمل بنائه.
ويبقى الأخطر من كل ذلك في التعبير عن القلق من الحكومة أو القلق عليها ، وهو محاولة حشرها في زاوية سياسية ضيقة، والتعامل معها كما لو كانت حكومة للاستخدام وحسب. رئيس الحكومة، كما يؤكد القلقون ، رجل طيب ومعقول، وينبغي الحفاظ عليه، أما وزراؤه فغير ذلك ولا بأس إن هم رحلوا أو بعضهم على الأقل.
لماذا هو رجل طيب ومعقول، رئيس الحكومة هذا. الجواب يأتينا بسيطا وفي متناول يد القلق، فلاعتبارات غير خافية على أحد، ينبغي الحفاظ على رئيس الحكومة من أجل ما بعد أنابوليس وزيارة الرئيس جورج بوش المرتقبة ومؤتمر باريس بالغ الأهمية بالنسبة للفلسطينيين.
حشر الحكومة ورئيسها في هذه الزاوية السياسية لا علاقة له بالقلق على الحكومة أو القلق من سياسة الحكومة. إنه إهانة للحكومة ورئيسها، وهي على كل حال حكومة الرئيس محمود عباس، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
إذا كان هذا هو أحد اعتبارات كل هذا القلق من الحكومة أو القلق على هذه الحكومة، فمن الأفضل لها أن ترحل، فلا حاجة للمواطن ولا حاجة للوطن لحكومة بهذه المواصفات وهذه المقاييس، مع كل الاعتذار لرئيسها ووزرائها.
هنا أختم وأتوقف، وأقول كفى، فقد جاء الدور على الأخ الرئيس ليقول كلمته.


*************************
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية
*************






#تيسير_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة الرفيق تيسير خالد / في مهرجان الذكرى الاربعين لانطلاقة ...
- تحية الى - الحوار المتمدن - في عيد ميلاده السادس
- قادة إسرائيل بين الإفلاس السياسي واستجداء الهوية
- *** الرئيس يكرم الراحل الكبير بإطلاق اسمه على كلية الطب في ج ...
- ديبلوماسية اللحظات الأخيرة في خريف الإدارة الأمريكية
- حديث في خريف بوش والدولة وثوب الامبراطور
- في الذكرى الخامسة لاعتقال المناضل عبد الرحيم ملوح
- صيف ساخن في أجواء من الحرب الباردة
- اليستر كروك-لم يرفع الكستناء من النار
- افيغدور ليبرمان وازدواجية المعايير السياسية والاخلاقية
- حديث في هموم الوطن والمواطن
- رايس في مهمة إعادة تأهيل الاوضاع في المنطقة
- تيسير خالد في حوار مع سمية درويش : لم نتنازل عن البلاد لقبيل ...
- قراءة سياسية في خيارات صعبة وأخطار داهمة
- النظام السياسي الفلسطيني لم يبدأ بفوز حماس
- تيسير خالد..حكومة الوحدة الوطنية تقوم على المشاركة بالقرار ل ...
- تيسير خالد : مناقصات بناء الوحدات السكنية الجديدة في المستوط ...
- اسرائيل دولة تستسهل الخروج الى الحرب
- دموعك في مآقينا يا دولة الرئيس
- الشرق الاوسط الجديد


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - لماذا كل هذا القلق على الحكومة؟