أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل اندراوس - بعض أقوال هيجل وفلسفته السياسية!














المزيد.....

بعض أقوال هيجل وفلسفته السياسية!


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 12:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"حين ترسم الفلسفة لوحتها الرمادية فتضع لونًا رماديًا فوق لون رمادي، فإن ذلك يكون إيذانًا بأن صورة من صور الحياة قد شاخت (أو شكلاً من أشكال الحياة قد أصبح عتيقًا) لكن ما تضعه الفلسفة من لون رمادي فوق لون رمادي لا يمكن أن يجدد شباب الحياة، ولكنه يفهمها فحسب".
Hegel: The Philosophy of Right. هيغل (فلسفة الحق).



السياسة كانت موضع اهتمام هيجل، بل وشغله الشاغل، طوال حياته، فهو القائل: "إن قراءة الصحف هي لون من الوان صلاة الصبح".
وليس من قبيل الصدفة أن يكون أول وآخر اعماله المنشورة، والتي اهتم بدفعها الى النشر، عبارة عن كتابات سياسية، وليست أعمالا فلسفية خالصة بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة.
جميع أفكار هيغل عن طبيعة المجتمع المدني وعن الحاجة والعمل وعن تقسيم العمل وثروة الطبقات، وعن الفقر والشرطة والضرائب إلخ...، قد تزعزعت في النهاية في شرحه على الترجمة الألمانية لكتاب ستيوارت عن الاقتصاد السياسي الذي كتبه فيما بين 16 و 19 أيار 1799 والذي بقي كما هو دون أن يمسه.
"لقد كان هذا الشرح يحتوي على عدد من اللمحات العظيمة في السياسة والتاريخ وعلى العديد من الملاحظات الدقيقة".
(جورج لوكاش- الذي يفسر هيجل تفسيرًا ماركسيًا في كتابه الشهير "هيجل الشاب" "The Yong Hegel").



انصب إعجاب هيجل بمكيافيللي على جانبين أساسيين:
الأول: اهتمام مكيافيللي بتوحيد إيطاليا الممزقة، وهو ما كان هيجل يهدف إلى الوصول إليه بالنسبة لألمانيا.
الثاني: فصل مكيافيللي بين الأخلاق والسياسة، وهو موضوع هام عند هيجل. فإذا كانت العواطف تصلح للعشاق ولا تنفع في حقل السياسة، فإن الأخلاق تصلح لسلوك الفرد، ولا دخل لها بسلوك الدولة.
وهذان الجانبان مرتبطان برباط وثيق، فعملية توحيد الدويلات المنقسمة الممزقة التي كان يصبو اليها كل منهما، على الأقل في فترة من فترات حياتهما، تطرح سؤالاً "هامًا" هو كيف يمكن ان تتم هذه الوحدة؟ ما هي الوسائل التي يمكن ان تستخدم في لـَمِّ شمل هذا الشتات المبعثر سواء في إيطاليا أو في ألمانيا؟ يجيب هيجل إجابة أقرب الى المكيافيللية وهو يستبق ما سوف يقوله بسمارك فيما بعد.
"في هذا السياق ليس امامنا خيار في اختيار الوسائل، لأن الأعضاء المصابة بالغنغرينا- Gangrenuns Limbs- لا يمكن أن تعالج بالماء العطر، بل إنّ السم والبتر هما الأسلحة المألوفة والمطلوبة كعلاج لهذا الموقف، بغير أي ضرب من الرقة أو النعومة، ذلك لأن الحياة عندما تقف على حافة الهاوية والانهيار، فإن إعادة تنظيمها لا يمكن ان يتم في هذه الحالة إلا بأقصى درجات العنف والقوة... Hegel : German Constitusion"- هيغل: الدستور الألماني".



"إن بومة منيرفا لا تبدأ في الطيران إلا بعد ان يرخي الليل سدوله".
هيغل "فلسفة الحق"



أما البومة فهي طائر معروف يتخذ منه الشرق رمزًا للخراب والدمار، وبالتالي للنحس والتشاؤم، وذلك بسبب ميله الى العزلة والبعد عن دنيا الناس للحياة في أماكن خربة، في حين يتخذ منه الغرب، لنفس الأسباب رمزًا للحكمة لأن البعد عن الحياة والنفور من الضجيج، والميل الى التفكير الهادئ هو من شيمة الحكماء وحدهم.
وأما منيرفا Minerva فهي إلهة الحكمة عند الرومان (وهي نفسها الإلهة أثينا ATHENA إلهة الحكمة والفنون عند الإغريق).
أما عبادة "بومة منيرفا" فهي اصطلاح خاص عند هيجل يرمز به، الى الفلسفة بصفة عامة.
يصف هيجل الفلسفة، في بعض الأحيان بأنها "فكر ثانٍ" او انها "فكر لاحق" فما الذي يقصده بهذا الوصف، يقصد بالطبع إن هناك فكرًا أول هو الذي ينشأ في حياة الناس اليومية في شتى المجالات ثم تأتي الفلسفة لتجعل من هذا الفكر أول موضوع للدوامة.
ومن هنا فإن علينا أن نلحظ أمرين هامين:
الأول: بأن الفلسفة تأتي متأخرة بعد ان تكون الحياة قد دبّت بين الناس بالفعل، وقامت ألوان مختلفة من النظم تتوجها الفلسفة في النهاية.
الثاني: أن الفلسفة لا تتعامل قط مع الأشياء المباشرة، فهي لا تدرس هذه الشجرة او هذه المنفضة إلخ...، أو هذا النظام أو ذاك من نظم المجتمع (فهذا ما يفعله علم الاجتماع)، لا تدرس وقائع خطية ولكنها تدرس الفكر فحسب، واعني لا بد ان تتحول الشجرة والمنضدة والمنزل إلخ... إلى تصورات كلية حتى يكون موضوعا للفلسفة. وهذا هو معنى قول هيجل أحيانًا أن موضوع الفلسفة هو "الكلي" على اعتبار أن الفكر دائمًا كلي وقوله أحيانًا أخرى أن موضوع الفلسفة العقل لان جوهر العقل هو الفكر.
لا تتعامل الفلسفة أبدًا إلا مع الأفكار في أي فرع من فروعها المتعددة، ولما كانت هي نفسها فكرًا، فهي لهذا السبب توصف بأنها فكر ثانٍ، أو فكر لاحق او "فكر الفرك".
وهيجل يستخدم في هذا النص تلك العبادة الشعرية الشهيرة فيمثل الفلسفة بـ "بومة منيرفا"، التي لا تبدأ في الطيران إلا بعد أن يرخي الليل سدوله! وكذلك الفلسفة لا تبدأ عملها إلا بعد ان يكون الواقع السياسي قد تم بناؤه.
وواقعنا المعاش اليوم مليء بالعناصر العقلية، واللاعقلية، وما في المجتمع من نظم وقوانين وعادات وأخلاق إلخ...، يتفق بعضه مع العقل، ويرفض العقل بعضه الآخر، فالظلم والعذاب والشقاء، والتسلط والحكم الدكتاتوري (لأنه ذاتي يعبر عن إرادة الحاكم الذاتية وحدها وكبت الحريات (لاحظ أن الحرية هي جوهر العقل عند هيجل)، وإلغاء ما يسميه هيجل بالشخصية الحرة اللامتناهية إلخ... كل ذلك عناصر لا عقلية موجودة في عالم الواقع، ومهمة الفلسفة السياسية إبراز هذه العناصر وتنفيذها... هذه هي الفلسفة السياسية عند هيجل.




#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الهيجلية من وجهة نظر ماركسية
- الفلسفة العقلانية لكانط واليسار الهيغلي
- محدودية مادية لودفيخ فورباخ ومثالية الديالكتيك الهيغلي ونهاي ...
- الأيديولوجية البرجوازية العنصرية والعداء للإسلام
- أصول ومكونات الفكر الماركسي - تتمة القسم الاول
- أصول ومكونات الفكر الماركسي- القسم الاول
- ألدور الرجعي لتشويه وعي الذات القومي
- ألمسألة الأساسية في الفلسفة
- ألحزب الشيوعي والجبهة وتحدّيات المرحلة الراهنة
- ما أصعب أن يعيش الإنسان بدون حلم
- مداخلة في نقد الخطاب والفكر السلفي
- مداخلة حول رسالة الحزب الشيوعي التاريخية .
- مداخلة حول رسالة الحزب الشيوعي التاريخية
- ألعلاقة الجدلية بين الدمقراطية والرأسمالية
- أنصار الدولة الكهنوتية الاسلامية
- عملية السلام وبسيخوزا المجتمع الاسرائيلي
- دور اليسار في مكافحة هيمنة رأس المال
- البديل الإنساني الوحيد
- ألصهيونية المسيحية - دين في خدمة العنصرية ورأسمال
- ألثورة العلمية والتناقضات بين العمل والرأسمال


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خليل اندراوس - بعض أقوال هيجل وفلسفته السياسية!