أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل بين القوى الإسلامية السياسية المتطرفة فاشيون؟















المزيد.....

هل بين القوى الإسلامية السياسية المتطرفة فاشيون؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2128 - 2007 / 12 / 13 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين اتهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش قوى إسلامية سياسية متطرفة بكونها فاشية , هبَّت تلك القوى المقصودة وغيرها محتجة على تلك التصريحات ومؤكدة أنه كان يقصد الإسلام كله والمسلمين كلهم. ثم ادعت بأن هذا التصريح يعتبر بمثابة إعلان الحرب على الإسلام والمسلمين في جميع أرجاء العالم! وبما أن الرئيس الأمريكي مسيحي متدين , فهذا يعني أنه إعلان حرب المسيحية الدولية على الإسلام الدولي. والسؤال : هل هؤلاء الناس الذي ناهضوا موضوعة الرئيس الأمريكي على حق؟ إنهم على خطأ فادح , وهم مسئولون على ما يجري في العالم الإسلامي من جرائم أو سكوت على ارتكاب الجرائم.
كل إنسان عاقل يتابع نشاط قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية يدرك بأن هذه القوى تنطلق من فكر شمولي يعتمد العنف والقوة والقتل , وهي تمارس الأساليب الفاشية في التعامل مع الإنسان والجماعات والمجتمع بشكل عام , فهي ترفض الآخر والرأي الآخر , وترفض المؤسسات الدستورية والحياة الديمقراطية , وترفض ممارسة حقوق الإنسان , وترفض حرية المرأة وحقوقها وتريد السيطرة على السلطة بأي ثمن متهمة الجميع بأنهم كفرة ومشركين ما داموا لا ينتسبون إليها ولا يرتبطون بمذهبها ولا يؤمنون بطريقتها في العمل والحكم.
وكل إنسان عاقل قد تابع ما جري حتى الآن في البصرة , وفي بعض المدن العراقية الأخرى , لوجد أمامه قوى إسلامية سياسية متطرفة وإرهابية شيعية وسنية مارست القتل على الهوية الدينية والهوية الطائفية والهوية القومية في آن , قتلت العربي السني المخالف لها وقتلت العربي الشيعي المخالف لها , كما قتلت المسيحي والصابئي والإيزيدي , وقتلت الكردي الفيلي الشيعي والكردي السني المختلف معها , وقتلت العلماني والديمقراطي واللبرالي , قتلت من هو ليس معها حيثما وجد ودمرت كل شيء من أجل إشاعة الفوضى والإرهاب في البلاد.
إذ كيف نفسر ما جرى ويجري في المدن العراقية المختلفة من قتل فردي وجماعي , كيف نفسر تهجير المسيحيين والصابئة من البصرة وبغداد وغيرها , كيف نفسر قتل الأيزيدية في الأقضية التابعة لمحافظة الموصل , كيف نفسر قتل الشيعة في مثلث الموت , أو قتل السنة في وزارة الصحة العراقية وفي بعض المعتقلات ورميهم على قارعة الطريق , وكيف نفسر حرق المساجد والجوامع والكنائس , أو كيف نفسر حرق محلات بيع الخمور أو غلق البارات وغلق محلات حلاقة النساء , وكيف نفسر أيها السادة في بغداد فرض الحجاب على النساء المسيحيات في البصرة , إذ عليهم أن يختاروا بين أحد أمرين إما الموت أو الحجاب , وهو تهديد مباشر لترك المدينة والذهاب إلى منطقة أخرى من العراق إلى كُردستان العراق وإلا فالموت نصيبها ؟ إن لم يكن كل ذلك ليس بأساليب شمولية قهرية فاشية ضد الإنسان وحريته وعقيدته , فما هي إذن؟
حين كتبت " سلسلة مقالات حول " البصرة الحزينة ... البصرة المستباحة .. " قبل سنتين أكد الكثيرون صوابها , وخاصة أهل البصرة ذاتها , وشتمني واحد من أهلها "التقدميين!" معتقداً بأني أريد أن أسيء إلى البصرة الفيحاء بأهلها الطيبين السمحين والظرفاء , ولم يعتذر حتى الآن عن تلك الشتيمة! ها نحن نعيش الفاشية التي تنفذها عصابات إسلامية سياسية متطرفة منفلتة من عقالها , وهي ليست من التيار الصدري وحده , بل معه قوى أخرى , لأن أغلبها يقف مناهضاً لأتباع الديانات الأخرى والمذاهب الأخرى في العراق ويسعى إلى جعل البصرة فيدرالية للشيعة فقط , وهذا هو الأسلوب الذي مارسه آخرون من قبل في مناطق أخرى من العراق , في كركوك مثلاً لتهجير الآخرين وتغيير البنية الديموغرافية وليحلو لهم الجو , ويحلو الجو لإيران في آن واحد ولتنطلق منها إلى بقية أنحاء العراق بأمل أن تفرض نظامها السياسي الثيوقراطي الرجعي والشمولي على العراق أيضاً.
ورغم كل ما يحصل في العراق , ورغم كل مظاهر الطائفية المقيتة في العراق , يرفض مستشار الأمن القومي الشيعي السيد الدكتور موفق الربيعي , الذي وقع البيان الشيعي السيئ الصيت قبل سقوط النظام , أن يقال بأن الحكومة طائفية وأنها قائمة على أسس المحاصصة الطائفية. إذن ما هي طبيعة النظام القائم في العراق حين يسكت على مثل هذه التجاوزات التي نفذ مثلها نظام صدام حسين المجرم , وحاول خاله الدكتاتور والفاشي المعروف خير الله طلفاح , ولكن باتجاه شعر الشباب وملابس النساء , لكنه فشل فشلاً ذريعاً. أليس الحكم في العراق قائم على أسس المحاصصة الطائفية , ألم يأخذ السيد المستشار مركزه الراهن بناء على القسمة الطائفية للمستشارين في فترة المستبد بأمره پاول بريمر؟ الغريب في الأمر أنهم يمارسون الطائفية وينكرون وجودها , وهو أمر أسوأ بكثير مما لو مارسوا الطائفية واعترفوا بوجودها.
كيف نسمي أولئك القتلة الأشرار الذين أرسلوا انتحاري قاتل إلى الجزائر ليختطف أرواح العشرات من الناس الأبرياء وجرح المئات في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالنساء والرجال والأطفال؟ أليس هذا من الأساليب الأكثر فاشية ودموية؟ كلنا يعرف بأن الفاشية نظام سياسي , أسلوب في الحكم , رفض للحرية الفردية والديمقراطية والمؤسسات الدستورية , ورفض للآخر والرأي الآخر والإقصاء والقتل العمد وممارسة اشد أشكال وأساليب التعذيب.
نحن أمام انفلات المليشيات الطائفية المسلحة في البصرة والتي يمكن أن تتسع لتشمل كل الجنوب وتنتقل إلى بغداد , نحن أمام عودة الإرهاب من الشبابيك بعد أن أغلقت بعض الأبواب بوجهه , وما حدث في مصافي الدورة وفي غيرها من الأحداث الحزينة يدلل على أن هؤلاء القتلة ما زالوا أحراراً يستخدمون بنيتهم التحتية للتنقل والحصول على المعلومات وملاحقة من يريدون قتله , كما حصل مع مدير شرطة الحلة أو غيره أو تفجير مواقع حين تغمض عيون الرقابة الحكومية عنها. ومن هنا جاء التحذير الذي وجهته في مقالين متتاليين حول أهمية وضرورة الحذر وعدم النوم على إكليل الغار ف بغداد.
أيها السادة ! لا يمكن الوصول إلى حلول ناجعة مع استمرار المحاصصة الطائفية والمشاريع الطائفية والحكم الطائفي , لا حلول ناجعة دون مصالحة وطنية فعلية وعميقة , لا حلول ناجحة وغياب الديمقراطية وغياب عمل وجدية المؤسسات الدستورية , ولا حلول عملية إذا استمر التفكك الحكومي على حاله الراهنة واستمر وجود وعمل المليشيات الطائفية المسلحة. والحل يبدأ بمعالجة هذه الأمور على نحو خاص , إضافة على مكافحة البطالة وتحسين الخدمات وزيادة الإنتاج وتحسين الدخول الشهرية والأجور للعاملين .. الخ.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذروا النوم على إكليل الغار في بغداد .. ! 2-2
- رسالة ثانية مفتوحة إلى السيد مقتدى الصدر
- أحذروا النوم على إكليل الغار في بغداد .. !1-2
- عودة إلى مقالي عن السيد أحمد الحسني البغدادي
- هل من جديد في العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة ...
- الحوار المتمدن على طريق النضوج والتطور
- أليست هذه فتاوى عدوانية لشيوخ إسلاميين متطرفين وإرهابيين ؟
- هل في الأفق حل فعلي للقضية الفلسطينية ؟
- كيف نواجه قوات الاحتلال في العراق؟ وهل من طريق غير الوحدة ال ...
- موقع الصراع حول دور القطاعين العام والخاص في الصراع على السل ...
- هل الاتهامات الموجهة للكاتب العراقي جاسم المطير ذات مستوى حض ...
- بيتنا ونلعب بيه شله شغل بينه الناس !
- كيف تتحرك الملفات الأساسية في بغداد؟ وما العمل؟
- معاناة أتباع الديانة الإيزيدية في العراق
- رسالة مفتوحة إلى السيدة الفاضلة رحاب الهندي
- الدكتور سعد الدين إبراهيم ونزيف الدم العراقي !
- متابعة فكر وسياسة أردوغان في مؤتمره الصحفي في واشنطن
- أوضاع إقليم كُردستان العراق الجديدة الحلقات من 1-4
- مواصلة النقاش والجدل في الجادة العريضة للفكر والسياسية بيني ...
- الفعل ورد الفعل في حالة الشعب الكردي في تركيا


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - هل بين القوى الإسلامية السياسية المتطرفة فاشيون؟