أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - إلغاء البطاقة التموينية..مؤامرة لتركيع الشعب العراقي














المزيد.....

إلغاء البطاقة التموينية..مؤامرة لتركيع الشعب العراقي


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات التي لم أقرئها في كتب التاريخ أو الجغرافيا أو في تاريخ العراق السياسي أتفاق قادة الشعب العراقي على أمر سواء،ولعل أكثر الخلافات بروزا على السطح ما حدث بعد انهيار الحكم الدكتاتوري السابق وما خلف من آثار قاتلة في التفكير الشعبي العراقي،فقد رأينا كيف أن الكتل - التي نطلق عليها خطأ – سياسية كيف تتصارع على أمور ما أنزل الله بها من سلطان وكيف تختلف على أكثر الأمور توافقا بين الشعوب الأخرى وتضع العراقيل بوجه التشريعات الهادفة والمهمة في رفع المستوى ألمعاشي للمواطن أو تصب في المصلحة العليا للبلاد،لا لأن لها وجهة نظر معينة في الأمر ولكن لمجرد المناكدة والمخالفة للآخرين حتى أذا كانوا على حق،ولكن المثير للعجب أن جميع الكتل البرلمانية وغير البرلمانية اتفقت على أمر واحد وأجمعت على رأي واحد،ذلك هو تركيع الشعب العراقي وتجويعه لغايات في نفس يعقوب،فلم نجد من الجميع وقوفا جديا لعدم تمرير الكثير من القوانين المهلكة للعراقيين،مثل قانون التقاعد الموحد الذي مرره وزير المالية رغم أنف الجميع وأساء به إلى أكثر من مليون عائلة من عوائل المتقاعدين العسكريين،ذلك أن القانون المذكور مرر دون أن يعرف السادة النواب الموافقين عليه ما هي أضراره المستقبلية،فأصحاب الرتب الدنيا من العسكريين بعد أن كانت تزيد كثيرا على رواتب الموظفين المدنين بسبب طبيعة الحياة العسكرية الخشنة والخدمة المتواصلة طيلة 24 ساعة في اليوم الواحد والبعد عن العائلة،والحياة الاستثنائية التي تختلف عن حياة الموظف المدني أصبحت رواتبهم بفضل القانون الثوري للحكومة العراقية تساوي راتب الرعاية الاجتماعية الذي يمنح لمن لم يخدم يوما واحدا،والأمر الثاني الذي اتفقت عليه الكتل بالإجماع هو البطاقة التموينية وتقليصها إلى النصف تمهيدا لإلغائها نهائيا تحت حجج واهية لا تصمد أمام المنطق والعقل،فما يخصص من مليارات للمناصب العليا في الدولة من الرئاسات الثلاث والوزراء والنواب وموظفي الدرجات العليا الذين لا يتجاوزون الآلاف يعادل أن لم يزيد على ما يخصص ل(30) مليون مواطن من العراقيين البائسين،ولكن أبواب وزارة المالية المشرعة للطبقة الممسكة بزمام السلطة تقفل أمام المواطنين البائسين الفقراء.
أن ما يجري في وزارة التجارة باعتراف السيد الوزير نفسه من فساد أداري وأخلاقي هو وراء المعانات التي يعانيها العراقيون،فمنذ أكثر من ثلاث سنوات لم تتمكن الوزارة الجليلة من تأمين المواد التموينية بشكل كامل،ولم تتمكن من مكافحة الفساد المستشري في مفاصلها باعتراف الوزير نفسه الذي قال أنه غير قادر على مكافحته وهو على استعداد لتقديم الاستقالة،متحججا بقلة الموظفين وارتفاع أسعار النقل،وأسعار المواد في المناشيء،ناسيا أو متناسيا أن السبب في ذلك الفشل هو ضعف الإدارة ،وفشل كادر الوزارة لأنهم اختيروا على أسس بعيدة عن الكفاءة ولا يمتلكون الحد الأدنى من النزاهة وشرف المهنة،والدليل أن مواد البطاقة التموينية تبدل في المخازن ببضاعة رديئة أو تالفة،وتباع البضاعة الأصلية في الأسواق التجارية من قبل مافيات معروفة تمتلك الخبرة في هذا المجال في زمن النظام السابق،وزادها الضعف الفني والإداري للقيادة الجديدة على التمادي في أعمالها ففي العام الماضي كشف مجلس محافظة بابل وجود آلاف الأطنان من الرز التالف في مخازن الوزارة ولكن القضية سويت دون اتخاذ أي أجراء قانوني بحق الفاسدين،وفي هذا العام عثر على آلاف الأطنان من مادة الشاي المسرطن الذي وزع على المواطنين بعد أن سرب الشاي المستورد من قبل الوزارة إلى الأسواق المحلية،ليقوم تجار الشرف الجديد بشرائه من المواطنين بأبخس الأثمان وبيع الشاي الأصلي بأسعار تزيد عشرات الأضعاف على سعر الشاي الموزع من خلال الوزارة،وتم تسوية القضية لوجود كفاآت استثنائية متورطة فيها،وجميع العراقيون يعلمون أن المؤسسة العامة للمواد الغذائية فاسدة من الرأس إلى القدم،وهي وراء الفساد ولكن من أمن العقاب فعل العجب العجاب،ولنا أن نتساءل كيف للحكومة العراقية أن تمنح الدول المجاورة إعانات مالية وتجري صفقات نفطية بأسعار بخسة ،في الوقت الذي يعيش شعبها تحت خط الفقر،هل أنتخب المواطن ممثليه ليكونوا وبالا عليه،ويشرعون ما يتعارض ومصالحه،هل يبقى العراق دائما رهنا بحاكمه ليغني على أشلائه(أبيتنه ونلعب بيه وشلها غرض بينه الناس) أليس من حق العراقي أن يكون له حاكمه الذي يشعر بمعاناته أم نبقى بانتظار الموت لنسعد في الآخرة التي يقول الوعاظ أنها للفقراء من عباده الصالحين،وهل نرى من أماتونا أحياء في جهنم،أم أنهم سيجدون الطريق المفضي إلى الجنة بما يمتلكون من قدرات خارقة على اللعب بعواطف المواطنين.
والسوآل الذي يفرض نفسه كان على النواب الوطنيين الذين يشعرون بمسئوليتهم اتجاه شعبهم الاحتجاج على هذا التعسف ومغادرة قبة البرلمان أعلانا عن معارضتهم،لا أن يقاطعون المجلس لأن النائب الفلاني أمسك بالجرم المشهود،أو أن الكتلة الفلانية اتهمت بالفساد أو الإرهاب،أو احتجاجا على أمور لا تصب في مصلحة البلاد في الوقت الذي يطبلون لكل قرار له أضراره الخطيرة على الشعب العراقي،وكان الأمل بالأحزاب الوطنية الشريفة أن تعلن معارضتها للقرارات المجحفة الغير مدروسة حتى نستطيع أن نقول لقد أوفى هؤلاء بتعهداتهم للشعب،ولكن يبدو أن (أموافج) لا زالت قائمة رغم تغير الظروف والأوضاع،وكان الله في عون العراقيين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء أعمالنا جابك علينه
- جانت عايزة التمت
- طركاعه
- اليدري يدري والما يدري كضبة عدس
- دافنينه سووه
- الربا الأسلامي
- الحوار المتمدن مرآة الفكر اليساري
- الديج
- اليقره هندي واللي يسمعون اهل الجريبات
- جابر جودة مطر...شيء من الماضي
- الشيوعية ومواقف رجال الدين/4
- محطات في حياة المناضل معن جواد/6
- الشيوعية ومواقف رجال الدين 3
- الشيوعية ومواقف رجال الدين/2
- قول على قول
- الشيوعية ومواقف رجال الدين1
- العلمانية نظام لتحقيق العدالة والمساواة
- متى نقول وداعا يا تكساس
- الوحدة الوطنية هدف لا شعار او دثار
- أكتل كتال الجلب


المزيد.....




- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - إلغاء البطاقة التموينية..مؤامرة لتركيع الشعب العراقي