أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - البلكونة ..غرام وانتقام















المزيد.....

البلكونة ..غرام وانتقام


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 10:11
المحور: كتابات ساخرة
    


ظلت البلكونة أو الشرفة رمزا للرومانسية في كل العصور ، واحتفظت بشكلها الإسطوري المزدان بالورود والنباتات المتسلقة لتكتمل تفاصيل جلسة تأمل أو هيام لعاشق أو عاشقة
في الأدب استخدمها الكتاب مع النوافذ التي تهفهف عليها الستائر للتعبير عن المشاهد الرومانسية ، ويقف تحتها روميو ينتظر نظرة من جوليت ومعه العازفون ، تتسلق عليها شجرة اللبلاب ومعها يحب حسني زينب ، ماجدولين ألفونس كار , كوزيت وماريوس, بيت أوهام جان جينيه , جوستين , لهم مع الشرفة حكايا ، ديانا وتشارلز وهما يقفان فيها بعد زواجهما الأسطوري يؤكدان على الفكرة الحالمة للبلكونة ، احسان يتخيل نفسه مع أمه روزا – بعد رحيلها -ـــــ يقفان في شرفة قصر كبير يطلان منها على الدنيا التي عاشاها معا ، ليلى مراد تقف في الشرفة ومحمد فوزي يغني شحات الغرام ، شادية تنتظر فيها كمال الشناوي , عبدالحليم يخلو فيها بزبيدة ثروت
وحتى مشاهد الكوميديا كان للبلكون فيها نصيب
محمد هنيدى او خضر وهو يقف عسكري خدمة علي أحد الكباري ويخشي أن يستقبل التشريفة وجاكتته ممزقة ، فيلجأ لسيدة في بلكونة أمامه لكي تخيطها له ، فتتشاجر مع زوجها. بينما ابنها يمطره بمسدس مياه.

وعلى الرغم من تلك النظرة الأدبية للبلكونة فقد أثارت البلكونة جدلا غريبا ــــ من وجهة نظرناـــ مابين مؤيد لوجودها ومعارض وكان ذلك على صفحات جريدة الريا ض ، فمنهم من ذكر أنه قبل تقريبا عشرين عاما كان أغلب السعوديين الذين يستعدون لبناء بيوتهم يؤكدون على المقاول أن يضع في اعتباره وجود "بلكونة" وهو يفكر أنها ستكون أمر جيداً أن يقف فيها ويطل على الشارع أو يضع طاولة وكرسياً ويجلس في الهواء العليل ولكن كل ذلك انتهى الآن . لا أحد يطالب بوجود بلكونة وأصبحت فكرة مستبعدة جدا . وكان رأي أحدهم ان فكرة وجود البلكونة لا تناسب ثقافة المجتمع السعودي المحافظة. ويضيف : (فكرة وجود البلكونة تم أخذها من تصاميم البيوت الأوروبية والدول العربية التي ليس لديها إشكالية في أن تطل على الآخرين وتكشف بيوتهم ولكن بالنسبة لنا نحن يعتبر هذا أمر غير مقبول . الكثير من الجيران هجروا بلكوناتهم قبل أن يغلقوها نهائيا بعد أن شعروا بالحرج من جيرانهم الذين يعتقدون انهم يستخدمونها للتلصص عليهم).
في مصر نعتبر وجود البلكونة ميزة عظيمة للشقة بداية من نشر الغسيل حتى الجلسات الدافئة وقت العصاري , ومن سؤال يومي عن الجارة حتى شراء الخضار بواسطة السبت الخوص المربوط بالحبل .
وفي سوريا لا داعي لوجود الشرفة لأن صحن الدار بنافورته البسيطة ونباتاته وزهوره أفضل وأجمل وحولها تتحلق الأسرة والضيوف . وهذا لا ينفي وجود الشرفات التي تطل على أجمل المناظر الطبيعية

السياسة والجريمة
بالرغم من ذلك فقد دخلت البلكونة معترك العمل السياسي وأصبحت رمزا يرتبط بالجريمة الغامضة في مصر
ــــ في مارس2003 وأثناء الاحتجاجات على العدوان على العراق عندما تم توجيه خراطيم ضخ المياه نحو المتظاهرين فى نافذة الحزب الناصرى بالمقرالرئيسي بشارع طلعت حرب بالقاهرة . عشرات المتظاهرين فى بلكونة فى الدور الاول.. انسحبوا للداخل فور توجيه خراطيم المياه اليهم من عربات مكافحة المظاهرات.. أصر قائد السيارة على توجيه المياه لمدة تزيد عن عشرة دقائق على بلكونة المبنى في محاولة لاسقاط الميكروفون من يد أحد النشطاء
ــــ أم تلقي بطفلتها في بلكونة الجيران
ــــ زوج يلقي بزوجته من البلكونة , طالبة تلقي بنفسها منها
ــ بلكونة تلقي بنفسها وفيها أم وطفلتها إلي الأرض
ـــ مصرع رجل سقطت عليه بلكونة منزل قديم

البلكون الإنجليزي
لم تقتصر الحوادث البلكونية على عامة الشعب ولكن كان للوجهاء منها نصيب , ولأنهم غير باقي البشر فلابد أن تكون البلكونات تحمل جنسية دولة أجنبية تتحدث الإنجليزية ولابد أن يثار بعد كل واحدة من هذه الحوادث زوبعة وتهمة للراحل ، ثم تهدأ الزوبعة وتقيد الحادثة ضد البلكون
1ـــــ في24أغسطس1973 يتم العثور على جثة مؤسس قوات الحرس الجمهوري في عهد عبد الناصر ـ الليثي ناصف أسفل عمارة ستيوارت تاور بلندن وتنطلق الألسن مذكرة بدوره في اعتقالات مراكز القوة وخدمته العظيمة للسادات وتمكينه من السيطرة على السلطة في مصر.... ثم لا شيء

2ــــ في 1977 يتم العثور على جثة علي شفيق وهو كان مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر ولكنه كان متعفنا داخل شقته في لندن وبجواره مليون جنيه استرليني ، وتنطلق الألسن تفسر الحادث على أنه انتقام من أفراد شبكة لتجارة الأسلحة ....ثم لا شيء

3ــ في يونيو2001 يتم العثور على جثة السندريلا سعاد حسني ملقاة في ذات المكان الذي تم العثور فيه على جثة الليثي ناصف أمام ستيوارت تاور أسفل بلكونة شقتها ، وتنطلق الألسن تذكرنا بعزمها كتابة مذكراتها التي تكشف فيها ما لا ينبغي كشفه حيث تم تجنيدها في جهاز المخابرات في فترة الستينات...ثم لا شيء

4ـــ في يونيو2007 يتم العثور على جثة أشرف مروان المستشار السياسي ومدير مكتب الاتصالات الخارجية للرئيس الراحل أنور السادات‏,‏ وهو زوج مني كريمة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر‏ , أسفل المبني الفخم الذي يقيم في الدور الخامس منه في شارع جيمس بارك في منطقة بيكاديللي الراقية ، وتنطلق الألسنة متهمة المذكرات التي كان سيكتبها ، وتتحدث بأنه عميل مزدوج عمل لصالح اسرائيل ومصر ،وتتحدث عن زواجه بابنة عبدالناصر وعلاقته بالسادات ،وتتحدث عن أمواله التي تضخمت واستفحلت ولا ندري من أين ،وتتحدث عن تصفية حسابات قديمة بين تجار السلاح حيث تحول إلى واحد من أكبر تجار السلاح في العالم ، وتتحدث عن ابنه الذي يملك قنوات ميلودي ، وألسنة الإتهام توجه للضحية نفسها كالعادة.

وتعلق أسئلة كثيرة ، هل بنيت بلكونات لندن من مواد خام تحتوي على تجارة السلاح والسياسة والمخابرات والمذكرات ؟
وما سر انطلاق الشائعات مقترنة بحوادث بلكونات لندن وفي أشهر الصيف أغسطس ويونيو ؟
تساؤلات وتساؤلات تبقى دوما بلا إجابة . وتقيد الحوادث ضد البلكونة ( الشرفة القاتلة)






#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدونون وجدار الصمت
- قصتان قصيرتان جدا
- معاقون أم معافون ؟
- جمهوريات المقاهى العربية
- وللبحر شئون
- قصة قصيرة بعنوان شهرزاد تستيقظ
- حدث في رحم ما
- أنا أحيي وأميت
- قصة قصيرة بعنوان غجرية


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - البلكونة ..غرام وانتقام