أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - أنا أحيي وأميت














المزيد.....

أنا أحيي وأميت


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 11:56
المحور: كتابات ساخرة
    


ترددت في إخباركم بهذا من قبل لأني خشيت من الفتاوى الجاهزة والتفصيل ، ولذلك قبل كتابتي لكم قمت ببيع كل شئ أملكه وصرفت النقود حتى لا يجد أحد شيئا للحجز عليه ، وتأكدت أيضا أن ما سأخبركم به لا يقع تحت عقوبة الجلد التي صارت صرعة كصرعات أرماني و جيفنشي.

الحقيقة هي أني أحيي وأميت ، نعم !

أنا أمنح الحياة للبشر وأسلبها منهم في أي وقت ، بيدي مقادير عبادي الذين يقعون تحت سيطرتي لأني خلقتهم من العدم ، لم أخلقهم من طين لازب ولا حمإ مسنون ولا أي شئ من هذا القبيل ، أصيبهم بالمرض العضال وأشفيهم بكلمة واحدة تخرج مني ، أمنحهم أرزاقهم وأعطي من أشاء قصرا ومن أشاء جحرا ، ، أزوج من أشاء ، وأرزقهم الأطفال ذكرانا وإناثا وأجعل من أشاء عقيما ، أحكم على نسائهم بالعفاف أو العهر، أجعلهن بيضاوات أو سمراوات ، بضات شهيات أو نحيفات مغريات ، وأختار للجميع مقاديرهم ، بيدي تصريف أمورهم وحياتهم كلها ، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا لأني أنا المتصرف الأول والأخير والوحيد بهم ، أنا من قدمت لهم ومن أخرت لهم .
أصرف الرياح وأجري السحاب ، وأنير الشمس في الوقت الذي أريد وأحكم عليها بالظلمة حينما أشاء ، يتنزل المطر بأمري وترعد السماء وتبرق بأمري ، أعدل وأظلم ، أعطي وأمنع
أجعل الأرض بورا أو خصبة ، أنا الذي يعطي للحاكم السلطة والجبروت فأجعله أميرا أو ملكا أو رئيسا ، وأحكم على البعض بالسجن وأذيقهم أشد العذاب والهوان ، وأسخر عبادا من خلقي لتعذيب من لا أرضى عنه فأخلق له أدوات وطرق تعذيب جديدة وأقذف في قلوب الرجال الرعب وأجعلهم كالإناث يبكون ضياع شرفهم .
أما المحظوظون من خلقي فلهم عندي أعلى درجات النعيم المقيم ، لهم حور طوافات بالليل والنهار ، وجوههن على نفس الشاكلة ، وألسنتهن تنطق بلغة جبال الأرز الباسقة ، ولهم عند المزيد من القروض الميسرة من البنوك وصفقات المبيدات وأكياس الدم وكل ما يدخل السرور على آل سرور ، وأقراص زرقاء تعيد ما ضاع وترمم ما تخلخل وتبث الشجاعة في ساحات الوغى بين النهود العامرات .
أرأيتم أنا أفعل كل ذلك، فأنا رب أبطال القصص التي أكتبها ، أختار لهم ما أريد ، وأمنع عنهم ما لا أريد ، أنا هو ربهم الأعلى ، أنا أكتب حياة أشخاص القصة ، وأكتب قدرهم بكل جبروت ، ولا يملكون حتى الدعاء أو التظلم بين يدي ، فأنا رب إنسي لا يملك رحمة رب العالمين بعباده .



#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان غجرية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - أنا أحيي وأميت