أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - جمهوريات المقاهى العربية














المزيد.....

جمهوريات المقاهى العربية


انتصار عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 2096 - 2007 / 11 / 11 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


أذهب إلى المقهى وأسمع الناس يتحدثون عن كل شيء وفي كل شيء ، ينتقلون من مناقشة مشاكلهم اليومية والغلاء والبطالة ثم وبكل بساطة يعرجون على الأحوال السياسية والأحزاب ، يعطون الآراء ويعارضون كل الساسة وفي غمرة حماسهم تمر غادة حسناء فتسكت الألسنة تفسح المجال للعيون الفاحصة ، وتغيب الحسناء ويذهب معها كل ما قيل قبل مرورها ، وينتهي وقود الأرجيلة فينصرف الجميع كأنهم لم يقولوا شيئأً.

ويقفز إلى ذهني سؤال هام : هل نستحق العيش ( كأحرار) ؟ أم يكفينا الحصول على رغيف الخبز ونظرة من تلك الحسناء لنغرق في نوم عميق ونحن نشعر بالنصر ؟

على المقهى يكون النزال في ساحات الكلام التي لا تنتهي ، وترتفع الأصوات مع سحابات الدخان المشبعة بلفائف الحشيش ، وكل فرد يعتقد أن رأيه هو الصواب وليس هناك غيره ، عنتريات لا تتعدى حدود المقهى وعمرها أقصر من عمر حجر الأرجيلة أو سيجارة أو تخزينة قات.
ومن بين هؤلاء من يظن نفسه أفضل البشر ، أو فوق البشر ، أو حتى مثل من خلق البشر ( أستغفر الله)

منهم من يمارس أفضليته على نساء العائلة ، يقهرهن حتى يعوض ما يلاقيه من قهر رئيسه في العمل ، ويفعل المستحيل ليثبت أنه عنتر زمانه المسيطر على أهل بيته ، وبعد قليل يتحول إلى شمشون الوديع بين أيدي دليلة وفيها يكون نضاله حتى يعلن تحريره لكل هضابها وسهولها .
منهم من حصل على شهادته الجامعية ولم يجد عملا فنصحه الناصحون بالإنضمام إلى مجتمع المقهى .
هناك جمهورية مقاهي الأدباء التي يعرفها الجميع بأشهر أديب يجلس عليها ، وهناك مقاهي الساسة أولاد الذوات

وهناك مقهى العالم الواسع الذي يضم زعماء و ملوك و سلاطين ، يتكلمون كثيرا و يفعلون قليلا ، منهم من منح نفسه تفويضاً مختوماً بالحديد والنار و يحرسه خزنة النار الملكيون والجمهوريون ، وأعطوا أنفسهم ألقاباً ..رئيس , مشير …عقيد …ملك….رفيق
وجلسوا على العرش وخلعوا أحذيتهم المليئة بطين المزارع أو بثلوج أميركا وموسكو وباريس
وتشبثوا بالعرش كتشبث المعتوه بعود قصب يحسبه مدفعاً في المدمرة ميزوري ( كان لها الفضل الأول في تدمير العراق )
وبقوا إلى ما شاء الله أن يكونوا حتى يحدث أمران :
فإما أن يأتي هاتف السماء ليقبض أرواحهم ، والله وحده يعلم كم هي مهمة صعبة لملك الموت الذي عليه أن يستخلص روح الزعيم أو الرفيق أو الملك أو….والتي تاهت بين دهاليز وأروقة قصوره وطبعاً قبل ذلك يكون قد كتب الوصية النافذة ووهب الأرض ومن عليها لإبنه الهمام.
أو يحدث إنقلاب أو ثورة تعزل الرئيس وتجبره على الفرار إلى بلاد الغربستان ليستمتع بما نهبه من أموال الشعوب التي تكتفي بالجلوس على المقهى وتدخين الأرجيلة (الشيشة) ومعاكسة البنات والحصول على أحدث الرنات , أوالتظاهر من أجل الترحيب بمطرب أو مطربة في مهرجان من تلك المهرجانات التي تشتهر بها جمهوريات المقاهي العربية !



#انتصار_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللبحر شئون
- قصة قصيرة بعنوان شهرزاد تستيقظ
- حدث في رحم ما
- أنا أحيي وأميت
- قصة قصيرة بعنوان غجرية


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - انتصار عبد المنعم - جمهوريات المقاهى العربية