أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - السامرية ....














المزيد.....

السامرية ....


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2113 - 2007 / 11 / 28 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


التقيت به عند أطراف قريتنا ذات ظهيرة وأنا أتأهب لملء جرتي من بئرنا العتيقة، كان التعب باديا علي عينيه الواسعتين وكان العرق يتدفق من جبينه الساطع كالينبوع ، عرفت من لباسه و كلامه أنه يهودي ، فلم نكن نحن السامريون مقبولين عند جيراننا اليهود، لأنه كان ينظر إلينا كأغراب اختلطت دمائهم بالأمم رغم أننا نحفظ الشريعة بإخلاص وننتظر وعد الرب كسائر أبناق يعقوب ..
لقد طلب مني ذلك الغريب ماء مقابل ماء، وأخبرني أنه سيجعل حياتي أحسن إن استمعت إليه بروحي ، لم أفهم مغزى كلامه في بادئ الأمر، لكن شيئا فشيئا بدأت رنة صوته تستهويني وتدب نحو قلبي وتغمر كياني بسلاسة عجيبة تماما كما يغمر نور الفجر أودية "جرزيم" و"عيبال" ، لم يكن حديثه كسائر الوعاظ فقد كان فيه مسحة من عبق الأقدمين وحكمة التوراة ، حدثني عن أنوار السماء المشعة وعن بركة الله التي تحل على أطفالنا وعن سنابل الحقول المثقلة ، وحدثني عن أمور أخرى عظيمة جعلتني أترك جرتي عند حافة البئر لأنهل من ينبوع ذلك الغريب الذي مر ذات يوم على مقربة من مضاربنا ، لقد ذاب قلبي و تحرك شيء ساكن في أعماقي ....
لقد كانت السامرة تتشح بثوب الغروب وكان ثغاء الخراف يملأ الحظائر عندما عدت من بئر أبينا يعقوب لأخبر كل من التقيته أنه قام في اليهودية نبي عظيم و أن المسيا الذي تحدث عنه موسى قد كلم سامرية خاطئة فصنع منها في ساعة ولحظة امرأة من طينة جديدة ، امرأة تحس بيد الله الرحيمة وتدخل هيكل الرب في أية لحظة شاءت و في أي مكان، امرأة تحس بشوق لذاتها الكبرى فتناجي الله بعمق وفرح ....
و اليوم وقد مرت سنون عديدة على لقاءي بالناصري العجيب وعلمت أن اليهودية وروما قد أجرمتا في حق رجل بار رأى نور الله فصلبوه كمجرم قاتل ، لم يعلم الجناة أنهم بفعلتهم هذه قد منحوا الرجل الوحيد قدرة أكبر على الكلام وقوة أعظم على الجذب، فقد فحمل تلامذته كلمته الحية بكل جرأة إلى مصر و أنطاكيا و فارس، و علمت أن هناك من دون كلامه وحدث أناسا من بلدان قصية عن لقاء يسوع بالسامرية، و انه لشرف لي أن تذكر الأمم امرأة من السامرة رأت المسيا عن قرب فعلمها كيف تملأ جرارا عديدة دون ملل و تسقي المارة وعابري السبيل من ماء زلال لأننا كلنا عند التحقيق مارة و عابرو سبيل والقليل منا يرضى بمهنة السقاء المانح .
ورغم ثقل كل هذه السنين علي، فاني ما زلت أقصد تلك البئر من حين لآخر لأبقى قربها لساعات طوال أستحضر فيها ذكرى رجل عجيب قال أن مملكته ليست من هذا العالم ، وكلما أردت نصح أحدهم خبرته عن لقاءي بيسوع الناصري في ذلك المكان عند بئر أبينا يعقوب بالسامرة. .



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطفى بكري ينتقد ساويروس ...
- إجبار النظام السعودي على احترام حقوق المرأة لن يفيد.
- لإيلاف آل سعود إيلافهم رحلة التقية و الاستنكاح ....
- روى علقمة السفاح عن أبي منكحة الذباح عن ..عن ..عن...
- أيها الصارخون الرافضون لزيارة ملك أسبانيا لسبتة ومليلية....
- الداهية بنيديكتوس وخادم الصنم الأعظم ..
- حق المرأة السعودية في قيادة السيارة لا يكفي !!!!
- في ذكرى ميلاد السيدة فيروز...
- يا -ابن كيران- اذهب أنت و ربك فحاربا إنا نحن هنا قاعدون.
- على هامش زيارة ملك أسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية، هل يقبل سكا ...
- ملك السعودية في ضيافة بريطانيا الصليبية ......
- أحكام بالسجن في حق منفذي عملية 11 مارس 2004 بمدريد ...
- حزب الشعب الدنمركي ورسم جديد لنبي الإسلام .
- من بدل دينه فاقتلوه : الإرهابي يوسف البدري ......
- قلب المجدلية...
- © قوتنا ليست في النفط بل في الإسلام : العاهل السعودي©...
- مع بداية العد العكسي لنفوق مجرم حلبجة وبداية سلسلة جديدة من ...
- علماء الإسلام.... و فن الكذب الحلال....
- على المصريين الاختيار بين مصر القبطية الرائعة وبين مصر الرهي ...
- أوجب الله على المؤمنين معاداة الكفار والبراءة منهم :الشيخ صا ...


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عساسي عبدالحميد - السامرية ....