شهاب رستم
الحوار المتمدن-العدد: 2109 - 2007 / 11 / 24 - 06:30
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
(هذه ليست قصه قصيرة بل شيء من الحقيقة )
جمعنا الاقدار في زنزانة رطبة ، مفروشه ببطانيه سوداء ممزقه ، التصقت بالارضيه ( الصبه ) منذ سنوات طوال ، والقمل ينتشر في ارجاء الزنزانة
باب الزنزانة لا يفتح الا في هزيع الليل ، للتحقيق ، بل للبدء في التعذيب ، وانزال الضرب بالنزلاء وانهاك قواهم ، ثم رميهم على البطانيه السواء ليتألموا بجراحاتهم .
وجبات الاكل كانت تقدم للنزلاء باطباق من البلاستك او الالمنيوم من خلال شق في الباب ، ولم تكن اكثر من شيء من الرز وقطرات من ماء معجون الطماطة .
السكاير ، لكل نزيل ثلاث سكاير ، يشتريه ، يضعه الحارس امام باب الزنزانه ، يدخن منه الحارس قبل النزيل ، متى ما شاء .
الحرس من اقذر خلق الله ، خلقا واخلاقا ، درسوا في مدرسة واحده ، تعلموا من كلام بذيء لا يستعمله الا امثالهم ، وما كانوا ينطقون به من الفاظ لا يستعمل حتى في الحانات الرخيصه .
الزنزانة كانت في الطابق الثالث لا يصلها الا الجلاد والنزلاء .
البطانيه السوادء المفروشه على ارضيه الزنزانه لا تبدل (( لان الارضيه ما تبين )) هذا ما قاله مدير الامن العام بلحمه وشحمه عندما كان في جولته ا التفقديه لليليه للموقف في ساعة متأخره من الليل .
وهل لك ان تصب قدحا من الماء على وجهك ، لتقول انك الحمد لله اليوم غسلت وجهي .
واذا صادف ان وجدوا عندك مشطا او مراة (( ابو الخمس فلوس المدور ))
كتب عليك غضب ، وانزلوك الى الجحيم .
نزلاء لم يعرفوا لماذ جيء بهم الى الى هذا المكان الموبوء بالقمل والرطوية
قضوا اياما واسابيع وشهور ، ثم سيقوا للمحاكم وهم لا يدرون لماذا .
ولجدار الزنزانه كلام وحكايات .
اما الزيارات ، ان تجرأ وسأل عليك احد فانت غير موجود عندهم .
#شهاب_رستم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟