أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - وطني بين الأمس واليوم














المزيد.....

وطني بين الأمس واليوم


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2106 - 2007 / 11 / 21 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


كنت دوما شامخا في نظري ياوطني
كنت دوما بهيا كالسماء كالنجوم اللامعة
كالسحاب المثقل بالمطر والحياة كنت القدوة والمثال
كنت الهواء النقي الذي يملأ جوانحي ووجداني
والدم النظيف الذي يسري في شراييني

مذ كنت صبيا ياوطني
وأنا حالم بك طموح بك
العشق يفعمني والحب يكاد يرد يني
وكنت أنت بطل أحلامي
ترفرف عاليا في سماء أفكار ي
ترفل زهوا في فجر ي ونهار ي
وعندما كنت أخلد الى النوم
كنت أنت تسمعني ألحانا خالدة
فأستسلم لأحضانك ولا أرى في حلمي الا الآلهة
ما زلت أتذكر ياوطني وأنا طفل مشاغب
واللهفة والدهشة تسكناني
كل شيء كان فيك جميل
أشجارك كانت تصدح بأنغام العصافير
قمر سمائك كان مبتسما على الدوام
لمعان نجوم سمائك ترسل أضواءها الي
فتدخل قلبي الصغير كما يدخل النور الى الأغوار المعتمة
شمسك كانت دافئة مثل حنان أبي
بحارك كلما جادت بالخيرات لم تكن تعرف البخل
زرقتها كانت تضاهي زرقة السماء
النسائم تعم الأمكنة تستنشقها كل الأنوف
الربيع يفيض سندسا وزهورا بالألوان
كل شيء كان فيك يلقي بالتحية
كل شيء كان فيك ودودا سموحا
وشعبك كان يهنأ باهتمامك
والأمور جميعها كانت تسير على الخط المستقيم
وعلى جانب كبير من الأهمية
لا زحام ولا حقد أو ضغينة
لا كراهية ولا إشمئزاز
الحب وحده كان سلطانا على القلوب

أما اليوم
فقد إختفت كل تلك الصور البهية
وتحول الأمس الى حاضر وواقع تعافه
النفوس الطيبة
الواقع نفسه يتحدث عن نفسه
يشتكي متبرما من عزلته
لقد تشوه كل شيء جميل فيك
وصرت ياوطني لا تحتمل ولا تطاق
الكل يفر منك
شباب في زهرة العمر يلقون بأنفسهم الى التهلكة
هربا من الجحيم كما يقولون
حتى الأطفال والقاصرين يهربون نحو الضفة
الأخرى بسبب القسوة والإهمال كما يزعمون
أطر من خيرة أبنائك متشردة عبر الطرقات
تتلقى الهراوات على رأسها لا لشيء إقترفته
سوى المطالبة بحقها في الشغل
الذي يضمنه دستورك
ولم يسلم من هذا البؤس حتى المكفوفون
وبرلمانك ياوطني
ينظر عبر النوافذ محتميا برفاهيته وحصانته
هامسا في قرارة نفسه
أنا وبعدي الطوفان
حكومات متتالية ضعيفة وفاشلة
تعاقبت عليك لا فائدة منها
ولا كفاءة لها حتى
حتى أولائك الذين آمنا بشعارات
كانوا يطرحونها
عرفنا بعد فوات الأوان أنها شعارات كاذبة
كانت تطرح علينا كوسيلة
كمطية مؤقتة يمرون عبرها نحو المناصب
التي كانوا يحلمون بها
واليوم بعد أن وصلوا إلى مبتغاهم
واعتلوا تلك المناصب التي كادت تفقدهم صوابهم
في ذلك الوقت
لم يعودوا محتاجين لتلك الشعارات
لم يعودوا يصرخون كما من قبل
لم يعودوا يخبطون الطاولات لنا
لقد إسترجعوا توازنهم وهدوءهم الآن
وصاروا منسجمين تماما مع خصوم الأمس
أخشى ما أخشاه ياوطني
أن يظل هذا الواقع بدون علاج
بدون حلول
فقد يأتي يوم يقع فيه النزوح الجماعي
الفرار الأعظم
كيف لا ؟
فالأشخاص الذين إستوزرتهم في شؤونك
منهم من رحل ليتخد له وطنا غيرك
بعد أن ضمن لنفسه ولأهله العيش المريح
المريح
فما بالك بمن لا يجد له مقعدا في المدرسة
عملا بسوق العمل
سريرا بالمستشفى
عدلا يحمي مصالحه
أنظر ياوطني الى وجهك في المرآة
إنه يبعث على القلق والحسرة
ورغم ذلك أحبك ياوطني وسأحبك الى الأبد.

انتقل الى الاعلى



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدالة الغرب في إختطاف الأطفال الأفارقة
- الحب والشيخوخة - مهداة الى مصطفى مراد والحمزاوي -
- شارون الكارثة
- صدام الكارثة
- طعنة خنجر
- الموت
- وحيد في عزلتي
- آكل الصخرة
- لحظات مزعجة
- طلوع الفجر
- سوءة المدينة
- ذكريات
- اشراقة الحب والمكر
- جزيرة الصمت
- نحلة الروح
- قصيدتي
- لا يفلح الشاعر حيث أتى
- عويل الرياح
- الصمت الأعور
- الضرير


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - وطني بين الأمس واليوم