أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس زكور - الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(2)















المزيد.....

الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(2)


يونس زكور

الحوار المتمدن-العدد: 2099 - 2007 / 11 / 14 - 10:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أولا: مـــــــــن هـو الإرهـــــــــــــــــــــــــابـي؟
مند غير قليل من الزمن لم تكن هناك صعوبة في تحديد من هو الإرهابي،لكون الإرهابيون انفسهم كانوا يقرون و يعلنون جهرا بأنهم كذالك،و مثالنا في هذا أعضاء الحركة الفوضويةالذين طالما تفاخروا و تباهوا بممارستهم للإرهاب، غير ان المشكلة بدأت و إصتعصت على أهل الحل و العقد و كذا عامة الناس عندما إكتسب الإرهاب حمولات و ضيعة، و منحطة،و سلبية و لا اخلاقيةو سحبت من تحت فسطاطه كل التبريرات و بقي مكشوفا وحيدا مذموما مستنكرا من الجميع لا يقبله احد و يرفض كل شخص أو جماعة او حكومة اودولة ان توصف به او يلصق بها.. عند هذا الحد طفت مشكلة او إشكالية تحديد و تعريف الإرهاب و كذا تحديد من هو الإرهابي و أضحت تثير جدلا منقطع النظير في جميع الأوساط بين الدول و الشعوب و لخصت هذه الجدلية في مقولة:"الإرهابي في نظر زيد مناضل من أجل الحرية في نضر عمرو" وقد ترتب، عن هذه المشكلة مجموعة من النتائج وطنيا و دوليا لعل أكثرها إنتشارا ، الإنتقائية و العشوائية في وصف و إلصاق الإرهاب بالأفراد و الجماعات و الدول وفقاللأهواء و المصالح السياسية لكل طرف الشيء الذي القى بظلاله و أثر بشكل كبيرو صعب مسألة التوصل إلى إتفاقيات او معاهدات دولية فعالة لمحاربة الإرهاب،فكل دولة تريد تعريف الإرهاب بالشكل الدي تريد وبالشكل الدي يتفق و مصلحها و لا يتناقض او يدين تاريخها،،من اهم النتائج المترتبة أيضاعن ذات الجدلية تقتيم الصورة فيما يخص رسم الحدود و وضع النقط و الفواصل بين ما يعتبر إرهابا و ما يدخل ضمن صور العنف السياسي الأخرى من جرائم سياسية و عصيان مدني و تمرد و إنقلابات الشيء قد يدخل مجموعة من صور العنف و الإحتجاج السياسي الأخري ضمن خندق الإرهاب دون وجه حق، خاصة في دولنا العربية التي تشهد و تعيش ما نسميه مـرحـــلةإختـنــــــاق السيــــــاسـة و التي بدأت تشهد إنفجارها في شكل الإحتجاج الإنتحاري دو الطابع الإرهابي مثل ذالك الدي يعرفه المغرب و قد تشهد أشكال اخرى...
أمام هده المعظلة و التي تغدق ما تغدق و ترتب و ما ترتب من نتائج سلبية و خطيرة على أمور و حقوق البلاد و العباد نطرح السؤال من جديد، ما هو الارهــــــاب؟ هل ممكن تعريفه؟كيف إذن؟ ما الفرق بينه و بين الصور الأخرى؟

في وصفتنا التحليلية لذات الأسئلة المطروحة سوف نعمد إلى الإختصار و الإقتضاب و لو في غير محل، فقط من أجل تقديم الأهم عن المهم حتى تعم الفائدةو تكون الورقة مرجعا لأهل الحل و العقد المجتمعين في مؤتمر تونس الشقيقةو ايضا حتى لانحمل ذات الورقة أكثر مما تحتمل ..
بداية نود إخبارالهراطقة من القائلين بأن الإرهاب منصوص عليه في القران الكريم،بكون ذات المصطلح ترجم خطأ الى اللغة العربية من كلمة تيروريزم الفرنسية، فكلمة إرهاب هي كلمة جديدة في اللفة العربية وهي كلمة مشتقةمن الفعل أرهب،بمعنى انها مصدر الفعل أرهب،و جدرها رهب،يرهب،رهبا".و الرهبةبمعنى الخوف فيقال ارهب فلان فلانا أي خوفه و فزعه،و أرهب بمعنى ركب الرهب اي ما يستعمل في السفر من الإبل،و أرهب اطال كمه، و يقال رجل رهبوت خير من رجل رحموت، اي لن ترهب خير من أن ترحم، و هكذا يلاحض ان إستعمال الإرهاب في اللغة العربية مشتق من الرهبة و التي تعني الخوف لكنه ليس خوفاصادرا عن عنف مادي او تهديد مباشر للناس بل علدة ما تستخدم كلمة الرهبة في اللغة العربية للتعبير عن الخوف المشوب بالإحترام، لهذا يقال رجل رهبوت، أي رجل له مهابة و احترام و في هدا الصدد يقول الله تعالى في سورة البقرة الأية 40" و إياي فارهبون" أيضا تكررت نفس القولة في الأية 51 من سورة النحل ،اما مفهوم تيروريزم في اللغة الفرنسية التي ترجم منهاللغة العربية فيجد فيجد أصله في المصدر "تيرور" و الدي يعني الخوف المادي من شيئ ما أي خوف ناتج عن قوة مادية او حيوانة او طبيعية و كذالك كلمة "ترُر " في اللغة الإنجليزية لها نفس المعنى ، مما يفيد ان الكلمة التي كان من الأولى صياغة منها المصطلح و ترجمته إليها في اللغة العربية هي كلمة " الرعب" فهي التي تحيل في اللغة العربية على معنى الخوف المادي الدي تحيل عليه كلمة "تيرور" في اللغة الفرنسية المترجمة عنها....
فيما يتعلق بالنقاش الدائر حول مدى إمكانية تعريف الإرهاب يرى البعض،ان أي محاولة لتعريفه تعد من قبيل المجازفة،فهم يعتبرون الإرهاب من المصطلحات الغامضة و يمكن ان تتضمن العديد من المعاني كما يعتقد انصار هذا الإتجاه أن التعريف لا يقدم و لا يأخر في قضية التعامل مع هذه الظاهرة فالإرهاب حسب هدا اللإتجاه يعرف فقط عندما يري و يستحيل تعريفه، بينما يرى الإتجاه المتحصن في الضفة الأخرى وجوب بل ضرورة تعريف الإرهاب لأن إبقاء الإرهاب بدون تعريف محدد له و مميز له هو أمر مضلل و قد يعوق اي جهود جادة و فعلية في محاربة الظاهرة ، فالفعل قبل الفهم و التحديد هو امر غير عملي على الإطلاق و لا يطيقه منطق العقل السليم، كما أن تركه هكذا دون تعريف يوضحه و يبينه قد يؤدي إلى توضيفه ضد على حقوق الافراد و حرياتهم، ثم كيف يمكن إعتبار الإرهاب جريمة في ظل غياب تحديد له إنطلاقا من مبدأ شرعية الجرائم و العقوبات و الذي مؤداه لا جريمة و لا عقوبة الا بالنص الذي يحدد ماهيتها و شروطها...
إذن أمام هذا الإتجاه و معه تفتح و ترجح إمكانية تعريف الإرهاب و توضح ضرورته، لكن كيف ؟
لقد تعدت تعاريف الإرهاب و كثرت لدرجة لا يسمح و المجال هدا بالدخول في لججها و تناولها بالتحليل و النقد، بل سوف نكتفي بذكر اهم تلكم المحاولات التي وصفت بالجدية في التحيليل و الدقة في المنهج نذكر في هدا الصدد محاولة الباحثين المريكيين "شميد" و "جوغمان" في كتابهما "الإرهاب السياسي " حيث قامابتجميع 109 تعاريف مفاهيمية اعطيت للإرهاب و دراستها و إستخلاص أهم العناصر المكونة لتلكم التعاريف و ترتيبها بشكل تسلسلي حسب حضورها في التعاريف موضوع الدراسة و أوصلتهم نتائج بحتهم إلى ان العناصر الحاضرة بنسبة تفوق خمسون بالمئة داخل التعاريف هي العنف و العنصر السياسي و الخوف مما ادى بهم الى الإقرار بان التعريف المتوافق حوله لحد الان على المستوى العالمي للإرهاب هو كونه ، استعمال للعنف من اجل خلق حالة من الخوف داخل المجتمع بغية الحصول على اهداف سياسية،و توصلوا أيضا من بين ما توصلوا إليه إلى ان الإرهاب هو ذ تأثيرات نفسية و ينطوي على تهديد ما، و هو فعل مخطط و منظم و ذو هدف محدد و يسفر عن ضحايا من المدنيين و ينطوي على التفرقة بين الضحية المباشرة له و الهدف الدي يسعى إلى تحقيقه، و و أيضا يتضمن جانبا إعلانيا و يتم إرتكابه بواسطة مجموعة او تنظيم و هو عمل غير معتاد يخرفق القواعد السلوكية المقبولة...بالإضافة الى هذه المحاولة الجادة يمكن الإشارة الى محاولةالباحث عمر مالك في كتيب صادر له بالغة الانجليزية تحت عنوان "الكافي في تعريف الإرهاب،" و هو كتيب رغم صغر حجمه يعتبر من المراجع الأساسية و الدائعة الصيت على المستوى العالمي، ففي تقييمه لمعظم التعاريف التي وردت حول الإرهاب يقسم المداخل الممكنة لتعريف الأخير إلى قسمين:
المدخل الأول و هو المدخل المفاهيمي للتعريف و يري انه اللبنة الأساسية من اجل تحقيق فهم متقدم للظاهرة و يؤكد انه رغم سنوات من البحث لم يتم التوصل إلى تعريف مفاهيمي مضبوط بل حاول كل باحث إعطاء تعريف خاص به و بطريقته و يؤكد بدوره ان التعريف المفاهيمي الحقيقي للإرهاب هو ذالك الدي يستوعب كل أشكال الإرهاب و يخرج من نطاقه و دائرته كل انواع العنف السياسي الأخرى...
أما المدخل الثاني فهو المدخل الإداري او العملي في التعريف و يعتبر هدا المدخل قاعدة اساسية للعمل من اجل محاربة الإرهاب فهدا التعريف الدي تضعه الإدارة يعتبر المحرك الساسي للمسطرة القانونية داخل الدولة على إعتبار انه يقوم بتحديد و حصر العمال التي تدخل ضمن الإرهابو بذالك فهو يشكل دعامة اساسية لضرب الإرهاب و القضاء عليه...
و هكذا تظهر اهمية التعريفات الإدارية للإرهاب و المقصود بها عى وجه التحديد تلك التعريفات المفترض أن تتضمنها الإتفاقيات و المعاهدات الدولية و كذا القوانين الوطنية شريطة أن يسودها الوضوح و التبيان بعيدا عن المصطلحات الغامضة و الفضفاضة التي لا تنفع في شيئ غير ترهيب المواطنين و كتم اصواتهم....
هكذا نؤكد بدورنا لأصحاب الحل و العقد في الدول العربية بضرورة إعتماد تعاريف إدارية و عملية تحدد الأعمال الإرهابية و تصنفها بدقة و وضوح حتي يمكن مكافحتها و ضربها في عقر دارها بلا جور و لا حرج . و صياغة هذا النوع من التعاريف لا يمكن ان يتاتى بالشكل جيد دون إستحضار مقومات و عناصر العمل الارهابي التي صيغت في غير قليل من الدراسات النظرية و المفاهيمية حول ماهية الإرهاب....
و اذا كانت هذه هي الكيفية المتاحة و الممكنة لتعريف الإرهاب فكيف يمكن فصله عن صور العنف السياسي الأخرى ؟؟؟
للحصول على توضيحات لهدا السؤال ذو الأهمية البالغة و حتي لا نعيد تكرار ما قدمناه انفا او إقتضاب و إختصار ما لاينبغي إختصاره نحيل مباشرة على مجموعة دراسات قمنا بها في هذا الصدد و هي متاحة و متوفرة في موقعنا الفرعي بجريدة الحوار المتمدن و هو التالي :http://www.rezgar.com/m.asp?i=1567
إدن بعد هده التوضيحات حول السؤال المحوري الأول و الدي مؤداه ، من هو الارهابي؟ ننتقل الى لسؤال الذي لا يقل اهمية عن هدا بل يعتبر مربط الفرس في محاربة ذات الظاهرة و تجفيف منابعها، مؤدى السؤال هو مــــــــــــــــــن و ماذا و ما الذي يحـــــــــــــــرك الإرهـــــــــــــــــاب؟

باحث في العلوم السياسية
ايطاليا









#يونس_زكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(1)
- الجماعات والقوى الضاغطة ماهيتها وحدود وظيفتها في الحقل السيا ...
- الإرهاب و الإجرام المنظم، أية علاقة؟
- النظام السياسي المغربي دراسة في الاختصاصات و الوظائف
- طبيعة النظام السياسي المغربي مقاربة علي ضوء نظام التمثيلية ف ...
- الإرهاب والجريمة السياسية : وقفة توضيحية
- الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 2
- الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 1
- حق تقرير المصير
- حقوق الإنسان : وقفة تحليلية
- مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب
- الرأي العام: وقفة تأصيلية
- الإرهاب وإشكالية تحديد المفهوم
- العنف والإرهاب أية علاقة ؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يونس زكور - الجذور الفكرية للإرهاب المفاهيم و طرق المعالجة(2)