أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس زكور - الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 2















المزيد.....

الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 2


يونس زكور

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا: المقاربات النقدية الهدامة:
فيما يخص المقاربات النقدية ذات المضمون الهدام فهي في جلها مقاربات سجالية وعدوانية أي ذهبت إلى الربط بين جوهر الإسلام والعنف والاقصاء, واعتبرت أن الدين الإسلامي غير مؤهل و لا قادر على التأقلم مع روح العصر ولذا فلا سبيل للتواصل معه, وفي هذا الصدد كتب "ابن الوراق" (وهو اسم مستعار لكاتب معروف بعدوانيته الشديدة للإسلام ) في مقاله بجريدة Le figaro بتاريخ 2001/10/1 " الحقيقة ... هي أن الإسلام في ذاته ليس دينا معتدلا, يكفي أن تقرأ القرآن ... للاقتناع بذلك " ويذهب في هذا المجال إلى التحذير من البحث عن نقاط اتفاق والتقاء مع المسلمين الذين هم حملة فكر متطرف , ولا فرق بينهم في القاعدة الفكرية العميقة.
ومن أبز من تبنى أيضا هده المقاربة السجالية نذكر الأب موريس يورمان في كتابه " الحوار الإسلامي المسيحي" Dialogue islam chrétien حيث يرى أن المسلمين لا يزالون مترددين ومتمسكين بشريعتهم التي تقوم حسب رأيه على العنف والإقصاء والعدوانية إزاء الآخر وشعار المسلمين حسب " آلان موريس" هو "السيف" والسلم لديهم هو مفهوم أخروي لا مكان له في الدنيا إلا بالنسبة للمسلمين أنفسهم (دار السلم في مقابل دار الحرب ) .
وفي السياق ذاته يتبنى المفكر الأمريكي المحافظ " مايكل نوفاك" هذه الأطروحة ويعتبر الإسلام هو مختلف تمام الاختلاف عن التقليد اليهودي – المسيحي وذلك من خلاله تبنيه لبنية عقدية قائمة على نفي حرية الإنسان وإرادته وعقله من خلال مركزية الإله المفارق المطلق القدرة المهيمن على الإنسان في حين أن الحرية هي جوهر التقليد اليهودي والمسيحي ومن تم نشأت النزعة الإنسانية فيهما وأفرزا نظام الحريات الليبرالية الحديثة.
ومن نفس المنطق السجالي ينطلق "برنارد لويس " في جل كتاباته وأبرزها " أزمة الإسلام" « L islam en crise » حيث يرى أن أزمة الإسلام أزمة حداثة مستحيلة تقتضي في العمق الانفصال عن المرجعية الإسلامية , فبالنسبة لهذا المستشرق العجوز فإن "معضلة الإسلام" التي تحول بينه وبين التحول إلى الحداثة هو أن الدين الإسلامي يقوم على امتزاج جوهري بين الدين و السلطة, فهو يعتبر الدين الإسلامي مشروعا سياسيا على عكس اليهودية والمسيحية , فبالنسبة "للويس" فالأمة الإسلامية هي في آن واحد مجموعة دينية ووحدة سياسية، و النبي هو رجل دين و حاكم إمبراطوري، فالمجتمع الإسلامي مند نشأته في عصر النبي له طبيعة مزدوجة، فهو من جهة كيان سياسي، وسلطة قبلية أصبحت دولة ثم إمبراطورية، ومن جهة أخرى و في نفس الآن، هو مجموعة دينية أسسها نبي، ثم حكمها قواد كانوا هم أيضا خلفاؤه , فحدود الدولة الإسلامية حسب "لويس" لا يحدها إلا الانتماء الديني, وهذا التصور الثيوقراطي لا زال مهيمنا في نظره على شكل الدولة في العالم الإسلامي وهذا ما يعيق بالنسبة له مسار التحديث في الفضاء الإسلامي الواسع, وبالتالي حسب برنارد لويس ومن أجل جعل الإسلام قادرا على استيعاب ديناميكية الحداثة فالمطلوب هو خلخلة بنيته الميتافيزيقية وتقويض التصورات المتولدة عنها من خلال عملية مراجعة جذرية لنسق الإسلامي كله إلا أن السؤال الذي يمكن طرحه على برنارد لويس هو : إذا كانت العوائق التي تقف أمام انتشار الحداثة عائدة إلى القيود التي يفرضها العقل اللاهوتي الغيبي فلماذا طرح إشكال الحداثة في الثقافات غير اللاهوتية , كما هو الشأن في الحضارات الكونفوشوسية , إن محاولة الإجابة عن هذا السؤال سوف تقودنا إلى الإقرار بأن عوائق والحواجز التي تصطدم بها ديناميكية الحداثة هي متعددة ترتبط بما هو تاريخي و اجتماعي و ثقافي .
ونلاحظ بصفة عامة على أصحاب هذه المقاربة العدوانية السجالية للإسلام أن أصحابها يجمعون على أن الدين الإسلامي هو نص طهوري له مضمون ثابت لا يتغير في ما وراء التحولات التاريخية والمجتمعية التي شهدها العالم الإسلامي وهو بذلك نسق محصن ضد التطوير والتحديث .
وإذا تجاوزنا هذه المقارنات ذات المضمون النقدي الهدام والتي أسسها حداثيين ينطلقون من خلفيات معادية للإسلام فإن هناك مجموعة من المقاربات ذات مضمون نقدي نصفه بالبناء جاءت في مجملها مطالبة بإصلاح عميق للمنظومة الإسلامية مع اختلاف في درجة عمق هذا الإصلاح وكذلك في أدواته ومناهجه , كيف ذلك ؟
ثانيا المقاربات النقدية البناءة :
وقد جاءت هذه المقاربات النقدية البناءة في شكل مطالب ومقاربات إصلاحية لعل أكثرها حضورا وانتشارا تلك التي اعتمدت على منطلقات منهجية ثلاث وهي :
- منهج الإصلاح الداخلي للمرجعية الإسلامية باستثمار مقاصد النص ومساحة الاجتهاد الواسعة فيه من خلال تحديد أدوات وآليات قراءته وتأويله ويمثل هذا المنهج جيلا من المفكرين يتميزون بالوسطية والاعتدال مثل أحمد كمال أبو المجد ومحمد سليم العوا وفهمي هويدي وطارق البشرى ورضوان السيد وطارق رمضان وغيره.
فبالنسبة لرضوان السيد فإن الشرط الأول للإصلاح هو إحداث قطيعة مع الخطاب الإحيائي الذي يختزل الإسلام في قيام دولة الشريعة و يؤكد أن الإصلاح هو العودة لقراءة النصوص والتجارب والرؤى قراءات كاشفة وهادفة, ليس من أجل التغيير السياسي أو الثقافي في الحاضر، بل من أجل الوصول في المدى الطويل إلى تغيير في رؤية العالم لدينا, وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تغييرات غير مباشرة في السياسة والاقتصاد والاجتماع ودائما في المدى الطويل على اعتبار أن الفكر العربي الإسلامي المعاصر لا يملك رؤية للعالم لا بالمعنى النظري ولا بالمعنى الاستراتيجي السياسي وهذا ما يشكل حسب رضوان السيد جانب من جوانب الأزمة في علاقتا بالعالم , كما ينم عن قصور معرفي شديد يقع في أصل هذه الأزمة المتفجرة.
أما المنطلق المنهجي الثاني فيرتكز على ضرورة معالجة النص الإسلامي داخل التقليد الكتابي الذي ينتمي إليه أي التقليد اليهودي المسيحي مما يعني فعليا إخضاع هذا النص لمناهج النقد والتأويل التي طبقت على العهدين القديم والجديد لغرضين مترابطين هما من جهة تبيان تاريخيته والكشف عن حدود مجاله المرجعي, ومن جهة أخرى كسر قداسته وتفويض بنيته الوثوقية لفسح المجال أمام القيم الإنسانية التحديثية التي هي (حسب هدا الاتجاه) شرط الانتماء إلى العصر والاندماج في منظومته الكونية .
وفيما يخص المنطلق المنهجي الثالث فهو الذي يرتكز على ضرورة استخدام مناهج العلوم الإنسانية المعاصرة وفلسفات التأويل الجديدة على هذا النص من حيث هو خطاب لغوي يستجيب في ما وراء طابعه المقدس الذي يقر به المؤمنين، لآليات التفكيك والقراءة التي طبقت على مختلف النصوص، و من أبرز رواد هذا المقترب المنهجي نذكر المفكر المغربي محمد عابد الجابري، وكتابه الذي صدر مؤخرا و المعنون تحت " مدخل لدراسة القرآن" هو ترجمة واضحة لهذا المقترب المنهجي.

يونس زكور
باحث في العلوم السياسية
جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط



#يونس_زكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 1
- حق تقرير المصير
- حقوق الإنسان : وقفة تحليلية
- مفهوم التطرف وعلاقته بالإرهاب
- الرأي العام: وقفة تأصيلية
- الإرهاب وإشكالية تحديد المفهوم
- العنف والإرهاب أية علاقة ؟


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس زكور - الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 2