أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حَيْرَةٌ على الكسندر بلاتس














المزيد.....

حَيْرَةٌ على الكسندر بلاتس


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2097 - 2007 / 11 / 12 - 09:46
المحور: الادب والفن
    



شبحُ الشاعرِ حادّ النظرةِ كان
أين ؟
في الميدان ، الكسندر بلاتس وسط برلين ، الذي أوغلَ في تدميرِ الذاكرةِ
متجهماً انبثق من بين الركامِ
ومنه نحوي التفاتةٌ فلتت غاضبةً
لم أتعرّف عليه حين التقيته مصادفةً
وعليّ لم يتعرّف
هكذا قدّرتُ بعدئذٍ
ثمة غربةٌ تفضي إلى غربةٍ
وغيظٌ يأخذُ بتلابيبِ غيظٍ
لكن الشاعرَ إزائي لم يكن ودّيَّ النظرةِ فصرتُ في حيرةٍ وسؤالٍ
مِنْ أين جاء ؟ ومرّةً أخرى مِن أينَ جاء حتى يمرَّ أمامي ؟
في تلك الساعةِ كنتُ أُفضض أحلامَ المارّةِ بأقمارٍ بيضاء على هامتي منذُ الصباحِ هطلت
في تلك الساعةِ كنتُ أُعابثُ نسمةً شبقيةَ الهوى خضلةَ الروحِ حين رمحت قامةُ الشاعرِ في مداري
وتساءلتُ :
هل خرج من فراغٍ ؟
مِن جسدِ الهواء ؟
مِنْ هوّةٍ عاتيةِ الأنفاسِ في أنينِ المساء ؟
مِن أين خرجَ توّاً ؟
مِن أيِّ قافلةٍ غارقةٍ نجوتَ أيها الشاعرُ فاستويتَ بلا ذاكرةٍ ؟
شجناً صار المساءُ
لبس وجهاً كحلياً وذاب
حين نحوي أطلقَ وجهاً ليس ودّياً
وليس عدائياً
وأنا بوجههِ أطلقتُ وجهاً حائراً وسؤالاً
هل هذا الشبحُ الهالكُ أنتَ ؟
هل أنتَ الشاعرُ المنسيُّ ؟
مِن أين أتيتَ ومتى ؟
وأردُّ :
ما الذي يجعلهُ قاسياً هكذا ؟
أنا تركته ، قبل أعوامٍ ، حلوَ المُحيّا ، معافىً
شجنٌ خضِلٌ هذا المساء
وهذا شيخٌ هالكٌ يُخفي لمّته بقبعةِ البحّارين
على كتِفه اليمنى حقيبةٌ صغيرةٌ كالصرّةِ تستريح
تتنفسُ رائحةَ الرحيلِ مِن ثيابِ المنفيّ
غادرها اللونُ ولهفةُ المسافرِ
في الميدانِ
في الثلثِ الأولِ من تشرين الأولِ وأظنه تاريخاً مسبياً
رأيتُ الشاعرَ يمتطي ظهرَ الريحِ ويزأر
فيما الريحُ تصهلُ في بيداء
في الميدان كان الشاعرُ خيطاً من لؤلؤٍ
عليه لم أتعرّف
عليّ لم يتعرّف
أجزم أجزم
حين صار بعد لأيٍ برقاً في سماء
لم أقل فلقَ البحرَ ومات
لم أقل
فالدنيا صحوٌ وعند الصحوِ في العادةِ تنمو الأكوانُ وتبتهجُ كلُّ الأشياء
لم أقل كوكباً غادر المجرّةَ أو نجماً أفل
إنما بعد أيامٍ حاولتُ أنْ أجسَّ نبضَ الدهشةِ في جسدِ الميدان
وحاولتُ أنْ أسألَ المارّةَ وما طال بي السؤال
قيل لي : مرَّ عابراً ولم يترك أثراً في المكانِ ومنه لا ننتظرُ عودةً
أو ربما ضيّع خرائطَ الميدان وفوضى الأشياء في بردِ المدينةِ
سأعودُ ثانيةً لكي أسألَ ساعةً حرست كلَّ لقاءاتِ الدنيا
وعدتُ بعد أيامٍ
لأجدَ شبحَ الشاعرِ متجلياً في رقّةِ الهواء
في صفحةِ الرّيحِ
في الميدان
جلستُ لأخطَّ إليكم دعوةً
لزيارةِ شبحِ شاعرٍ
يجوبُ سماءَ الكسندر بلاتس
يجوبُ سماءَ برلين


6 ـ 11 ـ 2007



#صبري_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب الهمس .. يحيى علوان حين يكون نديماً
- ورق الظلّ .. ورق الهمس
- سراباد .. المكان واتساع مساحة الحلم
- حيرة النادل في ليل الحانة
- ذاكرة الماء .. ذاكرة الصحراء
- برق في حانة .. من عناوين حانة القصب
- وطن القسوة .. الوجوه البيضاء عن أدب الداخل والخارج
- مرثية عوني .. حين تكون الريح صبا


المزيد.....




- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - حَيْرَةٌ على الكسندر بلاتس