أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - وعد بلفور _مؤتمر الخريف_















المزيد.....

وعد بلفور _مؤتمر الخريف_


وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


"بلفور" هو اسم الوزير البريطاني الذي قدم الوعد باسم حكومته للحركة الصهيونية العالمية) و وعد بلفور من حيث مدلوله السياسي قد عكس الرابطة العضوية في العلاقة المصلحية بين الاستعمار البريطاني بعد معاهدة سايكس بيكو الذي وعد بالعمل على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مقابل أن تقوم الحركة الصهيونية في فلسطين والعالم بخدمة المصالح الاستعمارية البريطانية، ضد حركات التحرر القومي العربية وقد نصت الرسالة التي عرفت باسم وعد بلفور وأرسلت في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية. على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية أو الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق او الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى .وسأكون ممتنّا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح "
والحقيقة هي ان التآمر على فلسطين ومصير الشعب العربي الفلسطيني بين القوى الاستعمارية والصهيونية قد بدأت تبرز أنيابه المفترسة قبل وعد بلفور. فرئيس وزراء بريطانيا لويد جورج في الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الأولى كتب في مؤلفه "الحقيقة حول معاهدة الصلح "أن نوايا الدول الحليفة بشأن فلسطين حتى عام 1916 جسدها اتفاق سايكس بيكو بموجبه كانت البلاد ستشوّه وتمزق الى أقسام بحيث لا تبقي هناك فلسطين.. وقد نمت العلاقات الاستراتيجية بين الصهيونية والاستعمار البريطاني أبان الحرب العالمية الأولى، خاصة بعد انهيار الامبراطورية العثمانية واقتسام ورثتها من الأقاليم بين المحاور الاستعمارية وما أن وضعت الحرب أوزارها وقسمت تركة الامبراطورية التركية حتى تقدم هربرت صموئيل الذي كان أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين بمشروع يقوم على ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية وزرع ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي فيها وبذلك يتحقق حلف بين الفريقين يخدم مصالح بريطانيا، إن الحركة الصهيونية العالمية استغلت وعد بلفور وقامت بالتنسيق مع المستعمرين بتوزيعه بآلاف النسخ من خلال الطائرات على اليهود" وبعد صدور وعد بلفور في الثاني من شهر تشرين الثاني 1917 كتبت صحيفة "غلاسكو هيرالد" تقول "إنه من وجهة النظر البريطانية فالدفاع عن قناة السويس يتم على أفضل وجه بإقامة شعب في فلسطين ملتصق بنا، وإعادة اليهود إلى فلسطين تحت الرعاية البريطانية يضمن ذلك، أما الصهيوني ماكس نوردو ففي خطاب القاه أمام الساسة البريطانيين الكبار عام 1919 بحضور لويد جورج واللورد بلفور قال "نعرف ما تتوقعونه منا، تريدون أن نكون حرس قناة السويس، علينا أن نكون حراس طريقكم إلى الهند عبر الشرق الادنى، نحن على استعداد لأن نقوم بهذه الخدمة العسكرية ولكن من الضروري تمكيننا من أن نصبح قوة حتى نقدر على القيام بهذه المهمة.
مما تقدم أمثلة صارخة يتضح أن الدافع الأساسي والجوهري لصدور وعد بلفور هو المراهنة على أن البرنامج الصهيوني في فلسطين بامكانه توطيد وتعزيز مواقع الامبريالية البريطانية في الشرق الادنى، ضد حركة التحرر القومي العربية والعمل على إجهاضها.

نلاحظ مما ورد أن هذا الوعد الذي تصادف الذكرى السنوية الـ 90 لوعد بلفور المشؤوم شيّد المدماك الأساسي للنكبة الفلسطينية وللصراع الإسرائيلي- الفلسطيني- العربي ، عكس وجسد في جوهره وأبعاده –– حقيقتين اساسيتين: الأولى ان الصهيونية العالمية كحركة عنصرية تعتبر كحركة من افرازات الامبريالية، والحقيقة الثانية ان الصهيونية منذ نشأتها ربطت موقفها ونشاطها مع المحاور الامبريالية الاستعمارية وفي خدمتها ضد حركات التحرر الوطني في منطقة الشرق الاوسط وهنا تكمن أهمية للربط العضوي بين وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية "وأهمية" انشاء وطن قومي يهودي في فلسطين لخدمة المصالح الامبريالية.
وما تواجهه منطقتنا وعالمنا هذه الايام من هجمة امبريالية أمريكية بهدف إخضاع شعوب لخدمة مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية تبين خلفية ما هو حاصل اليوم من مآس. فاتفاقية سايكس – بيكو ووعد بلفور قد مزقا اوصال البلدان العربية و ما نواجهه اليوم سايكس – بيكو اشد خطرا ومأساوية من سايكس بيكو 1916، فالاستراتيجية الامبريالية الامريكية الجديدة تقوم بتمزيق وتفكيك الوحدة الاقليمية والوطنية للبلدان وتحويلها الى دويلات ومحميات اثنية وطائفية ومذهبية كما يجري في العراق المحتل والسودان والصومال وفلسطين وغيرها. وفي اطار هذه الاستراتيجية العدوانية الامبريالية، وخاصة الامريكية، تقوم اسرائيل الرسمية بدور القط الامبريالي وشرطيه الأمامي في الشرق الاوسط وخارجه
مؤتمر الخريف
وعلى هذه الخلفية يجب النظر إلى اللقاء الدولي في انا بولس حول الصراع في الشرق الأوسط والذي دعا إليه الرئيس الأمريكي في سياق سعي الولايات المتحدة إلى تجنيد دعم عربي وفلسطيني لمحاولاتها الهادفة إلى إنقاذ نفوذها في الشرق الأوسط من المآزق الذي تغرق فيه سياساتها العدوانية في العراق وأفغانستان وغيرهما وفلسطين،. وبدون ادنى شك يلاحظ أن الدعوة تتجاهل مرجعية قرارات الأمم المتحدة وتسعى إلى استحداث مرجعية جديدة تنسجم مع رسالة الضمانات التي تقدم بها بوش لحكومة شارون في رسالتها المؤرخة 14/4/2004 والتي تستجيب للمطامع الإسرائيلية في تكريس الاستيطان وضم القدس وشطب حق العودة للاجئين. و تثبيت خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة – تحت مسميات مختلفة – كما تسعى الى فصل المسار الفلسطيني عن سائر المسارات العربية، بمعنى اخر انها وعد بوش الجديد
ولهذا كان لا بد من والاصرارعلى أن الصيغة الناجعة لإيجاد تسوية للصراع العربي والفلسطيني – الإسرائيلي تتمثل في صيغة المؤتمر الدولي كامل الصلاحيات وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ هذه تحت رعاية الأمم المتحدة،واعتبار معيار الجدية في أي جهد دولي لتسوية الصراع يكمن في حمل إسرائيل على وقف ممارساتها العدوانية ضد شعبنا والكف عن فرض الوقائع على الأرض من جانب واحد، بما يشمل وقف الاستيطان، ووقف بناء جدار الفصل العنصري وتفكيكه، ووضع حد للاجتياحات والاغتيالات والاعتقالات، وإزالة الحواجز، واطلاق سراح الأسرى، وإلغاء القرار التعسفي باعتبار قطاع غزة كياناً معادياً، وفك الحصار عنه. الامر الذي يجعل هذا المؤتمر محفوفا بالمخاطر واهمها ذلك المتعلق بحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم السيناريهات التي تعد لذلك.
إن هذه المخاطر التي تلوح في الأفق على مجمل مشروعنا الوطني تتطلب تنسيقاً وثيقاً فلسطينياً – عربياً من أجل تأكيد الشروط التي لا بد من توفرها ليكون أي لقاء دولي منطلقاً لعملية سياسية جادة تفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية والفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967 وتأمين الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في الاستقلال والعودة. وهذا يتطلب الاصرار الفلسطيني على التالي:
أ‌- اعتماد مرجعية واضحة تقوم على قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبهدف تنفيذها.
ب- اعتماد صيغة جماعية للرعاية الدولية الشاملة للمفاوضات في إطار الأمم المتحدة بديلاً للتفرد الأمريكي.
ج- أن يكون الهدف هو تسوية شاملة لكافة قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها، بما فيها موضوعات القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم طبقا للقرار194 والحدود والاستيطان والأمن والمياه، بعيداً عن أية حلول جزئية أو انتقالية أو مؤقتة.
د- أن يكون التحرك المشترك قائماً على أساس تمسك الدول العربية بقرارات الشرعية الدولية ورفض أية محاولات لإفراغها من مضمونها من خلال تجزئة مساراتها أو إعادة جدولة بنودها تساوقاً مع المحاولات الأمريكية – الإسرائيلية لفرض أولوية التطبيع.
هـ- ضمان مشاركة جميع الأطراف العربية التي لها أراض محتلة (فلسطين وسوريا ولبنان) وعلى أساس جدول أعمال يكفل معالجة جميع قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي.
إن عدم توفر الحدا الادنى من هذه الضمانات في مؤتمر الخريف يزيد من القلق تجاه المشاركة فيه وتضعف من امكانية درء احتمالات الانزلاق إلى دوامة الحلول الجزئية ومستنقع التسويات التصفوية.
من الواضح أن هذه المخاطر التي تحدثنا عنها آنفا تتزايد في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي.بل يبدو أن أحد الاستهدافات الخبيثة للدعوة الأمريكية التي تتمثل في تعميق هذا الانقسام وتحويل الصراع إلى صراع فلسطيني – فلسطيني يطمس أولوية المواجهة مع الاحتلال وضرورة إنهائه. ويمكن القول أن الهدف الفعلي للسياسة الأمريكية والإسرائيلية هو استثمار حالة الانقسام الفلسطيني و ابتزاز جميع الأطراف واعتصار التنازلات من الجميع. ان ذلك يتطلب العمل الجاد من أجل وضع حد لحالة الانقسام واستعادة اللحمة للصف الوطني. وضرورة أن تقوم حركة حماس بالتراجع عن ما أقدمت عليه من سيطرة بالقوة العسكرية والانقلاب على الشرعية في قطاع غزة والمسارعة الى إنهاء الوضع الانفصالي الشاذ في قطاع غزة و إزالة سائر العوائق التي تعترض طريق المباشرة بحوار وطني شامل يفضي إلى حل ديمقراطي للأزمة الداخلية على أساس وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة.
في الختام أقول إن درء المخاطر والمنزلقات التي تنطوي عليها التحركات السياسية الجارية يتطلب الإشراف الجماعي على إدارة العملية التفاوضية، بمشاركة فاعلة لكافة للقوى الفلسطينية الراغبة في ذلك، وقيام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، كهيئة جماعية، بدورها القيادي في توجيه التحرك السياسي وتحديد ضوابطه وتكتيكاته.
مداخلة خلال ورشة عمل حول
نظمتها الهيئة الفلسطينة للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيي

عضو المكتب السياسي لحزب الشعب
أمين سر لجنة اللاجئين في المجلس الوطني



#وليد_العوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حزب الشعب الفلسطيني لحركة حماس
- رسالة إلى الرأي العام....... تحريضات على القتل وسفك الدماء
- لماذا هئية العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة
- رحيل رجل الوحدة عبد الشافي في زمن الانقسام
- قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بشأن احياء ذكرى النكبة
- الا الرواتب يا دولة رئيس الوزراء
- ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا
- ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا وليد ... من رحم المأساة
- ابا مروان انت من يستحق التكريم
- فلوس الغلابة لادارة غزة
- ارفعوا ايديكم عن الصحفيين
- رغم جراح انقلاب حماس الصراع مع الاحتلال هوالاسلس
- حرية التعبير بين خطبة هنية وهراوات التنفيذية
- رغم جراح انقلاب حماس الصراع مع الاحتلال هوالاساس
- غزة تغرق في الظلام وحلين لا ثالث لهما
- غزة الجريحة بين مطرقة الانقلاب وسنديان حكومة تسيير الاعمال
- ردا على مقال ياما جاب ايرز لغزة
- نعم للحوار ولكن ليس تحت سياط الامر الواقع
- في ذكرى النكبة كل الجهود للتصدي لمخاطر نكبة أخرى تلوح في الأ ...
- حزب الشعب الفلسطيني والكتلة العمالية التقدمية خلال مسيرة بمن ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - وعد بلفور _مؤتمر الخريف_