لماذا هئية العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة

وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 2066 - 2007 / 10 / 12 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اكتمل مؤخرا تشكيل هيئة لعمل الوطني في قطاع غزة بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات التي بدأت بعد ان سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية الامر الذي كان مرفوضا ن قبل كافة القوى الفلسطينة ، وقد اثر ذلك في الاطر التي كانت تحكم طبيعة العلاقة بين القوى الفلسطينة كافة خاصة في اطار لجنة المتابعة التي كانت تضم الجميع وتشكل اطارا جامعا وصمام امان لعب ادوارا مشهود لها في اخماد العديد من التوترات الداخلية في مراحل عدة,ولكن حدث ما حدث وحسمت حركة حماس سيطرتها على القطاع بالقوة الامر الذي قوبل برفض وطني عام وبالتالي اثر على امكانية استمرار لجنة المتابعة العليا واحدث فراغا وطنيا وغيب اطارا جامعا للقوى الامر مما استوجب البحث عن تشكيل اطارا يعمل على سد هذا الفراغ لحين معالجة الازمة الفلسطينة الداخلية، ولهذا الغرض عقدت سلسلة من اللقاءات بين الفصائل في منظمة التحرير وقد اتفق على تشكيل هيئة العمل الوطني التي تضم كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بالاضافة الى ممثل عن الهيئات التالية- شبكة المنظمات الاهلية، اتحاد الاندية الرياضية،الاتحادالعام للمراة الفلسطينية,الاتحادات والنقابات الشعبية والمهنية، القطاع الخاص ورجال الاعمال،كما تم التوافق على تعزيزها باضافة خمس شخصيات وطنية عامة لهذا الاطار، ويوجد حرص عالي جدا على مشاركة حركة الجهادالاسلامي في هذا الاطار تقديرا لدور الحركة وفعاليتها الوطنية وفهمها المقدر للعلاقة التي يجب ان تحكم العلاقات الوطنية الداخلية ،ولهيئة العمل الوطني امتداداتها في المحافظات التي يشارك فيها الاخوة في حركة الجهاد. وقد عرضت حصيلة الاتصالات على اللجنة التنفيذية تم اعتماد هئية العمل الوطني مبدأيا كمرجعية في قطاع غزة.
ومهام هذه الهئية جرى التوافق عليها خلال عدة اجتماعات وهي تنطلق من التاكيد على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة مناطق تواجده ،وتوكد على التمسك بوحدة الارض والشعب والقضية وترفض اسلوب الحسم العسكري واللجوء للسلاح لحل الاختلافات وترفض ما نتج عن الاعتماد لذلك وتطالب حركة حماس بالتراجع عنه واعتباره مدخلا لحوار وطني شامل لمعالجة مختلف جوانب الازمة الفلسطينة ،كما ان مهمات اللجنة التي لها امتدادتها في كافة محافظات غزة ستتواصل في رفض الانقلاب ونتائجه،والمطالبة بالتراجع عنه كمدخل للحوار الوطني الشامل، علاوة على الدفاع عن حرية الراي والتعبير وضمان حق التظاهر والاعتصام ورفض كافة الانتهاكات وحملات الدهم والاعتقال التي يتعرض لها المواطنين في قطاع غزة والحفاظ على منجزات شعبنا الديمقرطية ورفض اشكال الحكم الشمولية وضمان التعددية السياسية ،مع التاكيد على ان الصراع الاساسي مع الاحتلال الذي يستغل هذا الوضع من الانقسام لشن مزيد من العدوان على شعبنا.
لذلك فان المشاركة في هذه الهئية والنجاح في عملها يتطلب ان تقوم هذه الهئية بدورها السياسي والاجتماعي والضغط باتجاه تلبية احتياجات شعبنا القطاع من كافة الجهات المعنية ولاانخفي قلقنا حيال تنامي حالة التجاهل والاهمال والارباك المتزايد من حكومة تسيير الاعمال في رام الله تجاه الاوضاع وقضايا الناس، وفي هذا المجال فان هذه الهئية لن تكون بديلا عن وزارات ومؤسسات السلطة بل ستبقى تطالب وتضغط باستمرار من خلال مرجعيتها المتمثلة باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حكومة تسيير الاعمال للقيام بواجباتها وتوفيركل اشكال الرعاية لاهلنا في القطاع وتسديد رواتب الموظفين بانتظام ورفع الحصار الظالم بما في ذلك االعمل على فتح المعابر ولذلك لا بد من بذل كل جهد ممكن لتوفير كافة المستلزمات لاهلنا في ونرفض اي محاولة للانتقاض من الخدمات اللازمة لاهلنا في قطاع غزة تحت اي مبرر كان. لذلك فان نجاح عمل هذه الهيئة يتوقف بالدرجة الاولى على طبيعة التعامل معها من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكذلك مدى تجاوب حكومة تسيير الاعمال في رام الله مع استحقاقات واحتياجات شعبنا في القطاع في ظل حالة الحصار المفروض عليه واصرار حركة حماس على تجسيد سيطرتها بكافة الوسائل بغض النظرعن النتائج السلبية على المواطنيين.

#وليد_العوض (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل