أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي المقري - المحاكم الأدبية في مصر..ارتباك المثقف والسلطة














المزيد.....

المحاكم الأدبية في مصر..ارتباك المثقف والسلطة


علي المقري

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 07:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


ها هو المفكر والكاتب المصري جابر عصفور يُطلب بدوره إلى المثول أمام محكمة عابدين في القاهرة ، مع عدد من الكتاب والصحافيين في المؤسسات الصحافية المصرية كـ (الأهرام) و(أخبار اليوم) و(أخبار لأدب) و(المصور) بدعوى أنهم وصفوا الشيخ يوسف البدري في مقالات لهم بأنه متطرف ،على خلفية القضية التي حكمت فيها محكمة جنوب القاهرة ببيع أثاث منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بعد أن أمتنع عن دفع 20ألف جنيه للبدري الذي كان قد أدعى أن حجازي وصفه في مقال له بـ(التطرف ولإرهاب ومعاداة الفكر والإبداع).
وفي الحقيقة ليس من المستغرب صدور حكم كهذا على حجازي ولا على صدور أحكام قادمة مماثلة على جابر عصفور وجمال الغيطاني وعزت القمحاوي و محمد شعير وأحمد الشهاوي .

لكن المستغرب حقيقة أن يكون حال القضاء في (أم الدنيا) كما هو عليه الآن، باعتماده على مرجعيات فقه الحسبة وقوانين محاكم التفتيش؛ والأغرب أن يحاول بعض المثقفين المصريين الرجوع إلى هذا القضاء نفسه،بدلا من العمل على إصلاحه وتغيير قوانينه، كمحاولة جابر عصفور وجمال الغيطاني وحمدي الاسيوطي في رفعهم دعوى تشهير ضد البدري.

وكأن القضاء الذي حكم بتطليق ابتهال يونس من زوجها المفكر نصر حامد أبوزيد، لأنه صار مرتدا عن الإسلام، لم يكن منحازا بقوانينه الصادرة إلى جبهة البدري وعبد الصبور شاهين ومن يماثلهما.

فهل ما قام به البدري مع شاهين ضد نصر أبو زيد وصدور حكم التفريق الزوجي، والتشهير به قبل هجرته من مصر إلى هولندا هرباً من أي اعتداء عليه من قبل المتطرفين باعتباره مرتداً بحكم قضائي، يعتبر عملاً (شرعياً)، وغير متطرف ولا ينتمي إلى الإرهاب الفكري ؟.

يقول البدري في تصريحات صحافة أنه هو الذي وزع أدبيات الحكم على حجازي لوسائل الإعلام و((قصد بطلب الحجز على أثاث منزله أن يثير من حوله كل هذه الزوابع بهدف التشهير به)) ، فيما ألتزم حجازي الصمت وفوجئ بالحكم منشورا ومتداولا، حسب تعبيره. لكن، ومع هذا التصريح والاعتراف من البدري، نجد الدكتور مصفى عبدالغني رئيس القسم الثقافي لأبرز صحيفة مصرية(الأهرام) يقول في تصريح له أن ((حجازي استغل الأمر بشكل كبير جداً وحوله إلى ما يشبه (البروباجندا) وراح يستثمر القضية من أجل صناعة مجد فكري وأدبي)).

ولا يختلف كثيراً هذا الموقف على مواقف بعض الأدباء الذين وجدوها مناسبة، أيضا، لمحاكمة حجازي على آرائه في قصيدة النثر، وتخاذله في بعض قضايا الحريات كاستجابته لحذف مقاطع من قصيدة لحلمي سالم في مجلة (إبداع ) أعترض عليها البدري نفسه.

وإذا كانت بعض ملاحظاتهم جديرة بالنقاش والتقبل من قبل حجازي إلا أن عدم رؤيتهم للمأساة الكبيرة التي يواجهونها تحت دعاوي الحسبة وقوانينها العتيقة يكشف مدى الارتباك الذي تعيشه الحياة الثقافية في مصر.

ويبدو أن الارتباك لا يخص المثقفين، من أدباء وكتاب وفنانين ومشرعي قانون، بل يشمل مؤسسة السلطة المصرية، أيضاً.

ففي الوقت الذي نجد فيه السلطة المصرية تقوم بمواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة، سواء تلك التي تقوم بممارسات إرهابية، أو تلك التي تمارس خطابا دينيا في ممارستها السياسية، نجدها في الوقت ذاته تُبقي على قانون قضائي يعتمد حق الحسبة الذي صار سلاحاً دينيا لإرهاب المثقفين الذين ينتقدون المؤسسات الدينية.

بل أن قوانين كهذه تقوم بإرهاب مؤسسات الدولة نفسها عبر محاكمة القائمين عليها من مفكرين وصحافيين ومسؤولين، فالشاعر أحمد عبد المعطي حجازي لم يحاكم فقط لأن الشيخ يوسف البدري أتهمه بالسب والقذف،وإنما أيضا سبق أن رُفعت ضده دعوتان من البدري نفسه بصفته رئيسا لتحرير مجلة (إبداع)الصادرة عن الهيئة المصرية للكتاب التابعة لوزرة الثقافة ، الأولى لنشره قصيدة للشاعر عبدالمنعم رمضان،و الثانية لنشره قصيدة للشاعر حلمي سالم في المجلة ذاتها. وفي الدعوتين كانت التهمة هي نشر ما يمس العقيدة الإسلامية، كما أن جابر عصفور والكتاب الآخرين هم أيضا من مسؤولي مؤسسات الدولة الثقافية. ومحاكمتهم تعني أيضاً إبعاد التوجهات الثقافية الحديثة من مؤسسات الدولة. ولعل الدعوى التي رفعها البدري أيضاً، ضد وزير الصحة المصري لمنعه إجراء عمليات ختان الإناث في المستشفيات،والدعوى التي رفعها ضد وزير الثقافة لمنحه جائزة الدولة التقديرية للشاعر حلمي سالم تشيران إلى مستوى التغلغل الذي بلغه رجل الدين بتدخله في كل ممارسات مؤسسات الدولة، ولا يختلف عن أولئك الأرهابيين الذين يكفرون النظام القائم ويقومون بالتفجيرات والإرهاب إلا باستخدامه مؤسسة القضاء وممارسة الإرهاب الكهنوتي بحسب الشرع، وطلبا للحسبة.

وإذا ما أضفنا، إلى ما سبق، الدعوى التي رفعها البدري ضد المتنصر المصري محمد حجازي لاعتناقه ديناً آخر، إلى جانب ما يقوم به رجال الدين في التدخل بكل أمور حياة الناس بالتحديد لهم ماذا يأكلون وماذا يشربون وماذا يلبسون وكيف ينامون وكيف يمشون، لوجدنا أن هؤلاء صاروا يمارسون دورا كهنوتيا بامتياز مع أنهم يؤكدون في أحايين كثيرة أن الإسلام لم يعرف الكهنوت كمثل بعض الديانات.



#علي_المقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي المقري..تعدد وجهات النظر في فهم نظرة الاسلام الى الخمر
- (الآخر) الذي هو (نحن)
- الديمقراطية بدلاً عن الوحدة
- الشاعر اليمني علي المقري: حركة النقد العربية متخلّفة ومناهج ...
- الموتى يحضرون مهرجان السينما
- لماذا لا يعترفون بهزيمتهم؟
- دعوة للتضامن مع الشاعرالكبير أحمد عبد المعطي حجازي
- الآلهة تستغيث في مارب
- الشاعر والباحث اليمني علي المقري :المثقف العربي يعيش هاجس ال ...
- محمد حسين هيثم..غصة أخرى
- لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة في اليمن : من قرأ منكم مح ...
- الشاعر اليمني علي المقري: أن تكتب فلابد أن تقدم برهانا على أ ...
- اسمي (فاطمة) وأعرف ماذا يعني هذا الاسم لكم: حوار الثقافات في ...
- ......الجزيرة) والحاجة إلى صحيفة ممنوعة أو شبه)
- آمنة النصيري في معرضها الجديد: جمر الألم يتهيأ للانقضاض
- دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)
- دروس خصوصية في الحرية
- لنتضامن معه:حكم بالسجن 4 سنوات على مدون مصري وأهله يتبرأون م ...
- في نظرتهم إلى الأخدام:هل اليمنيون عنصريون؟
- هل سيوقع جلال طلباني حُكم إعدام صدام حسين؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي المقري - المحاكم الأدبية في مصر..ارتباك المثقف والسلطة