أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - متى تنتهي المعضلة؟














المزيد.....

متى تنتهي المعضلة؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2085 - 2007 / 10 / 31 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من المعضلات التي يمر بها الشعب العراقي لكن معضلة الطائفية والاحتلال هي من اخطر المعضلات التي يجب أن يجد لها حلول جذرية طويلة الأمد لكي يتم الحفاظ على وحدة شعبنا وعدم تقسيم بلادنا، العلاقة التاريخية بين مكونات الشعب العراقي تمتد إلى عصور سحيقة وقد عاشت جمع المكونات جنباً إلى جنب تحكمها علاقات أصبحت على مر الزمن قيماً إيجابية لكيان الوحدة الوطنية وعلى الرغم من كل التداعيات التي مرت منذ قيام الإمبراطورية العثمانية ونهايتها المعروفة وتأسيس الدولة العراقية وحتى بدايات مرحلة الحكم الثاني لحزب البعث العراقي فان التعامل الوطني وروح الاخاء كانتا من أهم العوامل التي حافظت بعد ذلك على وحدة العراق وللحقيقية والتاريخ ومنذ نعومة أظافري ومن خلال تنقلاتي في محافظات العراق جميعها من زاخو إلى الفاو ومن الرطبة على خانقين بعد ذلك لعملي في توزيع المواد العامة لم أجد تلك الروح التعصبية لا قومية ولا طائفية ولا دينية ولم أعان من الاغتراب بل العكس كانت روح التعامل الوطني والاممي تعم أكثرية العراقيين حتى كنت اخجل من الكرم والترحيب والضيافة التي اتلقاهما من المواطنين ولم اسمع يوماً سؤلاً حتى لو كان على شكل استفسار بريء
ــ ما هي قوميتك أو ما هو دينك أو مذهبك
وبعبارة واضحة كنت أعامل في أي مكان وقعت قدمي عليه كعراقي له كل الحقوق التي يتمتع بها مواطنين هذه المحافظة أو تلك أما باقي القضايا فقد كانت تدار على أساس التعامل وفق علاقات الثقة والاحترام المتبادل ولقد تنقل سكني في العديد من الأحياء والمناطق والمحافظات وفي مدارس عديدة مختلفة مع والدي أو فيما بعد فلم أحس يوماً بأننا مرفوضين أو حتى مقبولين بسبب انتمائنا الديني أو المذهبي أو القومي وبالعكس كان لدي أصدقاء حميمين بعضهم مازال حياً لم اعرف عن انتماءاتهم سنين طويلة إلى أن أصبحنا في عهد الشباب حتى أنني أتذكر جيداً كان لي ثلاث أصدقاء منذ الابتدائية في بغداد مسيحيين سركيس همزاز ارمني وإسرائيل نسيت اسم والده من برطلة أو تلكيف ( أبدل اسمه بعد أن تعين موظفاً في وزارة الخارجية ) وشميل عزرا يهودي يسكن حي أبو سفين كنت اذهب إلى بيتهم لالتهم " شعر البنات " إضافة إلى أصدقاء آخرين مختلفين هكذا كانت العلاقة بين أكثرية أطياف الشعب وأفراده علاقات طبيعية مبنية على المواطنة بدون تمييز أو نفور مع العلم أن الوعي الاجتماعي لو قارناه مع الوقت الراهن لوجدناه متدني وضعيف لأسباب كثيرة أهمها الأمية التي كانت تعصف بحوالي 90% من المواطنين العراقيين.
أردت من خلال هذا المدخل الصغير إعطاء صورة بسيطة عن علاقات المواطنة العراقية وكيف نمت قيماً غريبة أضرت بتلك العلاقات التاريخية مقارنة بما حدث بعد ذلك أثناء فترة ما بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ثم في زمن الاحتلال والحكومات التي تكونت على أساس المحاصصة الطائفية وقيام أكثرية التكتلات والأحزاب التي على الرغم من تنكرها للطائفية فهي في الصميم طائفية تبتعد عن روح المواطنة العامة وتدعو التقسيم الشعب إلى شيع متناحرة لخدمة مصالحها وأهدافها بغض النظر عن مدى خطورة هذا النهج على الوحدة الوطنية، وهكذا انقلبت الموازين وأصبحت هذه المواطنة جريمة يعاقب عليها الفرد أو المجموعة من قبل التكفيريين الإرهابيين والمليشيات الأصولية بالقتل والخطف والتفجير والتصفيات الجسدية وحتى الأسماء أصبح لها وضع خاص ونهجاً للجريمة والقتل أما قتل النساء بحجج نذلة في مقدمتها السفور أو العمل مثلما يحدث في محافظة البصرة فحدث بدون حرج، أما السفر من محافظة إلى أخرى أو إلى الأردن وسوريا فإنه أم المصائب فقد يجابه المرء معضلة فورية جديدة لم تكن على البال والخاطر هذه المعضلة في السيطرات المسلحة ونقاط التفتيش الطائرة الوقتية التي تقام من قبل المجموعات المسلحة بحجة محاربة قوات الاحتلال وتبدأ الأسئلة وفي مقدمتها ــ الاسم والدين والمذهب مثلما حدث لصديق قديم عاد للعراق بهدف العودة للوظيفة كمعلم للحصول على التقاعد أسوة بالبقية إلا انه وقع في فخ هؤلاء مما أدى به حسب قوله أن يغير دينه عندما سأل من قبل سيطرة مسلحة حتى لا يقع في مطبات الطائفية والمذاهب والتناحر بين هذه التنظيمات وبعد أن اجبروا بقوة السلاح خمسة شبان على الذهاب معهم إلى جهة مجهولة أما للقتل أو طلب الفدية أطلق سراحه لأنه كبير في السن وأشار بأن ذلك يحدث تقريباً يومياً ولهذا نسى الوظيفة والتقاعد وفضل الخروج للغربة بعدما كان يحلم في العودة والاستقرار، إنها معضلة ومعضلة صعبة الحل فقد تأسست قيم ومفاهيم جديدة حول مفهوم المواطنة العراقية ومقاوة الاحتلال!! فكل فريق يرى نفسه المؤهل الوحيد وصاحب الحق في الادعاء وإذا اختلف مع فريق آخر فالاتهام جاهز والتخوين على اللسان وقد يسبق ذلك القتل والتفجير والخطف وغيرها من أساليب القرصنة والجريمة المنظمة ووصل الأمر في أكثرية المناطق أن تدفع العوائل دية نقدية في كل شهر لحمايتها من قبل مجموعات تنظيمية مسلحة وإذا لم تفعل تعاقب اشد العقاب والاتهام جاهز أما العمل مع الاحتلال أو تهم أخرى تبدأ بالإلحاد والكفر والخروج عن الشريعة.
سؤال إلى الحكومة ــ متى تنتهي هذه المعضلة وغيرها من المعضلات؟



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست المشكلة في التنفيذ أو اللاتنفيذ لكن يجب إنصاف الضحايا
- لا حدود لدمار وتلوث البيئة في العراق
- لغة الحوار والتفاوض يجب أن لا تضعف مبدأ التصدي للعدوان
- استراتيجية التقسيم وتداعيات الفهم الخاطئ وتبريراته
- ضمير المثقف الحقيقي في عقله وعمله ومواقفه الوطنية
- كارثة مشروع الكونكرس الأمريكي لتقسيم العراق
- رمضان الرواشدة ونهره الرومانسي
- قانون النفط والغاز الجديد وموقف العمال والنقابات منه
- المركزية أم الفيدرالية أصلح للعراق؟
- ثقافة الانتظار
- لم تكن الحكومة حكومة الوحدة الوطنية
- مفاصل بيئية
- وعي الملتقي وثقافة الانحطاط
- الولايات المتحدة الأمريكية والمقبرة النووية القادمة
- أهم أسباب تعثر العملية السياسية في العراق
- لماذا لا تجري إدانة القصف الإيراني والتدخل في الشأن العراقي؟
- مسؤولية الحكومة لوقف مخطط التطهير العراقي والديني والطائفي ف ...
- جياد النوارس
- الحقوق والحريات النقابية وقرار 150 لسنة 1987 السيء الصيت
- طائر التذاكر المفقودة


المزيد.....




- خامنئي ينتقد إسرائيل بسبب شن هجوم على إيران في ظل المفاوضات ...
- الإعلام الإيراني يستعرض لقطات يزعم أنها لمسيّرة إسرائيلية تم ...
- لافروف ونظيره العماني يؤكدان ضرورة وقف القتال بين إسرائيل وإ ...
- زاخاروفا: روسيا تبذل كل ما بوسعها لدرء الكارثة
- استخبارات الحرس الثوري تفكك شبكة سيبرانية عميلة للموساد
- صعود أسعار الغاز في أوروبا... ورغم ذلك: وداعًا للغاز الروسي! ...
- كيف تتحسب أنقرة من تهديدات إسرائيل بعد الهجوم على إيران؟
- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - متى تنتهي المعضلة؟