أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - إنك لا تصنع الحب .. ولكنك تداريه !














المزيد.....

إنك لا تصنع الحب .. ولكنك تداريه !


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 2082 - 2007 / 10 / 28 - 07:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما كنا في رحاب فترة المراهقة ، و كنا نسلك طريقنا نحو المدرسة ، نسمع عبارات الاعجاب والتودد تتساقط على مسامعنا من أبناء الجيران المتناثرين كحبات اللؤلؤ على إمتداد الشارع ، فنرقص في دواخلنا بفرح غامر ، حيث نرى أنفسنا في عيون الاخرين ، وترانا نمشي كالسراب في الصحراء ، بخفـّين طائرين.
هكذا كانت مشاعرنا البريئة تتكون لتولد مع نضوجنا.. كم هي جميلة مشاعر التقبل والحب ، هذه المفاهيم التي للأسف لانجدها بين أبناء مجتمعنا بمفهومها الواسع ، بسبب الظروف العامة من جهة ، ونظرة الأفراد نحو مفهوم الحب وتقبل الاخرين .
فالكبير لايعي أحيانا ً أهمية هذا الجانب ، فتأخذهم أفكارهم السوداء الى أبعد مدى لسوء النية التي قد يصلوا اليها ،.. والحب لايعني الجنس ، بل يحمل في طياته كل عناصر الأبداع ويزيد الثقة بالنفس ويدفعها لتحقيق أهدافا ً أكثر رقيا ً وأسمى منزلة ً، وكثير من الأمهات لا يعلمن أن مجرد تقبيل أطفالهن بشكل متكرر وأستخدامه كأسلوب في التربية ، سيسهم هذا الأمر في نمو قدراتهم العقلية والأبداعية ، إذ يُعد إشباع حاجة الحب من أساسيات النهوض بالنفس الانسانية ودفعها الى الأمام .
إن مشاعر الحب والتقبل لاتقتصر على مرحلة معينة ، بل يحتاجها الانسان منذ لحظة ولادته وحتى مغادرته الحياة ، وهي على عكس مشاعر الكراهية المنفرة للذات ، وغالبا مايظهر هذاالشعور ، وبشكل أكيد لدى الكاره وليس المكروه ، وذلك يعني أن الكاره قد أوقع نفسه في شرك التفكير بالسؤ للغير ، تاركا ً لحظات الحب والفرح تهرب من حياته ، وكما يقول (برتراند راسل)" هم من بوسعهم أن يحيوا سعداء ، مالم يكرهوا أشخاصا أو أمما أو مذاهب ". إن الكراهية كالنار التي تحرق كل شئ أمامها ، فهي لا تدع فرصة لجمال الحياة أن ينتشر ويملأ العالم من حولنا ، ونحن كمجتمعات شرقية بحاجة ماسة الى الشعور بالحب والى تقبل الآخر ، وقبل كل شئ تقبلنا لأنفسنا ، فلا يمكن لأحد ٍ أن يحب آخر دون أن يمر بمحطة حق النفس في المحبة.
إن للحب وجوها ً متعددة ً أهمها ، هما الحب الأبوي والحب الرومانسي ، ويختلف الحب الأول عن الثاني بأن ليس له ذلك المضمون الجنسي الذي يملكه الثاني ، وعلى الرغم من ذلك فأنهما يشتركان بعناصر متعددة في صورتهما المثالية ، ومنها الأيثار والتسامح والشعور بالأمان ، ويجوز لنا القول بأن الأطفال الذين لم يحظوا بالحب الأبوي ربما يواجهون صعوبة في إظهار شعورهم بالحب تجاه الاخرين ، ويعزى ذلك الى صعوبة هؤلاء الأشخاص في توجيه الحب نحو أنفسهم أولا ، فالوالدان اللذان لايشعران أولادهم ببعض المحبة المشروعة ، لايمكن لهؤلاء الأبناء أن ينتجوا مشاعر الحب ، ففاقد الشيء لايعطيه ! .
إن الحب حاجة لكل الاعمار ، لذلك على الوالدين أن يدعا مشاعر الحب تتدفق لتملأ نفوس الصغار والمراهقين وحتى الأبناء الكبار من سيل المحبة الوالدية ، .. إن الحب أداة سحرية ، وعلى الوالدين إستغلال فائدتها في توجيه سلوك الأبناء السيء ، وتحويله الى سلوك مقبول إجتماعيا ، وخاصة مع الأبناء المراهقين الذين يعيشون حالة عدم الإتزان العاطفي بفعل التغيرات البايولوجية والنفسية التي يمرون بها ، وجرعات من الحب ستسهم في توجيه هذه المتغيرات الى الوجهة الصحيحة ، وتجنب الوقوع في مطبات الحياة الكثيرة .
وعندما يشعر المراهق أن هناك أناسا ً يحبونه ، فأنه يدرك أن هذه المحبة تأتي من الثقة الممنوحة له ، وتتحول هذه الثقة الى عهود وأتفاقيات بين المراهق وذاته ، تدفعه الى ممارسة السلوك الجيد الذي يظهره أمام نفسه وأمام الآخرين بالمظهر اللائق ، فتنمو لديه مشاعر الرضى الضرورية للتغيرات الحاصلة له ، وتصبح مشاعر الحب ، كدفـّة السفينة في قيادة مشاعره الهائجة نحو برّ الأمان ، وهذا ماتؤكده مقولة (أوسكار وايلد) "عندما تحب إنسانا ، فأنت تضع بداية ً لقصةِ حبٍّ ستمتد مدى الحياة ".
الا أن هذا الأمتياز للحب ، لايعني ترك الحبل على الغارب ، وكلمة (لا) هي أيضا نابعة ٌمن نفس مصدر الحب ، فالطفل من الممكن أن يقع في الخطأ ، وهذا أمر طبيعي بحكم خبرته المحدودة تجاه مغريات الحياة ومفاتنها ، فيكون من الواجب علينا أن نوصل مفهوم كلمة (لا) الى أبنائنا بما يخدم مسيرة حياتهم ويغني ذخيرة خبراتهم نحو هذه الحياة .
إن الحوار المتواصل بين الآباء والأبناء المغطى بالحب النابع من الأهتمام والاحترام المتبادل بين الطرفين سيسهم في تبادل الأفكار والآراء والمخاوف والشكوك بحسن نية ، وتتحول العلاقة الوالدية الى علاقة صداقة متينة بين الأب والأم وأولادهما ، فتنهار سدود الخوف وحواجز الشك بينهم ، لتبنى بدلا عنها ، جسورا ً من المحبة والثقة التي تجعل الأب ممتنا ً من تصرفات إبنه بالشكل الذي يتناسب مع ما قدّمه له من خبراته المتراكمة ، وتجعل الأبن بالمقابل ، جنديا ًهماما ً مؤمنا ً بما يريده وما يتوقعه الآخرون من إنجاز يُحسب له ...





#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنفجار العاطفي لا يقتل أحدا ً
- المنافسة الأخوية ... مباراة لا تحسمها حتى ضربات الجزاء
- في بيتنا آنسة ..؟
- النجاح
- الثقة ... جسر متين الى عالم الأطفال
- الضمير ... معلم خارج نطاق المدرسة
- القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثامنة .. السلوك العدواني .. ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - إنك لا تصنع الحب .. ولكنك تداريه !