أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الأنفجار العاطفي لا يقتل أحدا ً














المزيد.....

الأنفجار العاطفي لا يقتل أحدا ً


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأنفجار العاطفي .. ويقصد به كمية المشاعر المنبثقة من أعماق النفس التي لها من القوة والشدة بما يؤثر على الشخص المنفجر عاطفيا ً ، وكذلك المتلقي بنفس القوة يفقد فيها الشخص السيطرة على مشاعره وسلوكه .
يصاب الأفراد على إختلاف أمزجتهم وتقلبهم للأمور في بعض الاحيان ، بما يسمى بالأنفجار العاطفي ، حيث تنشأ قوته من قوة الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التى يتعرض لها الفرد في حياته اليومية ، وتختلف الدوافع للأنفجار العاطفي بين فئات الناس المختلفة ، فنجد أن الأنفجار العاطفي لدى الاطفال يتوقف حصوله على الشئ الذي يريده الطفل ، إذ أن حاجته للأنفجار حاجة وقتية ، فمثلا ، ينفجر الطفل باكيا ً حينما يرى أمه تعود من عملها ، بينما لم يحرك ساكنا ً طوال فترة غيابها بعيدا ً عن المنزل ، إن مثل هذا السلوك المعبّر ، هو سلوك طبيعي ، إذ تعتبر الأم الملاذ الآمن للطفل ، خاصة في سنين حياته الأولى لما توفره من حب ورعاية وتلبية للحاجات الطبيعية والنفسية . و حين تذهب الأم بعيدا ً عنه لفترة نجده يكبت مشاعره ويتحدد في تصرفاته ، يسمع ويأتمر لأوامر الكبار المعيلين له في غياب أمه حتى عودتها ، فنجده يتمرد عليهم ويبكي ويضرب الارض بقدميه ، وقد يضرب أمه رفضا ً منه لغيابها وحرمانه منها ، ولو لفترة وجيزة .
إن هذا الشعور بالفراغ العاطفي قد يصبح فيما بعد بؤرة لتراكم الأضطرابات النفسية المختلفة التى نجدها غالبا ً ما تظهر بين الأطفال الذين تتركهم أمهاتهم لفترة ما ، في الحضانة مثلا ً أكثر من الأطفال الذين يتربون في أحضان أمهاتهم .
وقد تنتشر هذه العادة النفسية لتشمل الفئات العمرية الأكبر ، فنجدها بين المراهقين ، وخاصة الذكور منهم ، كأداة للتعبير عن رفضهم للطاعة الجبرية للكبار التى دامت فترة الطفولة بأسرها .
وحيثما يدخل الصبي مرحلة المراهقة ، يجد نفسه أمام تغيرات بايولوجية متنوعة ، إبتداءً من المظهر الخارجي وحتى التركيب الداخلي ، تدفعه قوة التغيير الى الأعتراض والصراخ ، فيجد نفسه كمن يصرخ في حضور الطرشان ، ظنا ً منه بعدم وجود من يسمعه أو يعيره الأنتباه ، فيعبر عن أفكاره وآرائه بمشاعر جياشة عارمة في حالات الفرح والحزن على حد سواء .
وتكمن خطورة الأنفجار العاطفي عند الاطفال ، بتحوله من عادة يستعملها الطفل كأداة للضغط على والديه ، الى سلوك ٍ يتبناه ، وعادة ٍ يتطبع بها أجتماعيا ، ويعتبرها وسيلة ناجحة للتأثير على الغير في حياته المستقبلية ، فضلا ً عن إستخدام هذه الأداة في تحطيم ذاته ، إذ تتعطل هذه الذات وتكبح لديها مشاعر المنافسة والأندفاع لتحقيق مبتغاها بالطرق السلمية الواضحة السوية.
إن واجبنا كأمهات وآباء يكمن في التوجيه الصحيح لأمتصاص هذا الانفجار الذي قد يتحول الى كارثة ، إذا لم نستطع أن نتعامل معه في الوقت المناسب ، فعلى الوالدين أن يتركا فسحة من الوقت لرعاية الاولاد ، وترك مجال كاف ٍ لهم للتعبير عما يجول في خواطرهم وأفكارهم وقلوبهم الهائجة الصغيرة ، ومحاولة تفهم وجهات نظرهم تجاه الأمور المختلفة ، مع التأكيد على الحدود التي يتوقف عندها المُثار نفسيا ً ومحاولة عدم تجاوزها ، والعمل على منح الثقة للأبناء في طلب المساعدة من الوالدين في حالة اليأس من إيجاد الحلول المناسبة لأي موقف قد يتعرضون له في مسيرة الحياة الطويلة.



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنافسة الأخوية ... مباراة لا تحسمها حتى ضربات الجزاء
- في بيتنا آنسة ..؟
- النجاح
- الثقة ... جسر متين الى عالم الأطفال
- الضمير ... معلم خارج نطاق المدرسة
- القِصّة .. فراشة ٌ تحلّقُ بين عقل ِ الطفل ِ وحواسه
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثامنة .. السلوك العدواني .. ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة السابعة .. لا يكذب الأطفال ... ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة السادسة .. التبول اللاإرادي . ...
- الاضطرابات السلوكية - الحلقة الخامسة - التعلق ،... تأرجح بين ...
- الاضطرابات السلوكية ... الحلقة الرابعة ... الخجل ... خمار ال ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من ا ...
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم


المزيد.....




- بعد إزالة آخر سد.. شباب السكان الأصليين يستعيدون نهرهم التار ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات فيديو -سرقة أسوار حديدية من الطر ...
- وفد ديني من القدس يتفقد كنيسة العائلة المقدسة في غزة بعد الق ...
- غزة: مقتل 32 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين أثن ...
- أفول الهيمنة الأميركية.. صعود الصين والمأزق في الشرق العربي ...
- القسام تبث مشاهد لعمليات استهداف آليات وقتل جنود إسرائيليين ...
- بعد الحرب.. إيران تعلن فشل خطة تدمير برنامجها النووي بالكامل ...
- لجنة الانتخابات بالكاميرون تبدأ استقبال ملفات المترشحين للرئ ...
- خبير عسكري: مقاومة غزة بدأت تستخدم تكتيكات جديدة وذكية في عم ...
- فسيفساء بومبيي الإيروتيكية.. كنز سرقه النازيون قبل 80 عامًا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لبنى الجادري - الأنفجار العاطفي لا يقتل أحدا ً