أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مؤتمر حرية العراق - التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الأول لمؤتمر حرية العراق















المزيد.....



التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الأول لمؤتمر حرية العراق


مؤتمر حرية العراق

الحوار المتمدن-العدد: 2079 - 2007 / 10 / 25 - 11:57
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


يعتبر هذا التقرير احد الوثائق الرئيسية التي قدمت إلى المؤتمر الأول الذي عقد في يوم 20-10-2007. وبعد ان تم مناقشته وأغنائه ثم التصويت عليه ليحصل على تأييد خطوطه الأساسية ثم النشر العلني. وتعتبر هذه النسخة هي الاخيرة للنشر.
المقدمة:
يحاول هذا التقرير معالجة اهم نقاط ضعف مؤتمر حرية العراق الى جانب ابراز نقاط قوته من خلال مكانة المؤتمر في الاوضاع السياسية في العراق والمعادلة السياسية الى جانب تقييم خطواته في جميع الميادين من اجل تحقيق استراتيجيته في طرد الاحتلال والعصابات الطائفية والعرقية وبناء مجتمع انساني حر وتأسيس حكومة علمانية وغير قومية تعرف البشر في العراق على اساس هويته الانسانية.
ان اهمية هذا التقرير تكمن في تشخيص المرحلة التي وصل اليها مؤتمر حرية العراق في خضم الاستراتيجية المذكورة والمهام الملقاة على عاتقه لانجازها.

ان التحليل الدقيق للاوضاع السياسية الذي تحلى به مؤتمر حرية العراق، وضع في كل مرحلة الاولويات السياسية لتنفيذها. الا ان ومع كل ما حذر منه من نتائج سياسية وتداعياتها للاحداث السياسية المتعاقبة، لم يستطع مؤتمر حرية العراق في الدخول في صراع على السلطة السياسية لصالح جماهير العراق الا في حملته المضادة لقانون النفط من خلال تشكيل الجبهة المناهضة لقانون النفط والتي سنعرج عليها بالتفصيل. وطبيعي هناك العديد من الاسباب التي حالت دون بلوغ مؤتمر حرية العراق الى الموقع الذي يجب ان يحتله واهمها ضعف التصور داخل قيادة مؤتمر حرية العراق لمكانة المؤتمر داخل المجتمع العراقي في تخليص الجماهير من اوضاعها المأساوية.
ان تحديد الاولويات دائما كانت في مكانها كما ذكرنا والتركيز عليها وجدت دائما من ضمن أجندة المكتب التنفيذي الا ان تحقيقها بالمستوى المطلوب تعود الى النقطة التي اشرنا إليها.

ان فشل الإستراتيجية الأمريكية في العراق اصبح احد المعالم الرئيسية لهذه المرحلة وان انفراط العقد وصلت الى ذروتها بين القوى السياسية التي ايدت جميع جرائم الاحتلال وسينار يوهاتها السياسية وارتكاب مليشياتها الويلات والأهوال بحق الإنسانية. وحتى الوصول الى اتفاقات جديدة بين تلك القوى او تحقيق جبهات جديدة لن تحل مشكلاتها او تحسم الصراع على السلطة السياسية. في المقابل غرقت قوى المقاومة المسلحة الرسمية في المستنقع الطائفي وفقدت منذ بدء عملها الهوية السياسية لتوحيد صفوف جماهير العراق لطرد الاحتلال وبناء مجتمع أنساني حر.
وهنا يظهر امامنا معادلة متعاكسة، احد طرفيها، هو ان الفرصة أصبحت قليلة لبروز تيارنا كقطب يلعب دورا كبيرا في قلب المعادلة السياسية في العراق. والطرف المعاكس او الاخر للمعادلة ان حركتنا الوحيدة القادرة في رفع راية طرد الاحتلال واعطاء بديل سياسي لانتشال المجتمع برمته من دوامة الفوضى والإرهاب والعنف والحرب الأهلية.

في النهاية ان هذا التقرير يحاول اعطاء صورة واقعية لمكانة مؤتمر حرية العراق وفي نفس الوقت القاء الضوء على النقاط التي يجب ان يدفع بها المؤتمر لتحقيق استراتيجته ومن ثم تسليح كوادر واعضاء المؤتمر بالافق السياسي الذي يجب ان يمتلكه.



مؤتمر حرية العراق ومرحلة التأسيس:
لقد كانت اصعب مرحلة مر بها المؤتمر هي مرحلة التأسيس. ان تشخيص منشور المؤتمر للأوضاع المأساوية التي خلقها الاحتلال والقوى السياسية سواء التي ايدت مشروع الاحتلال او التي ارتكبت الجرائم بحق المدنيين تحت عناون محاربة الاحتلال من خلال تفجير المناطق المدنية من الاسواق والمحلات المعيشية وأماكن العمل، خلق اجواء رجعية سادت على عموم المجتمع وخيمت على الجماهير وأفقدتها الثقة بالعمل السياسي والتغيير لصالحها. لذلك مرت مرحلة التأسيس بصعوبة بالغة إذ من جهة أفقدت تلك الأجواء الثقة داخل الجماهير بأن هناك قوة قادرة على التغيير بسبب الإمكانات المادية الهائلة التي تتمتع بها جميع تلك القوى السياسية سواء مدعومة من قبل الاحتلال أو مدعومة من قبل دول المنطقة ومن جهة أخرى فقدان المصداقية السياسية في صفوف المجتمع. وبالرغم من طيلة فترة تأسيس المؤتمر ومن ثم إعلانه في 19 آذار 2005 في الذكرى الثالثة للحرب على العراق إلا إن انخراط شخصيات مهمة من الناحية السياسية والاجتماعية أعطت زخما كبير في إعلان تأسيس المؤتمر.
وما بعد مرحلة التأسيس وضع المكتب التنفيذي أولى مهامه، تعريف المؤتمر على صعيد العراق وخارجه وعمل على تأسيس صفحته الالكترونية التي كانت عامل مهم في نشر سياسة وأفكار المؤتمر على الصعيد العالمي ثم عمل على اصدار صحيفته"معا نحو الحرية" التي صدر منها 21 عدد. وبالرغم من عدم انتظامها إلا إنها كانت محل اهتمام القوى والشخصيات السياسية وجذب عدد كبير من الناس إلى صفوف المؤتمر.
الحرب الطائفية:
بعد تفجيرات سامراء في شباط 2006 تحولت الحرب الاهلية الطائفية بين القوى السياسية التي اعتاشت على الاحتلال الى حرب علنية اعترفت بها تقارير المخابرات المركزية الامريكية وكوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة على الرغم من محاولات جميع الاقلام المأجورة والادارة الامريكية والحكومة الموالية للاحتلال والاعلام الرسمي وغير الرسمي من تسمية الحرب الاهلية بالعنف الطائفي. و كانت تحاول اخفاء فشل سياسة الاحتلال من التقسيم القومي والطائفي للمجتمع العراقي وفي نفس الوقت اخفاء الهوية الطائفية المقيتة للحكومة المولالية للاحتلال .اما في جميع بيانات وتصريحات قادة مؤتمر حرية العراق وفي اعلامه الرسمي وقبل تفجيرات سامراء، كانت الحرب الاهلية الطائفية العناوين البارزة لها.
وقد خيمت اجواء الرعب وبشكل خاص على مدينة بغداد التي تحولت الى مدينة للاشباح حيث اصبحت خالية في ايام عديدة. ولقد هربت جميع القوى السياسية التي دخلت السيناريو الامريكي من بغداد واغلقت مكاتبها ومقراتها. فقسم منها هربت الى المنطقة الخضراء تحت الحماية الامريكية والقسم الاخر الى خارج العراق. اما الناس العاديين فبدؤوا يتركون اماكن عملهم وسكنهم للحفاظ على حياتهم او رحيلهم الى المدن المجاورة. واصبحت العصابات الطائفية هي التي تصول وتجول في شوارع بغداد. ورافقها موجة من الاغتيالات الطائفية في العديد من المدن وخاصة البصرة. وبدء التطهير الطائفي على قدم وساق في العديد من مناطق العراق. وكانت لوزراتي الداخلية والدفاع الدور الكبير في التطهير الطائفي.
رفع شعار لا شيعية ..لا سنية..الهوية انسانية:
وفي خضم تلك الاوضاع رفع مؤتمر حرية العراق شعار "لا شيعية... لا سنية .. الهوية انسانية" ووزع الاف النسخ منها في العديد من مناطق بغداد. وجذب ذلك الشعار انتباه الشارع العراقي بأن هناك قوة اخرى تعمل على مجابهة هذه العصابات الطائفية ووضع حد لدوامة العنف والارهاب وبدء الناس العاديين يتلقفونها وبدؤا من جديد بطبعها وتوزيعها في مناطق الاعظمية والكسرة والثورة والزعفرانية.... الى جانب ذلك عقد مؤتمر حرية العراق العديد من التجمعات الجماهيرية لتوحيد صفوفها وتسليحها بافق المؤتمر وتشكيل قوة الامان حيث عقدت اجتماعات في مناطق الزعفرانية وحي الاطباء وحي العسكري والحسينية وكذلك عقد مؤتمرين في مدينة البصرة وحضرها ابرز الشخصيات والقوى السياسية في المدينة لمواجهة الحرب الطائفية وكان لهما صدى اعلامي وسياسي وكبير..
وقد رافق الشعار اعلاه شعار اخر "لا للاحتلال.. لا للعصابات الطائفية" حيث وزع ايضا في مدن البصرة والناصرية وبغداد. وادى الشعار الاخير الى استفزاز قوات الاحتلال مما دفغها الى ازالة لافتات المؤتمر في ساحتي التحرير و النصر وتمزيقها كما انها اقتحمت منطقة مقر المؤتمر ثم مقر المؤتمر ومزقت لافتاتها.
قوة الآمان والمواجهة مع قوات الاحتلال:
ومن الناحية العملية شرع مؤتمر حرية العراق في تاسيس قوة الامان للرد على تفاقم الاوضاع الامنية وتشديد الحرب الطائفية. وبدأت مناوراتها الميدانية في 23 ايلول من عام 2006في العديد من مناطق بغداد مثل شيخ معروف والعيواضية والكرنتينة وحي العسكري وحي الاطباء وفي مدينة صفوان في البصرة. وقامت ايضا بأحباط محاولتين لفتح مكاتب لجماعات طائفية في الحي العسكري كما انقذت العديد من طلبة المدارس من الموت اثناء اشتباكات مسلحة بين مجهولين والقوات الحكومية. وعلى اثر ذلك لاقت قوة الامان صدى اعلامي وسياسي وجماهيري. وبسبب الشعار الذي رفعتها قوة الامان " لا شيعية ... لا سنية..الهوية انسانية" اصبحت محل ثقة المناطق التي تواجدت فيه واسندت من قبل المجلس المحلي والبلدي الذي انتمى اعضاء منهما الى مؤتمر حرية العراق.
ومع اعلان استراتيجية بوش الجديدة وبدء خطة امن بغداد التي شن مؤتمر حرية العراق حملة سياسية ضدها من خلال المؤتمرات الصحفية والمقابلات التلفزيونية ونشر شعارات عديدة في العديد من الاماكن وتنظيم الندوات الجماهيرية. ولقد لخص المؤتمر موقفه من تلك الاستراتيجية بأنها امتداد للاستراتيجية القديمة وتعبير عن فشل سياسة الحرب والاحتلال وستكون هذه الاستراتيجية الجديدة مرحلة اخرى لتشديد العسكرتاريا الامريكية والضرب بشكل اعنف مخالفيها السياسين ومحاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من المشروع الامريكي واعادة مأساة الفلوجة والنجف والثورة وتلعفر...
ومن خلال تصاعد النشاط الاعلامي والسياسي والجماهيري وعلى الصعيد الميداني من قبل قوة الامان دفعت المليشيات الطائفية في وزارتي الداخلية والدفاع وبالتنسيق مع قوات الاحتلال الى اقتحام مقر مؤتمر حرية العراق ثلاثة مرات واعتقال عدد من حمايته تارة، وتارة اخرى تمزيق لافتات مؤتمر حرية العراق التي حملت الشعارات اعلاه في الاحياء المذكورة اعلاه وفي المنطقة التي يقع فيها مقر المؤتمر وكذلك اعتقال فعالي المؤتمر في مدينة الناصرية لساعات التي تزامن مع اعتقال افراد حماية المقر في بغداد.
ووصلت ذروة المواجهة الى اقتحام بيت مسؤول قوة الامان عبد الحسين صدام وفتح النار يشكل عشوائي على البيت مما ادى الى قتله وجرح ابنته.
وقد شن مؤتمر حرية العراق حملة سياسية ودعائية على الصعيد المحلي والعالمي ضد جريمة قوات الاحتلال البشعة. ولاقى صدى اغتيال مسؤول قوة الامان سخطا وغضبا محليا وعالميا. ونظمت عدد من التظاهرات امام السفارات الامريكية في اليابان و العواصم الغربية وكذلك سلمت مذكرات احتجاجية الى المسؤولين في تلك السفارات. ومحليا نشرت وسائل الاعلام العربية والمحلية خبر الاغتيال المذكور.
من الجانب الاخر فرض اغتيال مسؤول قوة الامان التراجع على مؤتمر حرية العراق لفترة مؤقته وعلى اثرها اصدر قرار بوقف نشاطات قوة الامان في بغداد لفترة محددة لتنظيم صفوف القوة والاستعداد بشكل افضل لامتصاص أي ضربة ممكنة.
فتح فضائية "سنا":
لقد لعب الاعلام منذ الاحتلال وبعده في ترويج اشد واكثر المفاهيم والافكار رجعية في المجتمع. فلقد روج لمشاريع الاحتلال ومفاهيمه السياسية وادخل العديد من العبارات والمصطلحات المتخلفة والمعادية للماهية الانسانية. فكان تقسيم الناس على اساس طائفي وقومي وديني ولصق صفة الشيعي او السني او العربي او الكردي او التركماني او المسيحي بالبشر في العراق، روج من خلال العشرات من وسائل الاعلام التي دعمت من ادارة الاحتلال ودول المنطقة. اضافة الى ذلك اعطيت صورة مشوهة للمجتمع العراقي امام الراي العام العالمي وصور بأن الصراع والحرب الاهلية الطائفية والقتل على اساس على الهوية سببه تخلف الناس في العراق واعرافهم وتقاليدهم. وفي نفس الوقت حرف اصابع الاتهام تجاه الاحزاب والقوى القومية والطائفية والاحتلال لما تحدثه من دمار يومي الذي يحدث في المجتمع العراقي. وهكذا تمكن الاعلام المأجور من تصوير البشر في العراق بأنهم يقتلون بعضهم بعض وانه القدر المحتوم للمجتمع العراقي. وكل ذلك من اجل تبرئة الاحتلال وفرض تقسيمه الطائفي والقومي للمجتمع العراقي كثمن يدفع للجماعات الطائفية والقومية التي اتت مع الاحتلال لاضفاء الشرعية على الجرائم التي يقترفها بحق جماهير العراق يوميا. وفي نفس الوقت الاظهار للعالم بأن ليس هناك قادة اخرين في المجتمع العراقي غير الحكيم والطلباني وعلاوي والهاشمي والصدر والزرقاوي...
ولمواجهة تلك الرياح المسمومة والافكار النتنة التي لم تكن لها جذور في تاريخ المجتمع العراقي المتمدن وابراز القادة الحقيقيين لجماهير العراق التي تدافع عن مصالحها من اجل الحرية والامن والرفاه قررت قيادة المؤتمر في امتلاك جهاز فضائية لمقارعة تلك الافكار المعادية للهوية الانسانية. وخلال فترة قياسية استطاعت ان تأسس فضائية سنا ومن الامكانيات الحركة المناهضة للحرب في اليابان.
وهكذا في 24 نيسان من هذا العام فتحت فضائية سنا وبدأت بثها التجريبي. وبالرغم من الامكانات المادية الضعيفة وبثها على القناة الاوربية لاسباب فنية وسياسية الا انها استطاعت ان تكسب مشاهدين لها في داخل العراق وخارجه. واصبحت هذه الفضائية هي اول فضائية علمانية وتروج للافكار الانسانية وتقف ضد الاحتلال والعصابات الطائفية دون أي تردد.
الا ان هذه الفضائية لم تصل الى الان الى الحد المطلوب لضعف الامكانات المادية حيث تحتاج الى تطوير اكبر من الناحية الفنية وتحتاج الى ان تكون بشكل اكثر المعبر الحقيقي عن هموم الناس ولسان حال قيادتهم ونقصد بقيادة مؤتمر حرية العراق.
الجبهة العالمية المناهضة للحرب:
اصبح العراق ساحة للحرب الارهابية الدولية. فالاولايات المتحدة الامريكية لها حليفاتها في حربها في العراق والتي تمثل احد القطبين المتصارعين. ومجموعات الاسلام السياسي التي تمثل القطب الاخر لها تحالفها الدولي. وللاحاق الهزيمة بقوات الاحتلال وطردها من العراق الى جانب اعادة تحجيم دور جماعات الاسلام السياسي واقصائها من حياة الجماهير تحتاج الى تحالف دولي لمواجهة القطبين الرئيسين. أي بعبارة اخرى ان احد العوامل في تحقيق استراتيجة المؤتمر هو بناء تحالف دولي.
وعشية الاحتلال وبعد الاحتلال لعبت الجبهة العالمية ضد الحرب دورا كبيرا في الضغط على الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها لانهاء احتلالها للعراق. ولقد نجحت الحركة المناهضة للحرب في اسبانبا وايطاليا وكوريا الجنوبية واليابان بأنسحاب قواتها من العراق. وايضا ان نفس الحركة اسهمت في دفع توني بلير على الاستقالة من منصبه وتغيير مجمل السياسة البريطانية تجاه العراق. وقد وضع مؤتمر حرية العراق في كسب الجبهة العالمية المناهضة للحرب ومساندة نضاله من اولوياته السياسية. وبالفعل نجح مؤتمر حرية العراق في بناء جبهة مساندة وداعمة في اليابان المتمثلة MDS و ZENKO المعروفة بالحركة من اجل الديمقراطية الاشتراكية والتجمع القومي من اجل الديمقراطية والسلام والتي يعود الفضل المباشر لها في تأسيس فضائية سنا وتقديم كل اشكال الدعم السياسي والمادي للمؤتمر. واستطاع ايضا من كسب اهم المنظمات واكبرها في الولايات المتحدة الامريكية مثل عمال امريكا ضد الحربUSLAW التي تمثل 6 ملايين عامل ومنظمة لجنة خدمة الاصدقاء الامريكين ِAFSC وقوى وشخصيات سياسية مهمة اضافة الى توجيه أنضار عدد من اعضاء الكونغرس الامريكي من خلال اللقاءات المباشرة معهم بوجود تيار ثالث تحرري في العراق. وفي نفس الوقت استطاع مؤتمر حرية العراق ان يجر هذا التيار الى جانبه وتبني بديل المؤتمر في تأسيس حكومة علمانية وغير قومية. وجذب شعار "لا شيعية..لا سنية..الهوية إنسانية" لفت انتباه هذه الحركة وكسب تعاطفها حتى اصبحت العناوين الرئيسية في افتتاح مناسبة هذه الحركات في اليابان او تصدرت ادبيات وصحف واعلام تلك الحركة. وخلال سنتين من تأسيس مؤتمر حرية العراق عقد مؤتمرين عالميين للتضامن مع مؤتمر حرية العراق، كان الاول في طوكيو والثاني في مانيلا. وتبنى المؤتمرين اهم المشاريع الاصلية للمؤتمر والذي اسفر عنهما تأسيس فضائية سنا وكذلك دعم البديل السياسي للمؤتمر. ويعتبر هذا اول حركة والوحيدة التي لها جبهة عالمية تساند نضالها.
اما جر هذه الجبهة برمتها على الصعيد العالمي بالرغم من وجود تعاضد مع مؤتمر حرية العراق في كوريا الجنوبية وفلبين واندونيسيا وتكرار النموذج الياباني ما زال يعتريه الضعف والكثير من النواقص. وان المشكلة الرئيسية التي تواجه هذا الميدان هي بعدم وجود قيادة للمؤتمر محترفة وتعمل بشكل منسجم وبأفاق واضحة في الخارج.
فصائل المقاومة المسلحة وأزمة الهوية:
بعد فتوى الزرقاوي الشهيرة في اباحة دم الشيعة في تشرين الاول من عام 2005وضعت فصائل المقاومة المسلحة التي قاتلت الاحتلال في مأزق حقيقي. وتعد تفجيرات سامراء هي الاخرى، لتكشف الستار بشكل نهائي عن محتوى وماهية الفصائل التي بررت جرائمها بحق الانسانية ولاكثر من ثلاث سنوات. ففي الوقت الذي انكسرت الراية القومية العروبية بعد سقوط بغداد في مقارعة الاحتلال، سقطت القوى الاخرى التي قارعت الاحتلال تحت الراية الاسلامية. من الناحية الاخرى دخلت الاطراف الرسمية من المقاومة المسلحة مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين التي صنفت في المجتمع "بالمقاومة السنية" في تحالف مع قوات الاحتلال الامريكية لمحاربة القاعدة اما الجناح البعثي"الجناح الدوري" فرفعت راية محاربة الاحتلال الفارسي والدخول في المفاوضات هي الاخرى مع قوات الاحتلال. فيما غرقت جماعة الصدر التي عرفت هي الاخرى بمجابة الاحتلال عسكريا بالمستنقع الطائفي بعد ان لعبت مليشياته المعروفة بجيش المهدي دورا عظيما في التطهير الطائفي. وهكذا انقسمت الراية الاسلامية التي حاربت الاحتلال عسكريا لمدة اكثر من سنتين الى راية طائفية شيعية وراية طائفية سنية لتغرق في مستنقع الطائفية وتوجه بنادقها تجاه الابرياء وتصفيتهم بعد الحكم والفرض عنوة عليهم التصنيف الطائفي. وخفتت الصبغة الاسلامية للمقاومة وباتت مرفوضة في الشارع العراقي وخسرت مؤيديها وترك المئات اذا لم نقل الاف منهم الساحة العسكرية.
وفي خضم هذا الصراع اتصل العديد من الفصائل المسلحة التي انشقت قسم منها من الفصائل الرسمية او التي كانت تعمل بشكل مستقل بمؤتمر حرية العراق كي تجد مكانها وهويتها السياسية بعد النشاط الدعائي والسياسي والجماهيري والاعلامي للمؤتمر والميداني لقوة الامان . بعبارة اخرى اصبحت هوية المؤتمر هي الضمان في توحيد صفوف الجماهير وقيادتها تحت راية واحدة وشعار " لا للاحتلال.. لا للعصابات الطائفية" "لا شيعية..لا سنية.. الهوية انسانية". وعلى الرغم من ان اتصال تلك الفصائل بمؤتمر حرية العراق يدلل على المكانة الكبيرة التي احتلها المؤتمر على الساحة السياسية الا انه لم يؤثر على الخط الرسمي للمؤتمر وهو عدم اتخاذ المقاومة المسلحة كتكتيك نضالي وطريق في طرد الاحتلال.
الجبهة المناهضة لقانون النفط
ان فشل الاحتلال في تحقيق استراتيجتها التي تتلخص في ايجاد حكومة موالية لها تخلق الاستقرار السياسي وتحقق مشاريعها السياسية في العراق كي يكون نموذجا في المنطقة وفرض مفاهيم النظام العالمي الجديد والهيمنة الامريكية، ادت بها الى البحث عن الحلول لضمان الحد الادنى لمصالحها السياسية والاقتصادية بعد سحب قواتها من العراق تحت ضغظ الجبهة المناهضة للحرب داخل الولايات المتحدة الامريكية وعدم مضي حلفائها قدما في دعم الادارة الامريكية الى ما لانهاية.
ولم يكن تقرير بيكر-هملتون الا التعبير عن الانقسام الحاد داخل الهيئة الحاكمة حول تحقيق استراتيجية الادارة الامريكية. حيث يعترف بفشل سياسة الاحتلال وحجم المأساة التي خلقها في المجتمع العراقي. والتقرير المذكور يعترف ايضا بدور ايران وسورية في العراق كلاعبين اساسين وعلى الادارة الامريكية القبول بهذا الواقع ومشاركتهما من خلال ما اسماه التقرير بالهجوم الدبلوماسي. وايضا يحذر التقرير من بناء قواعد عسكرية دائمة في العراق او اظهار الادارة الامريكية بأنها تطمع بالنفط العراقي. الا ان الادارة الامريكية الحالية لا تقر بهذا الفشل بل وحاولت من خلال التقرير الجديد الذي قدمه بروان-بيتراويس في شهر ايلول بعد اعلان استراتيجة بوش الجديدة وزيادة عدد قواتها مطلع هذا العام اثبات صحة سياسة الاحتلال.
من جهة اخرى تحاول تمرير مسودة قانون النفط والغاز التي تضمن حق مافيا الشركات النفط الامريكية ان تصول وتجول في العراق من خلال عملائها في الحكومة العراقية التي وافقت على مسودة القانون المذكور وتحويلها الى الجمعية الوطنية العراقية لتصادق عليها عن طريق تقديم الرشاوي والاكراميات وشراء ذممها.
وان الضغط الذي تمارسها الادارة الامريكية على الحكومة العراقية لتمرير القانون يأتي ضمن الحلول التي وضعتها لضمان مصالحها وانسحابها من العراق. وحاولت الادارة الامريكية من خلال التدمير التي الحقتها قوات الاحتلال وبث الرعب في المجتمع عن طريق عسكرتاريتها ووحشيتها والقيام بالاعتقالات العشوائية والقتل والرمي في غياهب السجون دون اية محاكمات اواحترام اية معاير دولية لحقوق الانسان مبررة اياها بمحاربة الارهاب الى جانب عبث العصابات الطائفية بأمن وحياة الناس، حالت للمرحلة المنصرمة في ظهور حركة احتجاجية جماهيرية تقف بوجه مشاريع الاحتلال. الا ان تلك الاوضاع الامنية لم تحول الى ما لانهاية من بروز تلك الحركة. فالشرارة التي اطلقها اتحاد نقابات نفط الجنوب ضد القانون ومن ثم مبادرة مؤتمر حرية العراق في تشكيل الجبهة المناهضة لقانون النفط لتنظيم حركة جماهيرية عارمة على صعيد العراق والعالم كسرت الصمت وبثت القلق والخوف في صفوف الحكومة العراقية وجرت الجماهير وفي مقدمتها قادة الحركة العمالية الى الشارع. واستطاعت الجبهة المناهضة لقانون النفط خلال شهر ونصف من عقد عشرات المؤتمرات العامة والصحفية والتجمعات الجماهيرية والندوات والاعتصامات. وخلقت هذه الفعاليات والنشاطات استقطابات جديدة على الساحة السياسية. وهي بروز تيار ثالث لها مصالحها وبديلها السياسي. واستطاع ان يلف هذا التيار قوى ظنت عن طريق الدخول الى السيناريو الامريكي وتأييد كل جرائم الحرب والاحتلال والتقسيم الطائفي والعراقي للمجتمع العراقي بأنها قادرة على تغيير المعادلة السياسية. وظهر مع هذا التيار صف من القادة غير الذين عرفتها جماهير العراق خلال اكثر من اربع سنوت من الدمار قادة الحرب والاحتلال والجماعات الطائفية والقومية. ان حسن جمعة وصبحي البدري وعبد الكريم عبد السادة... هم القادة الذين ارعبت اسمائهم الحكومة الموالية للاحتلال واصدرت امر اعتقالهم. وكذلك دفعت حكومة المالكي بالتهديد والوعيد لإرغام عدد من قادة نقابات نفط الجنوب بالتوقيع على عدم قيادة الحركات الاحتجاجية ضد قرارات الحكومة.
ان الاستقطابات الجديدة ادت الى كسر الاجواء اليمينية والرجعية على الساحة السياسية وان تدفع الحركة العمالية التي يقف خلفها مؤتمر حرية العراق وقادته في الدخول الى الصراع ضمن المعادلة السياسية. واثبتت الوقائع العملية بأن الحركة العمالية في العراق بأمكانها توحيد صفوفها وتخليصها من التشرذم الحالي وتوحيدها تحت راية واحدة ضد الاحتلال ومشاريعه. فالوقائع تقول بأن عشرات النقابات العمالية بعد الحملة المناهضة لقانون النفط وقيادة هذه الحركة من قبل القيادات العمالية انظمت الى الجبهة المناهضة لقانون النفط واتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق. وطبعا تعتبر جر الحركة العمالية الى المعترك السياسي حلقة من حلقات تحقيق استراتيجة مؤتمر حرية العراق في طرد الاحتلال وتشكيل حكومة غير قومية وغير دينية.
ان هذه الحركة التي ستشهد في الايام المقبلة التصعيد بحملتها الدعائية والسياسية تحتاج الى قيادة اكثر انسجاما ولف أوسع القطاعات من جماهير العراق وتسليح الجماهير بأفقه السياسي وبديله.
مسألة كركوك:
ان مسألة كركوك جزء من الصراع بين الجماعات القومية والطائفية على النفوذ والثروات والسلطة. وان هذه القنبلة الموقوتة التي ستنفجر في اية ساعة ستجر مجمل المجتمع الى صراع دموي اشد من الصراع الطائفي الذي يشهد عنف واضح وقتل على اساس الهوية ضد الابرياء. وكلما تعمق فشل المشروع الامريكي في العراق وعدم قدرة الادارة الامريكية في التحكم بالصراع السياسي في العراق، كلما دفع بتمزيق الائتلافات الهشة بين القوى القومية والطائفية المتصارعة وبالتالي تدفع بشكل سريع تدخل دول المنطقة عسكريا بشكل مباشر كطرف في الصراع لحسم الامور لصالحها كما يحدث اليوم في قصف المناطق الحدودية في كردستان العراق من قبل القوات الايرانية وتوغل الجيش التركي بحجة مطاردة حزب العمال الكردستاني لتحفظ مصالحها في العراق. وان مسألة كركوك هي احد القضايا الرئيسة التي تحاول دول المنطقة في ايجاد دور لها.
ولحساسية هذه المسألة وخطورتها على الوضع السياسي والامني ومستقبل الجماهير طرح مؤتمر حرية العراق" وثيقة كركوك السياسية". وكانت للوثيقة صدى اعلامي وسياسي في بغداد. وعقدت قيادة المؤتمر اجتماعا مع بعثة الامم المتحدة في بغداد وكان احد مواضيعه الرئيسية وثيقة كركوك السياسية والتي اعتبرها ممثلي الامم المتحدة مبادرة صحيحة لانقاذ المجتمع العراقي من دوامة اخرى من العنف الدموي.
الا ان تلك الوثيقة لم يعمل عليها المؤتمر بشكل دعائي وجماهيري وسياسي واسع على المستوى المحلي والعالمي لتحشيد القوى حولها وتحويلها الى مبادرة عملية لنزع فتيل الحرب القومية الدموية التي تندلع في اية لحظة. وتبقى هذه المسألة تحتفظ بأهميتها وحساسيتها وخطورتها وعلى مؤتمر حرية العراق تفعيل هذه الوثيقة بشكل عملي.
الدستور والانتخابات:
كانت الانتخابات الاولى والاستفتاء عى الدستور ثم الانتخابات الثانية هي اشكال مختلفة لسيناريو سياسة الاحتلال واضفاء الشرعية على ما اقترفته من جرائم وتدمير بحق جماهير العراق. وكانت ايضا محاولات في فرض مشروعها السياسي على المجتمع العراقي.
كان الدستور هو وثيقة واضحة لتنظيم اتفاق بين القوى القومية والطائفية حول السلطة والنفوذ. وعلى الرغم من تحفظات ورفض قوى الاسلام السياسي السني والعروبية لبنود من الدستور التي تضمنت الفيدرالية وحصة النفط ومسألة كركوك، الا ان الادارة الامريكية استطاعت تمرير الدستور عن طريق رشوة بعض اطرافه ولم يكن مهما من وجهة نظر الادارة الامريكية بأبقاء الصراع مفتوحا حول الدستور لكن كان الاهم كسب مرحلة اخرى وكسب مزيد من الوقت. .
وكان موقف مؤتمر حرية العراق واضحا الذي شن حملة دعائية وسياسية واسعة ضد الدستور الذي لم يكن الا اكثر الدساتير رجعية وتخلفا حيث يغرق بالطائفية والعنصرية الى جانب ان العديد من بنوده غير واضحة ومبهمة وتحمل عشرات التفسيرات والتأويلات ويحول جماهير العراق الى جماعات وطوائف واقوام تقف ضد بعضها البعض.
الانتخابات الثانية:
كان موقف مؤتمر حرية واضحا حول الانتخابات. حيث ايد اية عملية ديمقراطية تدفع بجماهير العراق بالتحكم بمصيرها السياسي وان تمسك بمصير المجتمع. ووضح بأنه يؤيد الانتخابات شرط ان يحل المليشيات والمراقبة الدولية على الانتخابات ووضع الامكانات والوسائل المادية تحت متناول القوى السياسية التي تدخل الانتخابات من قبل الدولة.
وفي نفس الوقت بحث مؤتمر حرية العراق عن القوى التي من الممكن ان يتحالف معها للدخول في الانتخابات شرط ان يحقق ذلك التحالف وبرنامجه الانتخابي الحد الادنى لمصالح الجماهير. وعليه وضع المكتب التنفييذي عدد من النقاط لاتفاق عليه مع القوى التي تدخل حلفاء معها وهي "انهاء الاحتلال، سن دستور علماني غير قومي، حل المليشيات، المساواة الكاملة بين المرأة والرجل، ضمان البطالة". وعقد المؤتمر اجتماع في اربيل مع التحالف الكردستاني عن طريق الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي لم يسفر عن اي اتفاق. ومع هذا طلب الحزب الديمقراطي لاحقا بتأييد المؤتمر التحالف الكردستاني في الانتخابات وبعد ذلك سيتم الاتفاق. الا ان مؤتمر حرية العراق رفض ذلك ورأى جميع القوى التي دخلت العملية الانتخابية لا يمكن الاتفاق معها على الحد الادنى من النقاط المذكورة.
وكما حذر مؤتمر حرية العراق عشية الانتخابات بأن الاوضاع الامنية والسياسية سوف لن تسفر عن اية انتخابات نزيهة وستكون تداعياتها هي تعميق الازمة السياسية والامنية في العراق. فلقد شهدت عشية الانتخابات حملة من التصفيات الجسدية قامت بها المليشيات ضد القوى السياسية لاخراجها من ساحة المنافسة الانتخابية. ففي بغداد قتل في مدينة الثورة وفي ضح النهار من قبل المليشيات الشيعية اعضاء وكوادر من الحزب الشيوعي العراقي اثناء تنظيمهم للدعاية الانتخابية كما هاجمت نفس المليشيات مقر الوفاق في الناصرية وفي الموصل شن هجوما مماثل على مقر المجلس الاعلى الاسلامي من قبل المليشيات السنية وفي دهوك هوجم مقر الحركة الاسلامية... وهكذا شهدت مدن العراق اعمال قتل وتصفيات وترهيب واطلاق الفتاوى والتهديد بسحب البطاقة التموينية ...الخ ورافقت كل تلك الجرائم غياب المراقبين الدوليين الذين سكنوا في عمان لتفاقم الاوضاع الامنية كاقرب نقطة عن اقرب دائرة انتخابية في مدينة الرمادي والتي تبعد 500 كلم عنها.
وشهدت ايضا الساحة السياسية في العراق بعد اعلان نتائج الانتخابات تصاعد حدة الصراع السياسي وتشكيل جبهة مرام من القوى العروبية والسنية والوفاق والحزب الشيوعي لتطعن بنزاهة الانتخابات وتتهم القوى الاسلامية الشيعية بالتزوير. واطلقت حينها مبادرة لمؤتمر حرية العراق التي تتلخص بألغاء نتائج الانتخابات وتشكيل حكومة غير قومية وغير دينية في العراق عبر عقد مؤتمر يشارك فيه جميع القوى والاطراف السياسية وممثلي الجماهير والمنظمات العمالية والنسوية والشباب و تأخذ مسألة الامن والحرية والرفاه في صدر اولوياتها وتعلن عن فترة 6 اشهر لتنظيم انتخابات جديدة حسب الشروط التي ذكرناها قبل قليل. ولاقت المبادرة استقبال جماهيري كبير حيث وزعت في التظاهرة التي نظمتها جبهة مرام ضد تزوير الانتخابات.
ووضعت الحركة الاحتجاجية التي قامت بها جبهة مرام السيناريو الامريكي في ازمة واضحة. الا ان دبلوماسية زلماي خليل زاد استطاعت احتواء جبهة مرام واحتجاجاتها، لتأتي مرحلة اخرى من الصراع على تشكيل الحكومة التي استغرقت اشهر لتنتهي ما ان نتهت اليه اليوم من انسحاب العديد من الكتل اسياسية من الحكومة وانتقال الصراع الى داخل الكتل نفسها ليتحول الى صراع مسلح بين اطرافها ومن جهة اخرى تشكيل تحالفات جديدة. ووصلت ذروة الازمة السياسية الى فقدان الحكومة اليوم الى الاسس القانونية لاستمرارها الى جانب فشلها في تقديم اي شيء للمجتمع منذ اكثر من عام على تأسيسها.
الخاتمة
كما نوهنا في مقدمة هذا التقرير وبعدها استعراض الوضع السياسي وتداعيات فشل المشروع الامريكي والسيناريوهات السياسية المختلفة للاحتلال، فأن الصراع على السلطة بقى مفتوحا لمرحلة اخرى. والابعد من ذلك فان حدة الصراع ستشتد بأكثر ضرواة بين القوى القومية والطائفية من اجل النفوذ والسلطة والخاسر الاكبر هو الجماهير.
ان محاولة الادارة الامريكية في انقاذ مشروعها في العراق من خلال التقليل من نفوذ وسلطات الاسلام السياسي الشيعي والقومي الكردي ومنحها للقوى الاسلام السياسي السني والعروبي سيؤدي الى تصاعد حدة ذلك الصراع. ان الضغط من جهة على القوى القومية الكردية لتأجيل او التريث حول مسأل كركوك ومن جهة اخرى الضغط على قوى الاسلام السياسي الشيعي من الغاء قانون اجتثاث البعث وتفعيل مشروع "المصالحة الوطنية" وفي نفس الوقت العمل على تسليح العشائر السنية وعقد تحالفات او هدنة مع الفصائل الرسمية التي رفعت راية المقاومة ضد الاحتلال لمحاربة القاعدة سيؤدي الى تأجيج الصراع بشكل اكثر واستمراره. اذ ان الاطراف التي ايدت المشروع الامريكي في مقابل حصولها على حصة الاسد من ثروات المجتمع والسلطة من الاسلام السياسي الشيعي والقوى القومية الكردية لن تتنازل عن حصتها التي نعمت بها خلال سنوات من الحرب والدمار.

ان النظر الى الخارطة السياسية من خلال هذا التحليل السياسي يظهر ان كل البدائل السياسية لهذا القوى لا تعمل الا على ادامة الصراع السياسي وليس لها القدرة على توحيد صفوف الجماهير تحت راية تضمن مستقبلها في الامن والحرية والرفاه.
ان البدائل المرتقبة بعد ان لاح بالافق فشل الاحتلال وسياسته في العراق اما المضي قدما في تقسيم العراق الى دويلات طائفية وقومية كما جاء في مشروع القرار غير الملزم الذي صوت عليه مجلس الشيوخ والذي سيتحول الى ملزم بعد فقدان الإدارة الامريكية كل خيار لها في العراق. او بترك العراق كما حدث في الصومال تتقاتل فيها المليشيات ويعاد استنتساخ التجربة الأفغانية لكن بأسوأ نسخها وأكثر دموية. ومن هنا تكون الفرصة قليلة أمام حركتنا كي تتحول الى قوة مقتدرة على الصعيد السياسي والجماهيري والعسكري تقلب الموازين السياسية في العراق وتمنع تحويل البدائل التي تحدثنا الى واقع يصعب تغييره.

إن المسألة المحورية في تحقيق إستراتيجيتنا كما جاء في منشور المؤتمر وأكدت عليه جميع اجتماعات المجلس المركزي والمكتب التنفيذي هو بتحويل منطقة ما في العراق إلى منطقة نفوذ مؤتمر حرية العراق. أي ان يتحول المؤتمر في تلك المنطقة الى قوة حاكمة وتديرها من الناحية السياسية والإدارية وتؤثر اجتماعيا على جماهير تلك المنطقة وتتحول الى سند عظيم ومنصة الانطلاق لتحرير العراق برمته من الاحتلال والجماعات الطائفية وعصابات السلب والنهب. وفي نفس الوقت يقدم نموذجا يقتدى به في العراق من تحقيق الامان والحرية وصيانة كرامة الانسان وتنفيذ جميع بنود منشور المؤتمر. لقد جرب المؤتمر هذه السياسية في العديد من مناطق بغداد والبصرة ولكنه لم يفلح في تقديم النموذج المطلوب الى حد هذه اللحظة على الرغم من وجود مناطق أنظمت إلى مؤتمر حرية العراق في محافظة صلاح الدين وبابل. بيد ان النموذج المطلوب من فتح بيت الجماهير ورفع راية المؤتمر والعمل بشكل رسمي وعلني فيها وتأثيره السياسي للمؤتمر عليها ما زال في بداياته.
وكانت تجربة قوة الآمان مثال جيد في منطقة العيواضية. لكن ضعف القدرات العسكرية والمادية لقوة الآمان مقارنة مع قوات الاحتلال والمليشيات الحكومية حالت دون التصدي لها والبقاء في نفس المستوى الذي بدأت فيه قوة الآمان. على الرغم بأن استمرار هذه القوة والبدء بعملها في نفس المنطقة سيكون في أولويات العمل وقد قرر عليه المكتب التنفيذي لكن بقي اختيار الوقت المناسب للشروع به.

ان إزالة الأجواء اليمينية التي تخييم على المجتمع العراقي وجر الجماهير الى الساحة السياسية للمشاركة في تغيير أوضاعها وإبراز فصيل من قادة التيار الثالث الذي بدا يظهر وهم يقودون الجبهة المناهضة لقانون النفط، مهام ملقاة على عاتق مؤتمر حرية العراق لانجازها. ان المجتمع العراقي بالرغم جميع المعوقات وصعوبة الاوضاع السياسية والامنية الا انه بأمكانه الانعطاف نحو اليسار اذا وجدت قيادة ثورية جسورة على رأس مؤتمر حرية العراق تعي مهامها الخطيرة والتزاماتها أمام الجماهير المليونية المتعطشة للامان والحرية والمساواة.





#مؤتمر_حرية_العراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف مؤتمر حرية العراق من الاتفاقية المزعومة بين الأمن الوطن ...
- وقائع الندوة الخطابية لمؤتمر حرية العراق في البصرة و الجبهة ...
- حول الاقتتال الدموي بين مليشيات الصدر ومليشيات المجلس الأعلى ...
- بيان مؤتمر حرية العراق حول تخرصات جهات مشبوهة ضد قادة اتحاد ...
- جبهة المعتدلين تعبير عن تداعيات فشل المشروع السياسي للاحتلال
- فاقد الشرعية ليس بإمكانه منح الشرعية أو سحبها
- المليشيا الطائفية تغتال احد كوادر قناة سنا الفضائية
- فوز المتخب العراقي بكأس آسيا يفضح سياسة التقسيم القومي والطا ...
- اغتالوا عبد الحسين صدام لكنهم لن يتمكنوا من اغتيال شعب متعطش ...
- القوات الامريكية الخاصة تهاجم بيت مسؤول قوة الامان في مؤتمر ...
- بيان المجلس المركزي لمؤتمر حرية العراق حول الجبهة التي تشكلت ...
- لنقف جنبا إلى جنب مع قادة عمال نفط الجنوب
- المجلس المركزي لمؤتمر حرية العراق ينهي اجتماعه الموسع الدوري ...
- لا تقولي وداعا يا سندي شيهان، امريكا احوج اليك بدلا من المجر ...
- إنني أؤمن بأن عام 2007 هو عام مؤتمر حرية العراق على الصعيد ا ...
- بيان مؤتمر حرية العراق حول الأول من أيار
- مقابلة سايت مؤتمر حرية العراق مع سمير عادل حول الأزمة السياس ...
- حول القانون الجائر لنهب النفط العراقي: بيان مؤتمر حرية العرا ...
- النساء في العراق بعد أربع سنوات من الاحتلال
- امريكا هي المشكلة وليست الحل!


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مؤتمر حرية العراق - التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الأول لمؤتمر حرية العراق