حول الماركسية والقضايا الوطنية والقومية

عروة حمدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2077 - 2007 / 10 / 23 - 10:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

يهدف من هذا المقال الأشارة الى ارتباط الماركسية بالقضايا القومية والوطنية في ظل مفهومها العام وتفاعل النظرية الماركسية مع القضايا الوطنية الخاصة لوضعها في بوتقة القومية الواحدة في صيغتها الطبقية او الوطنية لتكريس مفهوم سيادة الدولة وربط المفهوم الطبقي بالوطني .

في البداية يجب التأكيد على ان الصراع القائم بين الأشتراكية والرأسمالية هو صراع قائم بين القوى الوطنية والقوى المعادية للثورة على رأسها الأمبريالية ,كما ان وجود نظرية ثورية وطنية ترتكز عليها قوى الثورة الوطنية في صراعها الدائم نحو الحرية وسيادة الدولة الواحدة بعيدا عن التبعية الأقتصادية او السياسية هو الأساس في انشاء حركة ثورية وطنية ذات بناء سليم بهدف لمحافظة على شكل الدولة الخاص دون النظر الى التحالفات القائمة كونها نوع من التوازن في دائرة الصراع الجاري فالتحالف لا يعني فرض نمط معين من المواجهة من قبل طرف مستغلا ضعف الطرف الأخر .

من هنا يجب الأشارة الى ضرورة ايجاد نظرية ثورية وطنية تعتمد في اساسها على ظروف تلك الدولة وشكل الصراع القائم في داخلها سواء طبقي او حزبي ,فالنظرية الثورية هي سلاح لا غنى عنه وقد اكد لينين على اهمية النظرية الثورية في مقولته المعروفة (لا حركة ثورية دون نظرية ثورية).

واستنادا الى النظرية الثورية (الماركسية اللينينة ) تمكنت الأحزاب الثورية الشيوعية في كثير من بلدان العالم بتحقيق انتصارات على النمط الرأسمالي السائد في تلك المرحلة وبناء الأشتراكية العلمية فيها وقد تكرست هذة النظرية في ثورة اوكتوبر تحت قيادة حزب الطبقة العاملة الروسية بقيادة لينين الذي استند الى النظرية الماركسية واخذ على عاتقه مهمة تطويرها لتتلاءم مع الظروف الجديدة في روسيا.

ان حركة التحرر الوطني التي كان لها دور كبير في النضال العالمي الوطني ضد الأمبريالية واشكالها الأستعمارية المختلفة ,وكان لها حيز واضح في تراث الماركسية-اللينينة النظري وكان هناك العديد من المعالجات والتحليلات لقضايا التحرر الوطني في هذا التراث .

ان الصراع الطبقي بطبيعته العامة القائمة على الصراع بين طبقتين احداهما تمثل الشكل السائد للأنتهازية السياسية في شكلها الأقتصادي الذي يتجسد في تبعية هذة الدولة الى مجموعة من الدول التي تتبع الفكر الراسمالي, و الطبقة الأخرى وهي الفئة الأكبر والمتضررة دائما هي طبقة العامة او العاملة التي لا تملك شيء سوى البحث عن لقمة العيش وهذة الطبقة في جميع مراحل تطور الحركات الوطنية كان لها الدور الأساسي في اشعال الثورات محاولة لأيجاد توازن حقيقي داخل الدولة الواحدة يكفل لها العيش الكريم, ولكن للأسف كانت هذة الطبقة تخرج بطريقة عفوية غير منظمة وكنت تعبر عن فئة شعبوية غير واعية تستغلها مجموعات البراجوازية الصغيرة التي تدعي الوطنية لمصالحها الخاصة مما ادى الى عدم تطوير الشكل الثوري لهذة الطبقة فبقي الحال كما هو والصراع قائم , ومن هنا يجب التأكيد على دور الوعي الطبقي العام الذي يشمل النظرية الثورية وطريقة التواصل مع فئات المجتمع كافة وهذا تكرس في تطور الحزب الأشتراكي الديمقراطي في روسيا الذي قاده لينين واستطع ان يوصل النظرية الماركسية الى افراد الطبقة العاملة في روسيا بشكل تعبوي يعتمد على التوعية وبعيدا عن العفوية الثورية التي قد تضر بمصالح هذا الطبقة وقد خاض لينين حروبا كثيرة ضد البرجوازين الذين كانوا يتخذوا الماركسية لمصالحهم الخاصة مثل الشعوبيون والماركسيين الشرعيين و الأقتصاديين الذين ظهور في فترة اعداد الحزب البروليتاري الواعي ,وهذا يؤكد ان الحركة الوطنية الواعية في الثورة الوطنية التحررية هي في الأساس ظاهرة طبقية . فالحركة الوطنية هي حركة مجموعات الطبقات الأجتماعية التي تتضر مصالحها من وجود الأستعمار الأجنبي. وتسعى كل طبقة الى قيادة هذة الحركة وتسييرها وفقا لمصالحها الطبقية المحددة . وهذا يستدعي ان تناضل الطبقة العاملة الواعية من أجل ضمان قيادتها للحركة الوطنية والتحول الى الطبقة القائدة قوميا.

ومن هنا نرى ان هناك علاقة بين الطبقي والوطني في الثورة الوطنية التحررية ,حيث ان حزب الطبقة العاملة يجب ان يجمع في نضاله الجانبين الطبقي والوطني,ولا يجوز تغليب أحدهما على الأخر او وضع احدهما في تعارض مع الآخر ,لأن الماركسية لا تعارض الأمة بالطبقة ولا الوعي الوطني بالوعي الطبقي.

ومن هنا نرى ان الماركسية لا تنفصل عن الفضايا الوطنية والقومية ,فالأممية ليست مجرد تعبير عن العلاقة الأنسانية بين شعوب العالم واممه والدعوة الى التحالف والأخوة فيما بينها بل هي أولا وقبل كل شيء ذات محتوى ثوري نضالي ضد الأمبريالية والعنصرية والصهيونية والرجعية وكل اشكال الأستعمار والاستثمار والأضطهاد أو استثمار طبقة لأخرى واستعباد امة لأخرى.

#عروة_حمدالله (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل