أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيار الجميل - الملك فاروق الاول : ملاحظات تاريخية














المزيد.....

الملك فاروق الاول : ملاحظات تاريخية


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


من بين عشرات المسلسلات التلفزيونية التي بّثت في رمضان الفضيل ، اخترت متابعة مسلسل " الملك فاروق " ، لرغبة عارمة في نفسي وولعي بتاريخ مصر .. وكان فاروق الذي حكمها بين 1936 – 1952 قد جمع كل التناقضات ، فاختلف الناس في تقييمه . ومن المهم جدا ان ينجز مسلسل تلفزيوني روائي عن تاريخ الرجل بعد اكثر من خمس وخمسين عاما على خلعه عن عرشه .. ولقد اجاد كل من ساهم بتشكيل هذا السيمافور التاريخي الغني جدا تأليفا وتمثيلا وحركة وحوارا وموسيقى تصويرية واخراجا .. بل وصلت كل من الحبكة التاريخية والاخراج الفني واداء الممثلين غاية في الروعة وخصوصا دور البطولة الذي جسّده الفنان تّيم حسن فضلا عن روعة اداء بقية الفنانين .. وهذا يدل دلالة واضحة على ان اتعابا كبيرة قد بذلت ، واموالا سخية قد صرفت ، وصبرا مضاعفا تحّمله الفنان حاتم علي مخرج العمل .
ولقد سررت جدا ان يكون الزميل المؤرخ يونان لبيب رزق هو المستشار العلمي للنص والاداء ، وكلنا يعرف دقة هذا المؤرخ وخصب معلوماته وفحص وثائقه عن عهدي فؤاد وفاروق .. فضلا عن ان مؤلفة النص السيدة لميس جابر قد صرفت زمنا طويلا وبحثا مضنيا ـ كما سمعت ـ في التعّرف على تاريخ عدد كبير من الشخصيات التي جسدتها في روايتها ، والتي بدا اخراجها محفوف بالمخاطر لاسباب عدة . ان مجرد مقارنة فنية بين هذا العمل واعمال فنية اخرى سيكون " الملك فاروق " هو السباق في هذه الحلبة التي يزدحم من حولها الملايين وهم يراقبون مسلسل احداث تاريخية امتزجت ببين الدراما والميلو دراما فضلا عن نهاية تراجيدية محتمة .. واسمحوا ان اسجّل بعض ملاحظاتي التاريخية وتصويب بعض ما اراه مهما في هذا المجال :
لقد وجدت فؤاد الاول في المسلسل على غير حقيقته ، فالذي اعرفه انه كان شخصية قوية ومتحضرة وبالرغم من اخطائه ضد الدستور وموقفه ضد الاحرار ، الا انه كان يهتم بالتعليم والفن والثقافة والعمارة والنظافة .. وكان يتكلم العربية بطلاقة ، وليس كما ظهر في المسلسل يرطن وهو في قصره ..
لا يمكننا القول اليوم بالمطلقات ، فليس هناك من هو غارق بالدعارة والمجون ازاء من هو ملاك من الملائكة .. فالامور كلها نسبية ، واذا اعتقد الناس أن فاروقا كان ملكا فاسدا وانه سبب كل البلاء لمصر وانه أضرّ بقضايا الامة ، فان الزمن سيقول كلمته في النهاية عندما ندرك بأن فاروقا قد تلاعبت به سايكلوجية تربيته الخاطئة ، واهواء حاشيته ، ومشكلات عائلته ، ودسائس الساسة القدامى ناهيكم عن حساسيته وعاطفته المفرطة .. وبالرغم من كل ما كان عليه من وطنية ومحبة لمصر ، فانه كان حرا طليقا ونزقا مع ذاته ليعّبر عن كبت طفولته المسجونة ، فلم يقدر الامور حق قدرها في علاقاته وتصرفاته ، فأساء الى نفسه وعهده برمته ، فكان ان دفع ثمنا باهضا اذ انتهى حكم اسرته على يده ..
كنت اتمنى ان يظهر لنا المسلسل عهد فاروق خارج سرايا الحكم ورجال الساسة والانكليز .. لنرى الناس وهو يقود سيارته بينهم مع تبيان طبيعة الحياة المصرية سواء في صالونات ادبائها ومثقفيها وفنانيها ام في حاراتها القديمة ناهيكم عن معرفة احوال الفلاحين في الريف ومعاناتهم الصعبة .. لقد صرفنا الساعات ونحن كالمحبوسين في سرايا عابدين او قصر القبة من دون ان نتنفس الهواء لا في شوارع القاهرة ولا في ارياف مصر وصعيدها .. وبالرغم من كل الابهة والفخامة التي صورت تلك السرايا وقاعاتها وغرفها وموجوداتها وتحفها ، الا ان الحقيقة اكبر من ذلك بكثير .. وخصوصا قاعات الاستقبال والمسرح الداخلي وغرف النوم الخيالية ..
كنت اتمنى على الفاضلين المؤلفة والمخرج ان يقتضبا قليلا من الجداليات العقيمة والصراعات السياسية لمختلف القوى ، والخروج من رتابتها قليلا كي نرى اوضاع المجتمع وابداعات المثقفين وعظمة الصحفيين والادباء والفنانين خصوصا عندما نعلم بأن كلا من عهدي فؤاد وفاروق هما قمة مصر ببروز اكبر المبدعين في كل مجالات الفنون والعلوم والاداب والمسرح والصحافة والترجمة والطرب .. فضلا عن دور جامعة فؤاد الاول وما قدمته في الثلاثين سنة الاولى من حياتها .. وبدلا من مماحكات الملكة نازلي ومشكلات عشقها وخلافاتها مع ولدها واضطراباتها السايكلوجية التي استمرت معها حتى وفاتها في الولايات المتحدة عام 1978 ودفنت هناك .. كان من المهم اختزال المشاهد الدرامية لكي تتعّرف الاجيال على حقيقة عهد فاروق بين اخفاقاته وانجازاته .. لقد غرقنا بتفاصيل اخرى مع الانكليز ممثلة بارادة لامبسون الطاغية ، واذا كان فاروق يكرهه ويمقت الانكليز على عكس ابيه ، فانه راهن على حصان خاسر ممثلا بالالمان ابان الحرب .. في حين كان اغلب ساسة مصر القدماء يمالئون الانكليز علنا .. وعندما رحل فاروق عن مصر حمل كل الاوزار التاريخية لوحده .
مصطفى نحاس باشا اجيد دوره ، ولكن ليس بالسذاجة التي قدّم بها أحيانا .. صحيح انه كان يعشق ذاته ، ولكنه لم يكن يردد الكلمات ابدا . كما انه لم يكن صاحب فكرة جامعة الدول العربية اذ كانت الفكرة لغيره ، وبالرغم من فعاليته في تأسيسها ، لكنه ـ كما اعرف ـ لا دور له في الدفاع ضد جمود اتفاقية الدفاع المشترك . لقد اعطي المسلسل دورا اكبر للنحاس بفذلكاته في حين غض الطرف عن اول مؤتمر عربي لستة من ملوك ورؤساء الدول العربية المؤسسة ، كنت اتمنى اراهم جالسين رفقة وفودهم في القاعة يستمعون الى خطاب فاروق الاول . واخيرا ، فان بعض الادوار لا تتلاءم مع شخصياتها الحقيقية ، امثال : الملكة فريدة وكريم ثابت وغيرهما . ان هذه " الملاحظات " لا تقلل ابدا من المسلسل ، فهو علامة بارزة في الابداع الروائي التاريخي وفخرا للسيمافور المرئي العربي ..



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع بايدن: تمزيق العراق لا تقسيمه !
- المسلسلات التلفزيونية : موديل طفيلي جديد !!
- انقسام لبنان (من ضمن صراعات المنطقة)... هل هو الثمن؟
- العراق رواندا جديدة ؟
- تيار المحافظين الجدد : الانتظار ام الاحتضار !
- تغيير النهج ام تبديل الوجوه ؟؟
- معضلة وطن ام مشكلة انسان ؟؟
- ستبقى تركيا حاضنة للمبادئ الكمالية !
- هل تنجح الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية ؟
- نداء من اجل حماية ذاكرة العراق !
- من الأمامْ سِرْ .. الى الوََراء دُرْ .. !؟
- المُؤرّخُ محترفََ سياسة ! رؤيةٌ مِهََنيِّةٌ لواقعِ الكتاباتِ ...
- اللقاء الأميركي - الإيراني الثاني: العراقيون آخر من يعلم!
- تعاسة المستقبل الفكر السياسي .. المجتمع المدني بين رجال دولة ...
- الاستراتيجية الامريكية تتحّدى من يفهمها !!
- عن حاجة الشرق الاوسط الى عناصر القوة !!
- القوى السياسية العراقية لما بعد التغيير
- نداء من اجل مستقبل العراق والعراقيين المبادئ لا تخضع للتعديل ...
- المحذوف من تفكيرنا التاريخي العراقي !!
- سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيار الجميل - الملك فاروق الاول : ملاحظات تاريخية