أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - تغيير النهج ام تبديل الوجوه ؟؟














المزيد.....

تغيير النهج ام تبديل الوجوه ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع منذ اشهر باحداث تغيير في العراق .. ولكن لا احد يعرف طبيعته ، وما الذي ستقرر عمله الولايات المتحدة .. وخصوصا بعد ان يقدّم ديفيد بيتريوس قائد القوات الامريكية تقريره المحوري بمشاركة ريان كروكر السفير الامريكي ببغداد في منتصف سبتمبر القادم ، ليرى ما سيتضمنه التقرير عن الاوضاع السياسية والامنية الداخلية .. واعتقد ان التغيير المرتقب سوف لن يقتصر على اوضاع الامريكان ، بل سيكون داخليا واقليميا ودوليا .. ان التصدعات التي اصابت العملية السياسية لاسباب طائفية ومحاصصية ، والاخفاقات التي منيت بها الحكومة في معالجة الاوضاع ، وقيام ( العراق الجديد ) على اسس خاطئة منذ البداية .. قد فاقم المشكلات كثيرا ، خصوصا في ظل حكومة فاقدة للارادة ويمثّل اعضاءها تكتلات واحزاب متناحرة ناهيكم عن ان هيمنة المحتل بشكل مطلق ليس على الاداء الحكومي ، بل في صناعة التوجّه العام في الداخل والاقليم معا .. ولا ادري ما نفع زيارات لا نفع فيها ، يقوم بها مسؤولون عراقيون الى دول مجاورة لهم من دون اي معالجة حقيقية للمشكلات الداخلية التي تعصف بمصير العراق كله .
ان الرهانات الدولية التي تعّبر عنها المواقف الاوربية ممثلة بفرنسا والتي عبّرت عنها زيارة برنار كوشنير الى بغداد ستفتح الباب امام دول اخرى لبدايات من نوع جديد في الخريف المقبل .. ونحن نعلم بأن استراتيجيات المجتمع الدولي ازاء العراق تختلف جملة وتفصيلا عن رهانات دول الاقليم ، خصوصا بعد ان غدا العراق ضعيفا تتناهبه الصراعات والهيمنة والانقسامات الحادة .. فضلا عن اخفاقات العملية السياسية التي خلقتها عوامل غير بريئة . وان معالجة اوضاع العراق لا يمكنها ان تقتصر على تبديل وزراء او تغيير حتى وزارة ، بل تتطلب تغييرا جذريا لمجمل الاسس التي قامت عليها العملية السياسية نفسها ناهيكم عن مساهمة اقليمية ودولية بشكل جديد وغير معتاد كي تتوفر فرصة تاريخية يستطيع العراق بواسطتها ان يثبت قدرته على الحياة من جديد .
ان مأساة العراق لن يدركها بعد المسؤولون العراقيون الذين لا يعبرّون معا عن ارادة واحدة ، وان افتقاد اي مشروع وطني يجمعهم من اجل العراق جعلهم يهتمون في امور هامشية سوف لا تنفع ابدا ، وسواء اعيد فتح سفارات عربية ام لا ، فالمسألة ليست جوهرية ابدا بقدر ما يمكن ان تقدمّه دول الاقليم للعراق في لحظاته التاريخية الحرجة ، وعدم ترك العراق يتخبط في مآسيه وهي تتفرج عليه ، بل وهي تعلم علم اليقين حجم الاختراقات على ساحته من قبل دول مجاورة. لقد تبلور تغير في التوجهات الفرنسية بمجيئ ساركوزي الى حكم فرنسا .. ويبدو ان مشكلات شرق اوسطية عدة في طريقها الى الحلحلة بحكم هذا العامل . ان قرار مجلس الامن 1770 الذي تبناه اعضاء المجلس قبل اسبوعين تضمن توسيع دور الامم المتحدة في العراق وتشجيع مسائل المصالحة ومعالجة الدستور وتعزيز الدور الانساني ..
انني اعتقد ان الامم المتحدة لو نجحت باحياء دورها المنكمش في العراق ، فسيكون له تأثير ايجابي خصوصا وان يلعب كل من الفرنسيين والالمان والروس دورهم بعد معارضتهم للحرب . ولعل من اهم ما يمكن ملاحظته والتوجس منه تلك السياسة الزئبقية لروسيا ازاء العراق وتحولها بالكامل الى ايران لاسباب استراتيجية بحتة يلعب كل من النفط وهيمنة الولايات المتحدة دورا خطيرا في بلورة المصالح .. بل وتشابكاتها الاقليمية والدولية معا . ان اي تقارب اوربي امريكي بارادة مجتمع دولي ازاء العراق سيؤدي مهمته في ضرب اي استراتيجية اقليمية ضد العراق واختراقاته من قبل ايران التي تراهن على انقسام المجتمع الدولي ازاء العراق وخصوصا باللعب باوراق الشرق الاوسط في اكثر من مكان فيه بالمال والسلاح والميليشيات ! بل وان فكرة الميليشيات التي قامت ايران بتصديرها الى دول معينة مثل لبنان والعراق وخلق دويلات اوليغارية داخل الدول قد ساهم بتحطيم هذه الدول وخلقت فيها الانقسامات والصراعات ليس السياسية فحسب ، بل الاجتماعية ايضا .
ان اي تبديل او محاولة اصلاح في العراق لا يأخذ بنظره انهاء كل الميليشيات والتشكيلات المرتبطة بها سوف لن يصنف ابدا تغييرا نوعيا في سلم الاولويات .. وان ابقاء هذه القوى الاوليغارية المرتبطة بدول مجاورة سيعمل بالضرورة على تفتيت العراق ليس الى ثلاثة اقسام ، بل الى 18 كانتونا هزيلا بحكم تقسيم العراق الاداري الى 18 محافظة .. ان التغيير المنشود لابد ان يطال كل القيادات والتكوينات السياسية التي تقف على رأس تلك الميليشيات .. اي بمعنى الحاجة الى القطيعة التامة مع النهج الذي اتبعه العراقيون منذ العام 2003 ، والبدء بمنهج جديد . يعتقد العراقيون بأن هذا " الحل " فوق امكاناتهم بكثير ، بل ويستحيل تحقيقه من قبلهم ، فهم يمثلون انقسامات العراق . وعليه ، فان قدرة فهم المجتمع الدولي لجوهر الموضوع في معالجة وضع العراق تقول بأن من مصلحته جميعا اعادة الامن والنظام الى العراق بوسائل جديدة لاقامة توازن استراتيجي من نوع جديد . ان الاعتماد على حكومة هشة وانقسامية وطائفية تمثّل تكتلات واحزاب متصارعة ولا يجمعها منهج وطني واحد ولا اي نسيج اجتماعي موّحد.. فان ذلك لا يخدم المصالح الدولية ولا الاقليمية ولا العراقية ذاتها ابدا . وعلى البيت الابيض ان يدرك ان ( ديمقراطية ) فاشلة من هذا النوع لا يمكنها ان تكون بديلا عن ( دكتاتورية ) متوحشة من ذاك النوع .. وبأي حق يصارع اهل العراق الارهاب لوحدهم ؟؟ على الرئيس بوش ان يعلم ان ( الديمقراطية ) العراقية لا تبنى من خلال احزاب طائفية ولا دينية ولا عبر توجهات شوفينية وانقسامية .. ان تغيير النهج لابد ان يسبق تبديل الوجوه ! فكم سيطول زمن ايصال هذه الرسالة منذ 2003 حتى الان ؟
www.sayyaraljamil.com



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة وطن ام مشكلة انسان ؟؟
- ستبقى تركيا حاضنة للمبادئ الكمالية !
- هل تنجح الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية ؟
- نداء من اجل حماية ذاكرة العراق !
- من الأمامْ سِرْ .. الى الوََراء دُرْ .. !؟
- المُؤرّخُ محترفََ سياسة ! رؤيةٌ مِهََنيِّةٌ لواقعِ الكتاباتِ ...
- اللقاء الأميركي - الإيراني الثاني: العراقيون آخر من يعلم!
- تعاسة المستقبل الفكر السياسي .. المجتمع المدني بين رجال دولة ...
- الاستراتيجية الامريكية تتحّدى من يفهمها !!
- عن حاجة الشرق الاوسط الى عناصر القوة !!
- القوى السياسية العراقية لما بعد التغيير
- نداء من اجل مستقبل العراق والعراقيين المبادئ لا تخضع للتعديل ...
- المحذوف من تفكيرنا التاريخي العراقي !!
- سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟
- نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحر
- البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟
- الفوضى: إنها بانوراما الشرق الأوسط...!
- معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟
- المجلس العراقي للثقافة : ملاحظات تأسيسية
- بعيدا عن الطائفية : منهج القطيعة ازاء المستقبل


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيار الجميل - تغيير النهج ام تبديل الوجوه ؟؟