أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الصدمة..!















المزيد.....

الصدمة..!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2072 - 2007 / 10 / 18 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في حوار مع أحد الساسة العراقيين (د.علي العلاوي) في إحدى الفضائيات وقد ، أعجبتُ بالتعبير الذي أتي به لمعالجة الوضع السياسي في العراق ، حيث قال نحتاج الى" صدمة " لإعادة الساسة الى رشدهم ، صدق الدكتور في تعبيره هذا ولكن !
ولكن متى كانت الصدمات تفيد الدول العربية والإسلامية ، بينما إستفادت منها كثير من الشعوب وإن كانت تلك الصدمات كارثية ، فقد جاءت صدمة مؤلمة للشعب الألماني على نازيته وعنجهيته وتعاليه على بقية الشعوب ، وساقه هتلر ،عريف متهور كجمع مخدّر بالخطب الحماسية والحركات البهلوانية الى حرب طاحنة قاسية دمرت البنية التحتية الألمانية والشعب الألماني و سبب الكوارث لعشرات البلدان والشعوب وعشرات الملايين من الضحايا الأبرياء ، فأقنعت الصدمة الشعب الألماني بأنه كان على خطأ وترك تلك العنجهيات وأعلن التوبة !، وهكذا بالنسبة الى الشعب الإيطالي وفاشية موسليني ،وكانت الصدمة التي تلقاها الشعب الياباني قاسية جدا عندما إحترق بنار القنابل الذرية التي إستعملت لأول مرة ، وأطاحت بأحلام العنتريات العسكرية اليابانية التي تحدت دولا وشعوبا وإبتلت بعسكريها المغامرين ، شعوب جنوبي شرقي آسيا والصين ، إلا أن هذه الصدمة القاسية أعادت الرشد الى الشعب الياباني المسالم وطالت حتى مقدساتهم ، فتنازل هيرهيتو عن الوهيته وأصبح إنسانا عاديا يتمشى في الشوارع والحدائق كبقية البشر ، بعد أن كان الشعب الياباني يعتبره بمقام إلاه !! إن تلك الشعوب كانت ولا زالت شعوب واعية ووعيها نابع من إعترافها بالخطأ ولم تلق أو تحمّل خطأها على الغير .
أما عندنا في الشعوب العربية والإسلامية ،الذين يكررون بمناسبة وغير مناسبة أنهم خير أمة أخرجت الى الناس ،أي أنهم أمة لا تخطئ ، فكم نكبة وكم صدمة أتتهم منذ سقوط الدولة الإسلامية في بغداد ، دون أن يعترفوا بالخطأ أو التقصير للسبب المذكور ، ولكن كل الخطأ كان من الشيطان الرجيم والعدو اللئيم ، والحمد الله الرحمن الرحيم الذي لا يحمد على مكروه سواه ولا هم يحزنون !!، ومعنى هذا أنهم يعيد الكرة بعد الكرة ولم يقولوا التوبة بس هالمرة ! ويكرروها كل مرة ويقولون نعملها بس هالمرة ، وهكذا يستمرون على نفس السلوك طالما لاخطأ في سلوكهم حسب إعتقادهم وقناعتهم ، وقد يلجأون الى الأناشيد الحماسية ، علّها تعينهم على النجاح هذه المرة حتى توصلوا الى أكثرها حماسا وتخويفا للعدو ! وهو نشيد " الله ..الله اكبر ، الله فوق المعتدي .." وحاولوا أن يعوضوا بهذا النشيد الحماسي عن الفانتوم وعن الخطط العسكرية الذكية للعدو وغباء خططهم العسكرية ، كما دعموا هذا النشيد بخطب الجمعة ولكن دون جدوى .
وكم صدمة أتتهم بقضية فلسطين ثم يتأسفون على ما فات ولكن يكررونه بنفس الإسلوب وبنفس الأخطاء ، ودون أن يعترفوا يوما أنهم أخطأ ، لاسمح الله ، فهم خير أمة أخرجت ، كما ذكرنا أعلاه وأما الإسلاميين فرفعوا شعارا " الإسلام هو الحل " والحل عند هؤلاء ليس التطور ورفع معاناة شعوبهم ومكافحة الثالوث البغيض الفقر والمرض والبطالة والوصول الى ما وصلت بقية شعوب العالم المتطور ، بل قتل وأسر أكبر عدد من غير المسلمين حتى تدين كل شعوب العالم بدينهم أو يدفعون الجزية وهم صاغرون ! وإذا تحقق هذا لهم !! فلم يتوقفوا عن إكمال الحل ! بل يوحدون الطوائف ويعودوهم الى السراط المستقيم ، كالروافض وغيرهم وعلى قول الشاعر العربي " وأحيانا على يكر أخينا ... إذا لم ما لم نجد إلا أخانا " ، والله في خلقه شؤون ! .
وما يهمنا هنا وضعنا في العراق ، لأن الدكتورالمحاور كان يريدها الصدمة للقادة العراقيين ليعودوا الى رشدهم ، وخاصة قادة الشيعة ، ولكن هل ستفيدهم الصدمة بل الصدمات ، فالصدمة التي أتتهم سنة 1991 التي يسمونها الإنتفاضة الشعبانية ! بل الكارثة الشعبانية ، كانت قاسية لهم وللضحايا الأبرياء غيرهم دون أن يعترفوا أن الخطأ كان خطأهم برفعهم شعارات دينية متطرفة لا علاقة لها بما كان يريده الشعب العراقي ولا التحالف ، مما أعطى إنطباعا للتحالف أنه إنقلاب بما يشبه ثورة الخميني بل جزء متمم لتلك الثورة مع تدفق الحرس الثوري الإيراني لما يشبه إحتلال جنوب العراق بما ما يحتويه من آبار النفط ،ورأوا أن صداما ضعيفا لايهدد الجيران أهون من ملالي العراق وإيران !! فضربوا العصفورين بحجر ،ضرب الملالي وزيادة الحقد على صدام من الأهالي وقالوا أن الأمريكان نكتوا بنا !!
إلا أن قادة الشيعة لم يتعلموا درسا من الصدمة الشعبانية كما ذكرنا أعلاه ، بل كرروا التجربة في 2003 ورفعوا نفس الشعارات ودعموا شعاراتهم بتشكيل وتسليح المليشيات المنضبطة والمنفلتة مدعومة من إيران الملالي ومن دولارات النفط المنهوب وسمحوا لتدفق المخابرات والإستخبارات الإيرانية وعصابات الإغتيال على الهوية بالتدخل والإنتشار وخلقوا رعبا في بقية الطوائف والبلدان المجاورة ودول التحالف ، ولم يدرك الشيعة ولم تعيدهم تلك الصدمة ، الصدمة الشعبانية الى رشدهم ولم يعترفوا بخطأهم وبخطأ تلك الشعارات ،وأخلوا البلاد في نفق الطائفية المقيتة وإعتقدوا أنهم جاءوا ليبقوا !!
إن نفق الطائفية الذي أدخلوا البلد فيه قد لا يخرجون منه بسلام ، عدا أن ضحاياهم لا تقل عددا عن ضحايا الطوائف الأخرى ، ويبدو أن صدمة جديدة تقترب منهم ، فقد بدأ الإئتلاف يتفكك ، بل التصارع المسلح والصراع بين الإخوان في الإسلام الشيعي أخطر من القتال مع الأعداء ،هذا وفي الوقت الذي بدأت العشائر السنية بمحاربة القاعدة العدو لكل العراقيين ، في هذا الوقت لا زال الشيعة مشغولون بالزيارات ومهرجانات البكاء واللطم على الحسين ، وقادتهم مشغولون بالصراع على دولارات النفط والصراع على الكراسي وإعطاء المكان غير المناسب للشخص غير المناسب !! وسمحوا لأنفسهم أن يتولى أمورهم ويقودوهم مراهقون جاهلون إلا من حفلات البكاء واللطم ، مراهقون من أمثال مقتدى الصدر وعمار الحكيم وأمثالهما لا لسبب إلا لأنهم من أحفاد السلف المعصومين !.
إن أكبر خطأ يقع فيه أي حاكم عندما يعتقد ويصر على أنه جاء ليبقى !، كما قالها أحمد حسن البكر ، عندما وصل الى كرسي الرئاسة بإنقلاب سنة 68 بجهود غيره ، قال " جئنا لنبقى " ! وهذا ما يقوله الآن قادة العراق وخاصة الشيعة منهم الذين جاءوا بجهود غيرهم ، دون أن يعلموا أن هذا الطريق " طريق جئنا لنبقى " حتما يقودهم الى الدكتاتورية المقنعة والمغلفة بشعارات الديمقراطية والوحدة الوطنية .
متى يتعلم هؤلاء دروسا من الصدمات ويعترفون بأخطائهم ويصححوا سلوكهم كغيرهم من الشعوب ؟ ربما لن يحدث هذا لأنهم سادة أحفاد المعصومين .
==================



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمريكان يقسّمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- الأمريكان يقسمون العراق ، بعد أن قسمه قادته وملاليه ..!
- طارق الهاشمي و- عقده الوطني -
- مقتدى الصدر ..وجيشه النظامي ..!
- الطائفية .. والطائفيون..!
- الفاشية الدينية هي المدانة في مجزرة سنجار لا غيرها
- كيف يحلون المشكلة اولئك الذين هم المشكلة !
- الخطة (ب ) وبداية اللعب على الكشوف
- لنجعل من يوم الفوز ، يوما للرياضة والشباب
- لنجعل من يوم الفوز يوما للرياضة والشباب والوحدة الوطنية..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري ...!!
- الديمقراطية ، مصطلح سياسي جديد
- الديمقراطية : تلغي حقوق القوميات !!!
- المالكي يهدد بفضح المفضوحين !!
- جبهة التوافق ، وهوية العراق
- السياجات القومية والطائفية سبقت السياجات الكونكريتية ..!
- ليست العلّة في الدستور ، بل بالمسؤولين
- شياطين في مجلس النواب العراقي..!
- الطائفيون يلعنون الطائفية..!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الصدمة..!