أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - مسلم يعرج الى السماء














المزيد.....

مسلم يعرج الى السماء


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2071 - 2007 / 10 / 17 - 12:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدوا أن المسلمين غير العرب أصبحوا تبوئون مكانا بارزا في الإسلام،وأخذ المسلمين العرب بالتراجع وإفساح المجال لهؤلاء بأن يتصدروا الواجهات الإسلامية ويستلبوا الأضواء،ويضفوا على الإسلام أمور بعيدة عنه،نابعة عن خلفيات اجتماعية ودينية سائدة في تلك المجتمعات،تسربت إلى الإسلام الكثير منها رغم بعدها عنه، نابعة عن تقاليد ومعتقدات قديمة لأديان ومعتقدات لا علاقة لها مع السماء،كما نلاحظ في بعض الطوائف الإسلامية التي استلهمت الكثير من معتقداتها من أديان ومعتقدات أخرى،فأصبحت من الثوابت في ممارساتها وطقوسها اليومية ،كتأثير الزرادشتية والمانوية والمزدكية والمجوسية واليهودية وبعض الديانات الهندية التي أصبحت من الممارسات الإسلامية،رغم أنها بعيدة عن الإسلام وتعاليمه.
وآخر الصرعات الأجنبية الوافدة،والظواهر التي تعد الأولى من نوعها،ما أعلنه رائد الفضاء الماليزي الشيخ مظفر شكر،عن عزمه على العروج إلى السماء،والاجتماع بالخالق،أو على حد تعبيره"أنه يأمل أن يصبح أقرب إلى الله عبر ألسفر في الفضاء" عند مشاركته في رحلة إلى المحطة الفضائية الدولية في شهر رمضان، ويبدو أن الشيخ الماليزي يجهل أن الإسلام لم يحدد مكانا بعينه لوجود الخالق،وأعتبره خارج حدود الزمان والمكان،وأنه ليس بجسم أو رسم أو شيء يمكن الإشارة لمكانه،وأنه نور في السموات والأرض،لا تدركه العيون ولا تلمسه الأيدي،وليس له حواس أو أعضاء،ولا أدري هل يريد هذا الماليزي بعد عودته من السماء،أن يأتينا بأوامر جديدة،أم سيبتكر طرقا جديدة في الشعوذة والدجل لخداع البسطاء والسذج بمكانته في السماء،أو يأتينا بدين جديد في زمن راجت فيه الأفكار الدينية وأصبح لها سوقا نافقا هذه الأيام،وهل أن دينه الجديد يبيح القتل والذبح والتهجير،في زمن راجت فيه فلسفة الذبح لأسباب دينية كما يدعي المتطرفين الغلاة من الإسلاميين.
ويظهر أنه يجهل الإسلام وتعاليمه ومبادئه وثوابته،ليتصور أنه في عروجه إلى السماء سيتقرب إلى الله ويفهم طبيعة الإسلام أكثر فأكثر في الأمور الروحانية،ليتقاسم مشاعره مع المسلمين في العالم أجمع،فاعتقاده هذا لا يمت إلى الإسلام بصلة،ولم نسمع أن أحدهم التقى بالله مباشرة وأخذ عنه التعليمات،وأكثر الأنبياء والرسل يدعون العلاقة عن طريق وسيط،وصاحبنا يجعل وسيطه إلى الله سفينة الفضاء التي لم يصنعها الإسلام،بل صنعت في الغرب الكافر في نظر الإسلاميين،وانه من خلال هذا التقرب سبقهم الأمور الروحانية،مما يعني أنه جاهلا لهذه الأمور،ويحاول تعلمها عن طريق الاتصال المباشر،لا عن طريق الإلهام والتأمل.
بقي أن نشير أنه كان طبيبا لم ينتفع من طبه الآخرين، وتحول للعمل في عرض الأزياء التي يبدوا أنه برع بها،فارتدى زيي الدين ليصبح من رجاله،وهو ما ينبئ عن قدرته على تبديل زيه كل يوم،والظهور بمظهر آخر،في تصور باهت إن الأديان كالأزياء بالإمكان تبديلها وتغييرها وإلباسها مختلف اللبوس،التي تلاءم أذواق الجميع،متناسيا أن هناك ثوابت لا يمكن تغييرها أو تبديلها أو تجاوزها،وعسى أن يأتي بعروجه إلى السماء بجديد نافع،له أثاره في العالم الجديد.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات في حياة المناضل معن جواد(1)
- ألرحيل على جواد أدهم
- ملاحظات على ذكريات
- تأملات في قصائد ذياب آل غلام
- تقسيم العراق بين التوجهات الأمريكية وإرادة العراقيين
- الله يخلي صبري صندوق أمين البصرة
- أقتحام مؤسسة المدى...عنوان لحرية الصحافة
- وزارة الثقافة أم وزارة اللصوص
- الأسماء الوهمية
- تزوير الوثائق والمستسكات
- ذوات ألأربع
- حقوق ضحايا الأرهاب
- شيوعي في زمن العولمة
- ماذا يجري في وزارة التجارة
- ((الفيدرالية وإمكانيات تطبيقها في العراق)
- التخطيط الفني والتخطيط الاقتصادي
- ما ذا يحدث داخل القائمة العراقية
- لغة البطون ولغة العيون
- دولة العراق الأسلامية..هل هي أسلامية
- الزمان والمكان في روايات غائب طعمة فرمان


المزيد.....




- كل ما تريد معرفته عن دورة العاب التضامن الاسلامي واماكن إقام ...
- ترامب يشتم النائبة المسلمة إلهان عمر ويدعو لعزلها.. فما الأس ...
- إنتخابات الكنيسة السويدية الأحد - ممارسة ديمقراطية في مؤسسة ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- نيويورك.. يهود يتظاهرون احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعات ...
- يهود يتظاهرون في نيويورك احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعا ...
- القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحا ...
- التعليم كجبهة في الحرب الناعمة: بين الاستخراب الغربي وبناء ا ...
- خليج الجنة في تركيا.. رفاهية خفية على شاطئ لا يقصده سوى الأث ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي محيي الدين - مسلم يعرج الى السماء