رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 2069 - 2007 / 10 / 15 - 12:21
المحور:
الادب والفن
تعود صلة الجواهري الكبير بالصحافة إلى عشرينات القرن الماضي، حين نشرت له، وهو في العشرينات من العمر أيضاً، أول قصيدة بتوقيع نابغة النجف فكاد "يطير فرحاً" حسب تعبيره... ثم توالى النشر عراقياً وعربياً في كثير من الصحف والمجلات... ولم يحل العقد الثالث حتى كان الشاعر قد ترك "سلك التدريس" و"الديوان الملكي" و"مقر وزارة المعارف" ليدخل معترك الصحافة، السياسية والثقافية، ولكن صاحب جريدة هذه المرة، وباسم "الفرات"، التي سمى ابنه البكر باسمها، أو سمى الصحيفة باسمه، ولا فرق...
واستمر الجواهري ناشراً وكاتباً سياسياً في صحفه اللاحقة، ومن بينها الثبات والجهاد والانقلاب، وليستقر فيما بعد على صحيفته الأشهر، "الرأي العام" التي استمرت حتى عام 1961 فاغترب - "حين لم تكفل له الأوطان دارا"- إلى براغ، جنة الخلد، كما أسماها.
ولعل أبرز علاقة للجواهري بالصحافة، وعلاقتها به، كانت في عام 1959 حين انتخب رئيساً لأول هيئة ادارية في أول نقابة للصحفيين تشهدها البلاد العراقية، وقد سجلت له مواقف ايجابية عديدة في رفع شأن هذه المنظمة المهمة، ونشاطاتها، وخاصة في مجال رعاية أعضائها، والدفاع عن حقوقهم المهنية والاجتماعية والسياسية... وهناك العديد من الوقائع المهمة على هذا الصعيد.
وكما هو الجواهري في شعره التنويري، المتمرد، كانت صحفه بذات النفس والاتجاه... ولم يكن يحسب أية نتائج لهذا المقال الغاضب، أو تلك القصيدة الثائرة، والمهم لديه أن يتم النشر أولاً، وليأتي الاغلاق أو التعطيل أو الحصار بعد ذلك... وهو ما كان تماماً، إذ أغلقت ولوحقت وعطلت جرائد الجواهري مرات ومرات دون أن يجدي ذلك نفعاً في الحد مما كان يهدف إليه، حتى وان "حشدوا عليه الجوع ينشب نابه في جلد أرقط لا يبالى ناشبا".
وفي معاركه الصحفية العديدة، وهناك شهيرات منها سنخصص لها حديثاً لاحقاً، تصادم الجواهري واختلف مع أبرز زعماء البلاد، الذين حرك بعضهم ضده "صحافة صفر الضمير كأنها سلع تباع وتشترى وتعار" إلا أنها لم تستطع النيل من الشاعر الكبير، "فلم يقصر ولم تطل"...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟