أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود أحمد الأحوازي - ايران وحافة الهاوية!















المزيد.....

ايران وحافة الهاوية!


محمود أحمد الأحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 2068 - 2007 / 10 / 14 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يبقى لاجتماع وكالة الطاقة النووية القادم الخاص بموضوع طموحات ايران النووية، آخر مهلة لإيران لمنع قرار ملزم ثالث من الأمم المتحدة تحت الفصل السابع، إلا اقل من 40 يوم فقط. هذا القرار وان تم الترتيب له بين الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا ان لا يسمح بهجوم عسكري، لكن آثاره الإقتصادية التي تسربت عنها الأنباء حتى الآن ستكون مؤثرة بشكل يصعب على السلطات الإيرانية مواجهتها حيث أن الفرصة اقل بكثير مما تكفي حتى لاستعدادات أولية لتأمين حاجات الصناعات الإيرانية العسكرية والاقتصادية وتغطية حاجات المجتمع الإيراني الذي تجاوز عدد نفوسه السبعين مليون. في المرحلة الحالية وبسبب ان الأجواء في ايران عموما وفي الأقاليم التي تقطنها الشعوب غير الفارسية خصوصا مشحونة بالكره للنظام، أي ضغوط اقتصادية واجتماعية و ما يتبعها من ضغوط أمنية تسببها قلة الاستيراد بسبب الحصار الاقتصادي ومنع بنوك ايران من التعامل لتأمين حاجات السوق من الأسواق السوداء في الخليج وغيرها يعني ان مدة الأربعين يوم هي مجرد فرصة لتأمين حاجات مخابئ قيادات النظام من ماء وكهرباء ومستلزمات حياة تكفي لفترة من الزمن إن حصلت ضربة عسكرية، هذا إذا كانت هناك مخابئ قد هيئت لهذا الأمر لم يعرف عنها الأمريكان!
عودة للتاريخ، هذه ليس المرة الأولى التي تتدخل أمريكا فيها عسكريا لحل بعض المشاكل مع ايران حيث قتل 8 من جنودها في صحراء طبس الإيرانية بعد فترة قصيرة على انتصار ثورة الشعوب في ايران، عند ما اصطدمت طائرتين عسكريتين أمريكيتين يبعضهما قبل ان يقلعا من مطار متروك هناك باتجاه طهران لفك اسر دبلوماسيي وموظفي السفارة الأمريكية في ايران الذين أسروهم طلاب خط الإمام" دانشجويان خط إمام". هذه العملية عقدت الأمور بين البلدين أكثر مما كانت عليه حيث بقي الأسرى الأمريكيين مدة 444 يوم في الأسر حيث أطلق سراحهم بعد ما جاء للسلطة الجمهوريين وخسر الديمقراطيين الانتخابات بسبب فشلهم في إعادة الأمريكان الأسرى الى وطنهم بعد ما يقارب من العام ونصف.
اليوم الوضع يختلف تماما. في حادثة طبس أقلعت الطائرات الأمريكية من جزيرة ديوغارسيا في المحيط الهندي واضطرت للاستفادة من طائرات خاصة لتأمين وقود لها يكفي لكل هذه المسافة من المحيط الهندي الى طبس ومن طبس الى طهران، لكن اليوم، وعلاوة على أنواع الطائرات والبوارج البحرية وحاملات الطائرات الأمريكية الراسية في عدد من موانئ الخليج العربي وعلى مياهه الإقليمية، هناك قواعد عسكرية متعددة مزودة بكافة التجهيزات الإلكترونية للرصد والمتابعة بالإضافة الى أنواع الأسلحة في جميع الدول المجاورة لإيران، من طاجيكستان وأذربيجان وتركية، مرورا بالعراق والمملكة العربية والكويت وقطر، وصولا الى اليمن وأفغانستان.
في أزمة الرهائن، كان الديمقراطيين يحكمون في أمريكا وكان جيمي كارتر هو نزيل البيت الأبيض ولم تنجح كل محاولاته السياسية والعسكرية لفك اسر الأمريكان، لكن عند ما جاء الجمهوريون للسلطة، باركت ايران بمجيئهم وأطلقت سراح المخطوفين وحلت أزمتهم وبنيت علاقة مودة غير معلنة بين الجمهوريين" المحافظين!" في أمريكا والمحافظين في ايران، كان من نتائجها تزويد ايران بقطع غيار للطائرات المقاتلة وبعض التجهيزات العسكرية الأخرى عند ما كانت بأشد الحاجة لها في الحرب على العراق.
اليوم يحكم في أمريكا الجمهوريين، أرادت ايران ان تشاركهم كعكة احتلال العراق ونشوة فرحة السيطرة على المنطقة بسبب إصرارها على الحصول على حصة الأسد في ما حصل وفي ما يحصل في المستقبل في المنطقة. الديمقراطيين الذين اضطروا لترك البيت الأبيض عام 1981 لـ رونالد ريغان الجمهوري بسبب عدم تمكنهم من إقناع ايران بإطلاق سراح الأمريكان الأسرى، بقيت لديهم عقدة حقارة مازالوا يبحثوا عن فرصتهم للرد عليها وتأديب ايران. والزمن في الحسابات السياسية دائما قصير حيث بين 1981 الى 2007 لا يعتبر زمنا طويلا في حسابات دولة كبرى مثل أمريكا. وأمريكا استفادت من التعاون الإيراني خلال هذه المدة بشكل جيد في عند ما تستهدف بلدا، تستثمر الوقت للاستفادة منه لتنفيذ مأربها أولا ولو بشكل غير مباشر، مع استغلال كل الوسائل لإجباره على الرضوخ، أو التخلص منه في الوقت المناسب إن تمكنت عند ما تتأكد انه اصبح وبالا عليها!
واتفق الأمريكان هذه المرة، جمهوريين وديمقراطيين لمنع " دولة الشر" مثل ما اسماها بوش الابن، من تخصيب اليورانيوم وصنع قنبلتها النووية، وإن اختلفا بالوسائل التي يمكن الاستفادة منها أو الأساليب المناسبة لانتزاع استسلاما إيرانيا علنيا بقبول قرارات الأمم المتحدة أولا، والخضوع لمراقبة دائمة لأي تحرك سياسي واقتصادي وعسكري مستقبلا، بعد ما تمكن الأمريكان من إقناع العالم والمنطقة خصوصا بانعدام الثقة بالسلطة الإيرانية الفعلية خلال الفترة الماضية التي استعمل فيها الإعلام الإقليمي والدولي بشكل واسع لإثبات هذه الحقيقة للعالم و توجيه أي مواجهة مع النظام الإيراني.
بهذا، غدا لا يفصل ايران عن القرار الأمريكي النهائي بمعالجة موضوعه والقرار الثالث لمجلس الأمن الدولي الذي سيؤمن الغطاء الشرعي لأمريكا بانتخاب وسائلها المناسبة للحسم مع ايران تحت الفصل السابع الملزم إجرائه، إلا أسابيع حيث بعد ذلك ستكون ايران محاصرة ومن كل الأطراف البحرية والجوية والبرية بمفتشين دوليين، لا يتركون سفينة أو طائرة أو شاحنة تعبر الحدود متجهة الى ايران أو خارجة منها دون تفتيش والقوة لتنفيذ هذا القرار موجودة على الأرض وهي القوات الأمريكية المتواجدة على كل الحدود الإيرانية البحرية والبرية حيث ستفتش حتى الطائرات المدنية الإيرانية في هبوطها وإقلاعها في مطارات العالم!
إذا، إذا أضفنا الى هذا الحصار الخانق الذي سيبدأ بعد اقل من 40 يوم من الآن، احتمال استعمال القوة والهجوم العسكري على المواقع النووية وقواعد إطلاق الصواريخ و مراكز القيادة والتحكم ومعسكرات الحرس الثوري من الخارج وتحرك الشعوب والشرائح المختلفة في الداخل التي بدأت تحسب للعد التنازلي الذي بدأ دوليا لمواجهة سلطة قمعية ودموية ومتخلفة، هذا يعني إن ايران، وبهذا التعنت غير المسبوق في السياسة والتحدي أوقعت نفسها في المصيدة التي أعدت لها، و ورطت نفسها في أزمة اكبر من ان تتمكن ايران من معالجتها بعد الآن، أي بمعنى آخر انها فعلا اقتربت من الهاوية، لا، ويمكن القول انها سقطت في الهاوية! حيث لا ينفعها بعد اليوم حتى التراجع، بعد ما أثبتت عدائها للعالم بأسره وللشعوب في داخل حدودها واتفق الجميع على مواجهتها .‏



#محمود_أحمد_الأحوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فدرالية العراق الطائفية، هي بداية لتنفيذ إستراتيجية تقسيم ...
- بين شعوب ثائرة في الداخل وجيوش مهاجمة من الخارج! ايران إلى أ ...
- كيف نصدقك يا صادق! مهاترات على الجزيرة عن الديمقراطية في اير ...
- لبعض النخب العربية التائهة في صحراء الصراع إيراني- الأمريكي!
- هل تضطر أمريكا في النهاية إلى الحسم مع ايران؟
- الانسحاب البريطاني من البصرة، السماح لإيران باحتلالها أم تكت ...
- إخطبوط التوسع الإيراني والإستراتيجية المؤثرة لمواجهته
- هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العرب ...
- الانتفاضة النيسانية وضرورة تطوير التجربة
- القضية الأحوازية - القشة التي ستقصم ظهر البعير الإيراني
- إيران -الأحواز = أمن الخليج العربي!


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود أحمد الأحوازي - ايران وحافة الهاوية!