أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود أحمد الأحوازي - الانسحاب البريطاني من البصرة، السماح لإيران باحتلالها أم تكتيك لضرب ايران؟















المزيد.....

الانسحاب البريطاني من البصرة، السماح لإيران باحتلالها أم تكتيك لضرب ايران؟


محمود أحمد الأحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 01:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وحتى الحرب العالمية الأولى عام 1914، كانت بريطانيا القوة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث بالإضافة الى القارة الهندية المجاورة، احتلت بريطانيا مصر" مع السودان الفعلي" العراق واليمن وسيطرت على الخليج العربي برمته. قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها كانت لبريطانيا علاقات جيدة مع بعض الأمراء العرب في منطقة الخليج العربي وكانت لها تحالفات مع بعضها وخصوصا مع شيخ خزعل، أمير المحمرة" الأحواز" حيث ساند الشيخ خزعل القوات البريطانية في احتلالها للعراق وطرد العثمانيين من هناك عام 1914-1915وهذا أعطى الشيخ خزعل المكانة الهامة عند البريطانيين وأصبح المستشار والصديق والحليف المؤثر للبريطانيين ولسياستهم في المنطقة وحصل على أنواط تقديرية متعددة منهم. فعل شيخ خزعل هذا من اجل ان تدافع بريطانيا عنه مقابل القوى الإقليمية التي انحصرت بعد احتلال العراق وإزاحة الحكم العثماني من هناك، انحصر على الحكم القاجاري الذي كان يعترف بسلطة الشيخ خزعل على إمارته وكانوا ملوك القاجار، آخر ملوك ايران قبل إعلان الإتحاد السوفييتي على حدود ايران الشرقية، كانوا يزورون الشيخ في قصره في الفيلية على شواطئ شط العرب وكان يهديهم الهدايا ويساعدهم ماليا في سفراتهم الى أوروبا وهو مستمرا في توسيع سلطته حيث طالب البريطانيين بمساعدته ليكون ملكا على العراق بالإضافة الى إمارته، إمارة المحمرة لكن كل هذه التوافقات والمصالح المشتركة الأحوازية البريطانية تغيرت فجأة بعد ثورة 17 أكتوبر البلشفية في روسية واستقرار الحكم الاشتراكي هناك حيث تغيرت الإستراتيجية البريطانية التي كانت لها مصالح في كل المنطقة وعلى حدود الحكم الثوري في الإتحاد السوفييتي الجديد كما في ايران التي أريد لها ان تكون السد المنيع لإيقاف المد الثوري السوفييتي المحتمل باتجاه الجنوب وتحديدا الخليج الذي اكتشفت فيه اكبر ذخائر نفط العالم وكان ذلك السبب الأول للحرب العالمية الأولى واحتلال بريطانيا للمنطقة.

بعد الثورة البلشفية، اتجهت السياسة البريطانية باتجاه بناء " فارس" قوية، لتكون جنديها القوي، من اجل الوقوف بوجه الإتحاد السوفييتي وإيقاف تأثيره جنوبا ولهذا الغرض اتجه التاج البريطاني بالبحث عن قيادة فارسية جديدة، قادرة على تأمين هذا الهدف. وكان ذلك لها، حيث حصلت بعد فترة على ضابط القزقاق، رضا بهلوي حيث أوكلت لجنرالها ايرونسايد الذي كان في كرمانشاه وقتها متجها لغابات شمال إيران لمواجهة القوى الثائرة على الرجعية القاجارية هناك، لاستخدامه وتدريبه ورفع مستواه، حيث أصبح رضاخان وخلال فترة قصيرة، أصبح وزير للحرب، وبعدها رئيس للوزراء مع قدرة عسكرية وسياسية لا محدودة، تمكن بواسطتها ضم واحتلال مناطق مختلفة من الجوار الإيراني ومن القبائل الشبه مستقلة في ايران وبالنهاية احتل الأحواز عام 1925 وأصبح بعدها شاهنشاه لفارس بمساعدة بريطانيا بعد قصف مجلس الشورى في طهران وإزاحة احمد شاه آخر ملوك القاجار الذي كان في فرنسا وقتها. مع شاهنشاه جديد مساند من قبل بريطانيا، أصبحت فارس دولة قوية بشريا ببسط قوتها على كل الولايات واقتصاديا، باحتلالها لإمارة المحمرة النفطية حيث غير رضا شاه بعد ذلك اسم فارس الى " ايران" وأعاد بناء الإمبراطورية الفارسية من جديد متوسعة من بحيرة قزوين الى شط العرب والخليج العربي.

ضم الأحواز الحليفة لبريطانيا الى ايران تزامن مع وعد بالفور الذي ساند لتأسيس دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وبالنهاية ترك بؤر الفتنة قائمة حتى اليوم في المنطقة والشعب العربي في الأحواز مازال يعاني من الاحتلال الإيراني ولم يتمكن من إعادة وطنه مثل ما لم يتمكن الشعب الفلسطيني من العودة لوطنه الذي شرد منه حيث يعود الى فلسطين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الآن بعنوان مبعوث الرباعية، ليصدق على تثبيت أمر واقع، اسمه دولة فلسطين، منزوعة السلاح والسيادة على اقل من سبعة آلاف كيلومتر مربع من أرض فلسطين مقطعة الأوصال.

عودة لموضوع المقال حول مستقبل البصرة، بعد انسحاب القوات البريطانية منها الى قاعدتها العسكرية، هناك أسئلة عدة تطرح نفسها، منها السؤال القديم الجديد حول السياسة البريطانية! هل الانسحاب البريطاني هو فتح الباب للإيرانيين باحتلالها مثل ما فعلت بريطانيا عام 1925 بتحالفها مع رضا خان لاحتلال الأحواز؟ أم ان الانسحاب البريطاني هو انسحاب تكتيكي من مواجهة محتملة بين أمريكا وإيران وسبقت بريطانيا الأحداث حتى لا يضطر جنودها بالدخول مباشرة في معركة أخرى رفضها الشعب البريطاني مسبقا بإجباره لرئيس الوزراء السابق لترك 10 داونينك استريت؟ أي بصورة أكثر وضوحا، هل هناك خطة بريطانية لترك ايران ان توسع نفوذها في المنطقة؟ أم ان انسحابها جاء لصالح ضربة أمريكية لإيران للعمق الإستراتيجي الإيراني وللقوات الإيرانية المتواجدة بكثافة على حدود البصرة؟

المتابع للسياسة البريطانية خلال العقدين الأخيرين وخصوصا منذ حكم رئيسة الوزراء المحافظة، مارغريت تاتشر وحتى هذا اليوم، يرى ان بريطانيا، مازالت لها مصالح تتفق أحيانا مع المصلحة الأمريكية وتختلف أحيانا أخرى. حيث التاريخ يشهد ان بريطانيا وان انسحبت بعد الحرب العالمية الثانية من مستعمراتها القديمة وتركت لحليفتها التفرد بالسيطرة على ما عرف بالعالم الحر، لكنها بقيت تحاول ان تحافظ على تأثير لها في أماكن خاصة. الهجوم الثلاثي البريطاني، الفرنسي، الإسرائيلي على مصر عام 1956 مع وقوف أمريكا الى جانب مصر، الهجوم البريطاني على جزر الفولكلند وإعادتها من الجوار الأمريكي، حفاظها على مضيق جبل طارق بين اروونا والعالم العربي، وجود قواعدها وحلفاءها في آسيا الوسطى والمحيط الهندي وقبرص وتحالفاتها في كل القارات، كلها دلائل على ضرورة البناء على احتمال عزف بريطاني منفرد بعيدا عما تعزفه الفرقة الموسيقية الأمريكية في أي نقطة من العالم، خاصة وان التوسع الإيراني ليس بالضرورة يضر بالمصالح الأمريكية، بل كتبنا قبل ذلك عن عكس ذلك وأشرنا الى ان السياسة الأمريكية مثل السياسة البريطانية مازالت بحاجة لقوة كبرى غير إسرائيل في المنطقة لإخضاع العالم العربي بشكل كامل وإجباره على قبول السيطرة الغربية على ثرواته من اجل حماية كياناته القطرية والوطنية من الخطر الإيراني وإبعاده في نفس الوقت عن مواجهة إسرائيل. .

الأشهر والأسابيع القادمة كفيلة بحل هذا اللغز ومعرفة السياسة البريطانية وهدفها من هذا الانسحاب، لكن بعيدا عن أي خطة بريطانية أو أمريكية أو مشتركة، ما على أهل البصرة والعراق ان يفعلوه، هو ان لا ينتظروا معرفة أسباب الانسحاب البريطاني من البصرة، بل عليهم ان يعوا الخطر الإيراني على بصرتهم الفيحاء وعلى وطنهم وان يصدوه بقوة، ولا يسمحوا بالدخول الإيراني المباشر هناك. كما وعلى الدول العربية وخصوصا الخليجية منها ان تساند القوى العربية الوطنية والفاعلة في جنوب العراق لإيقاف هذا التمدد باتجاه بلدانهم وهذا اقل ما يمكن ان تفعله هذه الدول لإيقاف التوسع الإيراني الفعلي قبل ان تعبر ايران الحدود بقواتها المسلحة المرابطة على الحدود بمئات الآلاف من حرسها وجنودها، مسلحة بأحدث التجهيزات العسكرية، حتى لا نضطر غدا بإصدار قرارات الشجب! ونلوم ايران باحتلال جديد بعد الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث!



#محمود_أحمد_الأحوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخطبوط التوسع الإيراني والإستراتيجية المؤثرة لمواجهته
- هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العرب ...
- الانتفاضة النيسانية وضرورة تطوير التجربة
- القضية الأحوازية - القشة التي ستقصم ظهر البعير الإيراني
- إيران -الأحواز = أمن الخليج العربي!


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود أحمد الأحوازي - الانسحاب البريطاني من البصرة، السماح لإيران باحتلالها أم تكتيك لضرب ايران؟