أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود أحمد الأحوازي - هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العربية!؟















المزيد.....

هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العربية!؟


محمود أحمد الأحوازي

الحوار المتمدن-العدد: 2015 - 2007 / 8 / 22 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الناحية الجغرافية، إيران( الساحل الأحوازي المحتل) تقع على الساحل الشمالي للخليج العربي، من مصب شط العرب، بالقرب من مدينة عبادان الأحوازية وحتى مضيق هرمز، حيث يبدأ بعدها ساحل بحر العرب من مضيق هرمز وعلى ضفتيه بلوشستان الإيرانية من جانب وعمان من جانب آخر. ام قصر والفاو في العراق يطلان على آخر نقطة في الخليج العربي حيث تبدأ الدول الخليجية بعد ذلك على الساحل الجنوبي للخليج بدءا من الكويت. بهذا الشرح الملخص للغاية لجغرافية المنطقة، تتضح أهمية البصرة في سياسة ايران التوسعية وهي التي احتلت الفاو قبل ذلك في حرب الثماني سنوات وأعلنتها بوابتها على اليابسة على الساحل الآخر للخليج العربي.
سياسيا، موضوع التمدد الإيراني في العراق والمنطقة العربية والأهداف التوسعية من وراء هذا التمدد، أصبحت واضحة ومكشوفة لكل متابع لمجرى الأحداث في المنطقة وكل من تهمه قضاياها بشكل أو بآخر. تدخلات إيران المباشرة في سياسة العراق وأمنه واقتصاده و حتى ثقافته ومعتقداته أصبح حديث الساعة لكل العرب وخصوصا في منطقة الخليج العربي، هذا بالإضافة إلى تدخلات إيران بما يجري في كثير من دول المنطقة حيث قالها الجنرال رحيمي قائد الحرس الإيراني قبل يومين بالحرف الواحد: على الأمريكان ان يتقبلوا ثقلنا في العراق وفي لبنان!
تاريخيا، وكدليل على نوايا التوسع الإيراني في المنطقة، احتلت إيران معظم الجزر في الخليج العربي قبل إعلان استقلال دولها و احتلت الأحواز العربية عام 1925 وبقيت تطالب بالبحرين حتى بعد الإستفتاء الذي أقامته الأمم المتحدة بعد خروج البريطانيين من الجزيرة قبل ما يقارب الأربعين عام، وبالنهاية احتلت الجزر الإماراتية الثلاث. وإذا أضفنا تدخلات إيران في دول عربية عدة منها البحرين واليمن ولبنان وخلق الفتن فيها وزجها في صراعات طائفية وسياسية لصالح سياساتها التي تحدثنا عنها، نرى ان هذه كلها دلائل على ما تحمل إيران من نوايا لجيرانها العرب وما تهدف من تمددها الأخير في العراق وخصوصا في البصرة والجنوب.
اليوم، وبعد السيطرة شبه التامة للمخابرات والمليشيات التابعة للسياسة الإيرانية في العراق، وبعد تنصيب حاكم إيراني للبصرة بعنوان قنصل! يقود كل النشاط السياسي والعسكري والإستخباراتي والاقتصادي والثقافي الطائفي الإيراني ألصفوي في الجنوب، أصبح الجنوب العراقي هو الأخر تحت السيطرة شبه الكاملة للحكم الإيراني بعد ما ابتعدت القوات البريطانية من المواجهة المباشرة مع المليشيات المناصرة أو التابعة لإيران وانسحبت بشكل غير معلن إلى قاعدتها العسكرية هناك حيث اكتفت ببعض الدوريات وتركت الميدان للمليشيات المختلفة التي تتحكم بخيوط لعبتها إيران بشكل مباشر حيث تسيطر هذه المليشيات على كل ما يرتبط بالجنوب العراقي من سياسة ومصادر اقتصادية و امن وقضاء وتشريع وغير ذلك. القنصل الإيراني يحكم هناك دون منازع وصور الخميني وخامنئي وقيادات الطائفة الصفوية ملصقة في كل مكان من مدينة البصرة. هذا الوضع في الجنوب عموما وفي البصرة والتواجد الإيراني على الضفة الثانية لشط العرب خصوصا، وتوصية قيادات الجيش البريطاني لقياداتها السياسة خلال هذا الأسبوع "بسحب قواتهم من العراق بعد ما أصبحت هذه القوات غير قادرة على عمل شيء اكثر مما فعلت حتى الآن ولم تنجح"، هذه التغييرات التي نتج عنها تصفية حسابات ومذابح ومجازر بحق جميع المعارضين للوجود الإيراني هناك وخصوصا الوطنيين من العراقيين شيعة وسنة، والكفاءات العلمية والثقافية العراقية، والأحوازيين الهاربين من البطش الإيراني إلى الجنوب العراقي، وبالنهاية بدء تحرك ونشاط القواعد الإستخباراتية الإيرانية وبعناوين مختلفة من البصرة في دول الخليج العربية وفي الكويت خصوصا تحت عناوين إنسانية، كلها دلائل على وجود مخطط لخطوات أخرى قادمة من إيران باتجاه بعض الدول الخليجية في المرحلة الحالية. ،
النفوذ الإيراني في العراق عموما وبهذا الوسع في الجنوب، سياسيا، جغرافيا، استخباراتيا واستراتيجيا خصوصا هو بداية التمدد الإيراني على اليابسة باتجاه الساحل الآخر للخليج العربي بعد ما تمكنت إيران وخلال الأعوام الماضية من خلق بؤرها السياسية والطائفية والاقتصادية القوية والمؤثرة في الكثير من دول الخليج العربية وعلى رأسها الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة حيث أصبح للجالية الإيرانية تواجد قوي في هذه الدول، متجنسة ومسيطرة على قطاعات مهمة من اقتصاد هذه البلدان بالإضافة إلى عشرات الآلاف من العمال والمهاجرين الإيرانيين الذين أقاموا في هذه الدول وأصبحوا يعملون كخلايا نائمة للنظام في دول الخليج مثل ما ذكر احد الدبلوماسيين السابقين الإيرانيين في الإمارات العربية المتحدة الذي ترك السلطة ولجأ إلى الخارج مؤخرا.
التغلغل الإيراني الفعلي في العراق وفي الجنوب خصوصا ليس إلا مخططا استراتيجيا لتواجد قوة ايرانية في الجنوب تقوم بالردع بالمرحلة الحالية والتدخل في المرحلة القادمة لهذا المخطط. من جانب تستخدم هذه القوة لمنع أي تدخل أمريكي في شؤون إيران الداخلية وخصوصا منعها لتخصيبها لليورانيوم وتخويف الدول الحليفة لها من مساندتها ضد إيران متى ما اقتضت الحاجة، ومن جانب آخر هي بداية لخطة طويلة الأمد لتثبيت أمر جديد تتبعه خطة تنفيذية للتدخل والتأثير والتمدد المستقبلي المباشر باتجاه هذه الدول. إذا نظرنا لكثافة التواجد العسكري الأمريكي في مياه الخليج العربي، سنرى أهمية وصول إيران إلى الساحل الآخر من الخليج عن طريق اليابسة، وسنعرف ماذا يعني هذا التواجد عسكريا لإيران اليوم ولسياستها المستقبلية في المنطقة.
ان الأخبار التي تصل من العراق، تشير إلى سياسة تفريس مبرمجة من خلال تزايد عدد الإيرانيين وتجنيسهم في البصرة وفي المدن الشيعية المقدسة في الجنوب والإمساك بخيوط الاقتصاد والسياسة والأمن في المنطقة وبالنهاية السيطرة على مجرى الأحداث هناك حيث تحصل معظم المليشيات المتواجدة هناك على المساعدات المالية واللوجيستية من إيران دون تحفظ في الوقت الذي تسيطر فيه على مصادر الاقتصاد هناك وبمساندة إيرانية واضحة.

إن إيران التوسعية وسياسة تمددها كانت ومنذ فترة طويلة مورد توجه كثير من المحللين والمتابعين للشأن الإيراني والعربي، لكن الدول العربية عموما و المجاورة لإيران خصوصا لم تعطي لهذا التوجه الإيراني الإهتمام الذي يستحقه وابتعدت عن أي محاولة لمنع هذا التمدد في بدايته وهاهي اليوم ما زالت تبتعد عن حتى طرح المخاطر بحجمها الحقيقي ولو على شعوبها فقط، المخاطر التي أصبحت تهدد كياناتهم السياسية وبنيتهم التحتية على حد سواء. يضاف إلى ذلك تشرذم العرب وضعفهم مع كل ما يمتلكون من وسائل القوة من جهة وترك مصالحهم لعبة بيد من يدعي التحالف معهم وهو يبحث عن مصالحه الخاصة به فقط من جهة أخرى، جعلهم هذا عاجزين عن التفكير بعقولهم العربية لدرع الأخطار حيث أصبحوا ينظرون للأخطار بعيون أخرى ويحللون الأحداث بعقول أخرى غير عقولهم وبهذا أصبحت مصالحهم تابعة لمصلحة دول أخرى هي التي عودتهم على مساوماتها دائما من اجل الوصول لمصالح خاصة بها ولا تهمها مصالح حلفائها الوطنية ولا مستقبل شعوبهم أومجاعتها ولا الأعداد التي تقتل من أبناءهم بالآلاف يوميا. ان التدخلات الإيرانية الفعلية في العراق وسيطرة الحرس الإيراني بقواته المسلحة واستخباراته ومليشياته على البصرة خصوصا والجنوب عموما، هو مقدمة لتمدد بري إيراني فعلي، إن لم تتحرك الدول العربية والخليجية خصوصا لإيقافه اليوم، سيكون يوم غد متأخرا جدا لهذه الدول، وسيكون الفأس غد وقع، خصوصا وان التواجد الإيراني بهذه القوة في البصرة سيمكنه من الحصول على تواجد عسكري منظم هناك ويمكن علني مستقبلا وبذلك ستكون الجزر الكويتية مثل وربة وبوبيان و حفر الباطن ومدينة خالد العسكرية والقواعد وأنابيب النفط في المملكة تحت مرمى نيران الأسلحة المتوسطة الإيرانية!.

محمود أحمد الأحوازي
‏20‏ آب‏، 2007




#محمود_أحمد_الأحوازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة النيسانية وضرورة تطوير التجربة
- القضية الأحوازية - القشة التي ستقصم ظهر البعير الإيراني
- إيران -الأحواز = أمن الخليج العربي!


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود أحمد الأحوازي - هل الإحتلال الإيراني للبصرة هو بداية لتطويق دول الخليج العربية!؟