أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل حبه - تراثك باق وذكراك خالدة في قلوب محبيك














المزيد.....

تراثك باق وذكراك خالدة في قلوب محبيك


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 2065 - 2007 / 10 / 11 - 11:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



الفقيدة الدكتورة نزيهة الدليمي
كان صباح هذا اليوم، الثلاثاء التاسع من تشرين 2007، صباحاً موجعاً حزيناً عندما افتتح بخبر رحيل العزيزة الدكتورة نزيهة الدليمي عن دنيانا لترقد بسلام في مثواها الأخير. لقد رحلت عنا في هذه الأيام الموجعة للعراقيين وهي تحمل معها قلباً مفعماً بالحب لهذا الوطن العزيز، قلباً عامراً بكل الآمال لوضع بلادنا على طريق الإزدهار والعدل والمساواة بين كل أبناء وادي السواد والجبل، قلباً حمل طوال حياة الدكتورة العزيزة هموم شعبها من أعالي كردستان الى ضفاف الأهوار، قلباً كان ينبض بكل قوته كي يعيد الفعل والدور الى نصفنا الثاني المرأة العراقية التي أريد لها ويراد لها إلى الآن أن تقبع في دروب التخلف والتهميش والجهل وهي التي قيل فيها "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق"، دون أن يجد هذا المبدأ طريقاً له في عقول من تخلف عن درب التنوير والإنسانية.
لقد رحلت عنا عن عمر حفل بكل مظاهر النشاط الإنساني الخيّر. وأصبحت بحق أحد أعمدة التنوير والحرية في بلاد تكالبت عليها قوى الظلام كي تمسح البسمة من على شفاه أطفالنا والأمل من على وجوه أمهاتنا وأخواتنا. لقد رحلت عنا الدكتورة الطيبة الذكر، ولكنها اصطفت وبجدارة الى جانب رموز التنوير والحكمة وتحرير المجتمع العراقي، وخاصة المرأة، من المظاهر البالية التي طغت عليها خلال قرون من عهود الظلام. إنها وقفت على سلّم تحديث وادي الرافدين من أمثال الحاج جعفر أبو التمن وحسين الرحال والزهاوي والرصافي والجواهري ويوسف سلمان يوسف(فهد) والشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ عبد الكريم الماشطة والجادرجي ومحمد مهدي كبة وصبيحة الشيخ داود ونازك الملائكة وعبدالله كوران وجواد سليم وحافظ الدروبي وغائب طعمة فرمان والمئات من الخيرين ورجال التنوير العراقيين الذين حلموا بعراق متحرر من رزايا الطائفية المقيتة والتخلف والتراشق المذهبي، مجتمع خال من كل أشكال الإستبداد، مجتمع يفتح الطريق أمام كل المبدعين كي يبنوا بلداً مزدهراً عامراً بالقيم الإنسانية.
هذا ما كانت تحلم به فقيدتنا الدكتورة نزيهة الدليمي حتى اللحظات الأخيرة من ضربات قلبها العامر بحب المحرومين والمظلومين. لقد كانت الفقيدة المبادرة دائماً من خلال مهارتها الطبية الى إرجاع الضحكة الى شفاه من احتاج إليها سواء في مدينة السليمانية أو في بغداد وخاصة في أحيائها الفقيرة بعد أن تخرجت بتفوق من كلية الطب في بغداد. وبعد أن أحتكت أكثر بخفايا ومشاكل مجتمعنا، إرتبطت بحركة التنوير المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي. وإدراكاً منها لخطورة بقاء المرأة مهمشة في المجتمع ومتخلفة عن الرجل في تحويل المجتمع، عمدت مع ناشطات أخريات في نقل الحركة النسائية العراقية نقلة نوعية من حيث التنظيم، بتشكيل رابطة المرأة العراقية، ثم القيام بحركة ثقافية واسعة من أجل تعريف المرأة والمجتمع بحقوق النصف المعطل من مجتمعنا، وصولاً الى مساهمتها في تدوين قانون الأحوال الشخصية بعد ثورة تموز عام 1958. وهكذا صعد نجمها في الوسط السياسي والإجتماعي والمهني كطبيبة ماهرة وداعية فعالة لحقوق المرأة وناشطة لا تهادن من أجل الديمقراطية. وليس من قبيل الصدفة أن تستوزر الدكتورة كأول أمراة في البلدان العربية في الوزارة العراقية في العهد الجمهوري. وأرتبط بإسمها أثناء توليها وزارة البلديات، على قصر المدة، العديد من المشاريع الخدمية التي وفرت الخدمات لأبناء الشعب.
في هذا الرثاء لفقيدتنا العزيزة، لا يمكن الحديث بكل التفاصيل المتعلقة بهذه الشخصية الرائعة. فهي الناشطة في مجال الفكر والمحاججة والمتابعة السياسية أثناء توليها مواقع مرموقة في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ، إلى جانب إجتهادها في ميدانها المهني. كما لا ننسى كل مساعيها ونشاطها الدائب لرفع قدرة الحزب ورفاقه على الإقتراب من واقعنا العراقي ودراسته ومساهمتها في تدوين العديد من وثائقه المهمة. كانت تبحث في الكتب من كل الألوان علّها تفتح لها باب المعرفة وتصل الى إستنتاجات قد تخرج العراق من نفق مظلم حرص كل أنصار الإستبداد والقهر والتمييز الطائفي والعرقي على تقييده فيه.
طابت ذكراك، ولك يا فقيدتنا العزيزة كل آيات الود والمحبة، ولتنامي قريرة العين وبسلام في مثواك الأخير. ولا تقلقي من حال بلدنا العزيز الآن ومن تكالب قوى الشر عليه. ففي العراق نساء ورجال ومن كل الأطياف سيقفون كالسد الجبار في رد هذه الموجة الظلامية الطائفية التكفيرية المدمرة، وينقلون العراق الى ذلك الطريق الذي حلمت به، طريق التنوير والإزدهار والعدالة والمساواة، طريق خال من كل أشكال القهر الطائفي والعرقي، بل وكل أشكال القهر لنصفنا الثاني..المرأة العراقية.
9 تشرين الأول 2007



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إستقرار ولا ديمقراطية في ظل وجود المجاميع المسلحة غير الش ...
- پاڤاروتي..كروان العصر الحديث
- أحمدي نژاد يحلم بأن يملأ الفراغ الأمني في العراق؟
- على هامش الأحداث الدامية الأخيرة في كربلاء كلمة السر هي الدع ...
- -البروليتاريا الرثة- وواقع العراق الراهن
- نظرة على إجراءات الرئيس الفنزويلي لا إشتراكية بدون ديمقراطية
- هدية أقدمها الى شتّامي العراق والعراقيين
- توضيح
- مذبحة وأبادة جماعية في سنجار
- فوز الفريق العراقي هو الآخر -باطل-!!
- انتصر الفريق العراقي وإنهارت المحاصصة الطائفية
- تجمع مشبوه و-لملوم- مصيره الى مزبلة التاريخ
- كوراث وزراء المحاصصة
- الإرهاب واحد، والموقف منه ينبغي أن يكون واحداً أيضاً
- هل -أشرف- مدينة عراقية؟
- مقاومون أم سفلة وصعاليك؟
- دراما قراقوشية
- مناقشة لمسودة ورقة العمل المقدمة الى المؤتمر الوطني الثامن ل ...
- هل هناك حاجة لأسس جديدة للتشكيلة الوزارية في العراق؟
- الإرهاب سرطان مدمر ينبغي إجتثاثه


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عادل حبه - تراثك باق وذكراك خالدة في قلوب محبيك