أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - تجمع مشبوه و-لملوم- مصيره الى مزبلة التاريخ















المزيد.....

تجمع مشبوه و-لملوم- مصيره الى مزبلة التاريخ


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تجمع مشبوه و"لملوم" مصيره الى مزبلة التاريخ
من يتابع عن قرب وبموضوعية التطورات الاخيرة في لوحة العراق السياسية المعقدة يجد أن بدايات ايجابية جدية قد طرأت على الوضع في البلاد. البداية الاولى هو التطور الجدي الذي طرأ على القوات المسلحة العراقية وأدائها، الجيش والشرطة وأجهزهتهما الاستخباراتية. فقد بدأت هذه القوات تتحول من الضحية الى المبادرة في مطاردة عصابات القاعدة وفلول النظام السابق والجريمة المنظمة وقلعها من المواقع التي تسلطت عليها في الفترة السابقة. وبدأت هذه القوات بإستكمال ملاكاتها من الأفراد والمعدات بحيث لم يعد بإمكان الارهابيين وفلول النظام السابق المواجهة معها، وأخذت تضرب اماكن تحشد المواطنين العراقيين عشوائياً وجنونياً وتهرب من وجه قواتنا المسلحة. كما بدى واضحاً في الفترة الأخيرة المشاركة الواسعة والفعالة للعراقيين في دعم قواتنا المسلحة ورفدها بالمعلومات وأماكن اختباء الإرهابيين وفلول النظام، مما ضيق الخناق على تحركاتهم. كما كُسر حاجز الخوف عند العراقيين بحيث أخذوا يبادرون الى مواجهة الارهابيين في مناطقهم، وهذا ما شاهدناه في محافظة الانبار وديالى لاحقاً واخيراً في محافظة صلاح الدين. ولم يتردد ابناء مناطق في بغداد من حذو خطوات أقرانهم في المحافظات الساخنة، وراحوا يطاردون ويتعقبون المجرمين في العامرية وغيرها من محلات بغداد الساخنة. ويشارك في الحملة ضد هذه العصابات حتى من كان يتستر على أفعال هذه الزمر أو يشترك معها بعد أن تم أفتضاح نواياها والتي هي ليست مهمة "جهادية "أو "مقاومة"، بل أن مهمتها تدمير البلاد وقتل العراقيين وعرقلة بناء دولتهم وحرمان العراقيين من نعمة الكهرباء والماء الصافي والوقود والتعليم والطبابة والخدمات العامة. ولهذا السبب إختفت أخيراً حتى مفردة "الجهاد" أو "المقاومة" من على صفحات أجهزة الإعلام "شريفها" و "سافلها"، وعلى ألسن العراقيين لأنها أصبحت ضرب من التندر والضحك على الذقون. ولم نعد نسمع في العراق من كلمة سوى القضاء على الإرهاب ودحر من يخطط لهم ويشجعهم.
إن حصيلة هذه المطاردات هو تطهير مناطق واسعة من المحافظات الثلاث التي طغى عليها الارهابيون وفلول صدام. كما تم قتل اعداد واسعة من المجرمين والقتلة بحيث وصلت أعداد من قتل من العرب فقط ما يزيد على 4000 من جنسيات سعودية وسورية واردنية وأفغانية وشيشانية ومغربية ...الخ حسب الإحصاءات الحكومية. وإذا أضفنا الى ذلك قرابة 1000 إنتحاري فارقوا الحياة بعد أن أحرقوا الاخضر واليابس في بلادنا، وما يزيد على 2500 من المعتقلين من المجرمين العرب في السجون العراقية، يصبح من قتل أو سجن قرابة 8000 آلاف عربي شاركوا في قتل العراقيين وتدمير بلادنا. وهو رقم كبير رغم أن هذا الرقم قد يزيد بسبب أن الكثير منهم قد دفنوا سراً ولا تعرف الجهات العراقية الرسمية أماكن دفنهم. أما أعداد من فارق الحياة من الارهابيين ومن "حزب العودة" من العراقيين فلم ينشر سوى من أعتقلوا ويبلغ عددهم قرابة 10000 سجين من أنصار الارهابيين وحماتهم أو من فلول العهد السابق. هذه الحصيلة لدليل على تنامي قدرة العراقيين في إشاعة السلام والأمن في ربوع بلادهم. ويلاحظ في هذا الإطار أن اجواءً بدأت تسمو على المشاركين في العملية السياسية.، أجواء بعيدة عن المضاربات الطائفية والمذهبية وبعيدة عن العبث بمستقبل البلاد تحت واجهات طائفية ومحاصصتها، وبعيدة عن العبث بالسلاح وملثميه في شوارع هذه المحافظة بذرائع دينية كاذبة ولتصفية الحسابات مع منافسيهم السياسيين. وبدأ بعض المشاركين يدرك إن المساهمة في مؤتمرات في مدينة "اشرف" العراقية وبرعاية مجاهدي خلق أو الاحتماع في تركيا بواجهة طائفية وإجتماعات ولقاءات عبثية أخرى لم "تشبع البطن" ولم تجلب الامن والسلام لهم ولا لمنافسيهم ولا للشعب العراقي. لقد أدرك هؤلاء أن عليهم الجلوس تحت قبة مجلس النواب وحل المشاكل دون اللجوء الى جيوشهم الجرارة المدمرة والخطابات النارية التحريضية الذي يهز أعصاب مرضى السياسة وعشاق الطائفية وناكري الهوية العراقية.
إن المشهد العراقي لم يقتصر على ذلك بل تعداه الى بدايات وخطوات جدية نحو إعادة بناء الدولة على أسس جديدة، الى جانب خطوات مماثلة في إعادة أعمار ما هدمه النظام السابق أو ما هدمته فلوله وحلفائه من الارهابيين الغرباء القادمين من خارج حدود البلاد. ففي غالبية المحافظات بدأت حركة إعمار واسعة يمكن ملاحظتها، في ظل وجود إحتياطي في الخزينة المركزية ما يربو على 40 مليار دولار، في كل محافظات كردستان العراق وفي المحافظات الجنوبية وغالبية محافظات الفرات الأوسط والوسطى وتمثل محافظة نموذجاً لذلك. كما تعاد تدريجياً بعد تطبيق خطة فرض القانون الحياة لمؤسسات الدولة والتعليم والمؤسسات الخدمية والتجارية التي دمرت وتعطلت بفعل سيطرة البرابرة على محافظة الأنبار وديالى وصلاح الدين وبعض مناطق بغداد. ولابد من القول أنها بدايات .... وبدايات ناجحة تعيد الأمل والحياة والتفاؤل للعراقيين بمستقبل بلدهم، وما زلنا نحتاج الى خطوات جدية سريعة والى أن يبادر السيد نوري المالكي الى تشكيل حكومة فعالة ماهرة بوزراء خبراء في مهنهم ويتمتعون بالنزاهة كي يتم الاسراع بردع الإرهاب وحلفائهم والسير بالعملية الديمقراطية الدستورية، ونخرج البلاد من هذا الجحيم الذي فرض عليه من قبل أعداء الحياة.
أزاء هذه البدايات الناجحة لا يتوقع العراقيون أن يجمد أعداءه نشاطهم التخريبي، بل سيسعون بشكل محموم الى التفتيش عن سبل بائسة يائسة أخرى كي يظل صوتهم "يلعلع" على شاشات قنوات الارهاب التلفزيونية، كي يشوهوا حقيقة الوضع في البلاد أو يحلموا بأحلام سوداء لهذا البلد الكريم. وفي هذا الإطار يمكننا النظر الى "اللملوم" الذي يجتمع في دمشق في هذه الأيام لدراسة الوضع في العراق، ووضع "خططهم" الشريرة ضد العراقيين لفترة ما بعد إنسحاب القوات الدولية من العراق. أننا لا نتوقع الا أن ينتهي هذا الإجتماع بنفس النتيجة الفاشلة البائسة لمثيلاتها من إجتماعات "مدينة أشرف" أو أنقرة أو دمشق السابق، والذي أنهى إجتماعه بالتراشق بكل ما تيسر في الإجتماع. والسبب بسيط وهو أن من يتصدر هذا الإجتماع هو حارث الضاري عراب منظمة القاعدة الإرهابية والمدان عراقياً وصاحب رسائل التوسل الى إبن لادن. وقد إبتعد علماء العراق عن هيئته المسلحة المشبوهة وكتائبه المدمرة، ولم يعد لها تلك "الوجاهة" والفرصة التي تمتعت بها بعيد سقوط النظام. أما الطرف الآخر فهم فلول النظام السابق وحزبه المدان في العراق. فمن تبقى من أنصار الحزب لم يبادروا حتى الى إدانة، وحتى من باب ذر الرماد في العيون، الى نقد نهج الحزب أثناء فترة حكمهم، هذا النهج القائم علىنهب الدولة بما فيها وحتى نهب آثارنا القديمة وإستخدام السلاح الكيمياوي ضد العراقيين وتسمميم معارضيه بالثاليوم وحفر القبور الجماعية وينشرها في كل أنحاء العراق، والعدوان على الغير وقتل حتى العرب بكل ألوانهم وغيرها من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية. فأي عراق يريده هذا الحزب الفاشي بعد إنسحاب القوات الدولية من العراق؟ هل هي عودة لإستخدام السلاح الكيمياوي ضد العراقيين وتصفية العراقيين وبالآلاف في مسالخ أقبية التعذيب؟. أما من يسير في ذيل هذا وذاك ممن كان يقف أمام أبواب سفارات صدام في الخارج ويتستر على جرائمه ويتغزل برسائله ومقالاته بالنظام السابق و"مآثره" وبحارث الضاري و"صولاته"، أو يدون المقالات بدون حرج مدحاً وثناءً ل" مقاومة" قطع الماء والكهرباء والوقود عن العراقيين، فلا يمكن أن ينتظر هؤلاء أن يكون لهم موقع بين العراقيين ولا موقع قدم عند إنسحاب القوات الدولية من العراق. إن هؤلاء لا يقدمون حلولاً لمشاكل العراق، بل يسعون الى تصفية حسابات مع أحزابهم وتنفيذ أجندة أقليمية لحكومات مجاورة لا تريد للعراق الا الدمار وفشل التجربة الديمقراطية. وهذا ليس بالجديد فلنا في سلوك هذه الحكومات بعد ثورة تموز لخير مثال.
أما رعاية الحكومة السورية المتكررة لمثل هذا العبث، وهي التي توقع الاتفاقية تلو الاتفاقية مع الحكومة العراقية ولا تنفذ بنودها، فله هدف آخر لا علاقة له بالعراق بقدر ما له علاقة بمشاكل الحكومة السورية الاقليمية والدولية. أن الحكم السوري يكرر نفس فشله في لبنان ثم الثأر لهذا الفشل، وبمسعى أن يصبح العراق "الملعب الرئيسي للحكم السوري" كي تلوح بهذه الورقة دولياً بعد أن أحترقت الورقة اللبنانية. أنه لأمر يثير العجب أن يتخلى الحكم في سوريا عن ملاعبها السورية الأصلية في "الجولان" و "الإسكندرون"، وهي مناطق سورية محتلة، لترسل "لاعبيها" و"إنتحاريها" لقتل العراقيين وتهديم العراق بدون أن يوجه العراقيون أي أذى أو مس الى سورية الشقيقة ومصالحها. فلماذا، وهو سؤال كبير، يوجه الحكم السوري كل ثقل "لاعبيها" على الساحة العراقية، وترسل قبل أيام 250 حزاماً ناسفاً لقتل العراقيين؟ إنه سؤال لا يمكن أن يجيب عليه الا الشعب السوري، وعليه أيضاً أن يضع حداً لهذا التطرف والجفاء ضد العراق ولهذه التحالفات المشبوهة للحكم في سوريا سواء مع الارهابيين المحترفين أو مع محترفي العنف الديني من حكام إيران.
وما على الأطراف العراقية الوطنية المخلصة والحكومة العراقية ومجلس النواب والرئاسة الا أن تكف عن هذه الدبلوماسية الفاشلة القائمة على السكوت على من يرتكب القتل ويحيك الدسائس ضد العراق. وعلى هذه القوى أن تكون صوت الشعب الحق وأن تفضح هذه الأطراف قبل خراب البصرة.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوراث وزراء المحاصصة
- الإرهاب واحد، والموقف منه ينبغي أن يكون واحداً أيضاً
- هل -أشرف- مدينة عراقية؟
- مقاومون أم سفلة وصعاليك؟
- دراما قراقوشية
- مناقشة لمسودة ورقة العمل المقدمة الى المؤتمر الوطني الثامن ل ...
- هل هناك حاجة لأسس جديدة للتشكيلة الوزارية في العراق؟
- الإرهاب سرطان مدمر ينبغي إجتثاثه
- رفيقاتي ورفاقي الاحبة مندوبوا المؤتمر الوطني الثامن للحزب ال ...
- سيبقى تموز وعبد الكريم قاسم يحيان في وجدان العراقيين
- ما هو سر هذا التوقيت في الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- الصين : التخلي عن نهج حرق المراحل
- الذكرى الرابعة لإنهيار الديكتاتورية والغزو الأمريكي وحلفائه ...
- إصابة بداء عمى الالوان، أم تصدع في القيم والضمير والوجدان
- خامنئي - أحمدي نژاد على خطى صدام حسين
- العراقيون بيدهم مفتاح الخروج من نفق القتل والدمار - 2
- العراقيون بيدهم مفتاح الخروج من نفق القتل والدمار
- يوميات ايرانية 25
- مآل البلطجة السياسية
- يوميات ايرانية 24


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل حبه - تجمع مشبوه و-لملوم- مصيره الى مزبلة التاريخ