أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ناجي عقراوي - تركيا و من ورائها أمريكا تقترحان كونفدرالية تركية- كوردية والكورد يرفضون ويتمسكون بعراقيتهم















المزيد.....


تركيا و من ورائها أمريكا تقترحان كونفدرالية تركية- كوردية والكورد يرفضون ويتمسكون بعراقيتهم


ناجي عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 635 - 2003 / 10 / 28 - 06:45
المحور: القضية الكردية
    


             

في خضم الأحداث السياسة العاصفة و التصريحات النارية لهذه الجهة أو تلك ، يجري في الدهاليز عن سابق تصميم  تهميش رأي الشعب العراقي ، هذا الشعب المثخن بالجراح و سكاكين القريب و البعيد تنهش في جسده ، و المزايدات تجري على معاناته بمسوغات و مبررات  نعرف سلفا دوافعها ، و في مقدمة هؤلاء بعض دول الجوار ، كأن أساليب القمع و التهميش التي جرت في عهد النظام السابق ، لا تشفي غليل هؤلاء البعض .

 

سربت بعض الدوائر الأمريكية ، إلى بعض الشخصيات الكوردية المتجنسة بالجنسية الأمريكية ، ضرورة قيام الكورد بتعاون اكبر مع الأمريكان ، و عدم عرقلة جهودها باستقدام قوات تركية إلى العراق ، مقابل أن يصار في المستقبل القريب ، إلى قيام كيان كوردي يضم أكراد العراق و أكراد تركيا ، وربط المنطقة الكوردية في ( ولاية الموصل )  مع تركيا على أسس اتحاد كونفدرالي ، في حين لم تسرب هذه الدوائر هذا المشروع المقترح ( أو هي في الأجندة الأمريكية للمنطقة ) ، إلى القوى السياسية الكوردية المؤثرة مباشرة ، رغم العلاقات الأمريكية – الكوردية الظاهرة للعيان ، و كذلك لم تحدد هذه الدوائر إلى تلك الجهات الكوردية التي سربت الخبر إليها ، كيفية تنفيذ مشروعها هذا .

 

قلت لمحدثي الذي سرب لي النبأ ، مع إيماني المطلق بحق الكورد في حق تقرير المصير ، و حقهم في إقامة كيانهم القومي ، إلا أنني أرى استحالة  تنفيذ مثل هذا المخطط ، ليس عراقيا و إقليميا فقط ، بل أن هذا المخطط سوف يرفضه الأكراد قبل الآخرين ، حتى إذا فرضها الأمريكان و الأتراك بالقوة ، لأسباب عديدة منها ، إن الكورد لا يريدون جسدا بلا رأس ، و لهم دروس وعبر مع العثمانيين و الدولة التركية لاحقا ، والعلاقات التاريخية بين الكورد و العرب ، متجذرة في التاريخ المشترك ، رغم ما اعتراها من مد و جز في مراحل عديدة ، إلا أن الأكثرية  الصامتة  من الطرفين كانوا حريصين على عدم التفريط بهذه العلاقات ، و الخيرين منهم حاولوا و يحاولون إزالة الشوائب والعراقيل في طريق تمتينها ، استجابة إلى نبض الشارع في كلا الطرفين ، لأن  العلاقات الروحية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية بين مكونات الشعب العراقي ، لا يمكن شطبها بجرة قلم ، و الأمريكان يخطئون في فهم قوتهم ، متصورين بأن الكورد تعاونوا معهم خوفا من قوتهم ، و لم يستوعبوا بأن غرض الكورد من التعاون معهم ، كان من أجل إسقاط نظام أذاقهم العلقم و السم الزعاف ، و تعاونهم كان على أساس انهم عراقيين وليسوا بنادق للإيجار ، و تعاونهم كان مثل تعاون  جهات عربية و إقليمية و عراقية أخرى معهم ، لان الطاغية صدام حسين كما كتب أحد الإخوان ، كان عادلا في توزيع ظلمه على كل الطيف العراقي ، في الوقت الذي لا ننسى نحن الكورد ، بأن  السياسة العنصرية و المذهبية الأحادية الجانب للكيان العراقي الحديث ، والتي جسدها الطاغية في ابشع صورها ، لم تكن إلا امتداد للسياسة المذهبية للإمبراطورية العثمانية .

 

قال محدثي بان الأتراك لم يضربوننا الكيماوي  و لا الغازات السامة ، و إن هناك عرب يدعون الأتراك للدخول إلى العراق نظرا لكرههم للكورد ، قلت له بأن الأتراك مارسوا نفس الظلم مع الكورد ، وان لم يكن ظاهرا للعيان بسبب انحياز الغرب للأتراك ، و قلت له من هم هؤلاء العرب الذين يؤيدون الأتراك ، هم ليسوا سوى  نفر مغمور أو ضال أو مأجور ليس لهم وجود أو تأثير في الساحة السياسية ، أو عاطفيون جاهلون للعبة السياسية  ، ألم يكن هناك عرب و مسيحيون يقاتلون النظام جنبا إلى جنب مع الكورد ، لكي لا ننظر إلى الأمور نظرة أحادية الجانب ، ألم يقتل الطاغية الشيعة والسنة والمسيحيين  مثلما قتل الكورد  ، و إن أتت بدرجات متفاوتة و بوسائل مختلفة ، ألم يكن تحصيل الحاصل لظلمه هو القتل للجميع .

 

إن السمو في التعامل شاهدته عند رجل عجوز مؤنفل ، قتل صدام جميع أفراد عائلته أثناء غيابه ، و هدم قريته و حرق بستانه و مواشيه ، عندما سألته لغرض معرفة رد فعله ، قلت له سقط صدام و قتل ولديه ، هل تريد أن تنتقم من العرب ؟ !! ، أجابني بدون أي تحفظ  و ما علاقة العرب بما جرى لي ، صدام كان مجرما وكذلك ولديه و فرحت لما حصل لهم ، و إن الله يمهل و لا يهمل ، و أضاف قائلا و لكن ثق حينما عرض جثة ولديه في التلفاز ، تأثرت حينما شاهدت جثتهما ، لا حبا لهما بل من الناحية الإنسانية ، أتوجد إنسانية و خلق ارفع من هذه المشاعر ، لا يريد أن يشاهد جثث من قتلوا أهله و هدموا داره و أحرقوا أملاكه .

 

قال محدثي أن أحد الذين يشاطرني الفكرة الأمريكية ، و قريب جدا من القيادات الكوردية ، سرب الخبر إليهم ليعرف ردود فعلهم ، فوجد بأنهم لا يرفضون الفكرة فقط  ، بل يرفضون حتى  مجرد مناقشتها .

 

قلت أن الذي يعرف ألف باء السياسة ، كان عليه أن يعرف ، بان مثل هذه الفكرة مرفوضة من القيادات الكوردية ، لان أمريكا تريد إعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط ، لا حبا في سواد عيون الكورد ، بل لأجندتها الخاصة ، وان هذه الفكرة  تدخل ضمن الفصل الأول ، في فكر المخططين الأمريكان للقرن الواحد و العشرين  ، فالعاقل الفصيح يعرف بان أمريكا في سبيل مصالحها ، تحاول الجمع بين الذئب و الحمل في زريبة واحدة ، وهذا منطقيا غير ممكن ، وبسبب العقلية الأمريكية و نظرتها للأمور واجهتها اخفاقات كثيرة ، و على اكثر من جبهة و منها العراق .

 

و قلت له إن سياسة القوة و الردع بين الدول و الحكومات يمكن أن تأتي بنتائج ، مثلما كان يحصل أثناء الحرب الباردة ، لكن لا توجد أية قوة تستطيع لجم إرادة الشعوب ، و كلنا شاهدنا ما قام به نفر قليل في 11/  سبتمبر/ 2001 م  في أمريكا ، رغم أدانتنا لتلك الحادثة الإجرامية ، ولكن ما قام به هؤلاء الأفراد ، لم و لن تستطيع أية دولة القيام بها .

 

و شرحت له بأن جهات عراقية و إقليمية و دولية دخلت إلى حلبة الصراع على ارض العراق ، كأن  الهدف و الغاية لدى  البعض من هؤلاء  كان فقط هو  سقوط النظام العراقي ، أما مستقبل الشعب العراقي و مصير وطنه لا تهمهم من قريب أو بعيد   ، فكل طرف من هؤلاء دخل الحلبة بثوب معين  مع شعار براق ، ومنهم من دخل العراق  بتوجيه من هذه الجهة الإقليمية أو تلك ، راغبين حصول زواج قسري بين التوجهات الأمريكية ، و مصالح بعض القوى الإقليمية ، بالرغم من التطلعات العراقية ، متجاوزين التوازنات و التأرجحات المتغيرة في السياسة و في مجريات الأحداث ، متصورين الإدعاء بلعبة الديمقراطية ، و طرحهم بعض الأفكار سوف تقنع شعبنا بصحة توجهاتهم ، و كأن القوى الحية في المجتمعات العراقية ، الموجودة على الأرض لا تعرف أهدافهم و أبعادها .

 

كان محدثي يلمح إلى سايكس بيكو جديد ، وقراءة أمريكية جديدة للمعاهدات السابقة ، نتيجة عوامل عديدة منها أمريكية و منها دولية ، و في معرض حديثه أشار بان المشكلة الكوردية كانت موجودة قبل قيام هذه الكيانات في الشرق الأوسط ، و أشار إلى المادة (62) من معاهدة سيفر الموقعة في آب 1920 ، و التي تطالب بتشكيل لجنة ثلاثية لوضع مشروع لحكم محلي للمناطق التي تسكنها أغلبية كوردية ، الواقعة شرق نهر الفرات و جنوب حدود تركيا مع سوريا و ما بين النهرين ، و ذكر بان المعاهدة أشارت أيضا بان الحلفاء لا يعارضون ، الاتحاد الطوعي بين الدولة التركية المرتقبة وبين مناطق الأغلبية الكوردية من ولاية الموصل ،  وأشار إلى المادة ( 16) من الانتداب البريطاني للعراق نيسان 1920 ، لا يمانع الانتداب من تأسيس حكومة مستقلة إداريا في المقاطعات الكوردية ، و ذكر أيضا من أن المادة ( 64 ) من معاهدة سيفر يبقي على الاتحاد الطوعي لسكان ولاية  الموصل مع ولايتي بغداد و البصرة .

 

قلت لمحدثي وهو أكاديمي في إحدى الجامعات الأمريكية ، وكان في طريقه إلى الشرق الأوسط ، إذا كان الاختيار طوعيا ، لماذا لا تصبح الآية بالعكس ؟ قال كيف تنقلب الآية ؟ قلت له بدلا من أن تلحق ( ولاية الموصل ) بالمناطق الكوردية في تركيا تحت العلم التركي باسم الكونفدرالية ، ليصار إلى إلحاق المناطق الكوردية التركية ( بولاية الموصل ) تحت العلم العراقي ، قال محدثي قبل أن يختتم كلامه ، الأمريكان هم الذين يخططون ولسنا نحن ، قلت له مع أهمية أمريكا إلا أن الشعوب هي التي تقرر في النهاية . ....

 

إن  العبء التركي على أمريكا يجري حثيثا لتحويلها إلى ورقة سياسية ، لكي يصار إلى ترتيبات لصالح الدولة الطورانية ، و لم  تكن الترتيبات الأمنية إلا تمهيدا لذلك ، و موضوع الكونفدرالية الكوردية – التركية ليست بنت يومها ، حيث ترجع الفكرة إلى سنة 1965 م ، حينما عرضت أمريكا الفكرة على الأتراك ، في حينها اعترض على الفكرة قادة الجيش التركي ، خوفا من عدم تمكنهم السيطرة على كماشة  كوردية  كبيرة ، و لا سيما أن لكورد العراق تجارب عديدة  في المقاومة ، وان ظروف الحرب الباردة كانت في صالح الأتراك برفض الفكرة .

 

 في الوقت الذي يرفرف العلم الإسرائيلي في أنقرة ، و تغلغل الدولة  العبرية  في مفاصل الدولة التركية و مجتمعاتها منذ تشكيلها سنة 1948 م ، حيث كانت تركيا أول دولة مسلمة  وثالث دولة في العالم بعد روسيا و أمريكا  تعترف بإسرائيل ، مع كل ذلك تفاقمت الكتابات و بتحريض من الميت التركي بالهجوم الشرس على ما هو كل كوردي ، بتضخيم الخطر الكوردي بطريقة مدروسة ، بالإدعاء إلى تغلغل يهودي مزعوم في شمال العراق ، كأن اليهود لم يدخلوا في عواصمهم وبيوتهم أو لم يتغلغلوا في ثيابهم و أفكارهم و عقولهم ، و كان في مقدمة هؤلاء بعض ضعاف النفوس من المأجورين العرب العنصريين  ، الذين لا وزن  لهم و لا لون ، من الذين تفوح منهم  رائحة جادة التقسيم في استنبول ، و اصطف إلى جانبهم بعض الذين يعيشون في الخيال ، من  التيارية و الآثوريين ناكري الجميل الذين طردوا من تركيا في العقود القريبة ، وبالطبع استجاب لهم بعض التركمان من الطورانيين أحفاد جحا و هولاكو و أيتام الجندرمة العثمانية الذين بقوا في العراق ، و بعد  أن علم القادة الكورد بما يجري من مخططات ، بادروا إلى وضع الدول العربية و الإسلامية أمام الواقع .

 

لمعرفة أسباب تراجع الأتراك و قبول فكرة  الكونفدرالية  بعد أن رفضوها سابقا ،هناك أسباب عديدة و مستجدات و تطورات اضطرتهم إلى قبول الفكرة منها ، يعلم الكثيرون من أن الأتراك باقتصادهم المتهالك لا يخفون مطامعهم في ( ولاية ) الموصل الغنية بالنفط ، بعد شعورهم صعوبة الدخول في النادي الأوربي ، و انهم عن طريق الكونفدرالية الصورية سوف يستطيعون لجم طموحات الكورد ، و من ثم يسهل تدخلهم في مستقبل العراق  بإبعاد الشيعة عن أية ترتيبات للتحكم في مستقبل العراق ، و النقطة الأخطر في مثل هذا السيناريو هي رغبتهم و مطامعهم  للتحكم  في مياه الزابين و روافدها  في كوردستان العراق ، بعد أن سيطروا على منابع دجلة و الفرات ، بذلك سيتحكمون في مياه منطقة الشرق الأوسط ، و يتصرفون وفق مشيئتهم ، و خاصة بعد  أن تتفاقم مشكلة المياه في المدى المنظور ، و لا ننسى الطموحات الطورانية باسترجاع أمجاد الدولة العثمانية ، و لا ننسى خريطة الطورانيين الأخيرة التي تريد قضم أراضي العراق و أذر يبجان أولا ، و التي يشار إليها بالخط الأحمر، و من ثم يشار إلى العالم العربي و الإسلامي بالخط الرمادي .

 

الغاية عندهم تبرر الوسيلة ، و المراقب المحايد يتذكر المعاهدات الأمنية و العسكرية  بين تركيا و النظام العراقي  الساقط ، و مشاركة الميت التركي بتسميم اللاجئين الكورد العراقيين ، و تسليم الدولة التركية للمعارضين العراقيين بالعشرات إلى النظام السابق و الذين جرى إعدامهم ، و عدم شجبهم لممارسات النظام العراقي السابق  ضد التركمان ، و عدم تقديمهم تسهيلات إلى أمريكا أبان حملتها لإسقاط النظام صدام حسين الديكتاتوري  ، و فجأة تتذكر التركمان و تطالب الدفاع عن حقوقهم ، و من ثم  توافق بإرسال الجيش التركي إلى العراق .

 

أما بالنسبة لأمريكا فلها أيضا أجندتها الخاصة ، و لها أسبابها العديدة لمجاملة تركيا في مساعيها منها ،  أوربا مهمة جدا في نظر السياسة الأمريكية ، و بعد قيام بعض الدول الأوربية التغريد خارج سربها ، بذلك تضغط عن طريق الدولة التركية على الحلف الأطلسي ، و كما رأينا قام الأتراك بالموافقة على إرسال جيشهم إلى العراق ، رغم تحفظات الحلف الأطلسي ، و عن طريق الأتراك سوف ترسخ  أمريكا أقدامها في أواسط آسيا و تطوق روسيا الاتحادية ،  وتتخلص أيضا من العبء الاقتصاد التركي بعد أن يصار نفط الشمال العراقي للدولة الطورانية  ، و تتخلص من المشكلة الكوردية المزمنة في المنطقة بكيان شبه هش ، و سوف تتدخل عن طريق الضغط التركي لتطويق إيران و سوريا ، بما يخدم سياستها الجديدة في الشرق الأوسط لصالح الدولة العبرية ، مما يسهل توطين اللاجئين الفلسطينيين في هذه الدولة أو تلك ، وكذلك تقوم بتسويق النظام التركي العلماني الذي يتحكم فيه العسكر، و التي هي  بواجهة إسلامية نموذجا للمنطقة ، و الأخطر هو جعل إسرائيل تتحكم في اقتصاد الشرق الأوسط ، عن طريق شركات التركية التي تتحكم فيها إسرائيل ، عن طريق اليهود الدونما الذين يسيرون اقتصاد تركيا ، و كلنا نتذكر تعيين كمال درويش ( من يهود الدونما )  و استدعائه من البنك الدولي بحجة إنقاذ الاقتصاد التركي ، و دوره في إسقاط حكومة أجاويد العنصرية ، و عدم ممانعة جنرالات الجيش التركي بوصول حكومة إسلامية إلى الحكم ، بالعكس من موقفهم من حكومة أربكان السابقة ذات التوجه الإسلامي ، و كان الغرض  من الأكاذيب التي روجتها الاستخبارات التركية ، بشراء اليهود الأراضي في كوردستان العراق هو لجس النبض و معرفة ردود الفعل ، و قطع الطريق عن التوجه الكوردي نحو العرب ، حتى وان افترضنا دخول اليهود إلى العراق أو شماله هل دخلوها عن طريق سوريا أم إيران أو السعودية أم الكويت ، حيث لا يمكنهم الدخول من هذه المنافذ إلا عن طريق الخابور ، و هنا نقول لماذا لم تمنعهم تركيا من الدخول إن كانت صادقة ؟ !!! 0

 

التصريحات الوقحة السابقة لأركان النظام الطوراني ضد العهد الجديد في العراق ، مصورين إرادة العراقيين في التغيير ، مجرد تخيلات لا وجود لها على ارض الواقع ، في حين راهنت القوى الوطنية العراقية المخلصة ، بان هذه الإرادة موجودة على ارض الواقع ، و خرجت إلى السطح و بقوة ، حينما رفضت الإرادة العراقية أية تدخلات إقليمية و منها التواجد التركي في العراق ، لذا نقول لتركيا و من تكون ورائها  ، بأنها مهما حاولت من عمليات الضغط و الابتزاز ، لا تستطيع فرض أجندتها على العراقيين ، و تحت أية يافطة أتت ، لأن تحت الرماد كميات هائلة من التراكمات المأسوية ، التي مارسوها مع شعوب المنطقة ، من عهد إمبراطوريتهم المقبورة مرورا إلى عهد كيانهم الطوراني ، و لا يمكنهم لجم المارد العراقي حتى وان دعمت أمريكا مطامعهم أو قسم منها ، لأن الكعكة العراقية ليست سهلة الهضم ، و لدينا حساباتنا منذ أن وضعوا ( ولاية الموصل ) في ميزانيتهم السنوية الخاوية .

 

إن الشمال العراقي زاهي بأهله و معزز بعراقيته ، وليس هو شمال قبرص يستوجب الوصاية عليهم ، من قبل أحفاد هولاكو و جنكيزخان ليحكموه على طريقة قرقوش ، و الشيء الذي نعرفه بان بطش الدولة الطورانية ، هي نتيجة لبطشها السياسي و لعقليتها العنصرية ، لذا نحن لا نحتاج إلى جمال سفاح آخر ، والى بكر صوباشي مدير شرطة بغداد على عهد المغول ، الذي كان يتفنن في القتل ، الذي احرق منافسه محمد قنبر و أولاده ، في نهر دجلة عن طريق زورق مملوء بالكبريت ، و لا نحتاج إلى ساحة (أودت قابي ) ووضع الناس فيها على حقول الخوازيق و الأنصال ، و لا نريد مثل متحف ( طوب قابي ) لغرض عرض الرؤوس المقطوعة للمعارضين للطورانية ، و لا رغبة لنا لحمامات الغلمان و الجواري ، أو جامخانات شارع التقسيم في استنبول .

 

 على أمريكا إسقاط موضوع خلط الأوراق في معادلاتها ، لان العنف يولد العنف ، و القوة مهما كانت لا تصنع السلام ، وإذا أرادت الاستقرار للعراق عليها تهيئة الظروف الذاتية و الموضوعية ، لقيام العراقيين بحكم أنفسهم في أجواء الحريات و الديمقراطية ، بذلك سوف تقلب الطاولة على كل الإرهابيين إن أرادت القضاء على الإرهاب في منطقتنا الإقليمية .

 

من المقرر أن يزور الزعيمين الكورديين أنقرة ليعرض الأتراك عليهما فكرتهم  و مخططهم  ، عليهما و كما هو عهدنا بهما بان يتكلما بصوت عالي ، و رفض أية فكرة أو مشروع  أو اقتراح لا يصب في مصلحة العراق و شعوبه المتآخية ، و لا سيما تلك المخططات التي تسئ إلى وحدة العراق أرضا و شعبا ، بعد أن تراجعت  أمريكا جزئيا عن استقدام القوات التركية ،  و لا سيما انهما محصنين بموقف مجلس الحكم الانتقالي الرافض للتواجد التركي في العراق ، و محصنين أيضا بنفسهم العراقي و نسيمه العليل ، و ما يزيد من ثقتنا من حصانتهما ، ما يعرفون تاريخيا من الجرائم التي حصلت للعراقيين بصورة عامة ، و للكورد بصورة خاصة من على يد الأتراك ، و انهم حتما يتذكرون أيضا  الأعمال الإرهابية التي جرت في الآونة الأخيرة في كركوك و أطرافها ، و التي كانت للميت التركي اليد الطولي فيها ، حسب اعترافات الإرهابيين الذين تم القبض عليهم ، و منهم رئيس تلك العصابة المدعو محمد علي ، و هنا نكشف عن سر سكت عليه المجلس الانتقالي وكذلك الحكم المدني الأمريكي السفير بول بليمر ، وهو بأن ممثلي التركمان قبل تشكيل المجلس الانتقالي ، ابدوا معارضتهم الشديدة أن يكون في المجلس أي عضو يمثل القوميين العرب أو من يكون ذو ميول ناصرية في المجلس ، و اجتمعوا عدة مرات مع الحاكم المدني و هددوا بعدم الاشتراك في المجلس في حالة عدم تنفيذ مطلبهم ، في الوقت الذي كانت تركيا تستقطب أصحاب هذه الاتجاهات في أنقرة !!! ، و نحن نصر على معلوماتنا و نطالب المجلس والحاكم المدني بالكشف عن هذه الملابسات و التناقضات 0

 

على مجلس الحكم العراقي الانتقالي ، محاسبة عضوة المجلس ممثلة التركمان ، القريبة من الجبهة التركمانية بسبب تصريحاتها إلى تلفزيونTRT-int  التركي قبل أسبوع  ، و التي تصب في خانة مصلحة تدخل الأتراك في العراق و مستقبله ، و استبدالها بعضو من التركمان الشيعة الذين يرفضون التواجد الإقليمي في العراق ، و على المجلس إلغاء المعاهدات الأمنية و العسكرية التي أبرمها النظام الساقط مع النظام الطوراني ، و المطالبة بانسحاب جيشها المتواجد على ارض العراق و المتمركزة في شماله ، أما في حالة  عدم استجابة الأتراك إلى توزيع عادل للمياه مع الدول المتشاطئة معها العراق و سوريا ، على المجلس غلق أنبوب نفط كركوك – جيهان بصورة نهائية ، و بخصوص الشركات التركية العاملة في العراق يجب إعادة النظر في تواجدها ، لأن هذه الشركات أكثرها برأسمال إسرائيلي و يديرها اليهود الدونما الأتراك ، و ذلك استنادا للمقاطعة العربية لإسرائيل .

 

على النخبة المثقفة العراقية و الواعية العمل على ترسيخ الوحدة الوطنية ، و العمل باتجاه تفعيل حقوق جميع العراقيين المذهبية و الدينية و القومية ، حيث ليس من المعقول أن يمثل هذا الكم الهائل من المسيحيين ممثل آشوري و تعدادهم لا يتجاوز بضعة آلاف في العراق ، في حين القومية الكلدانية تعتبر ثالث قومية في العراق ، و يحرمون من التمثيل في المجلس الانتقالي  ، و كذلك من الإجحاف أن لا يمثل الكورد الشيعة الفيلية و الصابئة أحفاد سومر وأكد وكذلك الكورد اليزيديين في المجلس ، في حين تتربع ممثلة عن التركمان في المجلس وتعدادهم يكاد أن يكون بحدود 1 % من نفوس العراق .

 

على النخبة الواعية من الكورد و الشيعة  تحويل التفاهمات بينهما  إلى تحالف استراتيجي ، لإجهاض المخططات التركية ، ومنها تدخلاتها للتأثير في رسم مستقبل العراق ، و محاولاتها لإرجاع  صيغة الحكم المذهبي الأحادي إلى العراق الجديد ، النخبة العراقية  بالوعي  بهذه التفاهمات و بهذه الرؤية  ، سوف يجعلون من  وطننا العراق  بلدا  ديمقراطيا تعدديا برلمانيا فدراليا ، عندئذ نكون قد رسخنا و حدتنا الوطنية على أسس سليمة ،  حينئذ نستطيع أن نقف بوجه الرياح العاتية من أية جهة أتت 0

  



#ناجي_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال هادئ للسيد المشرف على موقع كتابات
- ندوة حول الوضع الراهن في كوردستان والمنطقة للأستاذ صلاح بدر ...
- ينكر كردية كركوك ....... نساؤون و غزاة
- إلى من يهمه الأمر
- العراق وطن لأمتين
- يجب تفعيل حقوق اخوتنا الكلدان في العراق
- الكورد ليسوا ضيوفا في العراق بل شركاء في الوطن
- سندفن أطماع الطورانيين و أيتامهم في مزبلة التاريخ
- بالنقر على الدف لا تستلب معالم حضارة الشعوب
- في ضوء المناقشات الجارية في مجلس الأمن حول العراق : الشركات ...
- سيبقى البارزاني مصطفى خالدا في ذاكرة شعبه
- لا للديكتاتورية – لا للتدخل الإقليمي – لا للاحتلال
- العراق و رياح التغيير- الشجرة لا تحجب الغابة ... و الشعوب تص ...
- مؤتمر لندن و تعقيدات الواقع
- العراق في قلب العاصفة
- تحية تقدير و اعتزاز إلى حمورابي العراق الحديث
- تحية عطرة إلى موقع الحوار المتمدن
- الخلاص من الدكتاتورية في العراق هل يكون من خلال الحرب أم بال ...
- هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟
- إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ناجي عقراوي - تركيا و من ورائها أمريكا تقترحان كونفدرالية تركية- كوردية والكورد يرفضون ويتمسكون بعراقيتهم