أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - الفيدرالية الطائفية















المزيد.....

الفيدرالية الطائفية


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس لكلمة ( الفيدرالية الطائفية ) محلا في قواميس القانون الدستوري ، كما أن هذا التوصيف لايبتعد عن الواقع والمنطق فقط ، إنما يجافي الحقيقة والحق حين يراد الإشارة به الى حل من الحلول التي يتوخى معها نهاية الأزمة الخانقة في بغداد .
ويبدو الأمر وان كان مغلف بكلمة ( غير الملزم ) يعبر تعبيرا صادقا عن الجهل المطبق لما تعانيه الذهنية الأمريكية الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية ، فهي ليس فقط تتدخل في الشأن العراقي تدخلا في الطول والعرض ، وهي ليست فقط تستبيح الدم والكرامة في العراق ، إنما تعبر عن منهج خلط السم بالعسل حين يراد تغليف الفيدرالية التي قدم أهل العراق التضحيات الجسام من اجل أن تتحقق ، ليتم تغليفها بورق الطائفية المقيت الذي طالما رفضه وأستهجنه العراقي ، وهو تعبير عن الحالة الهجينة التي يتعكز عليها بعض السياسيين والأحزاب في السلطة ، ونتاجها تلك الفوضى وإشاعة الجريمة والاختلاسات وسرقة المال العام ، والقتل المنظم وسيطرة الجيوش المساندة لحكومات صغيرة تستبيح الدولة العراقية والإنسان العراقي بشكل عام .
وليس جديدا أن يطلق أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي نظرية يتوسم فيها تقسيم العراق ، مادام العراق ممدد على طاولة التقسيم ، وأدوات التقسيم موجودة وجاهزة ، ومادام هناك من يدافع عن الفيدرالية ، وتحت تلك اليافطة يمكن أن يمرر المشروع .
العراق ثلاث دول فيدرالية واحدة للأكراد والثانية للشيعة والثالثة للسنة ، وبغداد تبقى عاصمة للأقاليم ، وهذا التوصيف الطائفي لايتشابه مع اتفاقية دايتون في البوسنة ، فليس عندنا حرب بين المسلمين والمسيحيين ولابين الأيزيدية والمسلمين ، ولا حروب دينية أو قومية قائمة اليوم ، لذا فتوجه الأمر على أساس مماثلة التجربة العراقية لتجربة البوسنة لايستقيم و لايمكن تطابقها .
الفيدرالية توحد وتدفع باتجاه وحدة العراق وسلامته واستقلاله وسيادته ونظامه الديمقراطي ، والمدن العراقية المختلطة لاتتجانس مع كل ما ورد بالمشروع .
وإذا كان صاحب المشروع قد تجاهل مكونات الشعب العراقي ، وتجاهل الأحزاب العراقية وشعاراتها التي ناضلت من اجل نبذ الطائفية وتحقيق الفيدرالية ، والدستور العراقي نفسه يؤكد على رفض الطائفية والأحزاب التي تعتمد الطائفية ، كما أن المشروع نفسه يتجاهل متعمدا الإرادة العراقية باعتبار أن الكونغرس الأمريكي الوصي الشرعي الدولي على الدولة العراقية القاصرة اليوم .
التقسيم الذي يشطر العراق الى ثلاث فيدراليات يتناقض حتى مع حق كل ثلاث محافظات أو أكثر في تكوين إقليم فيدرالي بناء على الاستفتاء ، لأن التقسيم يجعل من المحافظات أساسا طائفيا لإقليم طائفي ، وهذا التأسيس يتناقض مع منطق الفيدرالية التي تبني الأقاليم على أساس أنساني ، بالإضافة الى حرص الأقاليم على حلول إنسانية لاتقوم على أساس التكريس الطائفي ، ولايمكن أن يقبل أهل العراق بإقليم يقوم على أساس طائفي لأنه يعني الخراب والإلغاء والتهميش والظلم وبعثرة المواطن .
لم تقم الفيدرالية في كردستان العراق على أساس طائفي ولايمكن أن تقوم ، ولانعتقد إن شعب كردستان يسمح بأن تؤسس فيدراليته التي رعتها قوافل الشهداء على الطائفية التي طالما رفضتها القيادة الكردستانية .
ومثلما هو الحال فأن أساس المشكلة التي تقوم عليها الإشكالية العراقية اليوم في التأسيس الطائفي ، وليس من سبب للوضع المأساوي سوى الحرب الطائفية والإرهاب ، فإذا ما أتفقت الأطراف على أن القضاء على الإرهاب قاسما عراقيا مشتركا ، صارت تباشيره تلوح في الأفق ، ينبغي التحلي بشيء من الجرأة والصراحة والصدق في رفض الطائفية وكل القيادات التي تحرص على التعامل بها وتأسيسها وتكريسها ، والخلاص من بشاعتها لإنقاذ أهل العراق بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم منها .
أن ما قرره السناتور الأمريكي لايعدو إلا جسا لنبض الحس الوطني وللضمائر العراقية التي استفزها مشروعه ، وبالتالي تقدير قوة تلك الضمائر في الساحة العراقية ، وخصوصا التيار الديمقراطي واللبرالي والرافض للمشاريع ألأمريكية وللطائفية ، حتى يمكن أن يتم احتساب تلك القوة ضمن مشاريع وأفكار جديدة .
لاشك أن النظرة القاصرة للمشروع تدلل ليس الى سذاجة مبني المشروع إنما الى عدم معرفته بمرارة العراقيين ونضالهم الطويل ، النضال الذي لايمكن أن يلغيه زمن طارئ ومر مغمسة أيامه بالفكر الطائفي المدجج بالأسلحة والموت والإرهاب ، وتضحيات العراقيين منذ بواكير تأسيس الدولة العراقية في العشرينيات من أجل عراق ديمقراطي تتعايش ضمنه كل المكونات من العرب والأكراد والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن ، وكل الديانات من المسلمين والمسيحيين والأيزيديين والمندائيين واليهود ، وكل تلك المكونات التي يتعارض وجودها كليا مع بناء أقاليم مجزأة تقوم على الفصل الطائفي .
يسعى المشروع الى تكريس الطائفية تحت يافطة حل معضلة الواقع العراقي ، في حين يؤسس المشروع أقاليم طائفية مريضة ، ويسعى المشروع الى تأسيس فيدرالية جديدة في القانون الدولي ، في حين انه يتناقض مع المفهوم الفيدرالي للدولة الاتحادية ، وبالرغم من أن المشروع يزعم عدم الزاميته ، فقد ولد ميتا وعلامات موته واضحة ومنكشفة , التخالط المذهبي في المدن العراقية روحيا لايمكن أن تفصله الأقاليم الطائفية ، والتمازج الإنساني بين العراقيين لايمكن أن تشطره الأقاليم الطائفية ، مثلما أن التجاوز على الإرادة العراقية وأن تم تغليفه بورق مسلفن ويافطات ظاهرة تقول انه غير ملزم ، إلا إنه يدلل على التدخل الفظ والرسم والتخطيط لما يسيء للعراق والعراقيين ، ولم تكن هناك سابقة تاريخية في القانون الدستوري أن قامت أقاليم طائفية ، مثلما لم تكن هناك سابقة دستورية لبلد يراد له أن يحل مشاكله بالتمزيق الطائفي ، والسعي للإقرار بسيادة الطائفية على الواقع .
أن المقترح لم يثر هواجس العراقيين بل أثار تخوفهم من المخططات التي تحاك لمستقبلهم ، مما يدفع باتجاه إن تصحو القوى الخيرة التي تسعى لمصلحة الشعب العراقي وإنقاذه وخلاصه مما هو فيه اليوم ، وتكاتف كل تلك القوى اليوم ردا وطنيا على تلك المشاريع والأفكار ، فهل تدرك تلك القوى من الأحزاب والتجمعات والشخصيات الخطر الذي يحيق بالعراق ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت ولم تزل أبنا بارا للعراق يامصطفى المدامغة
- هل يمكن للبعث أن يغير أسلوبه وسياسته في العراق ؟
- الدم العراقي المستباح
- القتل منهجا
- مساهمة الأمم المتحدة في التصدي للإرهاب
- لايليق بكم السواد !!
- هل يستفيد الأتراك من تجربة إقليم كوردستان ؟
- الذيول الملطخة ضمائرها
- سر قوة الأيزيدية !!
- هل حقا أن العراق بلد نفطي ؟
- علي السوداني إرهابيا !!
- تسلل القاعدة وطريق العبور الى العراق
- ولم يزل الفاعل مجهولا !!
- موفق محمد .. الإنسان والشاعر وملك الضيم
- العدالة الأنتقالية
- هل ينتقص الدين من الوطنية ؟
- مسؤولية الدولة عن الجرائم المرتكبة إنتهاكا لأحكام القانون ال ...
- أغتصاب القانون الدولي في العراق
- محنة تغيير القومية
- سيد محمود القمني ومحنة الزمان


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - الفيدرالية الطائفية