أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - لايليق بكم السواد !!














المزيد.....

لايليق بكم السواد !!


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليت مجزرة الأيزيدية الأخيرة ما يدفع المرء لمواساة تلك العوائل الفقيرة التي فقدت أحبتها ، وليت المشاعر العراقية المتأججة والمفعمة بالمشاركة الحقيقية في الحزن هي التي تدفع الإنسان للتعبير عن حزنه ، وليت تلك الكتابات والبيانات والمواقف التي أصطف بها أصحاب الضمائر الحية من أهل العراق من غير الأيزيدية وحدها تعبر عن الموقف الذي وصل إليه أهل العراق تجاه إخوتهم الأيزيدية .
وليت التدافع في التظاهر والتبرعات المادية والمعنوية التي وقفتها شرائح عريضة من المجتمع الكردي والتركماني والعربي والكلداني والأشوري والأجنبي تجاه عوائل الضحايا ، وليت مراسيم العزاء التي أقيمت للشهداء في كل أركان الدنيا تعبر عن حجم المشاركة الحقيقية التي وصلها العراقي ، بغض النظر عن دينه أو قوميته أو مذهبه .
ليت تلك العقول التي لم تزل محقونة بالحقد الأصفر تدرك أنها في زمن عراقي جديد ، زمن تقيم فيه الضمائر العراقية من غير الأيزيدية مجالس العزاء للأيزيدية دون تكليف من أحد ، ودون إن يكون بين الشهداء قريب أو نسيب ، ودون معرفة الأيزيدية بتلك المجالس .
أنه زمن عراقي جديد لم يزل الأيزيدية يعطون الضحايا والقرابين ، ويزدادوا تماسكا وإصرارا على ديانتهم ، ولم تزل تلك الخناجر الغادرة والسيوف الظلامية والرصاص تحصد منهم ، مع تمسكهم بتوحيدهم لله ومحبتهم لكل الملائكة وعلى رأسهم طاؤوس ملك واعتقادهم بالحلول والتناسخ ومحبة الإنسان .
ليت تلك العقول التي تزداد تحجرا تدرك إن الأيزيدية اليوم أقرب الى وريد العراق وقلوب أهل العراق ، وليت تلك العقول المتكلسة تدرك أن الأيزيدية ساهموا في رسم الغد العراقي الجديد بشهداء ضمن قوافل البيش مركة والأنصار وسجلوا حضورهم الوطني بجدارة وافتخار ، وليت تلك العقول المتعفنة تدرك أن الأيزيدية اليوم ليسوا كما كانوا بالأمس ، فقد عرف أهل العراق حقيقتهم ، وكشفوا التخرصات والأقاويل الباهتة والإشاعات المغرضة التي قيلت عنهم ، فباتوا أقرب الى القلوب .
وهو زمن مستمر لم تزل تلك العقول تشحذ السيوف والخناجر ، وتتربص الفرص لتغدر كما غدرت بالأمس بالأيزيدية ، وتذبح أطفالهم في المهود ، مثلما تمزق أجسادهم اليوم في تل عزير وسيبا شيخ خدر ، فتعيد الزمن لكنهم باتوا يكسبون محبة أخوتهم من أهل العراق فيشتركون في محنة التضحيات الكبيرة ، ويوحدهم العدو في استهدافه بعد أن كان العدو ينفرد بالأيزيدية تحت شتى الذرائع والستائر ، فبات عدو الأيزيدية عدوا للعراقيين وعدوا للإنسانية .
قديما كانت الجيوش الجرارة المحملة بكل أنواع الأسلحة ، وقديما كانت الألوية والكتائب مدرعة بالمدافع والرشاشات ، وقديما كانت السيوف والخيول والأمراء والحقد الأصفر ، كلها تتدافع لقتل الأيزيدية ، وتسعى الى إبادتهم كليا ومسحهم من الأرض ، وانتهت تلك الجيوش الجرارة ورحل معها ملعونا في ذاكرة التاريخ كل من أراد بهم السوء وأمعن بهم في القتل ، وتكشفت صفحات عديدة كانت مستترة في التاريخ ، حيث تسعى تلك العقول التي لها شكل البشر وطبائع البهائم أن تحول تلك الجيوش الجرارة والسيوف البتارة الى شاحنات محملة بالمواد المتفجرة ، شاحنات تكفي لإزالة مدن من الأرض ، وأربع شاحنات تعادل أربعة جيوش ، تمزق الأشلاء وتقتل الأطفال الحلوين وتحيل أعراس الشباب الى حزن أسود ، وتمزق أشلاء البشر وثياب الزفاف ، وتدمر القرى الفقيرة التي سكنها الأيزيدية منذ زمن قديم قدم ديانتهم ، واستشهد في تلك المجزرة المئات وجرح وأصيب بالعوق المئات ودفن تحت الأنقاض المئات ، واحترقت قلوب الآلاف وسفحت دموع غالية ، وصرخات لم تزل تدوي في ثنايا العراق ، كما انتحرت تلك البهائم في تلك البقعة ، وتخلص العالم من براثن تلك البهائم وشرورها أبدا ، ولكن الأيزيدية لم تزل باقية ، وستبقى أبدا .
لم تخسر الأيزيدية سوى أعداد من الشهداء سجلوا أسماؤهم ضمن سجل طويل وواسع في تأريخ الأيزيدية من الشهداء ، ولم تخسر الأيزيدية سوى دموع أخرى سفكت حزنا على فراق الأحبة والأبرياء .
وليت تلك العقول التي حركت بهائمها أن تدرك أنها خسئت فلم ينتج فعلها غير الخسة كما هي ، ولم يتكلل فعلها بغير الأعمال الجبانة التي لايفعلها الرجال في سوح المعارك ، وخسئوا حين ازدادت الناس محبة للأيزيدية ، وخسئوا حين تضامنت كل تلك الضمائر الحية مع مشاعر الأيزيدية ، وخسئوا حين أرادوا إن يوجعوا الايزيدية فأوجعوا العراق وكردستان .
لايليق بكم السواد ايها الصابرون على البلوى .
لايليق بكم السواد يامن تحديتم جبال من الغدر ولم تغدروا ولاكان من شيمتكم الغدر .
ولم تكن نداءاتكم إلا الخير والمحبة والبساطة .
ستبقى الأيزيدية رغم نوائب الزمان ، ويبقى اللون الأبيض رمز طهارتها .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستفيد الأتراك من تجربة إقليم كوردستان ؟
- الذيول الملطخة ضمائرها
- سر قوة الأيزيدية !!
- هل حقا أن العراق بلد نفطي ؟
- علي السوداني إرهابيا !!
- تسلل القاعدة وطريق العبور الى العراق
- ولم يزل الفاعل مجهولا !!
- موفق محمد .. الإنسان والشاعر وملك الضيم
- العدالة الأنتقالية
- هل ينتقص الدين من الوطنية ؟
- مسؤولية الدولة عن الجرائم المرتكبة إنتهاكا لأحكام القانون ال ...
- أغتصاب القانون الدولي في العراق
- محنة تغيير القومية
- سيد محمود القمني ومحنة الزمان
- الهروب من العدالة
- الطائفية حين تتغلب على الكفاءة
- حزب العودة
- استقلالية القضاء العراقي
- الشهيد الأب رغيد عزيز كني وداعا
- محكمة المقابر


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير كاظم عبود - لايليق بكم السواد !!