أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - الفكرة الجمهورية...حياة الفكر والشعور














المزيد.....

الفكرة الجمهورية...حياة الفكر والشعور


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 12:23
المحور: سيرة ذاتية
    


كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى ويطوف بى الخيال وحات..اسمع صافرة السكة حديد...فى مدينتنا الفاضلة عطبره... فى ايام طفولتنا الغابرة ..كنا نرى جمهرة من الناس يلتفون حول رجل يتحدث..تحت دوحة ظليلة على جانب الطريق الذى يمر امام مدرسة الكمبونى قادما من السوق وينتهى عن حديقة البلدية..كانت هذه الجمهرة من العمال ياتون فى ساعة الفطور..يستمعون الى هذا القول الطيب..وبمجرد ما تدوى الصافرة اذانا ببدء العمل ينفض سامرهم ويعودون الى ورشهم والى الضجيج وصفير القاطرات..كنا اطفال لانعرف الكثير عن هذه المدرسة الفكرية الى تنزل للمواطن البسيط فى الشارع..بل كانت تدهشنا الكتب البسيطة المطبوعة بصورة بدائية على ورق رونيو..كان ابي يشتريها ويقراها دائما...وعندما كبرنا ودخلنا الجامعة ..شاهدنا نفس هذا المنظر الاليف فى شوارع الخرطوم ..تحت دوحة فى حدائق القصر..او جوار سينما كولزيوم..او عند المتاجر الفخمة عند مكتب بريد بحرى نساء يرتدين ثوب ناصع البياض يتحدثن ..رجال انقياء اتقياء يتحدثون وجمهور ذكى ومؤدب يستمع..
***********
ثم تلى ذلك اننا اضحينا من عشاق هذه المنابر الحرة فى الهواء الطلق .تركنا مدرجات الجامعة ومعاملها التى يقدمون فيها العلم الذى لا ينفع..واضحينا مدمنين لحياة الفكر والشعور وجنة المعانى التى لا تضاهيها جنة المبانى..كان يلفت نظرى فى الاركان التي تقام فى الجامعة..وجود طلاب غير سودانيين..عرب..تسيل دموعهم خفية عند استماعهم للانشاد العرفانى عن الحسن والحسين رضى الله عنهما من المنشد حيدر بدوي او المرحومة اخلاص همت..وبعد ان تعرفت عليهم كانو عراقيين من ابناء الشيعة...على..ليث..اسعد...والآخير هذا كان ياتى من جامعة الجزيرة...ظل هؤلاء العراقيين اصدقاء الفكرة ولى ايضا..وبدات اركان الجهوريين تتصعد مع الاحداث في منتصف الثمانينات..واخيرا بدات ماساة الحلاج* التى شهدنا فصولها ونحن ما زلنا طلاب مزمنون فى جامعة الخرطوم..واذكر انه كانت اول نواة تجمع نقابى بدات من خلال بيانات التضامن التى انهالت على الاركان الجمهوريين فى الميدان الغربى..وامتلات الجامعة باهلنا الغبش الطيبين الذين كانو يتهيبونها قديما ..واذكر انه عمل كل طلاب الجامعة على اسقاط الاسلاميين فى الاتحاد بروح جماعية شارك فيها حتى اصدقائى العراقيين ..الذين اخبرونى ان الاستاذ يشبه مفكر شيعى يسمى محمد باقر صدر.اعدمه صدام حسين فى اواخر السبعينات.وقد اهدانى اسعد كتابه القيم اقتصادنا..وفاز التحالف فى اتحاد 1985 بالدعاية القوية التي قدمها لهم ركن الجمهوريين..وتبلور العمل النقابى الذى قاد لاسقاط نظام نميرى لاحقا ..وبعدها تركت الجامعة وعدت الى عطبره..وتخرج اصدقائى العراقييون..وقد بكو كثرا على اعدام الاستاذ... بعد سنين طوال ومراسلات مع على العراقى جاء الى اليمن سنة 2000 لزيارتى والبحث عن العمل..واخبرنى بان اسعد شارك فى انتفاضة الشيعة سنة 1991..واعدمه الطاغية صدام حسين..احزننى موت اسعد صديق الفكرة والذى كان يشد لها الرحال من جامعة الجزيرة...وعاد على باقر الى العراق...وانقطعت اخباره ايضا..
**********
عدت يوما الى مدينتى فى اواخر الثمانينات قادما من كريمة ووجدت نفس الجمهرة وهم يستمعون الى وهابى ذو ثوب قصير ويجلسون الساعات الطوال يااكلون فول الحاجات كوجبة فطور بائسة بعد ان سكتت الورش وهمدت القاطرات وماتت عطبره كما نعاها المرهف محمد حسن سالم حميد..
****************
كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمة حسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟
واتداعى.........

* محاكمة المفكر السوداني محمود محمد طه صاحب الفكرة الجمهورية ثم اعدامه شنقا في 18 يناير 1985



#عادل_الامين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل الصحابة
- سنت جيمس
- مثلث حلايب والرابطة التجارية لدول البحر الأحمر
- خيال مآتة برتبة جنرال
- متى يعلنون وفاة الشمال
- كن اباذر...!!!!
- حكاية لم يروها النهر
- قائمة السفاح(يونس محمود)
- حب الناس العاديين
- تداعيات الزول السوداني في اليمن
- العلمانية هي مناة الثالثة الاخرى
- الاتجاه المعاكس:العلمانيون والاسلاميون العرب وجهين لعملة واح ...
- سيرة مدينة(10)عين شمس
- دراسات سودانية:(10)الجبر والاختيار
- دراسات سودانية(4)المدنية والحضارة
- سيرة مدينة: ....بيت الشاتي...........
- حدث في معسكر اللاسلكي
- كانوا في زيارة ابنهم ال(ديك..تور)ا
- الغجر..أول دروس الحرية
- فضائية الحوار المتمدن


المزيد.....




- رسالة حميمة من جين أوستن لشقيقتها إلى المزاد.. ماذا كتبت فيه ...
- روسيا تشن هجوما ليليا جديدا بعشرات المسيرات على أوكرانيا.. و ...
- ضحك وفرح.. شقيقات يحيين لقطة من الماضي بعد أربعة عقود
- نازحو البدو من السويداء يحتمون بالمدارس: صفوف بلا كتب وأسر ب ...
- هل تنجح أوروبا في فك ارتباطها بالغاز الروسي بحلول عام 2028؟ ...
- إسرائيل تواصل استهداف أبراج مدينة غزة وسط استمرار تدهور الوض ...
- عشاق الموضة والأزياء يلقون نظرة الوداع الأخيرة على -الملك جو ...
- سلطات الهجرة الأمريكية توقف مواطنين كوريين جنوبيين لدى مداهم ...
- ضربة جديدة لستارمر... استقالة نائبة رئيس الوزراء البريطاني ب ...
- صحفيون مزيفون يخدعون مؤسسات إعلامية كبرى عبر الذكاء الاصطناع ...


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الامين - الفكرة الجمهورية...حياة الفكر والشعور