أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البيتاوي - حكايات من المسطبة /11














المزيد.....

حكايات من المسطبة /11


محمد البيتاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2057 - 2007 / 10 / 3 - 11:13
المحور: الادب والفن
    


هروب

زغردت الفرحة الممزوجة بالحزن والأسى في قلوب أبناء القرية، فأطرقت الشمس في خفر، وامتلأت القلوب بسحر الحلم.. وناجى القمر الليل الصامت الضاج، فاخْدَرِّت الأوصال، وأشرقت كلمات الحب على صفحة ورقة خضراء نديّة.. إلا أن أحلام بعضهم، كانت تغوص في كنف الملل واليأس.. وفي الحديقة الخلفية للفيلا، جلست مسترخية، تستمع إلى مقطوعة كلاسيكية لبتهوفن، فقطع عليها خلوتها، تقدم زوجها منها قائلاً بصوت خالطه خوف وقلق:

- اليوم، مسكوا أنيس، قدام بيتهم، وبعد ما كتوا بدنه من الضرب، رموه في سيارة الدورية، وأخذوه، ولمن دريت أمه، إنجنت المسكينه عليه..

جزعت الزوجة، وهي غير مصدقة لما تسمع.. إنهم يمرون كثيراً من أمام الفيلا.. ماذا لو أخذوا وحيدها... أو حتى ضربوه؟ فانطلقت الصرخة من صدرها وقد إمتلأت رعباً:

- هذا فظيع.. فظيع.. لازم نعمل شيء من أجل عزو..

فأطرق الأب للحظة، بدا فيها مهموماً مشعث الفكر، وبعد صمت قصير قال:

- الظاهر ما في قدامنا إلا أنا نسوي إللي سواه غيرنا، يجب أن نرسله إلى الخارج ليكمل دراسته هناك..

- لكن...

- الدكتور شمَّر، والحاج همَّر، وكثيرون غيرهما، ابعدوا أولادهم إلى لندن، والقاهرة، وحتى أمريكا.. فلم لا نرسله إلى لندن؟ فهي أكثر أمناً وأماناً..

- بس...

- بدل ما إنتم قلقانين عليه، والخوف شاغل بالنا، بنبعثه للندن وبنريح روسنا،.. وبنام مرتاحين البال.. وأول على آخر رايحين نبعته عشان يكمل دراسته بره.. بزيادة مصاريف سنة وإلا سنتين.. وإبنَّا واعي وما تخافي عليه.. ويا ستي إن ما أفلح بكفي إنه بكسب لغة.. وهي هي.. خليه يشم الهوى من اليوم ويشوف حاله وأحواله..

- شو أفلح ما أفلح؟

- لَوقْتو بيجي مقتو..

- لأ.. لازم إنشد عليه مشان يكون رجال..

- يا ستي ما هي محلوله.. إن ما أفلح، بندخلوا شي معهد وبياخذ شهادة بثمنها، وأنو اللي جاي يدقق ورانا.. ما كل أولاد الأكابر بعملوا هيك.. وهناك الشهادات في المعاهد على قفا من يشيل..

- اتوكل على الله.. وعجل في إخراج أوراق معاملات السفر والدراسة.. المهم عندي إنو يبعد عن الهم إللي إحنا فيه، حتى يرتاح فكري.. والله لو حداً ضربه، وإلا حتى إ نجرح زي ما بنجرحوا الأولاد، أبصر شو بصير فيِّ..
- لا تخافي.. من بكره، رايح أبدأ بإجراءات سفره..







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من المسطبة /10
- حكايات من المسطبة /9
- حكايات من المسطبة / 7
- حكايات من المسطبة / 8
- حكايات من المسطبة / 5
- حكايات من المسطبة / 6
- حكايات من المسطبة / 4
- حكايات من المسطبة / 2
- حكايات من المسطبة / 1
- بعض من ألم وعبرة
- هذيان خارج النص
- حواريات في الحب
- مقطع من رواية : اوراق خريفية
- الصوت والصدى
- بقايا من ثمالة
- قصص قصيرة


المزيد.....




- مهرجان الناظور لسينما الذاكرة المشتركة في دورة جديدة تحت شعا ...
- جولات في الأنفاق المحيطة بالأقصى لدعم الرواية التوراتية
- الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
- الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو ...
- بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا ...
- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البيتاوي - حكايات من المسطبة /11