أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز محمود - خفافيش الظلام














المزيد.....

خفافيش الظلام


عبد العزيز محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2054 - 2007 / 9 / 30 - 08:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكتملت فصول اللعبة وسقط القناع وخرجت خفافيش الظلام من جحورها لتلعب لعبتها وتعيث فساداً في الأرض ، فقد زارت الخفافيش المتعطشة للدماء والتي تبحث عن ضحايا لتتغذى على دمائها، ولم تجد إلا مقرات الصحف وعلى رأسها صحيفة دنيا الوطن وصحيفة الاستقلال لتمارس طبعها وتغذي شبقها للدم .
فالخفافيش يبهـرهـا النـور وتأنس بالظُّلْمَة ، فـنـور الحق مبهر أكثر من الشمس ، فَيَحِـقّ لخفافيش البصائر أن تَعْشُو عنه " كما يقول ابن القيم .

ولا عَجَب أن تَرى من يعتقد أنه ملاك أعْمَاه نُورُ الحق فلا يَرى إلا في الظُّلْمَة ، لا عجب أن ترى من يُبصر في الظَّلام ، أو يُسمِّي بَلداً من بلاد الفساد : بَلَد النور وبلد الأمن والأمان .
لأن من حَمَل صِفَـة " الخفّاش " لن يَرى في النور ، بل في الظُّلْمَة ، والظَّلام نور بالنسبة له لا عَجَب أن ترى من يَرى القوّة الكامنة في الضعف البشري
الخفافيش يَبهرها نور الشمس ؛ فتختفي ، وتأنس بالظُّلمَة ؛ فتفرَح وتطير
ويُنصَح الأرمد بِعدم الظهور في الشمس .. وما في الشمس مِن عيب ولا مَرض ولكن المرض والعيب في عيني الأرمد .

وكما قال أحدهم :

فقل للعيون الرُّمْد للشمس أعينُ ** تراها بِحَقٍّ في مَغِيبٍ ومَطلعِ
وسامِح عيونا أطفأ الله نورهـا ** بأبصارها لا تَسْتَفِيقُ ولا تَعِي

وقد يُنصح المريض بِعَدم شمّ الطِّيب ** وما في الطِّيب من عَيب
وما على العنبر الفوّاح من حَرَجٍ ** أنْ مَاتَ مِن شَمِّـه الزَّبَّال والجَعل

إنهم يُغالِطون أنفسهم ، ويُغلِّطون غيرهم حينما يظنّون أن شمس الحقيقة تَخْفَى ولا يمكن ابصارها .

ومن عجب أن يتحول كثير من أبناء هذا المجتمع المنكوب إلى لصوص ، وقطاع طرق ، وإرهابيين ، يغيرون مع غارة الإعصار، على البيوت ، والمحال التجارية ، والبنوك ، والممتلكات العامة ، وعلى الصحافيين وعلى مقرات الصحف يفتكون ، وينهبون ، ويقتلون تحت تهديد السلاح كل هذا يَحْدُث ببركات مولانا ، وفي ظنهم أ، يطمسوا الحقيقة التي بات يعرفها الصغير قبل الكبير .
لا يختلف اثنان على أن العمل الإجرامي الآثم الذي استهدف مقر صحيفة دينا الوطن وصحيفة الاستقلال هذه الصروح الثقافية عمل شائن لا يمت لهذه الأرض الطاهرة وأهلها بصلة.. عمل إجرامي لا يقره دين ولا عقيدة ولا مذهب ولا عُرف ولا الطبيعة الإنسانية للبشر ، جريمة يستنكرها كل مواطن حر وشريف .
وقد يحار المرء في تفكيره عن الدوافع التي تدفع إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم التي تستهدف منشآت مدنية تعج بالأبرياء وتروع الآمنين .. تقتل وتجرح عشوائياً رجالاً ونساء وأطفالاً ، مسلمين ومسيحيين ، اقتحام مقرات حكومية وغير حكومية ، وملاحقة صحافيين ومداهمة مقرات صحافية ، إن كانت معتقدات دينية فديننا الحنيف منها براء .. فقد قال سبحانه وتعالى : { ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً }.

ولكن إن إغْتَـرّ هؤلاء بقوّتهم وجبروتهم ، فالله أقوى ، وهو جبار السماوات والأرض .
لهم العُّـزّى ، ولنا العِزّة – بإذن الله – ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ) .
تحية لكل قلم حر وشريف في هذا الوطن المسلوب والمنكوب ، وختاماً دعاؤنا كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام : « رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر ».









ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المسؤولين أين أنتم من عمال فلسطين
- ظهر الخوارج وشكراً لأنهم ظهروا
- ويل لمن يفترون الكذب
- حملة من أجل دعوة حماس للتوقف عن العبث في مقدرات الشعب الفلسط ...
- نحن والحصار
- من يحمي الوطن والمواطن ؟
- أين وصلت قضيتنا الفلسطينية ؟
- الأمة العربية .. إلى أين ؟


المزيد.....




- أمطار غزيرة في كوريا الجنوبية تخلف 17 قتيلاً على الأقل و11 م ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: تزايد فرص اتفاق بشأن الرهائن
- ترامب يهدد بوتين.. ماذا حدث بينهما؟
- 92 شهيدا من طالبي المساعدات معظمهم عند معبر زيكيم شمالي قطاع ...
- نذر تغير في ثوابت التعاطف والانسجام بين أميركا وإسرائيل
- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العزيز محمود - خفافيش الظلام