أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - تحت رماد الخذلان يستعر جمر المقاومة















المزيد.....

تحت رماد الخذلان يستعر جمر المقاومة


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 631 - 2003 / 10 / 24 - 02:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



بعض من يعتبرون انفسهم من رواد الواقعية السياسية، يصرون علي التعويل علي الحوار والتفاوض مع المحتل، من اجل خلاص العراق من الاحتلال.
انهم ينددون بالمقاومة وانصارها، ويعلقون آمالا، هي في الواقع، بعيدة عن فهم اهداف المحتل، او هم يفهمونها ويزوغون عن تأكيدها.
وفي ذات الوقت، فان هؤلاء يبتعدون عن فهم مزاج العراقيين حين يبالغون في وصف تعبهم ويأسهم.
لكن من يسعون لقطع الطريق، امام مواجهة ومقاومة المحتل، انما يعبرون عن يأسهم هم، وبالتالي عدم جدارتهم في تمثيل شعبهم، دع عنكم قيادته.
فحصيلة طروحاتهم، هي اطالة امد الاحتلال وزيادة معاناة الشعب، ونهب خيرات البلاد، وقد رأينا، ان المحتلين واعوانهم من العراقيين، قد اعلنوا، مؤخرا وضع ثروات العراق ومؤسساته للنهب في المزادات العالمية.
يجري التمويه علي سياسة الاحتلال هذه، بزرق بعض الحقن المخدرة للناس. من ذلك مثلا، الادعاء بتوفر الحريات الديمقراطية في ظل الاحتلال، وبوجود 95 حزبا ومنظمة سياسية جديدة و162 جريدة.
وقد اطلع الرأي العام علي حوادث تعطيل بعض هذه الصحف واعتقال اصحابها بحجة (التحريض علي العنف).
وحصل بعض الموظفين او المتقاعدين او العاطلين علي رواتب اعتبرت مغرية، قياسا الي جوع الناس السابق ابان فترة الحصار الامريكي علي العراق.
لكن مفعــــول هذه الحقن المخدرة، يرافقها الاذلال والاهانات ومواجهة احتجاجات العاطلين عن العمل بالرصاص، ومع حقيقة حرمان اعداد اكبر، من العراقيين، من موارد المعيشة، لم يكن سوي الاثر المؤقت في تحسين صورة المحتلين واعوانهم.
ان راتب بعض صغار الموظفين الذي صار 120 دولارا شهريا بعد ان كان بضعة دولارات ابان الحصار، انما يخفي السرقة الكبري لاموال العراق ولثروات سكانه، التي ستصل الي ارقام فلـــكية من ملــــيارات الدولارات، تصب في خزائن غزاة العراق.
بين اكاذيب المحتلين ايضا، هذه الضجة المثارة حول طلب الرئيس الامريكي بصرف مبلغ 87 مليار دولار تحت عنوان اعمار العراق ، بينما يراد منها تغذية الآلة الحربية للاحتلال بالدرجة الاولي، حين خصصوا لذلك 66 مليارا منها.
بذل مثقفو الاحتلال، جهدا كبيرا، لترويج اكذوبة تتحدث عن اضطرارهم القبول بالاحتلال بوصفه الامل الوحيد والاخير للخلاص من الدكتاتورية.
واليوم، وبعد الاحتلال، يواصلون اكذوبتهم بالادعاء ان من يريد زوال الاحتلال، يعني انه يريد عودة الديكتاتورية.
لكن العراقيين، يعرفون حقيقة النوايا الامريكية، حتي قبل ان يقرأوا تصريح هنري كسينجر حينما قال: ان مشكلة امريكا ليست مع صدام حسين، او البعثيين، بل مع العراقيين انفسهم .
ان مثقفي الاحتلال، باكاذيبهم تلك، يتجاهلون حقيقة ان امريكا هي التي رعت دائما الدكــــتاتوريات في العالم. وهي نفسها، التي تتخلي عنها، وحتي تستبدلها، حين تنتــــهي فوائدها، او تتحول عبئا عليها. فلا ضمانة اطلاقا، لعملاء اليوم من مثقفين او سياسيين. وحينما يضطر المحتلون للرحيل، فلن يفكروا كثيرا بمصائر الاتباع. وليأخذ هؤلاء عبرة من مصير عملاء الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان.
يســــعي صقور البيت الابيض لدمج آخر مبتكراتهم فـــي الحرب النفسية، وشراء جيوش العملاء والدعاة ومافيات الاقتصاد، والســـيارات المفخخة بدقة عالية، لاقنـــــاع من يريد الاقتناع باحتلالهم العراق، ولارضاخ من لا يرضخ له.
ومن بين اهم اساليبهم للاستحواذ علي هذا البلد، السعي لتفتيت الصف العراقي في كل المجالات. وتشير الوقائع، في الاشهر الاخيرة، الي الاهتمام الكبير لسلطات الاحتلال لان تكون هناك صراعات عراقية داخلية دائمة، بين القوميات والاديان والطوائف والاحزاب والعشائر، وحتي في كل مؤسسة وحي عراقي.
من بين كل تلك الصراعات، فان الشهوة لخلق اية ذرائع ممكنة لنزاع طائفي بين شيعة العراق وسنته، تبقي عالية وفي غاية النهم.
وفي الرد علي هذه المساعي بالوحدة، ستتوفر اهم ضمانات الحفاظ علي روح السلام وعروبة العراق واصالته الوطنية، وقدرة تركيباته القومية والدينية والطائفية علي الرسوخ.
في الرد علي المتعاونين مع امريكا، الرد علي شيعة امريكا وسنتها، علي عرب امريكا وكردها، علي تركمانها وكلدانها، سيصان ويصمد عراق المستقبل، كما صمد بالامس بل وافضل مما صمد بالامس.
ان ظاهرة صلاة الجمعة المشتركة بين الشيعة والسنة في بغداد وغيرها، وتبادلها اسبوعيا بين مرقدي الامامين موسي الكاظم وابو حنيفة، هي ذات دلالة وطنية واسلامية، كبيرة الاهمية لحاضر ومستقبل العراق.
وازاء المقاومة والرفض للاحتلال، لن تستطيع ستة احزاب كانت وطنية بالامس، ثم القت راياتها تحت اقدام الامريكي المحتل، ان تقنع العراق والعرب والعالم، بان صفقة الخيانة هذه، يمكن ان تسوق بنجاح حتي النهاية.
ولن ينفع تلك الاحزاب، اسماء الامس اللامعة او اختامها الزاهية. فالعالم كله يري، والاعداء قبل الاصدقاء يرون، تحت رماد الخذلان الذي نشرته في صفوف الشعب، تبعات الدكتاتورية المنهارة، والاحزاب والقوي والشخوص المتخاذلة، يســـتر اليوم جمر مقاومة الشعب للمحتلين.
ان افتضاح المعلومات التي تكشف زيف المبررات الامريكية والبريطانية لشن الحرب، وتفاقم مأزق الاحتلال، كل ذلك يتردد صداه الان، عند مؤيدي الاحتلال من العراقيين، علي صورة نواح وتصريحات حزينة عما يسمونه غياب الاستراتيجية الامريكية، وعن اخطاء الامريكان، وعم سماعهم رأي ومقترحات اعوانهم.
وهؤلاء لم يدركوا، او هم لا يستطيعون ان يعلنوا انهم ليسوا سادة، ولا شركاء، بل مجرد اتباع.
وبعد الفضائح الواسعة لنوايا المحتلين،في الهيمنة والنهب، فان الدعوات المضادة للمقاومة الشعبية، تزداد انكفاء. كما راحت تتضاءل الدعوات السلمية لاقتصاد مواجهة الاحتلال، علي المقاطعة او الرفض وحدهما.
تحت تأثير هذه التطورات، صرنا نشهد ان نضال كل قطاعات الشعب، العراقي، وفي جميع المناطق، تلتقي لتصب في تيار موحد يهدف لتحرير الوطن.
في الصراع المستعر الآن، بين ارادتي تخريب الوحدة، او الحفاظ عليها وتعزيزها، سيتقرر مصير العراق.
كاتب عراقي

 



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة الشيوعي العراقي تنكّرت لوطنية حزبها
- آخر صرعات العولمة: شيوعية الاحتلال
- مجلس حكم ام مجلس وطني لمقاومة الاحتلال؟
- مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية
- الاحتلال وثقافة البيعة
- الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - تحت رماد الخذلان يستعر جمر المقاومة