أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال














المزيد.....

الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 503 - 2003 / 5 / 30 - 04:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


2003/05/17

      ان القساوة المتميزة للاستبداد الداخلي، الذي عانينا منه في العراق، وكذلك طول أمد هذا الاستبداد، كان أحد الأسباب المهمة في تشوش الرؤية، في أوساط الحركة الوطنية العراقية.
فهناك من لم يستطع التنبه الي خطر جهتي الاستبداد والظلم، اللتين تحيطان بشعبنا وهما: الاستبداد والطغيان الامريكي ـ الصهيوني من جهة، والديكتاتورية الداخلية من الجهة الثانية.
لم يقتصر النقاش الحاد هذا، في المعسكر الوطني علي خلافات الرأي، بل تعداه الي الافتراق التام اثر القبول بالتلاقي مع الوعود التي يقطعها الاستبداد الدولي بتحرير العراق من ديكتاتوريته.
وهناك من سمي دور الامبريالية الامريكية المعاصرة بـ العامل الدولي ووافق علي التعامل معها، وهو يعني التحالف معها تحديدا، شرط ان يكون ذلك التعامل التحالف واضحا ونزيها وشريفا!
تلك كانت النتيجة لمن اعطوا الأولوية للخلاص من الاستبداد الداخلي، باستساغة اللقاء، لتحقيق هذا الهدف مع دولة الاستبداد الدولي.
هنا، لم يعد الخلاف مجرد وجهات نظر بين وطنيين في معسكر واحد. فقد انقسم الصفان الي ثابتين في الدفاع عن القضية الوطنية، وآخرين ارتدوا عنها، بقبولهم التلاقي مع المستبد الخارجي، بأمل الخلاص من ديكتاتورية بلادهم.
في أكثر من مرة، اعتبرنا الديكتاتورية، في العراق، ونفاد صبر الكثير من الاصلاح الداخلي، له المسؤولية الكبيرة، ليس عن خراب الوطن فقط، بل حتي عن سعة الارتداد عن القضية الوطنية، وعن سعة القبول بحلول وبوعود المستبد الاجنبي.
لا شأن لنا بالحديث الطويل عن العملاء المكشوفين، الذين هيأهم الغزاة لتدعيم غزوهم وتحطيم استقلال العراق وارضاخه. فهؤلاء زمر تافهة، لمس الشعب كله سوء فعالها.
لكن الغزاة، سيعتمدون، علي الارجح، قاعدة للنظام الذي يرونه اكثر قدرة و ملاءمة لحكم العراق تستند بالدرجة الرئيسية الي المرتدين عن قيم الوطنية، وخاصة في ميداني الثقافة وفئة التكنوقراط، التي ستدير العراق نيابة عن الادارة المباشرة للغزاة فيما بعد، ولتحقيق كامل اهدافهم.
اذا كانت نقاشاتنا حول امكان أو صواب القبول بالحل الامريكي، تجري سابقا عن احتمالات مرجحة أو غير مرجحة، فهي، بعد اكتمال الاحتلال الامريكي ـ البريطاني للعراق، في نيسان (ابريل) الماضي، اصبحت واقعا مرا أمام العراقيين والعرب والعالم كله. وقد فاق هذا الاحتلال، في شروره وعدوانيته، أي تصور مسبق عندنا. وقد تأكد ما قيل بالأمس، بأن من يرفض مقاومة الغزاة، قبل غزوهم، لن يكون في وضع المقاوم لهم بعده.
هنا عنينا المرتدين عن وطنيتهم بالذات، وليس بسطاء الناس الذين عبروا عن مجرد تنفيس خواطر، حينما اعلنوا جزعهم من الديكتاتورية، بالقبول حتي بالشيطان، وهم اليوم يكتوون بجهنم الشيطان. وهذه الحقيقة، تفسر السخط الواسع والسريع الذي نشهده اليوم في الشارع العراقي ضد الاحتلال والمحتلين.
وقد اظهرت احداث الاسابيع الاخيرة، حقيقة ان الشارع، صار اليوم، يقود الاحزاب، وان القواعد ترشد القيادات، خاصة عند نزولها عند الارادة الشعبية في رفض أية مساومة مع الاحتلال، والقبول به ولو مؤقتا. وسيكون المحك لمستقبل الدعم الشعبي، لأية قيادة سياسية، وبغض النظر عن هفوات وسقطات الماضي، هو الموقف من الاحتلال الامريكي ـ البريطاني ـ الصهيوني للعراق، تحديدا، وليس تجاه أية امور ثانوية اخري.
لذلك يترتب علي منافقي السياسة وعاظ السلاطين، في الحكومات والاحزاب، ان يكفوا عن ضجيجهم في الصحف والاذاعات والفضائيات، بالاحاديث عن انماط الديمقراطية والدساتير الدائمة أو المؤقتة، وعن اشكال بناء الدولة الجديدة واقتصادها، وهم يتهربون زيفا ونفاقا، عن قول حكمهم بشأن احتلال بلادهم.
ان قصائدهم عن الديمقراطية والحياة الدستورية التي يبدعون في تدبيجها وزخرفتها، لا تخرج عن كونها القفازات الحريرية لتنظيف قبضة الغزاة الحديدية. والشعب الجائع، المحروم من الأمن والدواء، الطامح للتحرر والديمقراطية الحقيقية، والذي عاش في قساوة ابشع ديكتاتورية عرفها، لن يقبل بديمقراطية زائفة يعده بها المحتلون وعبيدهم.
لا بد ان يتوجه قدر كبير من التيقظ لسموم مثقفي الهزيمة، وخاصة من ارتدوا عن النضال الوطني والقومي الاممي والاسلامي، الذين راحوا يروجون للمهادنة والاستسلام للغزاة، ولبيع الاوطان، ويسعون لتدمير كل جهد وطاقة للصمود والمقاومة.
يسعي بعض كبار المرتدين الجدد أو قدمائهم، ان يخيفوا الشعب من صعود دور القيادات الدينية، باسم التحذير من الاصولية المتعصبة، او من دور الطالبانية الجديدة . لكن في واقع الحال، فان اكثر ما يخيفهم من دور هذه القيادات الدينية، هو نداؤها الجهادي الاخراج الاجنبي الكافر فورا من العراق . ان اكثر ما يخيفهم ان الفتاوي وجهت ضد محرر المرتدين.
ان المبدأ السامي، الوحيد، للديمقراطية الامريكية ـ البريطانية ـ الصهيونية، التي تريدها للعراق الآن، هي التي تقبل باستعمارها له ولا تهدده بأي شكل. انها الديمقراطية التي تقبل بدوام القواعد العسكرية وسيلان النفط والانفتاح علي اسرائيل، ثم انتخبوا ايها العراقيون، من تريدون من حكومات العبيد: صوت وانتخب وحدك بحرية يا هو اللي تريده من الحرامية !
لا مجال لليأس. فاليأس، هو النبتة المسمومة التي يسعي لغرسها في تربة العراق الطامعون واعوانهم من المرتدين. لقد نهض الشعب العراقي ضد الاحتلال، بالأمس واليوم، رغم تضحياته الجسيمة ومعاناته. فهو يدرك ان نقيض المقاومة، الهلاك، وهو يدرك ان الوحدة الاسلامية والوطنية هي سلاحه الوحيد لافشال ونزع سلاح اعدائه، المتمثل في تحطيم وحدته وتفريقه من جديد نحلا أكثر ومللا اكثر، واقطاعيات يشرفون هم عليها.
ختاما اذكر بعضا من خطاب شاعرنا الوطني المبدع كريم العراقي للجميع:
الله يحرسك يا عراق
الله يحرسك يا جريح
يا بو المآسي توكل وكوم
طايح عقل من رادك تطيح

 
 



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال