أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية















المزيد.....

مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 03:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



تذرع الشطر المتواطئ مع الامريكان، في المعارضة العراقية، بأنه عند ارتهانه لهم، كالغريق الذي لا منجاة له سوي ان يتشبث حتي بقشة تقوده لشاطئ السلامة.
لكن المعارضة التي ارتضت هذا الارتهان، فاتها ان تدرك انها الغريق الذي يتشبث بلغم اتجه نحو بغداد، وليس خشبة الانقاذ.
ومع ذلك، يبدو انه ما زال يترتب علينا ان نوضح بلا انقطاع، ان الامريكان قد بزوا كل الطغاة ومدمري الحضارات البشرية، في فنون الخراب. وهم لا يعرف لهم يوما انهم ساعدوا شعبا واحدا في تطوير بلده أو اعادة بنائه.
فالشهور القلائل الماضية من احتلالهم للعراق، أعطت للعالم نماذج بليغة الدلالة عما ذكرناه، وبموجب خطط تدميرية مرسومة مسبقا، وبقساوة منقطعة النظير.
قبل الحرب علي العراق، وضع مخطط سمي تغيير الهوية الثقافية في العالم العربي وأقره جورج بوش. من معطيات هذا المشروع تغيير مناهج التعليم التي تحضّ علي كره الصهيونية والامبريالية، حينما اسموها بـ تكريه اليهود والغرب . ومنها ايضا، اعادة تفسير القرآن الكريم لهذه الاغراض والهدف واضح، افراغه من مضامينه حين يفشلون في تغييره. واظن ان في مقدمة ما ينبغي ان يلغي، أو يهمل، الآيات الكريمة التي تطلب من شعب العراق الاستعداد لمقاومة اعدائه وخاصة الآية الكريمة: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم .
وسوف يستبدلها وعاظ السلطان المحتل بـ اطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم . وسيقولون ان قرار مجلس الأمن المرقم 1483 قد حدد لنا اولي الأمر منا!
يعبر المرتدون عموما، ومن مرتدي اليسار بخاصة، عن هلعهم من مطلب زوال الاحتلال الامريكي ـ البريطاني الفوري، وهم لا يكتمون تأييدهم لبقائه بذرائع عديدة، في مقدمتها الخشية من عودة النظام الديكتاتوري ثانية الي الحكم بوصفه يمتلك قوي أكثر من غيره تمكنه من ذلك.
لكن هؤلاء المعارضين لسلطة الديكتاتورية بالأمس، والمتعاونين مع سلطة الاحتلال اليوم، ملأوا اسماع العالم بأنهم هم الذين يمثلون اكثرية شعب العراق وان لهم النفوذ الاول حتي داخل الجيش العراقي وقد أكدت ذلك مؤتمرات عسكرييهم وتصريحاتهم.
هنا تكمن المفارقة الكبيرة بين خشيتهم من عودة النظام المنهار التي يتوقعونها، عند رحيل الاحتلال، وبين ادعاءاتهم بأن الشعب يساندهم في قيادة عراق مستقل. يتجاهل هؤلاء حقيقة ان الشعب الذي ذاق مرارات الديكتاتورية، ونظم الاستبداد والقهر، وعاني مآسيها، يتوق الي ديمقراطية حقيقية وقد توفرت له المناعة التي تجعله قادرا علي رفض أية انظمة ديكتاتورية، سواء كانت القديمة منها أو الجديدة التي تتلبس ثوب ديمقراطية زائفة يحميها الامريكان والانكليز.
شتم المرتدون المقاومة الشعبية، التي تتصاعد الآن كل يوم، وابتكروا لها اتهامات لا تصمد امام واقع اتساعها اذ تصل الي عقر حصونهم التي تخيلوها، وهي تتحول الي موقف شعبي عام علي نطاق العراق كله.
من المفيد ان نلاحظ انه يتشابه دور مرتدي اليسار عندنا، الذي حول قبلته نحو امريكا، مع اوروبا المرتدة عن الاشتراكية التي تحولت لدي بوش وبيته الابيض الي العضيد الذي سيسهم في دعم نزعته العدوانية وخاصة محاولته فرملة اندفاع اوروبا الاصيلة الهرمة كما سماها، نحو الاستقلال.
انهم بدل المقاومة يرفعون شعار: النضال من أجل الديمقراطية في العراق، حتي في ظل الاحتلال ، وكلمة (حتي) لها معان كثيرة لا تعد، لدرجة ان أحد كبار النحويين قال: اموت وفي نفسي حسرة من حتي . ولكن لم يستطع أي نحوي، سابق أو معاصر، ان يتوصل الي معناها هنا لدي بعض من كانوا طليعيين بالامس.
فهم عندما يقولون: ان الديمقــــراطية ممكنة حتي في ظل الاحتلال ، انما يقصدون انها ممكنة فقط في ظل الاحتلال. واذا رفضتم، فبــــعد رحيل الاحتلال، الديكتاتورية لا غير، تريد غزال اخذ نملة ، هؤلاء يصوغون اهدافهم ايضا بـ: عراق مسالم وآمن من يرفض التطرف والعنف والعدوان ، وهذه الاوصاف السلبية الثلاث، يقصدون بها تحذير العراقيين فقط.
وهم يضطرون احيانا الي بعض الاستدراكات الخجولة واللوم لتطرف وعنف الاحتلال، دون الحديث عن عدوانه اطلاقا، فذلك حرام.
لكن المحتلين مصرون علي اجابة هؤلاء بتنكرهم حتي لوعودهم باقامة حكومة عراقية، مؤقتة أو دائمة، يشكلها القابليون بالتعاون مع الاحتلال
بعض القوي التي ما تزال تعتبر نفسها طليعية حتي الآن، اضطرت للحديث مؤخرا، عن رمي النفس في احضان البطالة والتجويع، بعد حل الجيش العراقي وتعطيل اكثرية مؤسسات الدولة. أما محذورها الاول من تأثير هذه المظالم فهو خشيتها من ان يدفع ذلك البعض الي دروب العنف والارهاب . وواضح انها لا تقصد بها سوي الخشية من اتساع المقاومة الشعبية للاحتلال.
وتتهرب صحافة هذه القوي، من تسمية مسؤولية الاحتلال الامريكي فيما حل بالعراق، بينما تكثر في الاوصاف المموهة له، كالظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها البلاد، أو الوضع المتأزم القائم و... الخ.
والأغرب من ذلك، ان يكـــون من ضمن مهمات لجان التنسيق للاحزاب والقوي السياسية والفعاليات الاخري ، التي تتشكل الآن في المدن والمحافظات العراقية هي: المساهمة مع السلطات المحلية وقوات التحالف في كل مدينة لتأمين استتباب الأمن .
هنا يتجاهل المتعاونون مع الاحتلال، ان هذا الاخير، هو المسؤول الاول الآن، عن انعدام الأمن واشاعة الرعب والقلق بين الناس، وتشجيع الجرائم وخاصة في العاصمة بغداد. انه لا يريد من هؤلاء المتعاونين معه، ضمان أمن الناس، بل ضمان امنه هو أولا.
بالطبع، فان رفض الاوهام بامكان تحقيق الاستقرار والأمن، واقامة الديمقراطية في ظل الاحتلال، لا يعني رفض، بل تأييد ومساندة الفعاليات الشعبية السلمية لحماية أمن الناس، وتلبية الحاجات الملحة في الغذاء ومياه الشرب والدواء والتعليم وتوفير وسائط النقل والاتصالات، وفرص العمل للشعب العراقي الذي دفع في ظل الاحتلال الي بطالة واسعة مكشوفة أو مقنعة.
فتغذية وتحفيز الجهد الشعبي السلمي لتلبية هذه المطالب، يشكل الاعمدة والدعائم لتكوين جيش الدفاع الشعبي عن استقلال العراق. يسعي المنتغصون من الاحتلال، أو بعض الغافلين اقناع العراقيين بأن الاستعمار قد تغير بصورته وجوهره، الا ان وقائع ثلاثة اشهر من هذا الاحتلال، تبدد كل يوم، هذا الادعاء وستظهره بأنه مجرد اكذوبة.
من هنا، يصح الاستنتاج ان رفض الاحتلال هو المعيار الاول الآن لوطنية العراقي، ولا يمكن الاكتفاء باعلان الرفض دون ان يقترن ذلك بالفعل الواعي لانهائه بكل السبل الضرورية والممكنة.
قد تنقاد حشود كبيرة من الشعب، لهذه القيادات أو تلك، في ظل انعدام المؤسسات الدستورية، والإعلام الحر، والتأثير الكبير للعاطفة والمال وغيرهما من العوامل.
لكن قوي النضال التي تعلن خطابها الهادف لتحريك الفعل الشعبي في مواجهة الاحتلال هي التي ينطبق عليها ذلك المعيار الراهن للوطنية العراقية، وهي التي ستكون الأمل في قياد الناس نحو الخلاص والتقدم.
سيتوقف المستقبل القريب للمقاومة العراقية للاحتلال علي المشاركة الشعبية الواسعة فيها، علي توحيد قوي الشعب، علي عزل المتواطئين مع الاحتلال، وأخيرا علي برنامجها السياسي ـ الاجتماعي الواقعي، لعراق المستقبل.
كاتب من العراق يقيم في السويد

 
 



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال وثقافة البيعة
- الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية